يجب تأسيس لجنة من الرجال العقلاء لتجاوز حالة الانسداد

 بدؤوا  بتنفيذ عقوبة الحجرة الانفرادية اعتباراً من الخامس والعشرين من هذا الشهر.

في الأصل كانوا قد بدؤوا بشكل أكثر ليناً اعتباراً من الثالث والعشرين، ولكن لا أدري ما حصل، أعتقد أن الادعاء قد قام بالاعتراض.

أبلغوا من جديد عن  العقوبة، وبدؤوا فوراً بتنفيذها.

بدأت إدارة المعتقل بتنفيذ العقوبة بشكل سلس بادئ الامر، حسب ما فهمت فإن الادعاء قد اعترض على ذلك، قلت: “لماذا تفعلون ذلك”؟ فردوا بأنها أوامر الادعاء العام.

لا أستمع للراديو بعد الساعة الخامسة منذ عشرين يوماً، يقولون أن هناك مشكلة في الراديو، والجرائد الآتية هي جرائد ما قبل الشهر.

أعيش هنا تحت ضغوطات ثلاثة: إدارية، سياسية، وتنفيذية.

هذا المكان مرتبط بمركز إدارة الأزمة، أما إدارة الأزمة، فهي مرتبطة بشكل مباشر مع رئاسة الحكومة، وهذا وضع سياسي.

وضغوطات التنفيذ هي العقوبات التي يصدرها الادعاء العام،  لكن كل ذلك لا يؤثر على موقفي هنا.

لا تصلني التطورات.
هل تستمر الهجمات الجوية؟ هل هناك هجمات برية؟ أعلم..

كنت أعتقد حصول ذلك، لا يجوز حصول ذلك بدون الولايات المتحدة الأمريكية، سمعت قبل الآن عن بعض الخسائر في كابار..

هل هناك خسائر في ديرسم؟ حسب ما انعكس في الإعلام، فلا خسائر في ديرسم، ما هدف هذه العمليات؟ أعلم بشكل عام أنها في سبيل تصفية الحركة، أسأل عن اللقاء الذي جمع أردوغان مع بوش، تابعت عبر الإعلام حصول اتفاق سري في لقاء الخامس من تشرين الثاني، هل هناك شيء بهذا الخصوص؟ حول ماذا تدور النقاشات هذه الأيام غير العمليات العسكرية؟
يبدو أنه يتم مناقشة التعديل القانوني الجديد، تطرقت لذلك قبل الآن مراراً.

لم  تفهم الدولة فحوى ما قلت، حتى حزب العمال الكردستاني تظاهر بأنه فهمه، لكنه لم يكن كذلك.

هذا هو نفس سيناريو سياسة القرن التي اتبعها الإنكليز، إنهم يصنعون في هذه الفترة مشاكل جديدة، كما فعلوا في خلق مشكلة الموصل في 1920، سلكوا  نفس السياسية التقليدية مع الشبخ سعيد، واضح للعيان ما آل إليه حال الأرمن والروم نتيجة هذه السياسة، يتم تفعيل نفس السياسة المتبعة في العام 1920 في هذه الفترة أيضاً.

ومجيئي إلى هنا كان لنفس السبب.

قاموا بتصفيتي نتيجة موقفي المستقل.

يتوجب فهم هذه السياسة العميقة بشكل جيد، ومهما كان الطالباني يصرح أنه لا علاقة له بوضعي، إلا أنه استفاد من الأمر.
لا توجد لتركيا أية فائدة من هذه الاشتباكات، ولا يمكن أن تكون لتركيا مصلحة في ذلك بأي شكل من الأشكال.

هذه الاشتباكات لمصلحة أمريكا، KDP وYNK وحتى إيران.

تعلم الولايات المتحدة الأمريكية عدم قدرة هذه العمليات على إنهاء حزب العمال الكردستاني، فنهاية حزب العمال الكردستاني ليست لمصلحة تركيا أيضاً لأنه في حال تصفية حزب العمال الكردستاني، فإن أصحاب نهج الدولة القومية  المدعومة من  النهج الأمريكي – البريطاني سيصبحون المسيطرين، وهذا ما حصل في الجنوب.

