في اليوم التالي توجه معروف ملا أحمد من حلب إلى مدينته قامشلو, وكان في استقباله جماهير غفيرة, بينها ممثلي بعض الأحزاب الكوردية, إلا أن قوات الشرطة وحفظ النظام, وحشدت قوات عسكرية لتفريق المستقبلين.
وإثر وصول سيارة معروف ملا أحمد إلى دوار زوري, حاصرتها القوات العسكرية واقتادتها إلى داخل مدينة قامشلو, ومنعت السيارات من السير أو مرافقة سيارة معروف, وأصلوه لبيته بعيداً عن أنظار الجماهير التي كانت تنتظر قدومه, كما منعوا نصب خيمة, لاستقبال المهنئين, وسدوا كل الطرق المؤدية لمنزله, وكذلك قاموا بقطع التيار الكهربائي عن حيه (قدور بك) لساعات عدة, لمنع اقامة مهرجان خطابي.
وقد أجرى مراسلنا اللقاء التالي مع السيد معروف ملا أحمد بعد الافراج عنه:
هل لك أن تبين لنا أسباب الاعتقال ؟
السبب الرئيسي لاعتقالي حسب تهمتهم كانت تحولنا بعد 12 آذار من (العمل السلمي إلى العمل المسلح), وأكدت لهم بأن هذه التهمة لا تمت إلى الحقيقة بصلة, لان حزبنا و الحركة الكوردية جميعها, لم تفكر في القيام بأي عمل عسكري, وقلت لهم: بأننا ككورد لا نحبذ العمل العسكري, واتهامكم هذا غير صحيح.
نحن ككورد لم نفكر يوماً في إيذاء أحد, أما إذا اتهمتنا بالقيام بالاعتصام والمسيرات أو مظاهرة, عندها من الممكن أن أؤكد لك بأننا فعلاً نقوم بالنشاطات السلمية.
وكل هدفنا من القيام بالمظاهرات لأجل أن تعترفوا بنا وبحقنا في شراكة هذا الوطن, لنعمل معا في بنائه, فنحن ككورد لسنا ممن يبغون الدمار والخراب أبداً نحن نعمل من أجل البناء والسلم.
التحقيق كان في المحكمة أم لدى الفروع الأمنية؟
لدى المحقق الأمني وفي الفرع, أما القاضي العسكري فقد سألني وهو يقرأ ما كتبه المحقق الأمني, فأجبته: بأن الحقيقة ليست كذلك, هم الذين كتبوا ما تلوته علي.
عندما اعتقلوك سمعنا, بأن سبب اعتقالك جاء بناء على تعميم تم توزيعه على الحدود, وكما تعلم فإن أوامر الاعتقال في بلادنا لا يمكن أن تؤجل, ما صحة هذه الأنباء؟
بالفعل, ولذلك استفسرت منهم عن سبب اعتقالي على الحدود اللبنانية- السورية, وقلت لهم بأنه كان بمقدوركم اعتقالي في قامشلو, لماذا اعتقلتموني على الحدود, فأجابوني: بأن الأمر يعود لنا, وكنا على علمٍ بمغادرتك وسفرك.
في المحمكة العسكرية, هل كانت التهم الموجهة إليك, هي نفس التهم التي وجهتها لك الأمن, أم أن التهم في المحكمة اختلفت؟
كانت نفس التهم, لكن ظهر لي فرق واضح بين محكمتي دمشق وحلب, فالمحكمة العسكرية بدمشق, كانت معاملتها قاسية وتقترب من معاملة الجهات الأمنية, صحيح أنه كان قاضياً لكن عقليته كانت عقلية أمنية, أما محكمة حلب العسكرية, كانت تعاملني بلطف واستمعت لأقوالي, وعلى أساسه تم الإفراج عني, واستفسر القاضي مني, عن معاملتهم لي في التوقيف, واستفسر أيضاً عن تعرضي للتعذيب, فأجبت القاضي: أنت تعلم بأنها جهات أمنية وهذه الجهات هي صاحبة القرار في هذا البلد, وكل الموقوفين لديهم يتعرضون للتعذيب والإهانات, وهذا من طبيعة السلطات الأمنية في بلادنا كما تعلمون.
بعد الاستماع لأقوالك من قبل القاضي العسكري بحلب, وبعد إقرار الإفراج عنك, هل حولوك للقضاء العسكري بدمشق, أم أفرجوا عنك مباشرةً؟
لم يحولوني إلى أي جهة أخرى, أفرجوا عني مباشرةً في حلب, وكانت لدي أغراض شخصية محتجزة في السجن العسكري بحلب, وقد راجعت السجن في اليوم التالي بناء على طلبهم, لاستلام أغراضي, وللأسف لم يسلموني أغراضي, وفي الساعة الحادية عشرة انطلقنا من حلب الى قامشلو, ولمجرد وصولنا الى دوار زوري, تم محاصرة سيارتنا من قبل الشرطة والأمن, واعتقدت بأنهم سيعتقلوني ثانيةً, إلا ان هدفهم كان ايصالي الى البيت بمعزل عن الجماهير, منعا لحدوث أي استقبال جماهيري.
هل من كلمة أخيرة تحب أن توجهها؟