عرب…وبربر وأكراد !

 

سيامند إبراهيم*
هكذا بكل بساطة يدلي المثقفين والكتاب العرب دلوهم في قضايا حقوق الشعوب بكلمات وعبارات تلقفوها من أساتذتهم في التربية القومية الاشتراكية, كقسطنطين زريق, عصمت سيف الدولة, ميشيل عفلق, وأخرهم عرفان نظام الدين في مقالته المعنونة (عرب…وبربر وأكراد)في جريدة الحياة اللندنية,
فالأستاذ عرفان نظام الدين الكاتب في جريدة الحياة اللندنية يتناول طعامه في أحد المطاعم اللبنانية, ويتقدم منه نادل بربري جزائري فيرحب به, أهلاً يا أخي العربي,

فقال البربري, لا.

لسنا عرب يا سيد, ويستطرد الكاتب في الحوار الحضاري بين الشعوب, وأن النزاعات العرقية والطائفية بدأت تظهر في ديارنا في هذه المرحلة بالذات

ويتابع الأستاذ ويتحفنا في معلوماته التاريخية المغلوطة, فيقول إنك لتجد أن البربر عرب أقحاح, من قبائل وعشائر هاجروا من الجزيرة العربية,
“وما ينطبق على البربر ينطبق على الأكراد وغيرهم في المشرق,, إذ كانت الوجدة الوطنية هي السائدة لا فرق بين عربي وكردي وبربري, بل إن رؤساء وزارات وقادة جيش ورؤساء مجالس وزعماء أحزاب كانوا ينتمون لقوميات غير عربية”.

تقول يا أستاذ عرفان أن النزاعات بدأت في هذه المرحلة بالذات؟! لا..لا النزاعات بدأت عندما تحررت هذه الأوطان من الاستعمار الفرنسي و الانكليزي وغمطتم وتنكرتم حق هذه الشعوب التي تختلف عنكم من الناحية الثقافية واللغوية وفي كل شيء, وضربتم بعرض الحائط كل المواثيق والقوانين التي تحفظ حق هذه الشعوب, وأنكرتم وجودهاً أصلاً ومارستم حق قمع الحركات السياسية الكردية والبربرية, ثم إن نضالات هذه الحركات هي لم تبدأ اليوم بل هي ممتدة إلى قبل القرن العشرين, وبدايات القرن العشرين, فتمهل في قراءاتك لكي لا تقع في الموقع والمكان الخاطىء؟!
إن السذاجة التسطيحية في تناول الأمور التاريخية وتحليلها وفق رؤى أيدولوجية قوموية عربية, تركية, أو فارسية, هي السمة المميزة لتلك الأقلام التي تلقي أفكارها وتحليلاتها البعيدة كل البعد عن الحقائق التاريخية باستقلالية هذا الشعب وتفرده في كل شيءً, لغوياً .

ثقافياً, اجتماعياً.
إن استلام شخصيات كردية سدة الحكم, أو تبؤ أهم وزارات حساسة أو مناصب عليا في الدولة, فليس هو المقصد أن هؤلاء يمثلون الشعب الكردي بجميع فئاته فالشيخ احمد كفتارو ذو الأصل الكردي, فهو رحمه الله كان بعيد كل البعد عن المطالبة بحقوق الشعب الكردي في سورية, وإنما كان جل اهتمامه منصباً على الدعوى الإسلامية والتي تمثل رؤاه الدينية الخاصة, ومثله الدكتور البوطي المتنكر لأصله والذي دعم صدام حسين, وجهات قوموية واسلاموية والشعب الكردي بريء من هذه الفئة من العلماء الجبناء؟!
فتطلعات الشعب الكردي في نيل حقوقه والذي دفع الغالي والرخيص في سبيل قضيته العادلة منذ القرن التاسع عشر و إلى الوقت الراهن, فالثورات الكردية  (بدخان بك),(يزدان شير) (عبيد الله النهري) ( الشيخ سعيد) و(ثورة آكري), واستمرت جذوة النضال في التزايد يوم بعد يوم.
إن قراءة التاريخ بهذه السذاجة لهو نوع من أنواع الجهل بالتاريخ المشرف لأي شعب من الشعوب وهو يدل إما على العمالة للأنظمة, أو الخبل في التنظير.

وشرية البلية ما يضحك!

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ماجد ع محمد بعد أن كرَّر الوالدُ تلاوة قصة الخريطة المرسومة على الجريدة لأولاده، شارحاً لهم كيف أعادَ الطفلُ بكل سهولة تشكيل الصورة الممزقة، وبما أن مشاهِدَ القصف والتدمير والتدخلات الدولية واستقدام المرتزقة من دول العالم ومجيء الجيوش الأجنبية والاقليمية كانت كفيلة بتعريف أولاده وكل أبناء وبنات البلد بالمناطق النائية والمنسية من بلدهم وكأنَّهم في درسٍ دائمٍ لمادة الجغرافيا، وبما…

صلاح بدرالدين لاتحتاج الحالة الكردية السورية الراهنة الى إضفاء المزيد من التعقيدات اليها ، ولاتتحمل هذا الكم الهائل من الاخذ والرد اللذان لايستندان الى القراءة العلمية الموضوعية ، بل يعتمد بعضها نوعا من السخرية الهزلية وكأن الموضوع لايتعلق بمصير شعب بكامله ، وبقدسية قضية مشروعة ، فالخيارات واضحة وضوح الشمس ، ولن تمر بعد اليوم وبعبارة أوضح بعد سقوط الاستبداد…

المهندس باسل قس نصر الله أتكلم عن سورية .. عن مزهرية جميلة تضمُّ أنواعاً من الزهور فياسمين السنّة، ونرجس المسيحية، وليلكة الدروز، وأقحوان الإسماعيلية، وحبَق العلوية، ووردة اليزيدية، وفلّ الزرادشتية، وغيرها مزهرية تضم أطيافاً من الأكراد والآشوريين والعرب والأرمن والمكوِّنات الأخرى مزهرية كانت تضم الكثير من الحب اليوم تغيّر المشهد والمخرج والممثلون .. وبقي المسرح والمشاهدون. أصبح للوزراء لِحى…

د. آمال موسى أغلب الظن أن التاريخ لن يتمكن من طي هذه السنة بسهولة. هي سنة ستكون مرتبطة بالسنوات القادمة، الأمر الذي يجعل استحضارها مستمراً. في هذه السنة التي نستعد لتوديعها خلال بضعة أيام لأن كان هناك ازدحام من الأحداث المصيرية المؤدية لتحول عميق في المنطقة العربية والإسلامية. بالتأكيد لم تكن سنة عادية ولن يمر عليها التاريخ والمؤرخون مرور الكرام،…