كما يراد تصدير هذا النموذج إلى الشمال.
هناك نهجان: الأول هو مفهوم الدولة القومية التي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية في الجنوب، أما الثاني فهو الكونفدرالية الديمقراطية التي طورناها نحن.

لا تعرف الدولة التركية ما ستواجهها إذا ما تم تصفية حزب العمال الكردستاني بالفعل، يسعون عبر هذه السياسة بالسيطرة على كل من تركيا وحزب العمال الكردستاني في آن واحد.

وقد تم ممارسة مثل هذه السياسة في العام 1920.

قام مصطفى كمال حينها بتجاوز هذا الوضع عبر بناء علاقات عادلة مع الكرد، أما اليوم، فيقولون: “نحن كماليون”، والجيش هو أكثر من يردد الكمالية، لا أعتقد أن هؤلاء فهموا من الكمالية شيئاً.
بهذه المناسبة أرغب في التطرق للكمالية.

يجب وضع الكمالية بين قوسين حين تحليلها، ماذا فعل مصطفى كمال؟ تعلمون، كان هناك مجموعة قريبة من الإنكليز بين الاتحاد والترقي،كان جاويد بيه  أحدهم، حيث قام مصطفى كمال بإعدامه فيما بعد، أما أنور باشا، فكان من المقربين للألمان، ولأن ألمانيا كانت الأقوى حينها، فقد تقرب الاتحاد والترقي من النهج الألماني.

لم تكن مجموعة مصطفى كمال حينها قوية جداً، بل استفادت من التناقض الموجود بين النهجين، وشاهد الموقف، ومن ثم قام بتطبيق نهجه.

لا تفكروا أن ذلك كان بالأمر السهل، كانت المجموعات الألمانية والإنكليزية قوية حينها، ورغم ذلك سعى مصطفى كمال لتتبع سياسية مستقلة بالاعتماد قليلاً على الاتحاد السوفيتي، ونجح في ذلك إلى حد ما، لم يكن يملك خياراً سوى الرأسمالية، وقام بتنمية بعض المبادئ.

كان الاستقلال موضوع نقاش حتى عام 1930، بعد ذلك ارتبطت الجمهورية التركية بالإمبريالية.

يجب فهم الكمالية بما هو ما بين هذين القوسين، يجب أن تحلل استقلاليتها على هذا الشكل.
هل تعتقدون تراجع الإنكليز والألمان عن حساباتهم السياسية على تركيا!! كانت ألمانيا أكثر تأثيراً في الفترة الأخيرة من العهد العثماني أثناء الحرب العالمية الأولى، لقوتها في ذلك الوقت، لكن، بعد ذلك أصبحت سياسة الإنكليز هي المسيطرة.

وخلال الحرب العالمية الثانية، حين جمعت ألمانيا قوتها مجدداً، أرادت مرة أخرى أن تتحكم بالسياسة التركية.

أما الآن، فإن أمريكا – التي هي امتداد للسياسة الإنكليزية – ذات تأثير كبير داخل حزب العدالة والتنمية، محمد شيمشك من باطمان، ذاك الذي سلموه الاقتصاد وزيراً لحزب العدالة والتنمية، يقوم بإدارة الاقتصاد،  له مصادر دخل كبيرة، لكنه يفعل ذلك باسم إنكلترا.

أما الألمان، فيقومون بالتعبير عن أنفسهم عبر مجموعة داخل حزب الشعب الجمهوري، يعبّرون عن أنفسهم بواسطة مجموعة من البيروقراطيين عدا بايكال، لكن الألمان ليسوا مؤثرين لهذه الدرجة.

هذا الوضع لا يعتبر  استقلاليةً، إذا كان الرأسمال المتنامي الأوسط تركياً، وإذا كان البيروقراطيون أتراكاً، فهذا لا يعني استقلالاً، السيطرة بيد من؟ من هو المسيطر؟ في الأصل، لا يمكن استخدام مصطلح الاستقلال لوصف أية دولة من العالم.
لن يستفيد أحد من العمليات العسكرية، لا الأتراك، ولا الكرد.

