الكردي أم الكردستاني يا معشر الساسة والكُتاب الكورد؟

علي جعفر

قبل أشهر مرت الذكرى الخمسين لتأسيس أول تنظيم سياسي كوردي شامل لكل المناطق التي يتشكل منها الجزء الغربي من كوردستان الملحق بسوريا.

فقد نشرت جرائد ودوريات فصائل حركتنا الكوردية، بالاضافة إلى الكثير من الكُتاب والباحثين الكورد مقالات وأبحاث بهذه المناسبة.

وكان هذا أمراً طبيعياً لكون الحدث “التأسيس” شكل منعطفاً تاريخياً في حياة شعبنا الكوردي في هذا الجزء من الوطن، لكن الأمر غير الطبيعي الذي لفت نظرنا هو كثرة تسميات هذا المولود العتيد.
هاكم بداية الأسماء التي تناولتها صحف فصائل الحركة وكذلك الكُتاب: (1- بارتي ديمقراطي كردستان سوريا.

2- البارتي الديمقراطي الكردستاني – سوريا.

3- الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا.

4- البارتي الديمقراطي الكردي في سوريا.

5- الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا – البارتي.

6- الحزب الديمقراطي الكردستاني).

أضف إلى ذلك أن قسماً من الكتاب وصحف الفصائل لم تورد اسم البارتي عند التأسيس، وكأنهم أرادو بذلك أن يقولوا إننا لم نحسم أمرنا في هذا الشأن، أو أنهم مترددون في قول الحقيقة لأسباب نجهلها.

وهنا من حقنا أن نتساءل: أي من هذه الأسماء صحيحة؟؟ خاصة وأن الإشكال لم يمضي عليه إلا خمسون عاماً، وهذا شيء يسير بالنسبة للتاريخ.


لعلنا هنا نلاحظ الخلط في نقطتين؛ الأولى في تسمية ” الكردي أم الكردستاني”، والثانية ” البارتي الديمقراطي، الحزب الديمقراطي – البارتي.

 
سنحاول في مقالنا هذا التطرق إلى التسمية دون المؤسسين، الذين هم أيضاً لا زالوا موضع خلاف، إلا أن الخلاف فيهم ينحصر في اسم أو اسمين بعكس التسمية.

وطبيعي كان الأفضل أن نكتب ما يدور في خلدنا وبالاستناد ما في حوزتنا من وثائق ومستندات في حينها، ولكن ظروفاً خاصة بنا جعلتنا نؤخر مقالنا إلى يومنا هذا، خاصة وأن الموضوع ليس خبراً صحفياً تنتفي قيمته عند التأخير.
بداية لا بد من القول، أننا لسنا الأول، ولن نكون الأخير من الذين تطرقوا لتسمية البارتي، حيث سبقنا الكاتب السياسي المعروف محمد ملا أحمد قبل سنين في كتابه: ” صفحات من تاريخ حركة التحرر الوطني الكردية في سوريا أو تاريخ البارتي) وبعض الكتاب الآخرون.

لكن تكرار التسميات العديدة في اليوبيل الذهبي لتأسيس البارتي وبدلاً من تصحيح الخطأ التاريخي الذي وقع فيه المناضلون الأوائل أصرَ الكثيرون – عمداً أو جهلاً -، كُتاباً وسياسيين الاستمرار فيه، الأمر الذي دفعنا لكتابة مقالنا هذا.


فكما هو معروف أن المتشبث الأكثر بتسمية “الكردي” هو الاستاذ حميد درويش، سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا.

ففي العام 1996 نشر توضيحاً مزيلاً باسمه في صدر الصفحة الأولى من جريدة حزبه “الديمقراطي” العدد 287 تاريخ أوائل أيار ينكر فيه تسمية “الكردستاني” عند التأسيس، وبعدها استمر على هذا المنوال بحيث لم يألُ جهداً، في كل مناسبة يجد فيها الفرصة سانحة، في التركيز على أن اسم البارتي عند التأسيس كان مقروناً  بـ: ” الكردي ” وليس ” الكردستاني “، وحجته في ذلك هي أنه أحد مؤسسي البارتي وأنه يحتفظ بالبرنامج الأول المكتوب باللغة الكردية في عام 1956.

وكان آخر هذه المحاولات البائسة تكراره دعواه في لقائه مع مجموعة من المثقفين الكورد بتاريخ 3/7/2007، إلا أنه أضاف إلى ما يكرره دائماً هذه الجملة: “” ….

