تناولت في الحلقين الأولى والثانية من مقالتي المنشورتين تحت نفس عنوان هذه التي أنا بصدد نشرها نقداً لمجموعة أحزابنا الكردية في سوريا بشأن قراراهم إعلان الحداد العام، وإلغائهم لاحتفالات نوروز هذا العام، ويبدو بأن قرارهم التوافقي ذاك جاء نتيجة لضغوطات متلازمة من السلطة مع جريمتهم تلك التي أدت إلى قتل ثلاثة من أبناء مدينتنا قامشلو، وجرح عدد منهم بالرصاص الحي وهم يحتفلون بعيدهم القومي في ليلة 20.03.2008 ، ومن المستغرب أن بعضاً من قياديي أحزابنا الكردية بدؤوا يتنكرون لقرارهم بإلغاء نوروز بعد أن تعرضوا لانتقادات شديدة من قبل أغلبية أبناء شعبنا.
http://www.gemyakurda.net/modules.php?name=News&file=article&sid=8039
على العموم فإن أية محاولة للتنصل من مثل تلك القرارات لا يعني بالضرورة ندمهم على ما ارتكبوه من أخطاء شوهت تمثيلهم لنا.
لذا نرى بأنه يتعين علينا أن نتابع حقنا في ملاحقتهم بانتقاداتنا البناءة دون أي تردد حتى يعلنوا بشكل صريح وواضح ندمهم على أخطائهم تلك التي وقعوا فيها بحق قضيتنا وحق دماء شهدائنا بخطوات عملية.
لا سيما وأن أربعينية شهداءنا لم يبقى عليها سوى يومين فقط.
علماً بأن كل المؤشرات لا تدل على أنهم سيقومون بأية خطوات عملية ضد سلطات القتل السورية بخصوص جريمتها تلك.
وإلا فإنه يتعين عليهم أن يعلنوا تخليهم عن ادعاءاتهم بأنهم يمثلوننا.
كما كان يتعين عليهم قبلاً أن يقولوا بأنهم لن يسمحوا بأن يراق المزيد من دماء عناصرهم الحزبية.
بدلاً مما كانوا قد قالوه “بأننا لا نسمح بأن يراق المزيد من دم أبناء شعبنا الكردي”.
هذا وقد سبق لي أن عرجت بعض الشيء في الحلقة الثانية من مقالتي التي نوهت عنها أنفاً على ذكر مجموع أحزابنا الكردية التي تدعي تمثليها لشعبنا ومسؤوليتهم في الدفاع عن قضايانا القومية والوطنية.
كما تناولت فيها نشاطات تلك المجموعات المتحالفة وما تتبناها من مناهج وأنظمة داخلية قديمة ومتماثلة، كالجبهة والتحالف والتي تنحصر أعمالها في بيانات وتصريحات لم تعد تجدي نفعاً.
كما قيمت لجنة التنسيق الكردية التي لا تستطع هي الأخرى أن تتخلص حتى الآن مما ورثته عن أحزابها من أنظمة داخلية ومناهج تكاد تماثل تلك التي يعمل بها الجبهة والتحالف بخلاف بعض التعديلات التي أحدثها يكيتي على سبيل المثال بخصوص تداول بعض الصلاحيات.
إلا أن للتنسيق محاولات بين حين وأخر للخروج عن نطاق إصدار تلك البيانات التي قد تجمل أحيانا صورة النظام القمعي السوري عندما يغض هو الآخر الطرف عما تتضمنه تلك البيانات من انتقادات لسلطتها بشرط ألا تزعزع استقرارها.
كما أن للجبهة محاولات متواضعة بين حين وآخر لتنظيم مسيرات أم احتجاجات ضد ممارسات السلطة.
هنا أستطيع إن أقول بأن ما دفعني لأن أقحم نفسي فيما تناولته بخصوص أحزابنا وما سأتناوله الآن أم لاحقاً هو ما أصابني من شعور قوي بالغبن والإحباط بسبب ما حققته مجموعة أحزابنا لما كان يسعى النظام إلى تحقيقه من وراء ما ارتكبته من جريمة بحق أبناء شعبنا في ليلة 20.03.2008 ليمنعهم من الاحتفال بعيدهم القومي.
أرجو أن لا تكون ما فرضته أحزابنا على شعبنا من قرارات هو جزء متمم لما كانت قد فرضته عليهم أثناء انتفاضة آذار من عام 2004 لإطفاء جذوتها حيث صرح رئيس حزب كردي أكثر من مرة بأن هذه المؤامرة هي امتداد لما كانت قد تآمرت به السلطات في ذلك الوقت على شعبنا.
بمعنى أن تكون مجموعة أحزابنا قد فتحت على نفسها باب ابتزاز للنظام منذ ذلك الوقت ليطل منه علينا جنجويدها بفوهات بنادقهم فيقتلوا من أبناءنا ما يشاؤون في مناسباتنا القومية أو غيرها وليفرضوا علينا بموجبها شروطهم دون أن تستطيع الجبهة أم التحالف أم غيرهم من أن يقفوا في وجههم ليردعوا عنا جرائمهم من دون أن يلبوا لهم ما يردون.