لا فائدة من هذه العمليات لشعوب الشرق الأوسط.

والوضع الإسرائيلي – الفلسطيني واضح للعيان.

ألا يملكون عقولاً حتى مثل عقول ياووز، مصطفى كمال، وعبد الحميد؟ ألا ينظرون حتى إلى هؤلاء؟ تمكّن السطان ياووز سليم من الانفتاح على الشرق الأوسط عام 1517 بالاتفاق مع الكرد.

وصل مصطفى كمال إلى الاستقلال في 1920 عبر الاتفاق مع الكرد، وحينها كان الأتراك والكرد متساوين في الحقوق.

يتوجب رؤية إمكانية حل المشكلة والحصول على مكاسب كبيرة في علاقة تركية – كردية من هذا الشكل.

في الأصل قام آلب أصلان بالالتقاء مع العشائر الكردية في سيلفان التي كانت من بقايا الدولة المروانية الكردية، وهكذا تمكنوا من الدخول إلى الأناضول.

كما قاموا بأخذ قسم من التركمان إلى جانبهم حين وصولهم إلى (أحلت) التي تكفلت بوصول الأتراك إلى الأناضول من ملازكرت، وتشكلت الألوية الحميدية في عهد السلطان عبد الحميد، لمنع تشتت الدولة العثمانية في نهاية العهد العثماني، طلب الاستناد على الكرد.

هذا هو جوهر العلاقة، والآن يتطلب تقييم العلاقات التركية – الكردية من وجهة النظر هذه.
أرغب في توجيه رسالتي بمناسبة العام الجديد.

يمكن إعادة النظر لما تحدثت عنه الآن، مع أخذ تصريحاتي السابقة بعين الاعتبار.

أريد أن يعرف الجميع أفكاري، قلت ذلك للمحكمة الثانية للعقوبات الثقيلة في بورصه، كذلك للإدعاء  العام.

يقولون أنني أصدر الأوامر، لكنني لا أقوم بذلك، بل أعبّر عن أفكاري.

أنا أيضاً كالآخرين أملك حق التعبير عن نفسي، لا أصدر أية أوامر من هنا، ولا يعقل فعل ذلك.

وهل أنا أحمق لهذه الدرجة حتى أصدر الأوامر من هنا! لقد كتب أحدهم في الجريدة: “يقول آبو على الكريلا أن يكونوا 30 ألفاً”.

لم أقل أن يكونوا 30 ألفاً، بل قلت “إن استمر الوضع بهذا الشكل، فإنهم سيصبحون 30 ألفاً، بل خمسين وحتى أكثر”.

أقول، إن استمر التحامل على الكرد بهذا الشكل، سيصبح العدد أكثر.

أقول ما يحتمل حدوثه، أيٌّ من هذا الكلام أوامر!! أفكاري هذه معروفة من قبل الدولة.

كتبت حينها رسالة لرئاسة الحكومة، ولعبد الله غول، ثم كتبت رسالة من 4- 5 صفحات إلى أردوغان، لا أدري موقف أردوغان من الرسالة، كانت تأتي مراسلات في سبيل الحل في السابق من القادة والضباط، إنني أولي اهتماماً لـ”أوزال”، أجاويد أيضاَ سعى للقيام بأمر ما، لكن حزب الحركة القومية (MHP)  أصبح عائقاً، حتى أربكان سعى لتحقيق أمور ما نحو حل المشكلة، تعلمون تلك المرحلة.

