نـوري بـريـمـو*
كما السنوات الماضية كانت مكتظة بالأحداث العالمية والإقليمية والشرق الأوسطية الساخنة…، فإن عام 2007م الذي مضى لتوه قد كان أيضاً حافلا بحوادث مستجدة كثيرة شهدتها بلدان مختلفة من معمورتنا وخاصة شرق أوسطنا الذي بات ساحة ممجوجة بالمشاكل ومفتوحة الصراع أمام مختلف القوى والأقطاب المحلية والدولية…، وقد كانت أخبار لبنان والعراق وكوردستان وفلسطين ودارفور وباكستان وكوسوفو وغيرها من البقاع المتوترة…، هي الأكثر رواجا في وسائل الإعلام المحلية والعالمية التي كانت بدورها تستبق المعلومة قبل بروزها على السطح وتتفنّن في بلورة الأخبار الطازجة والترويج للمستجدات بشكل يومي إن لم نقل ساعي أو لحظي جعل العالم مجرّد قرية صغيرة يتم تبادل الأخبار فيها بسلاسة وسهولة وسرعة فائقة.
وما دمنا بصدد تقديم بانوراما سياسية مبسّطة مخصصة لقراءة أهم المجريات والأحداث التي حصلت على مدى عام كامل مع ضرورة ربطها بالماضي الراحل وبالقريب المقبل ومع تجنب الإطالة التي قد تؤدي لنوع من الملل لدى القارئ…!؟، فإنه ليس بالوسع الخوض بالتفاصيل والدخول في جزئيات الأمور في هكذا ريبورتاج أو مقالة قصيرة الغاية منها تذكير المهتمين بالشأن السياسي العام وببعض القضايا المصيرية والمسائل المهمة والملفات العالقة والشائكة في آن واحد، مع الأخذ بالحسبان مختلف الأولويات والخصوصيات…!؟، في حين سوف نعطي الحق لأنفسنا وسنولي الأولوية لمنطقتنا التي يبدو أنها قد استقطبت وستستقطب بمستجداتها الفائقة الأهمية أنظار العالم والتي قد تشهد تصعيداً لا مثيل له والتي قد يداهمها الكثير من المخططات والمتغيّرات على شتى الصعد والمستويات وفي هذا البلد أو ذاك…!؟.
ولعلّ أبرز العناوين العريضة التي أضحت تلفت الانتباه والتي يمكننا التوقف حيالها بقصد تحليلها وإبداء الموقف منها وتقديم تصوّر ما حولها حاضرها ومستقبلها…، تتلخص بالنقاط والمحاور التالية:
1 ـ العراق الجديد الذي يعاني من معوّقات كثيرة تحشر نفسها لتبطئ العملية السياسية الجارية فيه وفق مبدأ خطوتين نحو الأمام وخطوة إلى الوراء…!؟، أضحى يأخذ ـ أي العراق ـ منحى سياسي أكثر هدوءا من ذي قبل في ظل حرص أهل بلاد الرافدين (الكورد والعرب والشيعة والسنة وغيرهم من المكونات القومية والدينية) على نبذ العنف والعنف المضاد وضرورة الدفاع عن تجربتهم الديموقراطية المحتاجة للمزيد من التضحية والصحوة لا بل الصحوات التي كان لها دوراً ملحوظاً في الحدّ من تحرّكات تنظيم القاعدة وغيرها من الجهات التي تقف ضد إعادة إعمار البلد…، لكنّ هذا لا يعني بأن أيتام صدام سيتوقفوا عن أعمالهم التخربية وعن خيار العنف الذي سلكوه ويسلمونه ضد كل من يقف في وجه نواياهم الشريرة التي لا حدود لشراستها.
2 ـ كوردستان التي ازدادت وتزداد قضيتها شعبها ألَقـاً وتقدماٌ وخاصة إقليم كوردستان العراق الفدرالي الحديث التجربة والسائر صوب المزيد من الازدهار السياسي والاقتصادي، والذي يبدو أنّ تطوره هذا قد أدى فيما أدى إثارة حفيظة لا بل إلى إغاظة جهات شوفينية عديدة وخاصة دول الجوار الغاصبة لحقوق شعبنا في أجزاء كوردستان الأخرى…، والذي ـ أي الإقليم ـ بات يدخل كما كان متوقعاً في مواجهة تحديات حقيقية تستهدف مصيره وكيانه الذي أضحى شبه محاصَراً رغم الأداء الحسن الذي تؤديه القيادة السياسية الكوردستانية على شتى الصعد والمستويات وخاصة حضورها الإيجابي في تركيبة حكم العراق الجديد وتعاملها المرن مع المحيطـَين الإقليمي المحاصِر لها والدولي المنفتح عليها…!؟، ولعل أبرز تلك التحديات هو إفتعال الجاني التركي للعديد من المشاكل فقد وصل الأمر إلى إنتهاك الجندرمة التركية لحرمة الإقليم وقصف طيرانها الحربي لقرى كوردستانية آهلة بالسكان الآمنين…!؟، أما بشأن قضية كركوك العالقة والتي تكالبت عليها مختلف القوى والجهات فيتعرّض مسارها الديموقراطي لمعوقات كثيرة أدت فيما أدت إلى تأجيل تطبيق المادة 140 من الدستور العراقي التي تخص عودة كركوك والمناطق الكوردستانية المستقطعة إلى حضنها الجيوغرافي الطبيعي.