ففي عام 1959 وبدون علم اللجنة المركزية آنذاك، ولن أذكر تفاصيل ذلك، فقد أصبح اسم الحزب (بارتي ديمقراطي كردستان سوريا) …..

فالبرنامج الذي كتب بالعربية في 1957 لم يكن مطبوعاً وقد أضيفت اليه عبارة (تحرير وتوحيد كردستان في عام 1957) اضافة إلى تغيير اسم الحزب وبقي كذلك حتى عام 1964 …..

“”.

وفي نهاية لقائه يضيف الاستاذ حميد قائلا ً “” … إن الكثيرين يذهبون بشكل متعمد إلى أن اسم الحزب عند التأسيس كان (الحزب الديمقراطي الكردستاني) دون أن يعرفوا تفاصيل الموضوع ودون الاستناد إلى أية وثائق “”.


إضافة إلى ذلك وقبلها بأسابيع كان قد تحدث في غرفة بالتاك ” غرب كردستان ” التي يديرها الفنان الكردي شفكر على شكل عدة حلقات عن تاريخ البارتي، مركزاً على رأيه في هذه النقطة.

وفي الحلقة الأخيرة انهالت عليه الأسئلة، كان من ضمنها أن سأله أحد المشاركين بأنه قرأ في كتاب: ” البارزاني والحركة التحررية الكردية ” بياناً مشتركاً بين الحزبين الديمقراطي الكردستاني – إيران وبين بارتي ديمقراطي كردستان سوريا، وأن البيان مزيل بتوقيع ممثلىْ كل من الحزبين، بحيث ورد اسم الأستاذ حميد درويش مقرونا ً بـ: (عن المكتب السياسي لبارتي ديمقراطي كردستان سوريا).

فكان رده: ” أنا لا أتذكر ذلك “.

أي أنه لم ينكر، ولكنه لا يتذكر.


والحال، ربما دفعته هذه الوثيقة وغيرها، وتأكيد الكثيرين على “كردستانية ” الاسم أن يخترع الجملة الاضافية التي أوردناه أعلاه.

ويبدو أنه اضطر أخيراً للاعتراف بجزأ من الحقيقة، ومع ذلك نتساءل: إن كان قوله الأخير صحيحاً، فلماذا لا يذكر تفاصيل كيفية تغيير اسم الحزب بدون علم اللجنة المركزية؟؟ مَنْ هم أعضاء اللجنة المركزية آنذاك؟ ومَنْ هم أعضاء المكتب السياسي آنذاك الذين يتهمهم الاستاذ حميد دون أن يسميهم بتغيير اسم البارتي واضافة شعار: ” تحرير وتوحيد كردستان “؟؟ وما هي مستنداته ووثائقه في ذلك؟ ثم يا استاذ حميد: مَنْ الذي يكتب دون الاستناد إلى أية وثائق؟؟ أهو، أنت الذي وقعت بنفسك الوثيقتين المرفقتين بنهاية مقالنا واللتان تثبتان “كردستانية” الاسم، أم غيرك ؟؟
وللحقيقة والانصاف فإن الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي وشخص الاستاذ حميد معروف عنه الصراحة والشفافية في تعامله ومواقفه بغض النظر عما إذ كنت تشاطره الرأي أم تخالفه.

بعكس بعض سياسيينا حيث ينقلبون بين الفينة والأخرى، ودون أن يتجرأوا للاعتراف بخطأهم؛ من مصرين على حقوق الشعب الكوردي القومية والديمقراطية في سورية إلى حصر قضيتهم في ” حقوق المواطنة “، من مناطق كردية في سوريا إلى ” مناطق ذات الغالبية الكردية “، من سوريا تتشكل من قوميتين رئيسيتين، العرب والكرد إلى القبول من أن ” ….

سوريا جزء من الوطن العربي، ارتبط به في الماضي وفي الحاضر، وسوف يرتبط مستقبلاً، …..

” و… .