فحينها وصلت إلى آذاننا أنباء من الجيش مفادها: “إن كان يتوجب حل المشكلة، فلن ندع ذلك يحصل بيد أربكان، بل سنفعلها نحن)، لكنني لا أفهم موقف أردوغان تماماً، ألا يفهم أردوغان، أم أنه لا يملك القوة الكافية؟ لا أدري تماماً.
هذه العمليات العسكرية فخ، ألا ترى تركيا ذلك؟ مواقف أمريكا و أوربا ليست حلاً، بل الحل عندنا، يمكننا حل مشاكلنا بأنفسنا عبر الحوار، هناك دولة في تركيا، والشعب التركي ميّال للدولة، لكن الكرد لم يحظوا بدولة منذ فترة طويلة، بل إنهم أكثر ميولاً للحرية والديمقراطية أكثر من الدولة.

إن تمكّن الكرد بمواقفهم الديمقراطية من دمقرطة الدولة، فإن الجمهورية التركية حينها ستكون قد اهتدت إلى نهجنا في الجهورية الديمقراطية، وسيكون ذلك ولادة الجمهورية الديمقراطية، أي، دولة مقابل ديمقراطية! إن لم يحصل ذلك، فإن الكرد سيجعلون من ديار بكر مركزاً لديمقراطيتهم.

كردستان الديمقراطية الحرة ذات الخصوصية الأوتونومية! لا أتحدث هنا عن دولة ما، دولة واحدة وديمقراطيتان اثنتان، فليكن مركز الأخرى في استنبول أو إزمير، لا يهم، لكن سيكون مركز إحداها في ديار بكر، أي، ديمراطيتان ودولة.

يتم تفعيل مؤتمر المجتمع الديمقراطي الذي في ديار بكر، أليس كذلك؟
أعتقد أن الدولة ليست حلاً، هناك الوضع الإسرائيلي – الفلسطيني، يسعون لتأسيس دولتين، وترون أن دولتان في وطن واحد ليس حلاً كما في نموذج قبرص، إما دولة واحدة وديمقراطية واحدة، أو ديمقراطيتين ودولة واحدة، لكننا نرجّح دولة واحدة مع ديمقراطية واحدة.
تطرقت لهذه الأمور بشكل مفصّل في مرافعة الـ125 صفحة، كما وضّحت في مرافعة الأربع صفحات بشكل مختصر، وضعت احتمالات حصول تطورات سلبية في المستقبل، يمكن ظهور فرص كبيرة في  هذه المرحلة بقدر وجود احتمال المخاطر الكبيرة.

أثق بأنه يمكن الوصول إلى مكاسب كبيرة لصالح الشعوب، إذا ما تم خوض نضال سليم، رغم وجود بوادر مخاطر كبيرة.

يجب تحليل دعم الولايات المتحدة لهذه العمليات العسكرية بشكل موسع، تسعى أمريكا لجعل تركيا عقدةً كأداء في منطقة الشرق الأوسط وجعلها دون تأثير،إنهم يعلمون جيداً عدم مقدرة هذه العمليات على إنهاء حزب العمال الكردستاني، يريدون جميعهم إضعاف حزب العمال الكردستاني، ومن ثم استخدامه، يسعون لاستسلام حزب العمال الكردستاني، لقد جربوها من قبل، كان هناك عثمان وجماعته، حيث ولوّا إلى YNK، وعداهم ولّى حوالي الألف إلى KDP، لقد سقط عثمان في العام 1992 في فخ سياسة الطالباني، وقد أقمت القيامة حينما أدركت ذلك، بعدها تمت معايشة الأمور المعلومة الأخرى.

أعلم أن هناك مجموعة ضمن حزب العمال الكردستاني لا تريد أن تقع في نفس الشيء، اليوم يسعى الجميع لربط حزب العمال الكردستاني بنفسه عبر تصفيتي وإضعاف هذا الحزب.

حزب العمال الكردستاني قوة عظيمة، ولا يمكن أن أكون أداة بيد أحد لتصفيته، لا يمكن لأحد أن يستخدم وضعي الحالي لهذا الهدف.

ومهما كان الطالباني يظهر نفسه عكس ذلك، فإن حزب العمال الكردستاني الضعيف المستسلم له هو ثروة لا يمكن أن يحلم بها، وهذا ما يتمناه KDP أيضاً.

