يا عـوازل فلفلـــوا.. و للجاليـــه هلهلـــوا

 ديـــار ســـليمان

ثمـة ما يثيـر الأهتمـام هذه الأيـام، نفتـح أجهـزة الكومبيوتر و بغمـزة يسارية من عيني الفأرة يشـرع الأنترنت بواباته: إفتـح يا سمسم..

عناوين متتالية أكثرها إثـارة أخبـار الجالية الكوردية في الأمـارات، أقـرأها جميعـآ قافـزآ على النص متجهـآ فورآ الى تعليقـات القـراء، إنها تشبه برلمانآ مصغـرآ جميلآ رغم أن النقاشـات تصل فيه أحيانـآ الى حد تبادل اللكمـات و التقـاذف بالكراسـي، رغم ذلك شـيء جميل أن يتكلم النـاس بصـدق و لما لا يتكلمـون فقد مـرت مئـة و عشرة سنوات على ولادة أول صحيفة كوردية و ليس خطـأ أن يعبر الجميـع، و بالمناسبة أتقدم بالتحية الى كل من يحمل قلمـآ (قلمـآ فقط) يعبر فيه عما يجـول في خاطره و بالتهنئة الى جميع الزملاء الذين يعملون في هذا الحقل الملـيء بالأشـواك لا بل بالمفخخـات و خاصة العاملين في الصحافة الألكترونية والذين يعانون أشـد المعاناة في كفاحهم اليومي ضد محاولات التلويث و ضد مختلف أشـكال و ألـوان الفـيروسات الطبيعية و الأصطناعية المتخلفة الطارئة على حياتنـا.

نعم بـدأ الناس يعبرون عن آرائهم في مسائل تخصهم و تعتبر من الشأن الكوردي العام و لم يعـودوا مجـرد صحـون سـتالايت تلتقـط جميع القنـوات و تستمتع دونما تدقيق بالمسلي منها أو الذي يوافق الهـوى.
أود أن أنضم الى القراء و أدلي بتعليق على بعض الذين تناولوا شـؤون الجالية الكودية في الامارات على شكل مقالات و نصائح.
يـرى أحد الكتاب الذين تناولوا هذا الشأن أن واحدآ من سببين يحـولان دون إلتقاء الكـورد في مركب واحـد سـببه نزعـات الشـيطان إضافة الى سـوء الفهم !!  و هذه بـرأيي نظريـة تعبانة ليس لها أي أساس من الصحـة ولا يمكن أن يصدقها حتى البسطاء من الناس، و لو صدقت هذه (النظرية) لكـان الحـل في لجـوء كل تجمـع كوردي الى الدجالين لكتابة بعض الحُجُـب لطـرد الأرواح الشـريرة و تهدئة النفوس.


 لست بحاجة للتأكيد أن الآكراد في مركب واحد حتى لو ترتب على إجتماع كل كورديين أن يكون (ثالثهما الشيطان)، فالأختـلاف من طبيعة البشر و هو يجعل الحيـاة أكثر جمـالآ.