ولكن رب سائل يسأل: لماذا يستمر الاستاذ حميد في إثارة هذه النقطة ويجني على الحقيقة وينكرها محاولاً حجبها بالغربال كما يقال؟؟ الأمر باختصار حسب تصورنا هو الآتي: لا شك أن الاستاذ حميد والكثير من السياسيين الكورد مقتنعون بأن النظام السوري لا يمكنه الاستمرار إلى أبد الآبدين في انكار الكورد وكوردستان في سوريا، وبالتالي سيضطر آجلاً أم عاجلاً إلى الجلوس مع ممثلي هذا الشعب، أي مع الحركة السياسية الكوردية، وعليه فالاستاذ حميد ومنذ العام 1965، أي منذ توليه قيادة حزبه يسلك سياسة لا تزعج السلطة على حد قوله، في ندوت له بدمشق عام 1982، كان كاتب هذه السطور حاضراً فيها، وبناءً عليه فان أُجْبرتْ السلطة الجلوس مع ممثلي الكورد، فان الاستاذ حميد هو المرشح المفضل والأول لهذا اللقاء،  ومنها سيتباهى أمام الرأي العام الكوردي خصوصاً والسوري عموماً بأنه رائد هذه الحركة، ولولا سياسته المرنة والموزونة والعقلانية لما تحقق ذلك كله.

    
مما لا شك فيه بأنه في مسائل خلافية كهذه تلعب الوثائق والمستندات التاريخية دورها الحاسم.

ولشديد الأسف لم يحتفظ المناضلون الأوائل، ومنهم المؤسسون بأية وثائق تذكر، بدءاً من البرنامج السياسي للبارتي، مروراً بالجريدة المركزية ” النسخة العربية أو الكردية “، وصولاً لأي منشور آخر من بيانات أو دوريات مناطقية.

ولولا احتفاظ غير أهل البيت السياسي الكوردي بوثيقتين تاريخيتين لكان تاريخ البارتي، وخاصة التسمية محل جدل سيتمر لخمسين سنة أخرى.


الوثيقة الأولى وبالتسلسل التاريخي عبارة عن اتفاق مشترك صادر عن ممثل الهيئة السكرتيرية لحزب ديموقراطي كردستان – إيران السيد عبد الله اسحاقي وممثل المكتب السياسي لبارتي ديمقراطي كردستان سوريا السيد عبد الحميد سليمان درويش وذلك في 30/6/1961.

هذه الوثيقة (الوثيقة رقم 32) منشورة في كتاب ” البارزاني والحركة التحررية الكردية ” الجزء الثاني، للأخ المناضل مسعود البارزاني، رئيس اقليم كوردستان الجنوبية.

   
أما الوثيقة الثانية فهي عبارة عن رسالة تهنئة مرسلة من قبل المكتب السياسي لبارتي ديمقراطي كردستان سوريا إلى المؤتمر السادس لجمعية الطلبة الأكراد في أوروبا في 20/7/ 1961.

النص الكامل لهذه الوثيقة منشور في أحد أعداد مجلة “Çiya  “  التي كان المناضل والأديب الكوردي المعروف حمرش رشو رحمه الله يصدرها في أوروبا بين أعوام 1965-1970، وهناك فقرات من هذه الوثيقة منشورة في كتاب السيء الصيت محمد طلب هلال المعنون: ” دراسة عن محافظة الجزيرة من النواحي القومية الإجتماعية السياسية “.


أضف لهاتين الوثيقتين هناك الكثير من المناضلين القدامى الذين انتسبوا إلى البارتي في أيامه وأشهره الأولى يؤكدون كردستانية الاسم.

منهم على سبيل المثال، محمد ملا أحمد، والعم الراحل عثمان صبري الذي أسعفني الحظ في أن التقي به مرات عدة في العام 1983، وقد سألته في حينها عن هذا الموضوع، فأكد لي كردستانية الاسم وشعار ” تحرير وتوحيد كردستان “.

وقبل بضعة أيام من كتابة هذا المقال اتصلت بكمال سيدو ميمي مستفسراً منه هذه النقطة، فأكد لي: “” كنت و… موزعين لبريد ومراسلات البارتي ما بين عفرين ودمشق والجزيرة ولبنان، حيث كان اسم البارتي ” بارتي ديمقراطي كردستان سوريا ” وشعاره المركزي كان: ” تحرير وتوحيد كردستان “، ثم أصبح الاسم والشعار محل خلاف بير الرفلق في السجن، … “”.

كما اتصلت بمناضل آخر، فقال لي: ” ….

بأن اسم الحزب عند التأسيس كان بارتي ديمقراطي كردستان سوريا، وأنا بنفسي كنت أدَون بياناته ونشراته بالقلم لأكثر من سنتين في منطقتنا بهدف توزيعها على الرفاق، حيث لم نكن نمتلك آلة كاتبة آنذالك، ……..