YNK مدعوم من قبل إنكلترا منذ الماضي، والولايات المتحدة الأمريكية تتبع أثر سياسات إنكلترا، أما KDP فهو مدعوم من قبل إسرائيل وسيستمر KDP في البقاء إلى أن يتوقف دعم إسرائيل له، أما حزب العمال الكردستاني فما يزال يقف باستقلال.
سيتم ملء الفراغ النابع في المنطقة من احتمال تصفية حزب العمال الكردستاني بتأسيس (حماس) الكردية، سيفعلون ذلك بأيدي حزب العدالة والتنمية، الكل يعلم ماذا فعل حزب الله الكردي! كانت إيران أيضاً قد دعمت حينها حزب الله، وستقوم بدعم (حماس الكردية)، حتى أن تحضيراتها موضوع نقاش من الآن، وهذا يعني الفشل في إيجاد حل.

لكن سياستنا هي أكثر السياسات المعقولة التي تضمن إيجاد الحل، يتوجب رؤية ذلك جيداً، إن تم الإصرار على تصفية حزب العمال الكردستاني، فإن حزب العمال الكردستاني يملك خيارات أخرى.
تحب إيران أن ترى الحزب في مواجهة أمريكا وتركيا.

في هذه الحالة، سيلحق الضرر بمصالح أمريكا التي في المنطقة.

حزب العمال الكردستاني ليس معدوم الخيارات في مواجهة الإصرار على تصفيته، في هذه الحالة، يمكن أن يتطور الاتفاق الكردي – الشيعي.

هناك ولاية كردية في إيران، لها خصوصية  (الحكم الذاتي)، ولو كان محدوداً، يمكنهم توسيع هذه الولاية أكثر، وتوسيع خصوصيتها وصلاحياتها، يمكنهم الحوار مع حزب الحياة الحرة، وهناك جيش من مئة ألف مع الشعب هناك، هناك هذه القوى الكبيرة: حزب العمال الكردستاني مع حزب الحياة الحرة مع القوى في سوريا والعراق.

سياسة الفرس عميقة، وإيران تلتقي معهم، كما أن كلاً من روسيا والصين في مثل هذا الوضع.
هذه العمليات ليست حلاً، الكل تحول في هذه المرحلة إلى ( منظر استراتيجي) أليس كذلك؟ لنفعل كذا، ونقم بكذا، ولا أحد يصب مسعاه لأجل الحل، موقفنا هو أكثر المواقف المفيدة لشعب تركيا، يصنعون الآن سلسلة من  التعقيدات ، ويلقون مسؤولية ذلك عليّّ، أعتقد أنني أكثرهم صدقاً، ولا يمكن أن أكون عدواً للشعب التركي، يقول الجميع، ومن بينهم الجيش: “نحن كماليون” لكنهم قاموا بإسكات الكماليين الحقيقيين أمثال أوغور مومجو وبحرية أوجوك، لقد أسكتوا الكماليين الحقيقيين بالفعل، يدّعي حزب العدالة والتنمية أنه يمثل الإسلام السياسي، لكنه لا يستند للقيم الإسلامية، رغم أنه يتحدث عنها.

إنه حزب من تركيبة إسلامية – تركية، يجب فهم مفهوم الأمة في الإسلام، لقد قرأت منذ فترة في إحدى المقالات التي كتبها سزائي كاراكوج يناقش فيها مفهوم الأمة والأخوة في الأمة، يجب تقييم الجانب الإيجابي لمفهوم الأمة بشكل مسترسل، لم يوضح الموضوع بشكل جيد، لكنه تطرق لإحدى أشكال الأخوة في الأمة، هناك نظرة أخوة في جوهر الأمة، إنها في الأصل نوع من كونفدرالية الإسلام، أما عنصرية حزب الشعب الجمهوري هي عنصرية الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تم جلبها بيد أمريكا، أما الآن، فقد سحبت أمريكا يدها من هذا الحزب.
هذا الانسداد مشكلة جادة، أنادي كل مثقفي وديمقراطيي تركيا، دون تفرقة بين اليمين واليسار، لاتخاذ موقف ملموس حيال ذلك، يجب تقييم الشهرين القادمين بشكل جيد، حيث أنني لن أكون مسئولا عن التطورات التي ستحدث في الربيع القادم، بل سيكون للجميع مسؤولية ذلك، هناك مشكلة في مسألة التحاور معي، و في التحاور المباشر مع حزب العمال الكردستاني، إنني أقترح طرحاً واقعياً : يجب تجاوز هذا الانسداد، والاستفادة الشهرين القادمين بشكل جيد، يجب تأسيس لجنة رجال عقلاء فوراً! ممن ستتشكل هذه اللجنة؟ هذا أمر هام، لا أقول أن نقوم نحن باختيار هؤلاء الرجال، أو أن يكونوا حسب مقاييسنا.