3 ـ لبنان الذي بات يتوه في غياهب فراغ سياسي ودستوري بسبب تعطيل الاستحقاق الرئاسي اللبناني الذي أصبح الشغل الشاغل ليس لأهل لبنان فحسب وإنما للعالم أجمع بعد أن صار كرسي الرئاسة شاغراً منذ أن غادره الرئيس اللبناني السابق إيميل لحود الذي ترك قصر بعبدا لفخامة الفراغ منذ أكثر من شهر كان متخماً بالجدال على أنواعه…!؟، لكنّ ترشيح الأكثرية النيابية لقائد الجيش العماد ميشيل سليمان المنتصر على الإرهاب في معارك نهر البارد والقوي على الأرض لمنصب الرئاسة كرئيس توافقي قد شكل نقطة تحوّل جديد في هذا التنافس لأنه يُعتبَر ضربة معلّم كما يُقال في الأوساط الشعبية التي ينتشر وسطها جيش لبنان الوطني الذي يحظى باحترام تلك الأوساط المطمئنة لوجوده…!؟، في حين أنّ المبادرة الأخيرة التي إتخذتها حكومة السنيورة عبر تقديمها لمشروع قرار يقضي بتعديل الدستور إلى مجلس النواب المعّطل منذ أكثر من سنة….، بالترافق مع تحريك ملف المحكمة الدولية الخاصة بمقاضاة قتلة الشهيد رفيق الحريري وباقي رفاق دربه من شهداء الحرية والاستقلال، قد تشكل بمجملها مع ضغوطات دولية وعربية أخرى، مفتاح التوصل إلى إنتخاب رئيس جديد على اعتبارها مخارج قانونية من شأنها سد الأبواب أو على الأقل تضييقها أمام اشتراطات المعارضة التي تحمل سلة مكتظة بالمتخالفات وليس المتوافقات…!؟.
4 ـ سوريا التي ازدادت أوجه معاناة مواطنيها المقموعين بسياط حالة الطوارئ والعرفي والمحاربة بلقمة العيش..!؟، والتي يسير نظام حكمها صوب المزيد من العزلة وفقدان مختلف الأجندة والأوراق والافتقار إلى الصوابية السياسية التي تجعله متوتراً ومتمسّكاً بمسلكية تعزيز القبضة الأمنية للضغط على الداخل وتحدي الخارج والتدخل بشؤون الجوار العراقي واللبناني وغيرهما…!؟، والتي ـ أي سوريا ـ استطاعت قوى المعارضة فيها تفعيل حراكها الديموقراطي السلمي الذي جرى تتويجه بانعقاد المؤتمر الأول لإعلان دمشق الذي يتعرّض حالياً لحملات الاعتقال التعسفي التي طالت رئيسته وعددا من قياداته…!؟، ما قد يؤدي إلى تصعيد أكثر للمشهد السياسي واحتمال دخول البلد في طور جديد عنوانه تراكم أزمات الداخل التي قد تتفجر وتؤدي إلى اهتزاز جدار الخوف ورفض الواقع الاستبدادي والمطالبة بالتغيير الديموقراطي الذي من شأنه توفير الحلول لمختلف القضايا السورية العالقة وفي مقدمتها القضية الكوردية التي تشهد هي أيضاً تأهباً مجتمعياً واسع النطاق وتحركاً سياسياً ملحوظاً عبر الحضور القوي لممثلي الحركة الكوردية في مؤتمر وهيئات إعلان دمشق الذي أضحى يمثل العصب الرئيس للمعارضة السورية التي باتت تُقلق النظام بأدائها السياسي الذي ترتفع سويته يوماً تلو الآخر…!؟، وتبقى كافة الاحتمالات والمخارج في وارد الحسبان مع الأخذ بعين الاعتبار بأنّ المعارضة لن تتخلى عن خيارها الديموقراطي مهما تعنّت النظام الذي يُتقن فنون خلق المعوّقات أمام مسارات بناء دولة الحق والعدل والقانون.