“.

ويؤسفني أن أقول بأن هذا الأخير ألحَّ عليَّ أن لا أذكر اسمه هنا، لا بل حاول جاهداً إقناعي بعدم نشر مقالي هذا، بحجة أن الوقت لم يحن بعد للوقوف على مثل هذه المسائل الأقل أهمية وشأناً حسب رأيه.


ومثل هذا الكلام أصبحنا نسمعه منذ عشرات السنين، ولا ندري متى يحين الوقت لتوضيح الكثير من نقاط  واشارات الاستفهام التي تحوم حول مواقف حركتنا؟.

أما فيما يخص قول الاستاذ حميد درويش بأنه يحتفظ بالبرنامج الأول للبارتي، والمكتوب باللغة الكردية والمطبوع في سنة 1956 في مطبعة كرم بدمشق وفيه اسم البارتي ” البارتي الديمقراطي الكردي في سوريا، فيقول الاستاذ محمد ملا أحمد: “” … أن البرنامج المكتوب باللغة الكردية هو ما كتبه عثمان صبري، كمسودة لبرنامج البارتي المزمع تأسيسه.

ومعروف أنه حينما انضم رشيد حمو ومحمد علي خوجه وشوكت حنان وخليل محمد إلى عثمان وحميد وحمزة والشيخ بدلوا هذا البرمامج المكتوب باللغة الكردية إلى آخر مكتوب باللغة العربية، وفيه البند المعروف ” توحيد وتحرير كردستان ” ….

وهكذا فالبرنامج الذي يذكره الاستاذ ” والمكتوب باللغة الكردية ” لم يصبح في يوم من الأيام برنامجاً للبارتي ولا كان الأسم فيما بين 1957-1964، إلا ” بارتي ديمقراطي كردستان سوريا “، كما يعرف ذلك كل الرفاق القدامى …… “”.

وكدعم وتثبيت لما يقوله محمد ملا أحمد في عدم الأخذ بالبرنامج الذي كتبه باللغة الكردية المرحوم عثمان صبري فقد نشر المناضل المعروف وأحد المؤسيسن رشيد حمو في مقالة له، في الذكرى 45 لتأسيس البارتي، إذ يقول في هذا الصدد: “” … اتفقت مع عثمان في هذا اللقاء على أمرين: أولاً: ….

.

ثانياً: في حال قبولنا جميعاً ( يقصد هنا هو وشوكت حنان ومحمد علي خوجه وخليل محمد – مؤسسوا البارتي عن منطقة جبل الكورد ) بالعمل على تشكيل هذا الحزب، ينبغي تغيير المنهاج المحضر سلفاً من قبل عثمان لعدم ملاءمته مع الظروف القائمة في البلاد.

… “”.

 
يقيناً بأن كل الذين يكتبون ” الكردي ” عند تأسيس البارتي يعرفون في قرارة أنفسهم بأنهم يجنون على الحقيقة.

وليعذرنا الاستاذ حميد خاصة، وكي نصدق كلامهم ما عليهم إلا أن يبرزوا لنا أية وثيقة تاريخية مؤرخة ما بين العام 1957 تاريخ تأسيس البارتي والعام 1959 العام الذي تغير فيه اسم البارتي من ” الكردي ” إلى ” الكردستاني ” على حد الزعم الجديد للاستاذ حميد درويش لأننا وببساطة لم نعد نصدق أقوال أحد، خاصة في المسائل التاريخية دون الاستناد إلى الوثائق والمستندات التاريخية.

وبأن التسمية بحد ذاتها ليست المقياس في تقييم الأحزاب والحركات، كما يحلو للبعض تفسيرها، بحيث: ” … تُستفذُ السلطة الغاصبة وستدفعها إلى جلب مدافعها ودباباتها إلى عفرين والجزيرة وكوباني، وسيتهم الكورد بأنهم يعملون لاقتطاع جزء من سوريا وضمها لجزء آخر من كوردستان ” كما قالها لي قبل سنوات سكرتير حزب الوحدة السيد محي الدين شيخ آلي ( عند سؤالي منه؛ لماذا أسماء كل أحزاب أجزاء كوردستان الثلاثة الأخرى مزيلة بـ: الكردستاني، وأننا نستعمل ” أقصد هنا حزب العمل الكردي الذي كنت حينها عضواً فيه ومحي الدين سكرتيراً ” تسمية كردستان الشمالية، الجنوبية والشرقية ولا نقول أيضاً كردستان الغربية ).