يمكن أن تكون لجنة من اختيار الدولة، مثلاً يمكن أن يكون إيلتر تركمان على سبيل المثال لا الحصر، إنه أحد الذين قاموا بخدمة هذه الدولة، وهو يعرف الدولة ويعرفنا بشكل جيد، يمكن لهذه الجنة أن تنظم لقاءً بين الأطراف وفق المعايير الديمقراطية، يمكن أن يتم التخلي عن الأسلحة وفق الإطار الذي ستحدده اللجنة، سيتم إلقاء الخطوات وفق إطار ما تراه اللجنة، هذا ليس بالأمر الجديد، بل هو أسلوب متبع في العالم.

قامت لجنة رجال العقل بحل المشاكل في إيرلندا، كوسوفو، وجنوب أفريقيا.

يجب أن تتواجد شخصيات من الاتحاد الأوربي بشكل مباشر، مثلاً، يمكن أن يكون هتيساري، بل أقترحه بشكل مباشر، يجب أن يتم إيجاد الشخصيات المناسبة، ويمكنهم القدوم والالتقاء بي هنا.

تقاسموا هذا الأمر مع الجميع كاقتراح مني، كذلك كرسالة العام الجديد، يجب أن يتم تأسيس هذه اللجنة حتى الربيع القادم، أنادي الديمقراطيين والمثقفين في تركيا: يمكن أن نهدي لشعوبنا في الربيع القادم خطوات عظيمة من الديمقراطية والأخوة والحرية، حتى يمكن اختتام رسالتي بمناسبة العام الجديد بهذا الشعار، كنت أقول سابقاً أيضاً أنني أثق بعظمة الشعب التركي.
تطوّر مثل هذا ، سيكون خطوة عظيمة على طريق التحول الديمقراطي في الشرق الأوسط، أقترح الكونفدرالية الديمقراطية كحل لمشاكل الشرق الأوسط، الكونفدرالية الديمقراطية للشرق الأوسط ليست خيالاً، بل إنها النظام القادر على حل مشاكل الشرق الأوسط الحالية، أقترح الكونفدرالية الديمقراطية للشعوب عوضاً عن الأمم المتحدة المراوحة في مكانها حالياً.
أدعو الطالباني والبارزاني مرة أخرى إلى الجبهة الوطنية والأخوة، يمكن إرسال رسالة باسمي لهما من 5 إلى 10 صفحات بمناسبة رأس السنة.

ما تزال المهرجانات مستمرة، أليس كذلك!! ما هي ردة فعل الشعب؟ يبدو أن هناك حملة باسم (EDI BESE) الآن، أعتقد أن الاحتجاجات على العمليات العسكرية أيضاً مستمرة.
علمت باعتقال نور الدين دمر تاش، يبدو أن هناك دعوى قضائية لإغلاق حزب المجتمع الديمقراطي.

المشكلة ليست إغلاق هذا الحزب أو عدم إغلاقه، المشكلة هي ممارسة الكرد للسياسة بشكل رسمي وعلني.