5 ـ الساحة الفلسطينية التي شهدت انقساما حقيقياً بين الفصيل الرئيسي فتح ومنافسته حركة حماس التي استفردت بقطاع غزة وضربت إتفاق مكة بعرض الحائط وانقلبت عسكرياً على السلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس الذي بادر بدوره على الفور ـ بالتعاون مع الأسرة العربية والمجتمع الدولي ـ إلى إقالة حكومة هنيـّة وقرّر بالتشاور مع قيادة منظمة التحرير العودة إلى مربع التفاوض مع إسرائيل التي بادلت عباس بالشعور ذاته…، وبموجب ذلك جرى التحضير أمريكياً لمؤتمر أنابوليس الذي إنعقد مؤخراً بإشراف دولي وحضور عربي رسمي واسع…، والذي قد يبعث الروح في عملية السلام في الشرق الأوسط وقد يستنهض جهود المصالحة (الفلسطينية ـ الإسرائيلية) التي كان قد أصابها نوع من الفتور إبان هيمنة حماس على مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية.
6 ـ تركيا التي تعاني من مختلف الأزمات الداخلية والخارجية بعد أنْ شهدَت تغيّراً من نوع آخر بفوز الإسلاميين على العلمانيين المدعوميين من قبل الجيش والطورانيين والكماليين والتركوشيين وغيرهم…!؟، وذلك لأول مرّة في تاريخ الجمهورية الأتاتوركية بأكثرية مقاعد البرلمان وبكرسي رئاسة الحكومة والجمهورية…!؟، لا تكفّ ـ أي تركيا المغتصبة للجزء الأكبر من كوردستان ـ عن ممارسة شتى صنوف الانتهاكات بحق الشعب الكوردي على طرفي الحدود مع إقليم كوردستان العراق..، ليس هذا فحسب لا بل إنّ تركيا قد أصمّت آذانها لأية نصائح وهي تقوم بلعب أدوار إقليمية مريبة لا تتناسب مع متطلّبات السياسات الدولية الجارية في شرق أوسطنا…، ما يبعث على القلق المشروع لدى كل جوارها الذين باتوا يشعرون بأنّ السلاطين الجدد قد باتوا يهددون أمن واستقرار منطقتنا الغائصة وسط مشاكل لا تحصى.
7 ـ إيران التي يحكمها نظام الملالي المغرور والفاقد لتوازنه السياسي لظنه بأنه قادر على أسلـَمة وتشييع وحصر كافة شعوب المعمورة من مشارقها إلى مغاربها تحت عباءته السوداء…!؟، قد باتت تنحصر يوماً بعد آخر في خانة دولية ضيقة بعد عدم نفع لا بل فشل كافة الأساليب الدبلوماسية التي إتُبعت معها، وهي بذلك قد تجلب الدب إلى كرمها القابع فوق مخابئها النووية وكروم جوارها المهدّدة بإمكانية اندلاع حرب دولية تقودها أمريكا ضد نظام أحمدي نجاد القامع لإرادة الشعوب الإيرانية والمحرّض الأول لحركات عقائدية في دول الجوار وفي لبنان والمتحدّي الصلف لإرادة الأسرة الدولية التي تطالبه بإيقاف برنامج مفاعله النووي المقلق لأمن المنطقة والعالم…!؟، في هذا الراهن الذي ينذر كل الأطراف بأنه لا بديل عن الإحتكام إلى لغة الحوار في ظل هكذا مواصيل موبوءة بالنووي الذي يهدّد المنطقة بالفناء.
8 ـ باكستان التي شهدت تطورات ميدانية خطيرة أبرزها مقتل الزعيمة بينظير ذو الفقار علي بوتو التي ضحت بحياتها جراء تعرّضها لعملية إرهابية جرت في أجواء غامضة…!؟، بعد أن عادت من منفاها وقررت الخوض في الحراك المعارض على طريق دمقرطة بلدها…!؟، ما قد يؤدي ذلك إلى حدوث تداعيات مخيفة قد تنعكس سلباً على أمن واستقرار باكستان التي تُعتبَر المستورد الأول للإرهاب الأصولي الذي يغزو تخومها عبر أفغانستان التي تشهد هي أيضاً حرباً ضارية بين القاعدة وأيتام طالبان من جهة والحكومة المركزية المدعومة أطلسياً من جهة ثانية.
9 ـ الأسرة العربية المتمثلة بجامعتها التي كان قد أصاب أداءها قدر من الترهل والتي كانت فيما مضى غير مكترثة بشكل جدي بما يجري في المنطقة من مشاكل كانت تلقى من الجامعة تعاملا وقائياً حذراً عبر إصدار بيانات توافقية كانت في العادة تتضمّن بعضاً من القرارات والتوصيات والإدانات الغير ملزمة لأعضائها وللآخرين…!؟، والتي يبدو أنها ـ أي الجامعة العربية ـ قد استفاقت من غفوتها لتستنهض أجندتها ولتخرج عن حدود ترقبها للسيناريوهات وقد باتت تتدخل بشكل مباشر وجدي في بعض الشؤون كالشأن العراقي واللبناني والفلسطيني وغيره من الملفات التي ينظر إليها النظام الرسمي العربي بقلق مشروع في ظل تنامي المدّ الأصولي والتشييع الإيراني والدور التركي والتدخل الدولي المكثف في مشاكل الشرق الأوسط…!؟، ولعلّ أبرز ما قامت به الأسرة العربية خلال العام الماضي هو احتضان السعودية لمؤتمر مكة المنعقد لتحقيق الصلح بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين المتنازعتين، والجولات المكوكية التي قام ويقوم بها عمر موسى بين القاهرة وبيروت ودمشق للتوصل لانتخاب رئيس لبناني جديد، والقرار الذي اتخذته الجامعة بحضور غالبية الدول العربية في مؤتمر أنابوليس للسلام، والزيارات الرسمية التي قام ويقوم بها خادم الحرمين الشريفين إلى عواصم إقليمية ودولية عديدة، وغير ذلك من القرارات المصيرية التي بات يحضرها الرسميون العرب في مواجهة التحديات التي تداهم ديارهم دون أي إستذان يُذكر.
