بلاغ: المجلس المركزي يعقد جلسته الأولى، ويتناول جملة من القضايا الداخلية والإقليمية

نشرة يكيتي – العدد (153) *

عقد المجلس المركزي لحزبنا اجتماعه الاعتيادي الأول منذ المؤتمر الخامس، بعد تشكيل هيكليته التي تضم أعضاء اللجنة المركزية وأعضاء الهيئة الاستشارية المركزية، وممثلين دائمين منتخبين من اللجان المنطقية.
وقد افتتح المجلس أعمال جلسته برئاسة سكرتير اللجنة المركزية للحزب بدقيقة صمت على أرواح شعبنا وشهداء الحرية.

وبعد عرض موجز ومكثف من جانب سكرتير اللجنة المركزية للأوضاع الداخلية والإقليمية والدولية الراهنة، بدأ المجلس بنقاش أعمال جلسته من خلال أربعة محاور، وهي:

 

1-     الوضع الدولي والإقليمي، وتداعياته على الوضع السوري والنظام.
2-     العلاقات مع بقية أطراف المعارضة السورية.
3-     العلاقات الكردية – الكردية.
4-     تقييم أداء الحزب خلال المرحلة المنصرمة، ورسم مسار المرحلة المقبلة.
ففي المحور الأول أكّد المجلس، بعد نقاشات مطولة،
أن عملية التغيير على الصعيد العالمي، والتي بدأت مع سقوط الاتحاد السوفييتي ومنظومة الدول الاشتراكية، تمخضت عن تحولات بنيوية عميقة في بلدان هذه المنظومة ودول أخرى كثيرة باتجاه الديمقراطية مازالت مستمرة، بل أخذت منعطفاً جديداً بعد دخول عنصر الإرهاب الدولي بطابعه الإسلامي على خط مقاومة التغيير، ومن ثم إعلان أمريكا وأوربا ومعظم قوى المجتمع الدولي، الانخراط في هذه الحرب العالمية ضد الإرهاب الذي بات يهدد الحضارة الإنسانية ومعظم شعوب العالم.
فالحروب التي بدأت من يوغوسلافيا السابقة، وتتابعت في أفغانستان والعراق، وأسقطت نظمها الشمولية الدكتاتورية، وكذلك الاضطرابات والقلاقل الداخلية في أكثر من منطقة في العالم لن تنتهي قريباً، بل إن العالم مرشح لأن يشهد مزيداً من الصراعات الدموية والحروب حتى تفرز معادلات جديدة على الصعيد العالمي لا تقل في عمقها ودلالاتها عن المعادلات التي أفرزتها الحربان العالميتان، حيث غيرت كل منهما وجه العالم في وقتها.
وفي سياق هذه التحولات الكبرى وقف المجلس على الأزمات والتعقيدات الكبيرة التي تمر بها منطقتنا، والتي تظهر تجلياتها واضحة في الانقسامات والاصطفافات الحادة التي تحدث اليوم بين محوري صراع في المنطقة، الأول: المحور الإيراني السوري، ومعهما منظمات إسلامية متهمة بالتطرف والإرهاب في لبنان وفلسطين والعراق.

