في سوريا …عيد الصحافة الكردية ومهزلة الحركة الكردية

شيروان ملا إبراهيم

تسمى الصحافة بالسلطة الرابعة نظراَ لما تلعبه من دور هام في تقييم ونقد وتقدم وتحديد وتوعية …إلخ في كافة المجتمعات وكذلك توجيه الرأي العام أو التعبير عنه وغيرها من المؤثرات ومن كافة النواح الدنيوية، وبما أن الشعب الكردي في غرب كردستان وسوريا جزء من البشرية، فمن حقة أن يمتلك هكذا سلطة رابعة، ولكن … وفي الأيام الأخيرة الماضية وكالعادة انتزعت المواقع الكردية الإلكترونية بما يسمى بأخبار نشاطات الحركة الحزبية الكردية في سوريا بمناسبة عيد الصحافة الكردية، وكنقطة نظام أود أن أقيم الحدث من وجهة نظري.
بين كل فترة وأخرى تتزاحم بيانات وتوضيحات الحركة الكردية وكذلك من بعض لواحقها التي تسمي أنفسها (منظمة مستقلة) وذلك بقدوم مناسبة كل ذكرى أو مناسبة روتينية، الأمر الذي يؤدي إلى اتساخ المواقع  الكردية من هكذا منشورات لكثرتها الناتجة عن اصدار البيانات على انفراد ناهيك عن ما تسمى بمنظمة الدولة الفلانية أوالمنطقة تلك للحزب الفلاني الأمر الذي يؤثر سلباَ على تلك الكتابات والدراسات التي تنشر من قبل الأكاديميين والمختصين الكرد وغيرهم، في الفترة الماضية نشرت الكثير من بيانات الأحزاب الكردية عن نشاطات روتينية جامدة احياءاَ لعيد الصحافة الكردية متناسين عدة نقاط هامة وهي: 1- عيد الصحافة كما نعلم مناسبة كردستانية عامة والإحتفال بها يتطلب نشاطاَ جماعياَ لا فردياَ يكون في خدمة الدعاية الحزبية.

2- أثناء استذكار أي حدث ما من العقلانية والحداثة في الفكروالعمل التطبيقي أن يراجع المحتفلون ما فعلوه وما سيفعلوه لافتعال المناسبة أو الذكرى على أكمل وجه بشكل عملي وليس مجرد إلقاء كلمات وبرقيات ونشر توضيح عن مجريات الاحتفال.
إن الأحزاب الكردية لو خجلت من نفسها لراجعت ما هدرته من نشاطات إعلامية وصحفية كان من المفترض استخدامها في سبيل التعريف واعطاء الشهرة للقضية الكردية العادلة في سوريا أوعلى الأقل إنشاء صحافة شبه حرة يستطيع الكرد من خلالها التعبير عن آرائه وتقييماته إضافة إلى تبادل الأفكاروغيرها…حركة مضى على نشوئها نصف قرن وفي النهاية قامت مجموعات مستقلة بإنشاء مواقع على الإنترنيت وعلى حساب راحتهم وماديتهم الخاصة لتأتي الأحزاب الكرتونية بكل رياحة إلى إفراغ هذه المنابر الحرة من من محتواها بروتينياتها التقليدية.
قبل فترة طرحت سؤالاَعلى عضو في اللجنة السياسية لأحد الأحزاب حول عدم تمكن الكرد في غرب كردستان إنشاء فضائية تلفزيونية أو إذاعة فضائية خاصة بهم كما في سائر الأجزاء الأخرى من كردستان وبدعم من الحزبين الرئيسيين في كردستان العراق أو من جهة دولية أخرى فأجابني بجواب يعود مواليد هذا الجواب إلى الثمانينيات من القرن الماضي وهو أن للحزب الديمقراطي والإتحاد الوطني علاقات سياسية مع السلطة السورية الأمر الذي يجبرهم على عدم تقديم أية مساعدة علنية للكرد في سوريا، متناسيا التغييرات والتطورات الدولية والإقليمية وقوة الحزبين على الساحة السياسية الحالية، وعندما سألته عن كيفية تمكن كرد إيران على إنشاء أربع فضائيات تلفزيونية وبدعم من حكومة إقليم كردستان علماَ أن إيران تعتبر أول دولة في الشرق الأوسط اعترفت بحكومة إقليم كردستان فأجابني بجواب يدعو إلى البكاء والضحك في آن واحد وهو أن كرد إيران لم يتلقوا أي دعم إعلامي من الحكومة الكردية وإن تمكنهم من بث تلك الفضائيات سببه ميزانيتهم الحزبية القوية إضافة إلى علاقاتهم الدولية!! (طيب يا أخي لماذا أنت وأحزابك لا تقومون بتكوين ميزانية قوية وإقامة علاقات دولية !؟) وإلا لماذا تسمون أنفسكم بالقادة وأعضاء المكاتب السياسية؟ أم مهمتكم اقتصرت على الإنشقاق واتهام الآخر بالعمالة والخيانة ..؟؟

