في ذكرى اشنع ما اورده التاريخ من صنوف الوحشية بحق الانسان لابد ان نستذكر فضائح وفظائع جريمة الانفال التي وقعت في ظل النظام الدكتاتوري المقبور وبحق شعبنا الكوردي.
لذا من الضروري فهم هذه الحقيقة الشنيعة بسياقها الانساني وليس كما تظهر في الصحف والوثائق بشكلها العددي المجرد فالاحياء الذين بقوا بعد هذه الكارثة من ذوي المبادين هم انصاف أحياء تعصف بهم كل يوم اعتى ذكرى أليمة عرفتها البشرية سواء في القتل الجمعي ام في دفن الاحياء في مقابر جماعية.
عندما وجد النظام المقبور ان المدعو محمد حمزة الزبيدي غير مؤهل تماماً للقيام بعمليات الانفال اختير علي حسن المجيد للبدء بها وتنفيذها وقد منح صلاحيات واسعة مطلقة وملزمة عسكرياً وحزبياً في كوردستان العراق وبتخويل مما كان يسمى بمجلس قيادة الثورة وقد بدأ هذا الذي يطلق عليه لقب علي كيمياوي بتنفيذ خطة الجريمة الشنعاء ولكي لا ننسى ولا ينسى او يتناسى الاعداء التقليديون للكورد لابل للانسانية جمعاء لابد ان نذكر تحديداً الاعمال الهمجية التي قام بها النظام المقبور ضد الشعب الكوردي وكذلك ضد عشرات الالاف من ابناء المحافظات الوسطى والجنوبية:
1- جريمة انفلت ثمانية الاف بارزاني اختطفوا من مناطق سكناهم عام 1983 واختفوا منذ ذلك الوقت وتبين انهم قتلوا ودفنوا في مقابر جماعية وقد عثر على رفاتهم في مقابر جماعية في اربيل والسليمانية ونقرة السلمان.
2- جريمة قصف مدينة حلبجة بالاسلحة الكيمياوية والتي أدت الى استشهاد اكثر من خمسة الاف انسان دفن معظمهم في مقابر جماعية.
3- جريمة الانفال من عام 1987 الى 1988 حيث شنت حملات عسكرية استخدمت فيها الاسلحة الكيمياوية والتي أدت الى استشهاد 182 الف انسان وتم نقل اعداد كبيرة من السكان كالاسرى الى منطقة الحضر في محافظة الموصل والى نقرة السلمان في محافظة السماوة حيث دفنوا احياء مع عوائلهم في مقابر جماعية.
4- ضحايا قمع انتفاضة اذار المجيدة عام 1991 حيث قتل عشرات الآلاف من الناس في المحافظات الوسطى والجنوبية وكوردستان واستخدمت ضد المنتفضين كل انواع الاسلحة وهدمت البيوت على رؤوس ساكنيها ودفن معظم الشهداء في مقابر جماعية.
5- الضحايا الذين اعدموا في سجن ابوغريب عام 1996 -1997 ويقدر عددهم بين 1500- 2000 وقد دفنوا في مقابر جماعية.
6- ابناء المهجرين الشباب الذين اعتقلوا خلال تهجير عوائلهم الى ايران بحجة انهم من التبعية الايرانية عام 1980، وقد اختفوا وتبين انهم اعدموا ودفنوا في مقابر جماعية ويقدر عددهم بحوالي ستة الاف شخص معظمهم من ابناء الكورد الفيليين.
اننا في هذه الذكرى الاليمة نتوجه الى الضمير الانساني والى الضمير الاسلامي والعربي للاطلاع ودراسة الوثائق والمستمسكات ذات العلاقة بمجزرة الانفال الوحشية واتخاذ ما يلزم من مواقف معلنة ازاء ما جرى بحق هذا الشعب المسلم الشقيق للشعب العربي.
وعندما نطالب بالحق الانساني فنحن نعلم ان من ابادته الايدي الوحشية لن يعود لكننا نسعى الى ان تتخذ الانسانية دورها اللازم في لجم كل دكتاتور او حاكم تساوره النزعة يوماً في ان يعيد الذي جرى لا مع الكورد فحسب بل مع كل شعب من شعوب العالم أجمع.
نحن نعتقد ان الاعلام العراقي في النظام المقبور استطاع ان يضلل الراي العام العربي والاسلامي من خلال ادعاءات قومية واسلامية وبأسلوب عاطفي مصنوع على ان العراق بنظامه يمثل بوابة الوطن العربي وان النظام العراقي البائد كان يحارب بالنيابة عن الامة العربية وان في العراق حملة اسلامية وان العراق ضيف المؤتمرات العربية والاسلامية حتى اصبح الكثير من ابناء الامة الاسلامية والعربية في غفلة عما كان يحدث في العراق حقيقة فضلا عن امتدادات الروح القبلية التي عملت للاسف بشكل غير مباشر في السياسة الاعلامية لكثير من البلدان العربية والاسلامية في تكوين مواقف مضللة وخاطئة عن حقيقة معاناة الشعب العراقي من نظام صدام المقبور.
* المجد والخلود لشهدائنا الكورد من ضحايا حملة الانفال الوحشية.