فأي تمثيل هذا الذي يدعونه عنا؟؟..!!.
على أحزابنا أن تعي جيداً لما أصبحت عليه أحوالنا وإياهم مع السلطات السورية فإن أي رضوخ لرغباتها وابتزازاتها لا بد إلا أن يؤثر سلبياً على علاقاتنا المشتركة معا.ً علما بأنه يتعين عليهم أن يكونوا دائما في الخطوط الدفاعية الأولى عنا لمواجهة مخططات السلطات الشوفينية الرامية إلى قهرنا وإذلالنا.
لا أن يتخندقوا في المؤخرة ويأمروننا بالخضوع لرغبات السلطة والرضوخ لسياسة الأمر الواقع التي تفرضها عليهم وعلينا على حد سواء.
كما وأن عدم تمكنهم من رفع سوية مطالبهم أو العدول عن تصعيد أساليب نضالهم واستمرار قبولهم بالأمر الواقع سوف يؤدي وبشكل أوتوماتيك إلى انخفاض شعبيتهم فيما بيننا وبالتالي يفقدهم شرعية وجودهم كمعارضة كردية، وهو ما لا يمكن أن يرضى به أي منا على الإطلاق.
حيث يتعين عليهم أن لا يخضعوا لأدوار لا يرضى بها شعبنا.
عليهم أن يعوا جيداً لما يبذله أولئك الذين يمثلون رغبات السلطات السورية في التحالف الديمقراطي الكردي في سوريا ومجلسه الموقر..!!..إضافة إلى ما تكون قد أحاطت بحركتنا من أخطاء ومعوقات كثيرة يحد من تفاعلاتها مع الأحداث والمستجدات ويمنعهم من الاستفادة من الفرص المواتية والتي قد تساعدهم للتغلب على المؤامرات التي تحاك ضدهم وضدنا من دون أن يخضعوا لابتزازات السلطات الدنيئة.
نذكر هنا بعض تلك الأخطاء والمعوقات التي تلازم أحزاب حركتنا الكردية والتي يمنعها أو يعيقها من أن تتخذ خطوات عملية جريئة لمصلحة شعبنا.
والتي سوف نتناولها وغيرها بالتفصيل في مقالة لاحقة.
حيث نحددها بالآتي:
- ممارسة العمل السياسي بشكل علني في الوقت الذي تعتبر أحزابنا سرية وغير مرخص لها.؟؟
- اعتماد مناهج وأنظمة داخلية تم توريثها عن أحزاب ماركسية قديمة سابقة بعد خضوعها لتعديلات بسيطة للغاية لا تستطيع أن تصلح حتى لتنظيم العلاقات فيما بين أعضاء جمعية خيرية أم فلكلورية.
- اعتماد أسلوب الديمقراطية المركزية.
لتصبح عند الممارسة بيد القيادات السياسية أسلوباً أشد قسوة مما تعتمدها أحزاب دكتاتورية. - احتكار القيادات للسلطات الثلاثة “التشريعية، والتنفيذية، والقضائية.
“إن صح لنا أن نسميها بالقضائية” والتي تقابلها حزبياً ما تمثلها أدوار الرقابة والتفتيش والتي تتوج بالعقوبات الحزبية.
كذلك تحكم القيادات بتثبيت ما تراه من نتائج التحقيقات أو إلغائها لتلك لنتائج أخرى في كثير من المسائل التنظيمية أو حتى في المسائل الخلافية، والشخصية أيضاً. - تحكم القيادات بحقوق تعين مسؤولين حزبيين وعزلهم أم إعفائهم من مناصبهم.
كذلك تحتكر لنفسها بصلاحيات تعيين هيئات أم منظمات حزبية جديدة أم إلغاء أخريات.
ولا فرق أن طالت إعفاءاتهم حتى إلى أكثر من نصف الحزب. - تحتفظ القيادات لنفسها بصلاحيات حجب المعلومات عن أية جهة رسمية من الحزب.
سواءً تلك التي تخص الحركة المالية، أم الأزمات التنظيمية التي تعصف بالحزب أو بإحدى منظماته.
لا سيما تلك التي تنجم عن سوء تصرف منها.أم من أحد عناصرها القياديين تحت حجة ضرورات المصلحة الحزبية العامة.. - وأستغل نشر مقالتي هذه لأتقدم في أربعينية شهدائنا لآذار هذا العام 2008 والذي يصادف بعد غد لأقول لهم أنعموا في جنات الخلد عند بارئكم أحياءً.
ولا تأسوا على فراق أهلكم وأحبائكم فقد دخلتم تاريخ شعبكم من أعرض أبوابه.
كما استطعتم باستشهادكم أن تقربوهم من قلوب كل أبناء شعبكم الذين أورثتموهم حب الوطن وعشق الكرامة…أكتفي بهذا القدر وسأحاول أن أطل عليكم في مقالة أخرى لتناول هذه النقاط ولربا غيرها أيضاً بنوع من التفصيل عل الله يأخذ بيدنا إلى ما فيه خير شعبنا ووطننا الحبيب..
26.04.2008