إن أغلقت الدولة طريق السياسة أمام كرد تركيا، فإن مركز سياستهم سيصبح في الجبل، إن لم يتم تفعيل مؤتمر المجتمع الديمقراطي في ديار بكر، فإن المبادرة على الكرد ستصبح بشكل مباشر  بيد حزب العمال الكردستاني، وسيستخدم حزب العمال الكردستاني مبادرته هذه، أريد أن أقول للبرلمانيين من حزب المجتمع الديمقراطي: إنهم يتصرفون دون خبرة، كان عليهم أن يوضحوا بشكل علني: “لا يمكن أن نعلن حزب العمال الكردساني إرهابياً أمام الشعب، لا نملك قوة ذلك، هذا سيزيل أرضية عملنا الرسمي العلني، لكننا لسنا ممثلين لحزب العمال الكردستاني،  ولا معنى لذلك“، إذا ما تم منع حزب المجتمع الديمقراطي في البرلمان، فهذا يعني أنهم يقولون للكرد مارسوا السياسة بشكل سري أو شبه سري، كما قلت سابقاً، يمكن أن يتم تأسيس تنظيم سقفي جديد، إذا ما تم إغلاق المجتمع الديمقراطي، لا أقول ذلك على سبيل إصدار الأوامر، بل  على سبيل  التعبير عن أفكاري كأي مواطن حر، يقال في الصحافة بأنني أتدخل في شؤون الرئيس العام لحزب المجتمع الديمقراطي، هذا غير صحيح، لم أتدخل في أي أمر، أنا لا أتدخل بالبنى الديمقراطية، فذلك طعن لمبادئي، من هنا لا أقوم بالتدخل في شؤون حزب المجتمع الديمقراطي، ولا حزب العمال الكردستاني، ولا أي تنظيم آخر، سيكون ذلك مناهضة للديمقراطية، قلت مسبقاً عليهم اتخاذ قراراتهم بأنفسهم.
أقوم بتحضير مرافعة لأجل الاستئناف، لي حق تقييم ذلك، أليس كذلك!؟ بدأت بالمرافعة، أنهيت الجزء الأول منها، وأكتب الآن الجزء الثاني، أفكر في تجزيء المرافعة لخمسة أقسام:
الجزء الأول: الحضارة.
الجزء الثاني: الديمقراطية.
الجزء الثالث: سوسيولوجية الحرية.
الجزء الرابع: الشرق الأوسط.
الجزء الخامس: الكرد.
أفكر بإنهاء الجزء الثاني في عشرين يوماً، أملك الزمان الكافي، أليس كذلك؟ أيمكنني إضافة مرافعتي لذاك الملف؟
حضّرت مرافعتي بشكل وهي تحتوي على تقييم ظروفي التي أعيشها هنا، أعلم أن هناك لوحة سوداء ويائسة، لكنني رغم ذلك أملك أملاً كبيراً، آمل حدوث تطورات إيجابية ضمن إطار الحرية.

لم أخسر آمالي بعد، وأهنئ الجميع بمناسبة العام الجديد على هذا
الأساس.
أنا كما ترونني، لقد جاء طبيب أخصائي في اليوم الفائت، جلب معه جهازاً، وعمل تحليلاً لأجل المعاينة، أعطاني جرعة قطرة ضمن أكياس، وقد ساهمت في تسهيل تنفسي قليلاً، حصل ارتياح عام، لكن عيوني تدمعان دائماً بسبب هذه القطرة.

إنه نوع من القطرة، هل هذه الدموع مفيدة؟ يمكن استشارة الأطباء، لم يأتِ أحد من هيئة أطباء تركيا.
لقد تطرقت مسبقاً لموضوع كركوك، يجب إعطاء مساحة للتركمان والآشوريين، نوع من خصوصيات الإدارة الذاتية جيد لأجل كركوك، ولكن يجب أن تكون كركوك ضمن الفدرالية الكردية.
قلت سابقاً يمكنكم جلب كتاب نظام العالم من منشورات IMGE والجلد الثالث من الحضارة المادية.

استلمت بعض الرسائل، كانت رسائل قصيرة، من آيسل وديلاك، ورسالة من باطمان، أعتقد أن هناك سورية الأصل اسمها هاجر، سلامي لكل رفاق السجون ولأصدقائنا في الخارج خاصة الفنانين، بلغوا سلامي لآرام، أبلغوا سلامي للجميع لشعبنا في المكان الذي أتيتم منه.

