أية مرجعية يا حركتنا الوطنية الكوردية في غرب كوردستان؟

جان كورد

كاد عام 2007 ينتهي ونحن لانزال نسمع جعجعة ولا نرى طحنا
هذا ما يقوله لسان حال شعبنا الكوردي في غرب كوردستان، سواء أكان هناك عمل وانتاج في هذا الاتجاه أم لم يكن، فالقضية التي يمكن قراءتها في الحيز الزمني فقط لم تعد تسمح بالانتظار والتسويف والمناقشات الطويلة والعقيمة… أن نكون أو لانكون، هذه هي المسألة!.

انتظار البعض حتى يتفسخ النظام تماما للقيام بعدئذ بعمل قومي مشترك ما، هو كانتظار غودو في المسرحية العالمية الشهيرة، والنظام قادر، باستمرار، على القيام بمبادرات ولو ضعيفة لانقاذ عنقه من حبل المشنقة، وللتنفس إلى حد ما، مهما كانت الظروف الدولية غير ملائمة لاخراجه من غرفة الانعاش…
المرجعية، كما ذكرنا من قبل عدة مرات، مصطلح ديني شيعي، استعارته الحركة السياسية الكوردية في غرب كوردستان لأسباب نجهلها، ولكن نعلم جيدا بأن المرجعية تعني إيجاد هيئة عليا تكون مصدر الأمر والنهي في أعلى صورهما وتكون لهذا المصدرصلاحية التكلم باسم الخاضعين له في مختلف الأوساط المحلية والاقليمية والدولية، ويعتبر كل شاذ عنها أو خارج عليها معرضا لجريمة الخيانة ويلقى عقابه في أشكال مختلفة، منها الاقصاء والتقزيم والمحاربة والمقاطعة والابعاد كالجمل الأجرب… ويتساءل البعض مثلي:” ولماذا ليس المجلس الوطني الكوردستاني – سوريا مثلا…؟
قد يقول قائل بأن هذا المصطلح أو هذه التسمية غير مطابقة لوضع الأحزاب الكوردية “السورية!”، إلا أننا نتذكر مشاركة بعضها في مختلف مشاريع المجلس الوطني الكوردستاني منذ عام 1989 دون التذرع بذريعة كهذه، بل كان أكثر الناس رفضا لهذا المجلس في ستينات القرن الماضي من أشدهم دعوة لاقامة مثل هذا المجلس، ومن الأحزاب الكوردية “السورية” من شارك في تحالفات كوردستانية عريقة، وكانت مجال افتخار واعتزاز لدى أمنائها العامين في تلك الأيام والعهود، على الرغم من أن القضية الكوردستانية لم تكن على المستوى الذي هي عليه الآن، ولا حاجة لنا لضرب الأمثال هنا، فكل من عاشر مسيرة هذه الحركة يدرك ما أقوله…
هناك من يريد مرجعية حسب مقاس منهاجه الحزبي ويكون طوع بنانه وموافقا لممارساته وعلاقاته وأسلوب نضاله، بل يكون بمثابة ظل لزعامته الشخصية، وتلعب القضية الكوردية دورا ثانويا بالنسبة إلى القضية الحزبية… وهناك من يسعى لتحديد الشخصيات الوطنية التي من المزمع ضمها لهذه المرجعية، على أن تكون تلك الشخصيات من دائرة المؤيدين لحزبه الذي لايعتري سياسته خطأ وزعيمه معصوم من الأخطاء، ولانور أو ضياء خارج قوقعته التنظيمية… كما أن هناك من يعمل جاهدا لأن تكون مثل هذه المرجعية أداة تنظيمية عليا لقيادات الحركة، مثلها مثل التحالفات والجبهات، يتم فيها التوافق الحزبي الأعلى، على مستوى اللجان المركزية، وتنتزع في أعمالها ثقة الوطنيين والمؤيدين، بحكم أن القيادات منتخبة (!!) في مؤتمرات حزبية، أي أنها ممثلة حقيقية للشعب المظلوم، وتدرك الأمور بشكل أفضل ممن ليس في هيئاتها، وهذا يذكرنا بأولئك الذين كانوا يقولون في الماضي:”أنت تعلم هذا، دون أن تكون عضوا في قيادة الحزب، فكيف بالذي هو الذي يقود هذه القيادة والحزب؟”
وهكذا نجد تفسيرات وتأويلات مختلفة للمرجعية وضوابطها وصلاحياتها ومستواها وعناصرها وسياستها… وهذه التفسيرات والتأويلات تبين لنا شكل أو صيغة المرجعية الحزبية أو الحركية…
فأية مرجعية يريدها الشعب الذي يتم الحديث عنه وعن قضيته ويتكلم الحزبيون باسمه، ويريدون وضع طربوش يناسب أذواقهم على رأسه؟
هل أجرت الحركة، منذ الشروع في الحديث والنقاش عن المرجعية، أي استطلاع للرأي حولها في صفوف الشعب؟ أم أن الأحزاب – بمجرد تكوينها – قد حصلت على تفويض مطلق من الشعب بأن تقوم بما تريد بالنيابة عنه؟
الادعاء بأن المجال لايفسح لمثل هذه الاستطلاعات مردود ومرفوض، وهناك امكانات مختلفة للوصول إلى آراء الشعب و”الجماهيرالوطنية”…
على الأقل يمكن طرح مثل هذه الاسئلة في المناسبات والسيمينارات وغرف البالتوك والمواقع الالكترونية، ولدى احتكاك المنظمات الحزبية بهذا الشعب الذي يبدو وكأن جميع الحزبيين يظنون بأنهم ممثلوه الشرعيين، ويحظون بتفويض كامل منهم:
– هل تريدون منا بناء مرجعية قيادية لكم من توافق الأحزاب الكوردية أم مجلسا وطنيا بما في هذا المصطلح من معنى؟ وما الفرق بين المرجعية والمجلس؟
– ما المطلب القومي المشترك الذي يجب أن نقف عنده؟ حقوق مواطنة، حقوق ثقافية، ادارة ذاتية سياسية (حكم ذاتي كردي) أم فيدرالية لكردستان سوريا؟
– باعتبار أن مثل هذا العمل يتطلب منا ضم عدد من العناصر الوطنية إليه، فهل يجب انتقاء هذه العناصر من قبل الأحزاب، أم يجب دفع الوطنيين أنفسهم لاختيار ممثليهم إلى هكذا هيئة مشتركة؟
– هل يجب مشاركة الخارج الكردي حيث الجاليات المؤثرة في مثل هذا العمل الكبير، أم يجب حصر العمل داخل النطاق السوري وحده؟
وأخيرا: لا بد من تحديد نقاط أساسية في البرنامج السياسي لهذه الهيئة (مرجعية / مجلس) وفي مقدمتها نقطة الموقف من النظام الحاكم لأن هذه النقطة هامة جدا في العمل الديبلوماسي خارج الوطن، ولايمكن القيام بعمل جدي باسم أي هيئة حزبية أو فوق حزبية او وطنية دون الوقوف على ثوابت أساسية، ومنها الموقف تجاه النظام الذي نعاني من سياسته العنصرية، ولم تتكون أحزابنا إلا للتصدي لهذه السياسة…

