تجار و سماسرة القضية

لاوكى حاجي


كردستان هذه المنطقة المميزة في الشرق الأوسط بأهميتها عالميا و إقليميا بموقعها الجغرافي و خيراتها من الثروات الباطنية والمساحات الشاسعة للزراعة وكثرة الأنهار, ناهيك عن كونها مهداً للحضارات و دورها التاريخي في التفاعل والتمازج الحضاري, جعلت منها مصدر خوف للشعوب المجاورة و بقية الحكومات والدول العظمى التي كانت تعمل من أجل فرض هيمنتها و نفوذها لرعاية مصالحها في المنطقة, و نتيجة إلتقاء مصالح حكومات الشعوب المجاورة و تلك القوة العظمى سقطت كردستان ضحية المؤامرات الإقليمية و الدولية و أصبحت مسرحا للنزاعات و الحروب
إذ أسفرت عن تجزئة أوصالها و تعرض أبنائها لأبشع الجرائم بحق الإنسانية من قتل و سلب و إبادات جماعية و هتك للأعراض وحرق و تدمير لآلاف القرى والقصبات من قبل الأنظمة الرجعية الغاصبة لكردستان المتمثلة في القومية العربية و الفارسية و التركية بمساعدة و مساندة حلفائهم من القوى العالمية ,و عانت كردستان بأبنائها ما عانت على مرأى من أعين العالم دون أن يحركوا ساكنا بسبب إلتقاء مصالح كلا الطرفين, لكن أحداث /11 سبتمبر/2001هزت كيان تلك الدول وألقنتهم درساً و عبرة ًليراجعو قراءة سياساتهم للمنطقة و اكتشافهم لخطأهم الفادح لمساندتهم تلك الأنظمة الرجعية القائمة التي تستعمر كردستان ووصولهم إلى ذروة الإستبداد و حاضنة للإرهاب و الإرهابيين   و التي باتت تهدد أمنهم و مصالحهم في الداخل و الخارج حاضرا و مستقبلا,بدءت هذه القوى من حينها تغيير سياساتها الإستراتيجية في المنطقة بالقضاء على هذه الأنظمة المستبدة, و بالرغم ما تشهده ساحة الشرق الأوسط من التغييرات المتسارعة والأزمة التي تعيشها الحكومات الدكتاتورية بسبب تغيير القوى العظمى سياساتها تجاههم في المنطقةبعد إصطدام مصالحها مع هذه الحكومات و وصولهم إلى القناعة التامة بأن هذه الأنظمة قد أصبحت مصدر خطرٍ كبير على أمن شعوبهم و مصالحهم الإقتصادية داخلياً وخارجياً فهم الآن على قدم و ساق جاهدين بشتى السبل لتضييق الخناق و القضاء على هذه الحكومات , إن ما يجري حاليا في المنطقة لفرصة كبيرة للشعوب التي تعاني من الظلم و الاستبداد من حكامهم , وللشعوب المضطهدة للتحرر من نير تلك الأنظمة الدكتاتورية ومنها (النظام الدكتاتوري السوري) ولكن و للأسف الشديد يتبين لكل متابع لنشاطات من يدعون بأنهم قوى و أحزاب كردية في غرب كردستان يناضلون من أجل تحقيق أماني و أهداف الشعب الكردي في غرب كردستان و خاصة في ظل هذه الفرصة الذهبية التي لا تتاح إلا نادرا للشعوب في التاريخ للتحرر من براثن مستبديها بأنهم قد استداروا ظهرهم عما يجري من أحداث و تغييرات في المنطقة وهم غير مبالين و كإنهم في عالم آخر , وما زالوا يعيشون في فلكهم المريض, صراع مستميت فيما بينهم لا مع النظام الغاصب يتخبطون شمالاً و يميناً لاهثين وراء مكاسب حزبية وشخصية بخسة بعيدة كل البعد عن القيم النضالية من أجل القضية العادلة لشعبهم متناسين أنهم بأعمالهم و نشاطاتهم تلك قد أصبحوا بشكل أو بآخر أداة ًو خدمةً للنظام الدكتاتوري في سوريا من أجل أن يستعيد هذا النظام الذي لم يقصر في الإجرام بكل صنوفه بحق أبنائنا أنفاسه من جديد وعقبة أمام توحيد طاقات الشعب الكردي في غرب كردستان للمطالبة بحقوقه القومية المشروعة الذي يتطلع منذ أمد إلى الحرية  و طال انتظارها حيث من المفروض في المرحلة الراهنة أن يقدم هؤلاء الذين يدعون بأنهم قيادات سياسية يناضلون من أجل حقوق و أهداف الشعب الكردي في سوريا على العمل لتوحيد المواقف و رص صفوفها و إقامة مجلس وطني كردي لغرب كردستان تحتضن كافة أطراف الحركة الكردية و الشخصيات الوطنية من مثقفين و سياسيين مستقلين ذوي الكفاءات العلمية لاتخاذ قرار سياسي موحد بما يخدم تحقيق أهداف الشعب الكردي في غرب كردستان و الاستفادة من الظروف التي تمر بها المنطقة و ما نلمسه و نجده من خلال البيانات  التي تصدرها تلك الأحزاب و الجهات على المواقع الإلكترونية من نشاطات و أعمال تثبت عكس المطلوب منهم في المرحلة الراهنة.