10 ـ أوربا التي باتت دولها تشكل فيما بينها فضاءً جيوبوليتيكيا موحداً تحت مظلة الإتحاد الأوربي الذي أفسح المجال واسعاً أمام الأوربيين كي يتسوّقوا بعملة موحدة في سوقهم المشتركة ويتنقلوا بحرية في إطار فضاء إتفاقية شينغن الأمنية التي حوّلت أوربا إلى قارة بلا جوازات سفر…!؟، والتي يبدو أنها تريد أن تعيد الاعتبار لنفسها لا بل إنها تتأهب علمياً واقتصاديا وسياسياً لتستعيد أمجادها في شرق أوسطنا بعد غياب طويل يمتد إلى أيام الحرب الباردة التي تلت الحرب العالمية الثانية التي أفرزت قطبين عالميين متناقضيَن أولهما غربي بقيادة أمريكا وثانيهما شرقي بزعامة الإتحاد السوفيتي المنهار…!؟، إلى ذلك فإنّ أوربا اليوم تسعى كي تدخل المسرح الشرق أوسطي كلاعب رئيسي يبحث بجدية عن دور فاعل له بعد انحسار الوجود الروسي…، وقد باتت تشارط الأمريكان الملبوكين في العراقي بتقاسم النفوذ في بلدان هذه المنطقة الإستراتيجية الغنية بالموارد والخيرات والموبوءة بالمشاكل والمتناقضات…!؟، وعلى مركوب هكذا توجه سياسي يمكننا تصنيف الجولات الدبلوماسية في بعض العواصم العربية (بيروت وعمان ودمشق وبغداد وتل أبيب والقاهرة والرياض وغيرها) التي يقوم بها بين الحين والآخر العديد من المسؤولين الكبار لبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وغيرها من دول الإتحاد الأوربي، وقد كان آخرها رحلة استجمام رأس الجديدة التي أمضاها الرئيس الفرنسي ساركوزي في منتجع شرم الشيخ السياحي.
خلاصة القول…، فإنّ هذه الأرقام العشرة التي آثرتُ كتابة عناوينها بالبوند العريض لأنني أعتبرها أرقاماً صعبة تلعب أدواراً عاصية وتتسبب بمشاكل مستعصية في المعادلة الشرق الأوسطية الساخنة…!؟، إضافة إلى ما يجري في أنحاء أخرى من معمورتنا من حوادث متفرقة لم تسعفني ذاكرتي على ذكرها كالقارة السوداء التي شهدت أحداثا دموية مؤسفة أبرزها أعمال العنف المتبادل وجرائم التطهير العرقي التي حدثت وتحدث في كل من الصومال وتشاد والجزائر وكينيا وإقليم دارفور الذي استقطب أنظار العالم بعد أن تم ثبوت إرتكاب حكومة الخرطوم لمجازر جماعية بشعة ضد الدارفوريين الغير عرب…!؟، هي التي جعلتني أتشجع ـ أي الأرقام العشرة ـ وأدرج مقالتي هذه بعنوان: بانوراما 2007 مسارات ومعوقات شرق أوسطية..!؟.
وبما أنّ الأعوام تمضي وتتعاقب بدون أي استئذان من أحد…!؟، فإنّ أحداثها تبقى متصلة ومتواصلة بحيث يمكن لأي مراقب سياسي أنْ يبدي مواقفه الآنية وتوقعاته المستقبلية المستمَدّة من معطيات الماضي…، وبناءً عليه يمكننا أنْ نستقرئ ما قد يشهده العام الجديد بغض النظر عن المفاجئات التي قد تحدث هنا أو هناك.
وبهذا الصدد التحليلي وبالقياس مع ما تم ذُكِره…، يمكننا أن نتكهَّن بأنّ أنباء لبنان والعراق وكوردستان وسوريا وتركيا وفلسطين دارفور وغيرها من البقاع الساخنة قد تبقى تتبوأ مكانة الصدارة في قائمة الأولويات نظراً لما تشهده هذه البلدان من راهن سياسي مقبل على متغيرات مشرَعة الأبواب على مسارات مختلفة وما يقابلها من معوّقات قد تؤدي إلى إبطاء مسيرة العملية الديموقراطية الجارية بصعوبة في بلدان منطقتنا المحكومة بنظم استبدادية.