12.12.2007

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

رياض علي* نظرا للظروف التاريخية التي تمر بها سوريا في الوقت الحالي، وانتهاء حالة الظلم والاستبداد والقهر التي عاشها السوريون طوال العقود الماضية، وبهدف الحد من الانتهاكات التي ارتكبت باسم القانون وبأقلام بعض المحاكم، وبهدف وضع نهاية لتلك الانتهاكات، يتوجب على الإدارة التي ستتصدر المشهد وبغض النظر عن التسمية، أن تتخذ العديد من الإجراءات المستعجلة، اليوم وليس غداً، خاصة وان…

ادريس عمر كما هو معروف أن الدبلوماسية هي فن إدارة العلاقات بين الدول أو الأطراف المختلفة من خلال الحوار والتفاوض لتحقيق المصالح المشتركة وحل النزاعات بشكل سلمي. المطلوب من الكورد دبلوماسيا في سوريا الجديدة بعد سقوط طاغية دمشق بشار الأسد هو العمل على تأمين حقوقهم القومية بذكاء سياسي واستراتيجية دبلوماسية مدروسة، تأخذ بعين الاعتبار الوضع الإقليمي والدولي، بالإضافة إلى التوازنات…

نشرت بعض صفحات التواصل الاجتماعي وبعض المراسلين ، معلومات مغلوطة، بشأن موقف المجلس الوطني الكردي حول الحوار الكردي الكردي ، فإننا نؤكد الآتي : ١- ما ورد في المناشير المذكورة لا يمت للواقع بأي صلة ولا يعكس موقف المجلس الوطني الكردي . ٢- المجلس الوطني الكردي يعتبر بناء موقف كردي موحد خياراً استراتيجياً، ويعمل المجلس على تحقيق ذلك بما ينسجم…

إبراهيم اليوسف ليس خافياً أن سوريا ظلت تعيش، بسبب سياسات النظام، على صفيح ساخن من الاحتقان، ما ظل يهدد بانفجار اجتماعي واسع. هذا الاحتقان لم يولد مصادفة؛ بل كان نتيجة تراكمات طويلة من الظلم، القمع، وتهميش شرائح واسعة من المجتمع، إلى أن اشتعل أوار الثورة السورية التي عُوِّل عليها في إعادة سوريا إلى مسار التأسيس ما قبل جريمة الاستحواذ العنصري،…