لقاء السيد (محمد اسماعيل) مع «قناة ANN»

  استضافت «قناة ANN» في برنامجه «الطريق إلى الحرية» الأستاذ محمد إسماعيل عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي), و عضو المجلس الوطني لإعلان دمشق , حول المصالحة الوطنية والتقارب بين أطياف المعارضة السورية.
 وفيما يلي نص المداخلة والحوار الذي جرى خلال المداخلة:
تحية لكم و أشكركم على هذا البرنامج , في الحقيقة عندما نتحدث عن المصالحة بين أطياف المعارضة أو أي مصالحة يجب أن يكون هناك مشكلة ما حدثت لكي يتم المصالحة لمعالجة تلك المشكلة و لكن المشكلة هنا نشأت نتيجة ممارسات السلطة و التجربة التي عاشها الشعب السوري من سياسة الدولة المركزية و النظام الشمولي الذي عمد على زرع الفتن الطائفية و القومية
و اتبعت سياسات اقصائية و تمييزية بين المواطنين وممارسة كافة أشكال القمع و الملاحقة و الاضطهاد و دور الأجهزة الأمنية في الترهيب و انتشار المحسوبية و الفساد و الرشوة على العكس مما يدور في العالم من انتشار قيم  العدل و المساواة و الديمقراطية و حقوق الإنسان .

كل هذه التجاوزات شكلت مشكلة و جروح في البنى الاجتماعية والسياسية للمجتمع السوري.

من هنا كان لابد من إيجاد ائتلافات سياسية و تنظيمية واسعة تتكاتف فيه جهود الشعب السوري و كافة القوى الوطنية للبحث في سبل و آليات العمل من اجل التغير الوطني الديمقراطي.

كإطار سياسي عام مفتوح لأحزاب و تيارات و هيئات مجتمعية و شخصيات وطنية من قومية ولبرالية و ماركسية و دينية .

بطبيعة الحال تكون مختلفة في برامجها و مشاريعها السياسية و لكنها متفقة حول هدف سامي و كبير وهو الانتقال بالبلاد من الاستبداد إلى الحرية و الديمقراطية.

و ذلك منطلقها يكون الشعب السوري بكل هذه التيارات والأطياف لأنه صاحب المصلحة الحقيقية في التغيير ومصدر الشرعية أيضا.
هنا من هذه النقاط وجدت الإشكالية التي تحتاج  للمصالحة بين هذه القوى المختلفة.

ولكن كيف يمكن لها أن تتوحد أو تتقارب هنا للإجابة استطيع عرض مجموعة نقاط :
1- كل طرف معارض أو كل مجموعة معارضة يجب أن تقوم على المصالحة مع ذاتها أولا قبل الاتفاق مع الغير على خطة عمل مشتركة مع الآخرين.
2- الاعتراف بالأخر المختلف مهما كان دينه أو قوميته أو آراءه أي بالتخلص من النزعة الشمولية ,لأن سوريا وطن لجميع أبنائها من سلطة ومعارضة , من هم في الداخل والخارج , الصغير والكبير ,العربي والكردي والآشوري , المسلم والمسيحي …
3- المشروع الوطني ينبغي أن يكون بعيدا عن ردود الأفعال والانتقام والأحقاد لأنها قضية سامية فوق الرؤى والأحزاب والإيديولوجيات المختلفة ,وهي جميلة باختلافاتها.
4- يجب أن يتم المصالحة حتى مع الوطنيين من السلطة لأنه هناك العديد من هؤلاء لا يستطيعون القيام بما هو مفيد للوحدة الوطنية والتلاحم الوطني بسبب الوسائل الفردية والسلطات الأمنية فهم لا يتمكنون من القيام بأي دور ,لكن عندما يتم رفع القيود عن هؤلاء سيتمكنون من القيام بدور ايجابي ..

وبمداخلة من معد البرنامج : برأيك هل يمكن الاعتماد على شخصيات من السلطة ؟ وهل هناك شخصيات وطنية في السلطة ؟ 
محمد إسماعيل : نعم وهذه حقيقة ومن موقعي كعضو في المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) وعضو في المجلس الوطني لإعلان دمشق.

اتهمنا أحد الأخوة المتحدثين هنا بأننا نتهم الآخرين ,فإننا لا نوزع الاتهامات لا للمعارضة ولا للسلطة بل نعتقد بأن هناك شخصيات وطنية عديدة في السلطة ويمكنها أن تلعب دورا هاما في عملية التغيير وتقدم وازدهار البلاد.

أي أننا لا نكيل الاتهامات لأحد ولا نوزع الشهادات الوطنية أيضا .

إن إعلان دمشق تدعو إلى التلاحم بين كافة أطياف ومكونات الشعب السوري , وكما قلت سابقا القضية هي قضية وطنية سامية و أن سوريا وطن لجميع أبنائها.
5- يجب الاعتماد على القوى المجتمعية لأنها قوى فاعلة من لجان حقوق الإنسان, ولجان إحياء المجتمع المدني , ولجان الدفاع عن الحريات العامة.

