حوار مع الدكتور عبدالرحمن الوجي سكرتير العام للبارتي الديمقراطي الكردي- سوريا – الحلقة الأولى –

 في ظل هذه التناقضات الكثيرة والانقلابات السياسية والفكرية في مجتمعنا الكردي  المعاصر  والازدواجية في التعبير والتعامل , ورغم كل الظروف والضغوطات الإقليمية والدولية والداخلية ظل شعبنا الكردي  صامداً صمود الجبال وبقى كالنسر الحر متمسكاً بالقمة  متعلقاً بمبادئه وتطلعاته وأهدافه في الوحدة والأنعتاق والتحرر هذا الحلم الذي أصبح الشغل الشاغر لشعبنا المعطاء , وهذا الشعب الذي قدّم ولا يزال الكثير للقضية الكردية فكان لابد من تتويج هذه التطلعات والعطاءات بما بلائمها ولكن بدلاً من تتويج المنجزات وتحقيق طموحات وتطلعات هذا الشعب…
سلكنا سلوكاً مغايراً فازدادت التكتلات الحزبية وازدادت معها الأنانية القيادية والتحالفات المصلحية التي لاتخدم القضية بشيء , فكان الساعون إلى الوحدة يقعون ضحية تلك الأنانية وفي ظل الظروف وما نسمعه وما يُنقل إلينا من شخص لآخر في جميع المحافل عن أسباب هذه  التكتلات والتحالفات والانشقاقات كان لا بد لنا من وضع النقاط على الحروف وإظهار ولو جزء صغير من الحقيقة الضائعة بين براثن الزمن وجحافل الأفكار اللاموضوعية التي لا تتقبل الآخر إيثاراً لأغراضها الحزبية لتبقى الديمقراطية حبراً على الورق لهذا كله انتقينا أمثولة في العطاء شخصية كردية بكل معنى الكلمة بارزانياً صرفاً منح للبارزانية من روحه ونفسه ودمه وماله وعقيدته النضالية عندما كانت البارزانية شبحاً مرعباً .هو السياسي والكاتب الدكتورعبد الرحمن الوجي

بداية نشكر لك حسن ضيافتك وروحك الرفاقية  وتواضعك اللا محدود وصراحتك الصارمة أستاذي الفاضل نتمنا لك دوام الصحة والعافية والقوة لنصرة شعبنا المظلوم لنتكلم قليلاُ عن حياتك , بداياتك, دراستك, انتسابك لصفوف البارتي

عبد الرحمن آلوجي السكرتير العام للبارتي الديمقراطي الكردي- سوريا من مواليد مدينة عامودا مدينة العلماء والنوابغ مدينة جكر خوين , وسيداي تيريش ,ملا حسن هشيار وأبطال كثر أنا من مواليد 1950 درست الابتدائية و الإعدادية فيها ثم انتقلت إلى الحسكة
حارة المفتي المعروفة بالعلم والثقافة والفقه حيث تخرجت من بيت كان والدي فقيهاً على المذهب الشافعي ووطنيا معرفاً وشاعراً في بداياته  ,أكملت دراستي الأكاديمية في جامعة دمشق في قسم اللغة العربية وآدابها وتخرجت سنة 1972 آتممت الدراسات العليا ونلت درجة الماجستير سنة 1988 وبعدها نلت درجة الدكتوراه الفخرية من أحدى الجامعات الأرمنية كما حضرت رسالتين للدكتوراه في الآدب والبلاغة ولم أتمكن من مناقشتها لظروفي المادية القاهرة آما عن انتسابي  وانخراطي في صفوف البارتي فيقع في فترة حرجة من عام 1967 حيث كنا طلبة دار المعلمين وقتها وكان النشاط يتمحور حول بداية منهج تكون البارتي من اليسار الكردي والآخر الذي دعا نفسه بالديمقراطية التقدمي بقيادة الأستاذ عبد الحميد درويش وكان يتسم بالفكر الوطني الحر المتمثل بنهج البرزاني الخالد.

د.

عبد الرحمن : إن الشعب الكردي معروفٌ منذ الأزل بجبروته وقوته ,فقد عرفت سوريا بشكل خاص الكثير من المعارك التي أعطى الكرد فيها خدمات جليلة وكثيرة لهذا الوطن وشخصيات وطنية كثيرة مثل /إبراهيم هنانو- سلطان باشا الأطرش  … 

ولا ننسى البطل التاريخي الكردي صلاح الدين الأيوبي  ورغم ذلك فان ضعيفي النفوس ينكرون هذا كله بل وينكرون الوجود الكردي على أرضه التاريخية هل لك أن توضح لنا هذه النقطة بشيء من الدلائل والقرائن التاريخية.