في العام 2002 قامت مجموعة من الأكاديميين والسياسيين الكرد وأبرزهم الدكتور اسماعيل حصاف بمحاولة لم أشلاء الحركة الكردية بمشروع تضمن ستة نقاط أساسية استراتيجية إحداها كانت تدعوا إلى إنشاء إعلام مشترك بين صفوف الحركة، أوعلى الأقل إصدار صحيفة مشتركة، ولكن …هيهات هيهات… فلم تجني مجموعة المثقفين هذه سوى ضياع الوقت، وباعتقادي الشخصي لو استمرت في محاولاتها مع هذه الأحزاب المهترئة لأتهمت بالعمالة والتخطيط لضرب البنى التحتية والفوفية للحركة الكرديةّ!!! وأثناء تمكن جواد الملا ببث ساعة إسبوعية من فضائية فيتنامية وكذلك إذاعة فضائية فإن الحركة الحزبية بدلاَ من أن تشتعل النخوة في أنوفها وتحاسب نفسها، إدعت بعض الأطراف منها أن جواد الملا إمتياز للمخابرات السورية في إنكلترا ستستعمله كأداة لإتهام الحركة الحزبية بالدعوة للإنفصال عن سوريا حين اللزوم، وأطراف أخرى تحججت بأنه فعل صبياني ومؤقت علماَ أن الإذاعة مستمرة في بثها حتى الآن، في النهاية لايسعني إلا أن أقول أنه من الأجدر والأفضل أن تراجع الأحزاب الكرتونية نفسها في هكذا مناسبات واقتراح مشاريع عملية أفضل من مضيعة الوقت بتأمين الكراسي ومكبرات الصوت ….إلخ وغير ذلك مما تحتاجه تلك الحفلات المملة بروتينيتها وتكرارها، ولو كانت الأحزاب جادة في أفعالها لما سمحت لجمعية المثقفين الكرد بإحياء الذكرى الأولى لإستشهاد الشهيد فرهاد عام 2005 التي حضرها ما يسمى بقادة الأحزاب كضيوف مثلهم كما الأحزاب العربية والشيوعية والمسيحية …إلخ، وملاحظة أخيرة أريد أن أقولها وهي أن خروج الفرق الفنية الكردية المتحزبة بمناسبة عيد الصحافة الكردية، ليست إلا بقصد التنزه في فترة الأجواء الربيعية لشهر نيسان ولهذا فهي تبحث عن مناسبة من تحت الأرض في هذا الشهر الربيعي، لذا لا تجد سوى عيد الصحافة سبيلاَ لها، والدليل على ذلك هو أن بعض الفرق الفولكلورية تخرج إلى الطبيعة في السابع عشر من نيسان مدعية الإحتفال بعيد استقلال سوريا، وخير دليل على كلامي عزيزي القارئ، هو أن تسأل أحد منظمي هذه الحفلات عن معنى الصحافة ومضمونها وسترى كيف أنه سيقول لك بأنه لا يملك الوقت الكافي لإجابتك نظراَ أنه على موعد مع رئيس الحزب للذهاب كوفد حزبي لتقديم التعازي بوفاة واحد من جيران أحد رفاقهم في الحزب…! وهيهات فلن تراه أمامك طيلة بقائك حياَ على وجه هذه المعمورة.

   

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية ومع مناصري ثقافة التسامح واحترام حقوق الانسان ومع أنصار السلم والحرية، نقف مع السوريين ضد الانتهاكات الجسيمة والاعتداءات الصريحة والمستترة على حقوق الانسان الفردية والجماعية، وسياسات التمييز ضد المرأة والطفل، وضد الأقليات، وضد الحرب وضد العنف والتعصب وثقافة الغاء الاخر وتهميشه، وتدمير المختلف، والقيام بكل ما…

نحن، المنظمات الحقوقية الكردية في سوريا، نهنئ الشعب السوري، بجميع مكوناته وأطيافه، على إسقاط نظام الاستبداد، إذ تمثل هذه الخطوة التاريخية ثمرة نضال طويل وتكاتف الشعب السوري ضد آلة القمع، وهي بلا شك نقطة انطلاق نحو بناء سوريا المنشودة. إن سوريا الجديدة، بعد إسقاط النظام البائد، تدخل مرحلة حاسمة، وهي مرحلة البناء والسلام والصفح. لذا، ينبغي أن تسود فيها العدالة…

خليل مصطفى بتاريخ 22/2/1958 (شهر شباط) تم التوقيع على اتفاقية الوحدة (بين مصر وسوريا)، حينها تنازل رئيس الجمهورية السُّورية شكري القوتلي عن الرئاسة (حكم سوريا) للرئيس المصري جمال عبد الناصر (طوعاً)، وقال لـ (جمال عبدالناصر): (مبروك عليك السُّوريون، يعتقد كل واحد منهُم نفسهُ سياسياً، وواحد من اثنين يعتبر نفسهُ قائداً وطنياً، وواحد من أربعة يعتقد بأنهُ نبي، وواحد من عشرة…