لكن مهما أسهبنا في القراءة والاستنتاج…، لسوف يبقى لقراءاتنا هذه ثمة بقايا لن تُستَوفى إلا باستيفاء معالم اللوحة البانوراماتية التي ستطلُّ علينا بها الحقبة القادمة التي قد تحمل معها مزيداً من المستجدات السياسية على هذا الصعيد أو ذاك وفي هذا البلد أو ذلك…!؟، فلنكترث قليلاً ولنترقب بحذر ما قد يخبؤه لنا هذا الزمن الذي يمضي رويداً ويسرق جهراً من سنوات عمرنا جميعاً دون استثناء…!؟، ولنتفاءل بالخير كي نجده لنا ولغيرنا…!؟، وكل عام والكل سالم وغانم وآمن في هذه الدنيا الدوّارة كما يُقال.
================
ولعلّ أبرز العناوين العريضة التي أضحت تلفت الانتباه والتي يمكننا التوقف حيالها بقصد تحليلها وإبداء الموقف منها وتقديم تصوّر ما حولها حاضرها ومستقبلها…، تتلخص بالنقاط والمحاور التالية:
1 ـ العراق الجديد الذي يعاني من معوّقات كثيرة تحشر نفسها لتبطئ العملية السياسية الجارية فيه وفق مبدأ خطوتين نحو الأمام وخطوة إلى الوراء…!؟، أضحى يأخذ ـ أي العراق ـ منحى سياسي أكثر هدوءا من ذي قبل في ظل حرص أهل بلاد الرافدين (الكورد والعرب والشيعة والسنة وغيرهم من المكونات القومية والدينية) على نبذ العنف والعنف المضاد وضرورة الدفاع عن تجربتهم الديموقراطية المحتاجة للمزيد من التضحية والصحوة لا بل الصحوات التي كان لها دوراً ملحوظاً في الحدّ من تحرّكات تنظيم القاعدة وغيرها من الجهات التي تقف ضد إعادة إعمار البلد…، لكنّ هذا لا يعني بأن أيتام صدام سيتوقفوا عن أعمالهم التخربية وعن خيار العنف الذي سلكوه ويسلمونه ضد كل من يقف في وجه نواياهم الشريرة التي لا حدود لشراستها.
2 ـ كوردستان التي ازدادت وتزداد قضيتها شعبها ألَقـاً وتقدماٌ وخاصة إقليم كوردستان العراق الفدرالي الحديث التجربة والسائر صوب المزيد من الازدهار السياسي والاقتصادي، والذي يبدو أنّ تطوره هذا قد أدى فيما أدى إثارة حفيظة لا بل إلى إغاظة جهات شوفينية عديدة وخاصة دول الجوار الغاصبة لحقوق شعبنا في أجزاء كوردستان الأخرى…، والذي ـ أي الإقليم ـ بات يدخل كما كان متوقعاً في مواجهة تحديات حقيقية تستهدف مصيره وكيانه الذي أضحى شبه محاصَراً رغم الأداء الحسن الذي تؤديه القيادة السياسية الكوردستانية على شتى الصعد والمستويات وخاصة حضورها الإيجابي في تركيبة حكم العراق الجديد وتعاملها المرن مع المحيطـَين الإقليمي المحاصِر لها والدولي المنفتح عليها…!؟، ولعل أبرز تلك التحديات هو إفتعال الجاني التركي للعديد من المشاكل فقد وصل الأمر إلى إنتهاك الجندرمة التركية لحرمة الإقليم وقصف طيرانها الحربي لقرى كوردستانية آهلة بالسكان الآمنين…!؟، أما بشأن قضية كركوك العالقة والتي تكالبت عليها مختلف القوى والجهات فيتعرّض مسارها الديموقراطي لمعوقات كثيرة أدت فيما أدت إلى تأجيل تطبيق المادة 140 من الدستور العراقي التي تخص عودة كركوك والمناطق الكوردستانية المستقطعة إلى حضنها الجيوغرافي الطبيعي.