يجب أن يكون جزء من الحراك السياسي, وهؤلاء بالذات ليس لهم مصلحة في الصراعات بل ضالتهم في التوافق وسيساهمون فيه بقوة.
6- كل فصيل ينبغي أن يتحرر قليلاً من حبله السري سواء كان دينيا أو قوميا أو ماركسيا… ليتمكن من الترفع قليلاً عن القضايا الصغيرة وينخرط بشكل أكثر في المشروع الوطني العام.
وأريد هنا أن أضيف بأننا في الحركة الكردية  في سوريا لنا حضور جماهيري واسع وعمق اجتماعي وثوابتنا الوطنية راسخة منذ أكثر من خمسين عاما من النضال, نحن أصحاب اليد البيضاء في كل مراحل النضال الوطني سواء تجاه السلطة أو المعارضة وتجاه كل مكونات الشعب السوري, سنكون قوة فاعلة في الوحدة والحوار الوطني, و الآن نحن أحد أهم القوى الفاعلة والوطنية في إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي في سوريا
وهنا يتدخل المحاور بسؤال : هل إعلان دمشق أعطى ما يكفي للقضية الكردية في سوريا ؟  
محمد إسماعيل : في الحقيقة ما جاء في بيان إعلان دمشق غير كاف وهي مجرد صفحة ونصف وليست دستورا, إنما ما جاء فيها (إيجاد حل ديمقراطي وعادل للقضية الكردية في سوريا) اعتراف وهي خطوة ايجابية وجيدة يمكن الاعتماد عليها.

وهنا يتدخل المحاور بسؤال: إن التجمع القومي الموحد أقر حق تقرير المصير للقوميات, هذه الرؤيا أعطت صدى في الأوساط الكردية فما هي صداه لديكم ؟
محمد إسماعيل: إنها نقطة ايجابية ونرحب بها ونقدر ذلك, وصداها لدينا ذو شقين:
1-   موقف ايجابي نقدره عاليا ,
2-   ترديد ذلك في وسائل الأعلام وعلى منبركم هذا سيخلق صدى ايجابي باتجاه ذهنية الأخ العربي والمجتمع العربي والإنسان العربي حول حقوق الشعوب وخاصة لدى الذين يتصورون بان الحقوق الثقافية كافية وعن المسألة القومية  إن كانت أقلية أو أكثرية يجب أن تتمتع بحقوقها القومية.
وعن سؤال هل حقا إعلان دمشق ضاع بين خيمة السلطة وخطوط المعارضة ؟

محمد إسماعيل: في الحقيقة إن إعلان دمشق ليست ضائعة, ولكنها في الداخل وفي ظل الأجواء التي تعرفونها تتحرك إعلان دمشق وفق خطى متَزنة فإذا كان هذا الاتزان من جانب السلطة ومن جانب المجتمع السوري يعني للبعض ضياعا فهي ليست كذلك.

ولكنها تقاربها ومصالحتها مع المجتمع السوري الذي هو صاحب المصلحة الحقيقية في التغيير وهنا تكون السلطة واهمة عندما تعتقد بان المجتمع السوري معها ومع جبهتها وتظن بأن الشعارات الوطنية والخطر الخارجي وان العدوان على الأبواب, سوف تعبئ الجماهير , فلا يمكن ذلك لأنه في ظل الاستبداد والاضطهاد والفساد وانعدام الحريات لا يكون هناك منطلق للدفاع من قبل الجماهير, فالاهتمام بالمجتمع لا يكون بإصلاحات السلطة ولا بالمراسيم والقرارات والشعارات ولا بشعارات المعارضة أيضا.

إعلان دمشق عندما تختار أن تكون لها موقع وموطئ قدم للتقرب من الجماهير الوطنية السورية بكافة شرائحه وفئاته لإيمانها بأن هذه الجماهير هي صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير وكل القوى التي تناضل من أجل التغيير يجب أن تنطلق من ثنايا هذا المجتمع ,أي عندما لا تخرج إعلان دمشق عن هذا الواقع ولا تستخدم الشعارات المدغدغة للمشاعر لا تكون ضائعة , بل صائبة , ربما هناك تقصير أو بطئ لظروف ذاتية أو موضوعية , فالمسألة ليست مسألة مسيرات ومظاهرات فقط ,لكن الإعلان انطلقت منذ عامين واستطاعت تشكيل لجان في كافة المحافظات ولجان داعمة في كل المناطق وانجاز المجلس الوطني كتجربة فريدة في المنطقة وهي تعد الخطوة الأولى لا أكثر , ومعتقلو الإعلان الذين ندين استمرار اعتقالهم ونشكر هنا كل القوى والشخصيات الذين ساندوهم ونقدم لهم الشكر عبر منبركم هذا, وحتى الآن لا تملك السلطة أية حجة لاستمرار اعتقالهم فهم شخصيات وطنية سورية.

مما حرك الشاٍٍرع الوطني السوري, كأننا عملنا مئات الندوات وهي تعوض عن المسيرات والمظاهرات في هذه المرحلة.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…