إن المتتبعين لنشاطات الحركة الكردية في غرب كردستان و بمراجعة بسيطة
لمطالبهم يتبين إن الأهداف أو المطالب التي تعمل أو تناضل من أجلها لا تعبر عن أماني و طموحات الشعب الكردي في سوريا منذ عام 1965 لغاية سقوط الصنم في بغداد أي بدء رياح التغيير في المنطقة عام 2003.
و في ظل المستجدات التي تتعرض لها المنطقة منذ 2003 بشكل خاص شهدت الساحة السياسية الكردية في غرب كردستان نشاطات من قبل الأطراف الكردية تحت مسميات عدة , و خلقت تلك الحالة بصيص أمل لدى الكرد في غرب كردستان
احتمال أن تغير تلك الأطراف من خطابها السياسي الكلاسيكي و أساليب نضالها
ولكن ما ترجم عن تلك النشاطات في الواقع العملي من مشاركة بعض الأطراف و الشخصيات الكردية في (إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي) و رؤية (حزب آزادي) لحل القضية الكردية في سوريا و الرؤية المشتركة للحل الديمقراطي للقضية الكردية في سوريا من قبل الهيئة العامة للجبهة الديمقراطية الكردية في سوريا والتحالف الديمقراطي الكردي في سوريا  بأن هذه الحركة جسم مريض غير قابل للشفاء ولا تستطيع القيام بما يخدم القضية الكردية وتلك النشاطات و التحركات لم تفيد القضية بشيء بل كانت عاملا لهدر الوقت, وها نحن الآن بصدد مسودة ميثاق مؤتمر بروكسل للمجلس الوطني الكردي – سوريا التي لا تزيد بقيد انملة عن بقية الرؤى المطروحة من قبل الأطراف الكردية كالجبهة والتحالف وبقية الأطراف الغير منضوية تحت لوائها سوى المادة الثالثة من الفصل الثاني وهي بان المجلس يرى الحل الفدرالي في المرحلة الراهنة هو الحل الأمثل لسوريا المستقبل وفقا لمبد أ حق تقرير المصير مع الحفاظ على وحدة الدولة السورية تاركا اياه وسط ضبابية لعدم التطرق الى الفدرالية على أي أساس..؟  ويقدم لنا القائمين على هذا المؤتمر خلال مسودتهم معروفا لن ينساه الكرد ابدا بتجزئتنا من الأمة الكردية وجغرافية كردستان وذلك بعنونة مؤتمرهم تحت ( المجلس الوطني الكردي – سوريا ) او (المجلس الوطني الكردستاني _سوريا ) فبقراءة بسيطة للتسمية الأولى نبتعد عن المفهوم الكردستاني اما التسمية الثانية  فهي تجزء اوصال كردستان بذلك  وترسخ اتفاقية سايكس بيكو .
وبرغم من ذلك فهناك عدة اطراف قد اعلنوا على مقاطعة هذا المؤتمر الذي لم يعقد بعد  وبتلك الاهداف التي لا تعبر عن مطامح وأماني شعب اصيل بحق تقرير مصيره
وهذا لدليل قاطع لا يدع مجال للشك على  تشرذم وتشتت صفوف الحركة الكردية في غرب كردستان وهو دليل على ان هذه القيادات تجار وسماسرة يتاجرون بالقضية ويسخرونها للمصالح الشخصية والحزبية الضيقة, فأي مجلس وطني هذا الذي سينعقد ويعقد عليه امال شعب  قد الم به ما الم كل منكم يغني على ليلاه ..؟
وجميعكم ديمقراطيون ومع وحدة الصف الكردي وخطابه شريطة ان يكون كل منكم في الصدارة وزمام الأمور بيده  والا ….؟!!
كفاكم  أيها التجار والسماسرة..

عفوا..

يا من تدعون بأنكم أطراف وشخصيات وطنية باستخدام ابر المورفين في الجسد الكردي  بين الحين والآخر واللعب بمصير الكرد وهدر الوقت….؟

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…