3 ـ لبنان الذي بات يتوه في غياهب فراغ سياسي ودستوري بسبب تعطيل الاستحقاق الرئاسي اللبناني الذي أصبح الشغل الشاغل ليس لأهل لبنان فحسب وإنما للعالم أجمع بعد أن صار كرسي الرئاسة شاغراً منذ أن غادره الرئيس اللبناني السابق إيميل لحود الذي ترك قصر بعبدا لفخامة الفراغ منذ أكثر من شهر كان متخماً بالجدال على أنواعه…!؟، لكنّ ترشيح الأكثرية النيابية لقائد الجيش العماد ميشيل سليمان المنتصر على الإرهاب في معارك نهر البارد والقوي على الأرض لمنصب الرئاسة كرئيس توافقي قد شكل نقطة تحوّل جديد في هذا التنافس لأنه يُعتبَر ضربة معلّم كما يُقال في الأوساط الشعبية التي ينتشر وسطها جيش لبنان الوطني الذي يحظى باحترام تلك الأوساط المطمئنة لوجوده…!؟، في حين أنّ المبادرة الأخيرة التي إتخذتها حكومة السنيورة عبر تقديمها لمشروع قرار يقضي بتعديل الدستور إلى مجلس النواب المعّطل منذ أكثر من سنة….، بالترافق مع تحريك ملف المحكمة الدولية الخاصة بمقاضاة قتلة الشهيد رفيق الحريري وباقي رفاق دربه من شهداء الحرية والاستقلال، قد تشكل بمجملها مع ضغوطات دولية وعربية أخرى، مفتاح التوصل إلى إنتخاب رئيس جديد على اعتبارها مخارج قانونية من شأنها سد الأبواب أو على الأقل تضييقها أمام اشتراطات المعارضة التي تحمل سلة مكتظة بالمتخالفات وليس المتوافقات…!؟.
4 ـ سوريا التي ازدادت أوجه معاناة مواطنيها المقموعين بسياط حالة الطوارئ والعرفي والمحاربة بلقمة العيش..!؟، والتي يسير نظام حكمها صوب المزيد من العزلة وفقدان مختلف الأجندة والأوراق والافتقار إلى الصوابية السياسية التي تجعله متوتراً ومتمسّكاً بمسلكية تعزيز القبضة الأمنية للضغط على الداخل وتحدي الخارج والتدخل بشؤون الجوار العراقي واللبناني وغيرهما…!؟، والتي ـ أي سوريا ـ استطاعت قوى المعارضة فيها تفعيل حراكها الديموقراطي السلمي الذي جرى تتويجه بانعقاد المؤتمر الأول لإعلان دمشق الذي يتعرّض حالياً لحملات الاعتقال التعسفي التي طالت رئيسته وعددا من قياداته…!؟، ما قد يؤدي إلى تصعيد أكثر للمشهد السياسي واحتمال دخول البلد في طور جديد عنوانه تراكم أزمات الداخل التي قد تتفجر وتؤدي إلى اهتزاز جدار الخوف ورفض الواقع الاستبدادي والمطالبة بالتغيير الديموقراطي الذي من شأنه توفير الحلول لمختلف القضايا السورية العالقة وفي مقدمتها القضية الكوردية التي تشهد هي أيضاً تأهباً مجتمعياً واسع النطاق وتحركاً سياسياً ملحوظاً عبر الحضور القوي لممثلي الحركة الكوردية في مؤتمر وهيئات إعلان دمشق الذي أضحى يمثل العصب الرئيس للمعارضة السورية التي باتت تُقلق النظام بأدائها السياسي الذي ترتفع سويته يوماً تلو الآخر…!؟، وتبقى كافة الاحتمالات والمخارج في وارد الحسبان مع الأخذ بعين الاعتبار بأنّ المعارضة لن تتخلى عن خيارها الديموقراطي مهما تعنّت النظام الذي يُتقن فنون خلق المعوّقات أمام مسارات بناء دولة الحق والعدل والقانون.
5 ـ الساحة الفلسطينية التي شهدت انقساما حقيقياً بين الفصيل الرئيسي فتح ومنافسته حركة حماس التي استفردت بقطاع غزة وضربت إتفاق مكة بعرض الحائط وانقلبت عسكرياً على السلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس الذي بادر بدوره على الفور ـ بالتعاون مع الأسرة العربية والمجتمع الدولي ـ إلى إقالة حكومة هنيـّة وقرّر بالتشاور مع قيادة منظمة التحرير العودة إلى مربع التفاوض مع إسرائيل التي بادلت عباس بالشعور ذاته…، وبموجب ذلك جرى التحضير أمريكياً لمؤتمر أنابوليس الذي إنعقد مؤخراً بإشراف دولي وحضور عربي رسمي واسع…، والذي قد يبعث الروح في عملية السلام في الشرق الأوسط وقد يستنهض جهود المصالحة (الفلسطينية ـ الإسرائيلية) التي كان قد أصابها نوع من الفتور إبان هيمنة حماس على مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية.