و لكي نبقى في موضوع الجالية فأقول حسبما فهمته أن هناك مجموعة تقوم بإدارة شؤون الكورد على مدى ثلاث سنوات كانت أعمالها خلالها و حسب إمكاناتها عرضة للنجاح و أحيانآ للفشل أيضآ و هذا شئ طبيعي، لكن الغير طبيعي خلال محطـة التقييم هذه الأيام أن يأتي من يتشبه بحجة الإسلام و المسلمين بافي طيـار (دام ظله) في ضم كل شئ حتى و إن كان غير قابلآ للنكـاح الى سلسلة زوجاته مسـتغلآ حكاية الصندوق التي يسير لعاب البعض حتى و إن كان لم يزل فارغآ، المهم أن الصندوق المقترح لم يزل مجرد فكـرة لكن ذلك لم يمنع صاحب نظريـة (النزعات الشيطانية) من الإفتــاء بأن الأدارة القديمة قد إنتهت لانه حسب رأيه هناك رغبة عامة و شاملة بالتجديد!؟ و إن هناك إدارة جديدة ســتحل محلها و تغفر لها بصرف النظر عن ماضيها!؟
و حسب النظرية الفهلـوية في تقديم الرشى العلنية و القائمة على تقسيم البشر الى أعيـان و أطيـان و التي تجـد تطبيقاتها هذه الأيام في مسرح خيـال الظـل في الصحراء العربية حيث يقوم فيها المال بـدور البطولة في تحريك الدمى البشرية، هناك إتجاهات جديدة الى تبني أساليب عصرية لخدمة القضية الكوردية و ذلك برفع شـعار لكل مواطـن من الأعيان دكتوراة و لا فرق في إن كانت أفريقية أو روسية، المهم أن نصل في النتيجة الى الأكتفاء الذاتي ومرحلة كل مواطن دكتور.


هناك خبر سـار اليوم مفاده أن هناك إتفاق على عقد إجتماع موسع لجميع أفراد الجالية الكوردية في الإمارات: ألف مبروك.

و كذلك ألف تحية لموقع كورد ميديا الذي تناول المسألة بشجاعة و ترك الناس يعبرون عن آرائهم و يناقشون المشكلة بكل صراحة مما شكل ضغطآ دفع بهذا الإتجاه.

 23.04.2008
 
 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

عدنان بدرالدين   بينما تتجه الأنظار اليوم نحو أنطاليا لمتابعة مجريات المنتدى الدبلوماسي السنوي الذي تنظمه تركيا، حيث يجتمع قادة دول ووزراء خارجية وخبراء وأكاديميون تحت شعار ” التمسك بالدبلوماسية في عالم منقسم”، يتبادر إلى الذهن تساؤل أساسي: ما الذي تسعى إليه أنقرة من تنظيم هذا اللقاء، وهي ذاتها طرف فاعل في العديد من التوترات الإقليمية والصراعات الجيوسياسية، خصوصًا…

جليل إبراهيم المندلاوي   في عالمنا المليء بالتحديات الجيوسياسية والأزمات التي تتسارع كالأمواج، هناك قضية كبرى قد تكون أكثر إلهاما من مسرحية هزلية، وهي “ضياع السيادة”، حيث يمكن تلخيص الأخبار اليومية لهذا العالم بجملة واحدة “حدث ما لم نتوقعه، ولكنه تكرّر”، ليقف مفهوم السيادة كضحية مدهوشة في مسرح جريمة لا أحد يريد التحقيق فيه، فهل نحن أمام قضية سياسية؟ أم…

أمجد عثمان   التقيت بالعديد من أبناء الطائفة العلوية خلال عملي السياسي، فعرفتهم عن قرب، اتفقت معهم كما اختلفت، وكان ما يجمع بينهم قناعة راسخة بوحدة سوريا، وحدة لا تقبل الفدرلة، في خيالهم السياسي، فكانت الفدرالية تبدو لبعضهم فكرة دخيلة، واللامركزية خيانة خفية، كان إيمانهم العميق بمركزية الدولة وتماهيها مع السيادة، وفاءً لما نتصوره وطنًا متماسكًا، مكتمل السيادة، لا يقبل…

بوتان زيباري   في قلب المتغيرات العنيفة التي تعصف بجسد المنطقة، تبرز إيران ككيان يتأرجح بين ذروة النفوذ وحافة الانهيار. فبعد هجمات السابع من أكتوبر، التي مثلت زلزالًا سياسيًا أعاد تشكيل خريطة التحالفات والصراعات، وجدت طهران نفسها في موقف المفترس الذي تحول إلى فريسة. لقد كانت إيران، منذ اندلاع الربيع العربي في 2011، تُحكم قبضتها على خيوط اللعبة الإقليمية،…