والمحور الثاني بقيادة أمريكا، ومعها أوربا ومعظم دول المنطقة، وما سيترتب على صراع هذين المحورين من أزمات وصراعات قد تأخذ أحياناً طابعاً مذهبياً أو دينياً، الأمر الذي يؤكد أن المنطقة أمام تداعيات كبيرة تعجز الدبلوماسية والوسائل السلمية الأخرى عن نزع فتيلها، مما يزيد من احتمالات حرب إقليمية أو حروب إقليمية كبيرة مع تزايد فرص الصدام يوماً بعد يوم.
أما بالنسبة للوضع السوري، فقد أكد المجلس على خطورة السياسات التي ينتهجها النظام على الصعيدين الداخلي والإقليمي؛ فعلى الصعيد الوطني تتزايد وتيرة القمع وانفلات الأجهزة الأمنية من كل قيد، وتتصاعد حدة بطشها بالمعارضة والمواطن على خلفية التعبير السلمي عن الرأي، وتتصاعد حملة الاعتقالات التي تطال المواطنين على مختلف توجهاتهم إلى جانب التردي المريع للأوضاع المعاشية، وتزايد حدة الأزمة الاقتصادية، واستشراء الفساد والإفساد والغلاء، والكثير من الأمراض الخطيرة التي تنذر بوضع كارثي على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، هذا فضلاً عن تعنت النظام في الاستجابة لأي من مطالب الإصلاح السياسي والاقتصادي والإداري ومطالب حل القضايا الوطنية المزمنة كالقضية الكردية وحالة الطوارئ وغيرها، مما يزيد من نقمة الشعب على النظام، ويعمق من عزلته الداخلية، ويزيد من فرص الاضطرابات الداخلية.
أما على الصعيد الإقليمي والدولي، يتجه النظام نحو الصدام مع المجتمع الدولي والدول العربية خاصة، على خلفية تدخله في افتعال العديد من الأزمات في المنطقة،وخاصة في لبنان وفلسطين والعراق، وباصطفافه إلى جانب النظام الإيراني الذي يحاول استخدام النظام السوري كأداة في صراعاته الدولية والإقليمية، وطموحه الإمبراطوري.

مما يعني أن النظام ماض باتجاه جلب المزيد من العزلة الدولية والعربية لسوريا، وكذلك الضغوط السياسية والاجتماعية في المرحلة المقبلة.

ويتأكد يوماً بعد يوم أن المجتمع الدولي ليس في صدد الخضوع لأي من مطالب النظام الخاصة بحماية أمنه وبقائه، ولا لأي من مطالبه في إطلاق يده في بعض الملفات كالملف اللبناني عبر منطق الصفقات.
أما على صعيد المعارضة السورية، فقد أثنى المجلس على الموقف الجريء للتجمع القومي الموحد بشأن القضية الكردية، وحلها على قاعدة حق تقرير المصير، ومواقفه إزاء العديد من قضايا التغيير.

أما بالنسبة لباقي أجنحة المعارضة فقد توجه إليها المجلس بأن تحذو حذو التجمع القومي الموحد في الموقف من قضية الشعب الكردي القومية، وتأسّف المجلس على مواقفها الخجولة من القضية الكردية، ومواقفها إزاء العديد من ملفات التغيير الديمقراطي، وخاصة ترددها في خوض معترك الممارسة الجماهيرية الميدانية إلى جانب حزبنا ولجنة التنسيق الكردي، ودعاها إلى تطوير مواقفها وأدائها النضالي، والسعي لإنجاز وحدة المعارضة، والابتعاد عن قاعدة احتكار العمل المعارض، والاستئثار بقراراته، والالتقاء على قاعدة الاتفاق على الخطوط العريضة للدستور السوري المطلوب؛ إعادة صياغته ليكون خارطة طريق لعمل المعارضة، وكذلك على برنامج عملي للتغيير الديمقراطي ينهي حالة الاستبداد والاستئثار والتمييز القومي.
أما في محور العلاقات الكردية – الكردية شدد المجلس على ضرورة تطوير العلاقات بين الأحزاب الكردستانية، وتعزيزها على أسس من الاحترام المتبادل، وتنسيق المواقف في مواجهة الخطر المشترك للتحالف الإقليمي المعادي للقضية الكردية، وفي السياق ذاته أبدى المجلس ارتياحه لتطورات القضية الكردية على المستوى العالمي، وأكد أن التحولات المقبلة ستكون لها ارتدادات إيجابية على هذه القضية.