6 ـ تركيا التي تعاني من مختلف الأزمات الداخلية والخارجية بعد أنْ شهدَت تغيّراً من نوع آخر بفوز الإسلاميين على العلمانيين المدعوميين من قبل الجيش والطورانيين والكماليين والتركوشيين وغيرهم…!؟، وذلك لأول مرّة في تاريخ الجمهورية الأتاتوركية بأكثرية مقاعد البرلمان وبكرسي رئاسة الحكومة والجمهورية…!؟، لا تكفّ ـ أي تركيا المغتصبة للجزء الأكبر من كوردستان ـ عن ممارسة شتى صنوف الانتهاكات بحق الشعب الكوردي على طرفي الحدود مع إقليم كوردستان العراق..، ليس هذا فحسب لا بل إنّ تركيا قد أصمّت آذانها لأية نصائح وهي تقوم بلعب أدوار إقليمية مريبة لا تتناسب مع متطلّبات السياسات الدولية الجارية في شرق أوسطنا…، ما يبعث على القلق المشروع لدى كل جوارها الذين باتوا يشعرون بأنّ السلاطين الجدد قد باتوا يهددون أمن واستقرار منطقتنا الغائصة وسط مشاكل لا تحصى.
7 ـ إيران التي يحكمها نظام الملالي المغرور والفاقد لتوازنه السياسي لظنه بأنه قادر على أسلـَمة وتشييع وحصر كافة شعوب المعمورة من مشارقها إلى مغاربها تحت عباءته السوداء…!؟، قد باتت تنحصر يوماً بعد آخر في خانة دولية ضيقة بعد عدم نفع لا بل فشل كافة الأساليب الدبلوماسية التي إتُبعت معها، وهي بذلك قد تجلب الدب إلى كرمها القابع فوق مخابئها النووية وكروم جوارها المهدّدة بإمكانية اندلاع حرب دولية تقودها أمريكا ضد نظام أحمدي نجاد القامع لإرادة الشعوب الإيرانية والمحرّض الأول لحركات عقائدية في دول الجوار وفي لبنان والمتحدّي الصلف لإرادة الأسرة الدولية التي تطالبه بإيقاف برنامج مفاعله النووي المقلق لأمن المنطقة والعالم…!؟، في هذا الراهن الذي ينذر كل الأطراف بأنه لا بديل عن الإحتكام إلى لغة الحوار في ظل هكذا مواصيل موبوءة بالنووي الذي يهدّد المنطقة بالفناء.
8 ـ باكستان التي شهدت تطورات ميدانية خطيرة أبرزها مقتل الزعيمة بينظير ذو الفقار علي بوتو التي ضحت بحياتها جراء تعرّضها لعملية إرهابية جرت في أجواء غامضة…!؟، بعد أن عادت من منفاها وقررت الخوض في الحراك المعارض على طريق دمقرطة بلدها…!؟، ما قد يؤدي ذلك إلى حدوث تداعيات مخيفة قد تنعكس سلباً على أمن واستقرار باكستان التي تُعتبَر المستورد الأول للإرهاب الأصولي الذي يغزو تخومها عبر أفغانستان التي تشهد هي أيضاً حرباً ضارية بين القاعدة وأيتام طالبان من جهة والحكومة المركزية المدعومة أطلسياً من جهة ثانية.
9 ـ الأسرة العربية المتمثلة بجامعتها التي كان قد أصاب أداءها قدر من الترهل والتي كانت فيما مضى غير مكترثة بشكل جدي بما يجري في المنطقة من مشاكل كانت تلقى من الجامعة تعاملا وقائياً حذراً عبر إصدار بيانات توافقية كانت في العادة تتضمّن بعضاً من القرارات والتوصيات والإدانات الغير ملزمة لأعضائها وللآخرين…!؟، والتي يبدو أنها ـ أي الجامعة العربية ـ قد استفاقت من غفوتها لتستنهض أجندتها ولتخرج عن حدود ترقبها للسيناريوهات وقد باتت تتدخل بشكل مباشر وجدي في بعض الشؤون كالشأن العراقي واللبناني والفلسطيني وغيره من الملفات التي ينظر إليها النظام الرسمي العربي بقلق مشروع في ظل تنامي المدّ الأصولي والتشييع الإيراني والدور التركي والتدخل الدولي المكثف في مشاكل الشرق الأوسط…!؟، ولعلّ أبرز ما قامت به الأسرة العربية خلال العام الماضي هو احتضان السعودية لمؤتمر مكة المنعقد لتحقيق الصلح بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين المتنازعتين، والجولات المكوكية التي قام ويقوم بها عمر موسى بين القاهرة وبيروت ودمشق للتوصل لانتخاب رئيس لبناني جديد، والقرار الذي اتخذته الجامعة بحضور غالبية الدول العربية في مؤتمر أنابوليس للسلام، والزيارات الرسمية التي قام ويقوم بها خادم الحرمين الشريفين إلى عواصم إقليمية ودولية عديدة، وغير ذلك من القرارات المصيرية التي بات يحضرها الرسميون العرب في مواجهة التحديات التي تداهم ديارهم دون أي إستذان يُذكر.