27.12.2007

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* إيلتر تركمان: في 1968 سفير تركيا في اليونان، 1972 سفير تركيا في روسيا، 1975 ممثل تركيا الدائم في الأمم المتحدة، 1978 المستشار الأعلى لرئاسة الأمم المتحدة، 1980 السكرتير العام للأمم المتحدة، 1980 – 1983 وزير خارجية تركيا.
* آهتساري: تم انتخاب مارتي أهتساري رئيسًا لجمهورية فنلندا عام 1994، وظل يشغل هذا المنصب حتى عام 2000.

وكان أهتساري قد ‏شغل في السابق عدة مناصب في وزارة الخارجية الفنلندية، منها منصب وكيل وزارة الخارجية للتعاون الإنمائي الدولي ومنصب ‏وزير الخارجية.‏‎ ‎وكان قد شغل منصب الممثل الخاص للأمين العام لناميبيا منذ عام 1978 حتى عام 1990، ثم ارتقى ليشغل منصب ‏وكيل الأمين العام للتنظيم والإدارة عام 1987.

ويشغل حاليًا منصب المدير العام لإيماجن نيشنز ‏ImagineNations‏.‏ وفي عام 2000 عقب تركه لمنصبه كرئيس لجمهورية فنلندا قام أهتساري بتأسيس منظمة غير حكومية أطلق عليها اسم ‏‏”مبادرة إدارة الأزمات ‏Crisis Management Initiative، على أن يكون هو رئيساً لمجلس إدارتها.‏‎ ‎وقد اشتملت الأنشطة ‏الأخرى في فترة ما بعد الرئاسة على تيسيره لعملية السلام بين حكومة إندونيسيا وبين حركة آتشيه الحرة ‏Free Aceh ‎Movement، ورئاسته لفريق عمل مستقل مسؤول عن أمن وحماية طاقم الأمم المتحدة بالعراق وتقلده لمنصب مبعوث خاص الأمم ‏المتحدة للقرن الأفريقي والممثل الشخصي لكبير موظفي المعلومات بمنظمة الأمن والتعاون الأوروبية ‏OSCE‏ في آسيا الوسطى.‏‎ ‎وفي شهر نوفمبر من عام 2005 تم تعيين أهتساري مبعوثًا خاصًا لأمين عام الأمم المتحدة في عملية تحديد الوضع المستقبلي ‏لكوسوفو.‏
ويشغل الرئيس أهتساري منصب رئيس مؤسسة أطفال وشباب البلقان ‏Balkan Children and Youth Foundation‏ ‏بالإضافة إلى منصب رئيس مجلس إدارة السلام العالمي ‏Governing Council of Interpeace‏.‏‎ ‎كما أنه أحد أعضاء مجلس ‏إدارة معهد إست وست ‏Board of the EastWest Institute‏.‏
وفي فنلندا، يقوم الرئيس أهتساري بدور فعال في مجلس إدارة شركة ‏Elcoteq SE.‎‏.‏‎ ‎كما أنه أحد أعضاء الفريق الاستشاري ‏المستقل عن الماضي، الذي يسعى لتحقيق توافق الآراء في مجتمع أيرلندا الشمالية حول أفضل طرق التعامل مع موروثات الماضي.‏
* أوغور مومجو: كاتب تركي كمالي، كان يكتب في جريدة حرييت، قتل على يد الميت التركي.
* بحرية أوجوك: مختصة في التاريخ والسياسة ولدت في 1919 في ترابزون، كانت بروفسورة في كلبة إلاهيات في أنقرة، برلمانية عن مدينة (أوردو) وعضوة المجلس المركزي لحزب الشعب الاشتراكي (إيننو)، أغتيلت  في 6- 10 – 1990 على يد الإسلاميين.
* سزائي كاراكوج: شاعر وكاتب كردي متدين يكتب في المنشورات التركية.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…