 إن المؤرخين وعلماء الأجناس و الأنتروبولوجيا  انتهوا إلى دراسات علمية  و آثرية  في الغاية من الدقة والتوثيق, تثبت عراقة الأمة الكردية في المنطقة وامتدادها التاريخي إلى نحو أحد عشر آلف عام ,وان حدود كردستان كانت تشغل القوقاز الجنوبية الواصل إلى حدود طبرستان و أزربيجان و هو امتداد طبيعي وجغرافي واسع حوى الموطن الأول للإنسان القديم (إنسان يناندرتال وكرومانيو )كما يشهد عليه كهف ( دودري و شه ندار )  المكتشفان في شمال سورية في منطقة عفرين وشرقي جمجمال في كردستان العراق بما يدل على أن الكرد موجودون على أرضهم التاريخية و لامنّة لأحد علينا حيث دخل الكرد التاريخ من أوسع أبوابه وشكلوا آمبراطوريات وممالك وإمارات ودولاً دامت حتى أعقاب القرن التاسع عشر الميلادي.
 
 د.عبدالرحمن :ان تطور الحضارة يرافقها دائما ً الكثير من المعطيات والمغريات كما يرافقها القليل من الفوضى السياسية فما مدى تأثير تطور الحضارة في الفكر القومي الكردي في سوريا وما هي دواعي نشأة هذا الفكر……

الفكر الكردي السوري عريق بعراقة الوجود الإنسان الكردي , فالكرد لعبوا دورا ً تاريخيا ًهاما ًفي سوريا كما ذكرنا سابقاً , فلقد كان للكرد اثرُ عظيمُ في نشأة الحضارة الإنسانية والروحية (الإسلامية ) في هذه البقاع كما كان لهم اثرُ عظيمُ في ردّ الحملات التي واجهت المنطقة بدءاًمن الحملات الفرنجية والمغولية والتترية وكانوا حصنا ًكبيراً في دفع هذه الغزوات التي واجهت المنطقة ابتداءاً من معركة حطين التي قادها البطل صلاح الدين الأيوبي و امتدادا في العمق إلى الهوريين التي أنجبت سلالة إبراهيم الخليل ليصل تراثهم التاريخي إلى نوح وسفينته التي رست على الجودي مما يدل على عراقة الوجود الكردي  في المنطقة عامة وفي سوريا خاصة هذه العراقة التي أهلت لرفض الظلم والطغيان رفضاً قاطعاً وجاء تأثير الثورات الكردية بدءا ًمن ثورات النهريين والبارزانيين و البرزنجيين وثورات شيخ سعيد وإحسان نوري باشا وقاضي محمد وسمكو لتشكل أثرا ًكبيراً قي النهضة القومية إلى جانب الظلم الذي حاق  بالشعب الكردي  وقضاياه وحركته والى جانب الشعور العام والمتنامي في أعقاب القرن التاسع عشر والثورة النابليونية و مبادئ ويلسون والحركة التحررية العالمية ليؤهل بداية ظهور فكر قومي تحرري متكامل, لايزال  يتنامى ويتطور …

د.

عبدالرحمن :  يحاول المجتمع السوري بجميع أطيافه وقومياته أن يجد دائما  الحل البديل لمشاكله لأنه مكبوت من الداخل وبما أننا في هذا المجتمع فلابد أن نتأثر به ولقد لاحظنا في الآونة الأخيرة بحكم معاشرتنا لأخوتنا من جميع الأحزاب الكردية والشعب الكردي لاحظنا ضعف ثقة الجماهير الكردية في سوريا بالحركة الكردية المتمثلة بقيادتها فإلى ماذا تغزو ضعف هذا الثقة وتهاديها؟

أنا لا ابرر بشكل  قاطع هذا الانحسار وهذه الثقة التي تزعزعت بين الحركة وجماهيرها وبين طموحات الجماهير وآمالها في الحركة , وما تمخض عنها من الهزة الداخلية والتأثيرات الخارجية في تمزق الحركة الكردية إلا إن بعض المبررات والمسوغات لدى الجماهير نجدها لما وجدت هذه الجماهير هذا الانقسام المفرط هذا التشرذم الذي كان ضربة في الصميم لتوجهات الحركة  ولآمال الكرد وطموحاتهم ولطموحات الحركة نفسها حيث وجدت الحركة نفسها أمام تحديين: تحدٍ داخلي تمثل في الضغط المتنامي على الحركة وتحدٍ آخر خارجي تمثل في تمزق الأمة الكردية نفسها وأنقسامها إضافة للحالة المزرية التي تعرض  لها الكورد نتيجة عدم وصول هذه الصيحة إلى الطرف الآخر الذي تنكر الوجود الكردي إلا أن التنكر والأعراض ومحاولة صهر الكرد في بوتقة الأمة العربية جرت الويلات عليهم كل ذلك أدى إلى انعدام أو ضعف الطموحات الكردية أو ضعف المكاسب التي كانت الطموحات الكردية ورائها مما أضعف الثقة وشكل حالة من التشرذم.

ويتبع في الحلقة الثانية الأمور التنظيمية وأسباب الأنشقاقات في صفوف البارتي

أجرى الحوار كل من بافي ألند وجوان

­(تربه سبي) في 6/2/2008

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…