10 ـ أوربا التي باتت دولها تشكل فيما بينها فضاءً جيوبوليتيكيا موحداً تحت مظلة الإتحاد الأوربي الذي أفسح المجال واسعاً أمام الأوربيين كي يتسوّقوا بعملة موحدة في سوقهم المشتركة ويتنقلوا بحرية في إطار فضاء إتفاقية شينغن الأمنية التي حوّلت أوربا إلى قارة بلا جوازات سفر…!؟، والتي يبدو أنها تريد أن تعيد الاعتبار لنفسها لا بل إنها تتأهب علمياً واقتصاديا وسياسياً لتستعيد أمجادها في شرق أوسطنا بعد غياب طويل يمتد إلى أيام الحرب الباردة التي تلت الحرب العالمية الثانية التي أفرزت قطبين عالميين متناقضيَن أولهما غربي بقيادة أمريكا وثانيهما شرقي بزعامة الإتحاد السوفيتي المنهار…!؟، إلى ذلك فإنّ أوربا اليوم تسعى كي تدخل المسرح الشرق أوسطي كلاعب رئيسي يبحث بجدية عن دور فاعل له بعد انحسار الوجود الروسي…، وقد باتت تشارط الأمريكان الملبوكين في العراقي بتقاسم النفوذ في بلدان هذه المنطقة الإستراتيجية الغنية بالموارد والخيرات والموبوءة بالمشاكل والمتناقضات…!؟، وعلى مركوب هكذا توجه سياسي يمكننا تصنيف الجولات الدبلوماسية في بعض العواصم العربية (بيروت وعمان ودمشق وبغداد وتل أبيب والقاهرة والرياض وغيرها) التي يقوم بها بين الحين والآخر العديد من المسؤولين الكبار لبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وغيرها من دول الإتحاد الأوربي، وقد كان آخرها رحلة استجمام رأس الجديدة التي أمضاها الرئيس الفرنسي ساركوزي في منتجع شرم الشيخ السياحي.
خلاصة القول…، فإنّ هذه الأرقام العشرة التي آثرتُ كتابة عناوينها بالبوند العريض لأنني أعتبرها أرقاماً صعبة تلعب أدواراً عاصية وتتسبب بمشاكل مستعصية في المعادلة الشرق الأوسطية الساخنة…!؟، إضافة إلى ما يجري في أنحاء أخرى من معمورتنا من حوادث متفرقة لم تسعفني ذاكرتي على ذكرها كالقارة السوداء التي شهدت أحداثا دموية مؤسفة أبرزها أعمال العنف المتبادل وجرائم التطهير العرقي التي حدثت وتحدث في كل من الصومال وتشاد والجزائر وكينيا وإقليم دارفور الذي استقطب أنظار العالم بعد أن تم ثبوت إرتكاب حكومة الخرطوم لمجازر جماعية بشعة ضد الدارفوريين الغير عرب…!؟، هي التي جعلتني أتشجع ـ أي الأرقام العشرة ـ وأدرج مقالتي هذه بعنوان: بانوراما 2007 مسارات ومعوقات شرق أوسطية..!؟.
وبما أنّ الأعوام تمضي وتتعاقب بدون أي استئذان من أحد…!؟، فإنّ أحداثها تبقى متصلة ومتواصلة بحيث يمكن لأي مراقب سياسي أنْ يبدي مواقفه الآنية وتوقعاته المستقبلية المستمَدّة من معطيات الماضي…، وبناءً عليه يمكننا أنْ نستقرئ ما قد يشهده العام الجديد بغض النظر عن المفاجئات التي قد تحدث هنا أو هناك.
وبهذا الصدد التحليلي وبالقياس مع ما تم ذُكِره…، يمكننا أن نتكهَّن بأنّ أنباء لبنان والعراق وكوردستان وسوريا وتركيا وفلسطين دارفور وغيرها من البقاع الساخنة قد تبقى تتبوأ مكانة الصدارة في قائمة الأولويات نظراً لما تشهده هذه البلدان من راهن سياسي مقبل على متغيرات مشرَعة الأبواب على مسارات مختلفة وما يقابلها من معوّقات قد تؤدي إلى إبطاء مسيرة العملية الديموقراطية الجارية بصعوبة في بلدان منطقتنا المحكومة بنظم استبدادية.
لكن مهما أسهبنا في القراءة والاستنتاج…، لسوف يبقى لقراءاتنا هذه ثمة بقايا لن تُستَوفى إلا باستيفاء معالم اللوحة البانوراماتية التي ستطلُّ علينا بها الحقبة القادمة التي قد تحمل معها مزيداً من المستجدات السياسية على هذا الصعيد أو ذاك وفي هذا البلد أو ذلك…!؟، فلنكترث قليلاً ولنترقب بحذر ما قد يخبؤه لنا هذا الزمن الذي يمضي رويداً ويسرق جهراً من سنوات عمرنا جميعاً دون استثناء…!؟، ولنتفاءل بالخير كي نجده لنا ولغيرنا…!؟، وكل عام والكل سالم وغانم وآمن في هذه الدنيا الدوّارة كما يُقال.
================
* جريدة الصباح الجديد: سياسية يومية مستقلة ـ العدد (1038) ـ السبت 5 ـ 1 ـ 2008م