وبهذه المناسبة أكد المجلس دعم الحزب لحكومة إقليم كردستان في مطالبها العادلة إزاء فضية كركوك وغيرها من القضايا محل الخلاف مع الحكومة الفدرالية العراقية، وفي مواجهة أي عدوان يتعرض له الإقليم، وكذلك مساندته للحركة التحررية الكردية في إيران وتركيا التي تشهد في الآونة الأخيرة تطورات جوهرية على الصعيد الدولي بعد التهديدات التركية باجتياح إقليم كردستان –العراق- بذريعة ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني.

وشدد المجلس على أن كل المحاولات الرامية لتطويق القضية الكردية ومنع تطورها من جانب الأنظمة الإقليمية ستمنى بالفشل.
وفي محور العلاقات الكردية –الكردية في سوريا دعا المجلس المركزي للحزب إلى ضرورة تعزيز دور لجنة التنسيق الكردية بعد أن اكتسبت الكثير من ثقة الجماهير، وأصبحت تلعب دوراً مركزيا في الدفاع عن قضية الشعب الكردي القومية، وإزالة كل ما من شأنه عرقلة أدائها، ووضع الأسس التنظيمية والبرنامجية لتطويرها باعتبارها المعول عليها حتى الآن في رفع جاهزية العامل الذاتي الكردي في مواجهة التحديات القائمة والقادمة.
وفي هذا الصدد أيضاً أسف المجلس للصعوبات التي يخلقها البعض أمام إنجاز المرجعية الكردية التي قدمت لجنة التنسيق الكردية من جانبها كل التسهيلات الممكنة لإنجازها.
أما في المحور الرابع وحول أداء الحزب، قيّم المجلس إيجابياً أداء الحزب في المرحلة المنصرمة، وأثنى على جهود اللجنة المركزية في إنجاز العديد من مقررات المؤتمر الخامس، وأكد على صوابية النهج السياسي والنضالي للحزب، وتوقف مطولاً عند محاولات النظام لتشويه صورة الحزب وطنياً، بعد أن تحول إلى قوة جماهيرية فاعلة ومؤثرة، وبعد أن فشلت وسائله القمعية وانسداد أفق ضرب الحزب من الداخل من خلال فبركة التهم والأكاذيب، بالتعاون مع الجهات الخارجية.

وندد المجلس المركزي بشدة بالتعميم الصادر عن وزير الدفاع السوري الذي يتهم حزبنا وأطراف كردية أخرى، بالتعامل مع جهات خارجية، وأكد أن هذه التعاميم المفبركة في كواليس أجهزة الاستخبارات تشكل خطورة على الجيش السوري، لأنها تعرض هذه المؤسسة العسكرية لانعدام الثقة بين عناصرها، وتبث روح الفرقة والشقاق فيها على أسس عنصرية، وهذه تخدم إسرائيل أكثر مما قد تخدمها أجهزة الموبايل المزعومة.

وشدد المجلس على أن هذه الاتهامات الرخيصة والكاذبة لن ترهب الحزب، ولن تثنيه عن متابعة نضاله الوطني.
وأخيراً، دعا المجلس كافة الرفاق إلى ضرورة ابتداع أساليب أكثر فاعلية للتواصل مع الجماهير، والالتصاق بهمومها ومشاكلها اليومية ليكون الحزب معبراً بصدق عن نبض الجماهير، وليكون قادراً على تعبئتها وصياغة موقفها.
وفي الختام: حيّا المجلس رفاقنا الصامدين في سجون النظام وفي مقدمتهم الرفيق معروف أحمد ملا أحمد عضو اللجنة المركزية.

وحيا كل المناضلين من سجناء الرأي والحرية والديمقراطية.

وتقديراً للمناضل الراحل محي كوجر الذي توفي مؤخراً وكان عضواً في الهيئة الاستشارية لحزبنا فقد تقرر تسمية هذا الاجتماع باسمه.
———-
* نشرة شهرية تصدرها اللجنة المركزية لحزب يكيتي الكردي في سوريا

لقراءة مواد العدد انقر هنا  yekiti_153

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…