بل تتخذ المواقف من هذا الحزب أو تلك الحركة من خلال ما تطرحه في برامجها السياسية.

فموقف السلطة السورية من مسألة الاعتراف بالشعب الكردي وعدم الاعتراف ليس مرهوناً كما قلنا على اسم الفصائل الكوردية، بل على طروحات هذه الفصائل وبرامجها السياسية.

وهنا لا بد من الإشارة بأن كل فصائل حركتنا، بما فيها الفصيل الذي يتزعمه الاستاذ حميد تقر في برامجها بوجود جزء من كوردستان في سوريا، من خلال إقرارها بتجزئة كوردستان بين أربع دول هي ” تركيا، إيران، العراق وسوريا “.

  
وهناك مثال الحزب الديمقراطي الكردستاني في شرق كوردستان ( إيران ) من يوم تأسيسه وحتى يومنا هذا يحمل اسم ” الكردستاني “، ومع ذلك لم يتهمه أحد بالإنفصال، مع قناعتنا التامة بحق جميع الشعوب والأمم بتشكيل دولها الخاصة بها وفقاً للمواثيق والشرائع السماوية والدولية.

وهناك الكثير من الكتاب، وبيانات بعض الفصائل الكوردية يستعملون في مقالاتهم مصطلح: هذا الاقليم الكردستاني، الاقليم الكردستاني الملحق بسوريا، كردستان سوريا، كردستان الغربية،… ومع ذلك لم يعتقل النظام أصحابها، وهي أقلام مكشوفة ومعروفة.

 
في الختام لا بد من التأكيد بأن ما أوردناه من أسماء الاستاذين؛ حميد درويش وشيخ آلي ليس بقصد الإساءة إليهما أو التقليل من شأنهما، فهما شخصيتان مناضلتان في الساحة الكوردستانية السورية نكن لهما الاحترام والتقدير، ونشاطرهما الرأي في الكثير من الطروحات والآراء، لكننا نختلف معهما في بعضها الآخر، ولنا الحق في مناقشتهما بالحجج والبراهين، وهذا ما نفعله.

    
     ولكي لا نضيع عشرات سنين أخرى في المواقف الضبابية والغامضة، على ساستنا عموماً، وموؤرخينا وكتابنا خصوصاً (ونقصد هنا البعض) الذين من المفترض أن يميزوا أنفسهم عن سلوكيات بعض السياسيين في قول وكتابة الحقيقة كما هي، وكذلك كل المهتمين بقضية شعبهم، توثيق الأحداث والوقائع، وهي مهمة في غاية الأهمية والنبل، وتفادياً للخطأ الذي وقع فيه الجيل الأول.

فالتاريخ لن يرحم أحداً.

هذه هي الفقرات الأخيرة من البيان الذي أصدره كل من: ممثل الهيئة السكرتيرية للحزب الديمقراطي الكردستاني – إيران، السيد عبد الله اسحاقي، وممثل المكتب السياسي لبارتي ديمقراطي كردستان سوريا السيد عبد الحميد سليمان درويش.


من الجدير ذكره أن السيد مسعود البارزاني قد أورد هذا البيان كاملاً في كتابه : ” البارزاني والحركة التحررية الكردية “.

وقد ورد فيه اسما الموقعَينْ وهما: السيد عبد الله اسحاقي عن الحزب الديمقراطي الكردستاني – إيران، والسيد عبد الحميد سليمان درويش عن لبارتي ديمقراطي كردستان سوريا.

إلا أن رابطة كاوا للثقافة الكردية التي أخرجت الكتاب المذكور في طباعة ثانية قد حذفت اسمَيْهما من البيان المذكور وذلك في مخالفة صريحة لمستوجبات الأمانة العلمية.

—————————————————-

وهذه أيضاً فقرات من صورة طبق الأصل للرسالة الموجهة من ممثل بارتي ديمقراطي كردستان سوريا السيد حميد حاج درويش الذي كان في حينها في كردستان الجنوبية، إلى المؤتمر السادس لجمعية الطلبة الطلبة الأكراد في أوربا.

الرسالة كاملة منشورة في أحد أعداد مجلة ” Çiya ” التي أشرنا إليها أعلاه.

 

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…