ظهرت شخصيات فاعلة ومؤثرة في الساحة الثقافية الكردية السورية, وكان حضورهم قوي بعد 12 آذار تحديداً, وكانوا بالفعل صوت الشعب الذين لم يستكينوا, ويخنعوا بل دخلوا ميدان النضال السلمي بروح المسؤولية العالية, لا يأبهون لشيء, واضعين نصب أعينهم رسالة الكتابة الصادقة بما تحمله من قيم أصيلة في فضح ممارسات السلطات العنصرية في مناطق سكنى الأكراد, أجل هؤلاء انبروا تميزاً كونهم بعيدون عن حب (( الأنا )) يضحون بالغالي والنفيس لأجل إحقاق الحق للشعب الكردي, وظهرت أقلام أخرى كتبت ودافعت عن القضايا الكردية إنما بأسماء مستعارة لأسباب شتى, وثمة أقلام كانت تصول وتجول تريد أن تستحوذ على عين الكاميرا في المهرجانات والاحتفالات, ثم أصبحت في طي النسيان في تلك الفترة؟!
لكن لنرجع إلى الذين لا يزالون يضحون من أجل قضيتهم العادلة ومن أجل حرية الإنسان بغض النظر عن دينه وقوميته, فالأستاذ (إبراهيم اليوسف) من نوعية نادرة جداً في زماننا هذا, فالأخ (إبراهيم) كان من الرواد الذين كتبوا في (12) آذار هو ومجموعة من الكتاب أمثال:(إبراهيم محمود- أحمد حيدر- سيامند إبراهيم ) ووقف هو وأصدقاءه في وجه الطلق الحي بيراعهم الذي كان أقوى من الرصاصات, فمسيرة الشاعر والكاتب ( إبراهيم اليوسف) في رحلة الإبداع لم تتوقف منذ أكثر من عشرين عاماً, غرد بالعشق فسما بالمحبين, وأنشد للوطن أروع القصائد المخلصة لترابه, كتب عن التضحية فأبدع, كتب المقال فأرشد, مهما عددت سماته فهي قليلة لشخص بمقام الأستاذ (إبراهيم اليوسف), ففي الفترة الأخيرة بدأت السلطات الأمنية بمضايقته وملاحقته وإبعاده من القامشلي ونقله وهو المدرس المثبت بقرار إداري من التربية منذ (25) سنة خلت وبدأت رحلة المضايقة لشخصه الكريم منذ ذاك الوقت إلى الآن, بالرغم من حبه لهذا الوطن أكثر منهم بكثير وتضحيته بماله ووقته وراحته للتطوير والتحديث والديمقراطية في سوريا, والمحافظة على وطنه ومسقط رأسه من الأيادي الأجنبية للعبث فيها, فهل يجب أن يحاسب على وطنيته بهذا الأسلوب؟؟؟!!!!
أي جرم ٍ ارتكبه هذا الإنسان الغيور على وطنه, بماذا نسمي هذه الحملة المسعورة على المثقفين والمعارضين الأكراد والعرب, إني لأستغرب من تصرفات السلطات السورية, وهي تزج في السجون هذه الكوكبة من المعارضين, و أصحاب الأقلام الجريئة والمخلصة, من أمثال
((محمد الغانم،كمال اللبواني، محمد أبو النصر جواد عجم، جيهان محمد علي، عدنان خليل رشيد، وحيد جهاد مصطفى، فوزي علي قهوة، علي العبد الله، محمد علي العبد الله، محمد صالح ريحاوي، مطيع منصور، محمد بشير الصالح، جهاد درويش، حازم جهاد درويش، حسين داود، حبيب الضعضي، هاني خيزران، فاتح جاموس، ميشيل كيلو، محمود مرعي، نضال درويش، أنور البني، سليمان الشمر، عباس عباس، كمال شيخو، غالب عامر، محمود عيسى، صفوان طيفور، خالد خليفة، خليل حسين، حسين محمود، محمد محفوض…))بالله عليكم ماهو موقف العالم الخارجي وهو يسمع أنباء هذه الاعتقالات في سورية أي شعار تنادي به السلطات السورية وتضع (الحرية) في المرتبة الثانية في أهداف البعث, أم الحرية لفكر البعث فقط؟! ولنعد إلى مهمة المثقف الكردي وأظن أن مهامه لا تقتصر على نشر دواوين الشعر الإبداعية فأولى مهماته هي الدفاع عن قضيته الكردية والرد على الأقلام العنصرية ونقد وردع آلة العنف السلطوية وفضح مواقع الفساد أينما كانت, ورفع المستوى الثقافي للشعب بإقامة الندوات والمحاضرات الهادفة في كل مكان ,وهنا أقول: لا أحد يستطيع اقتلاع السنديان من أرضه لأن جذوره قوية ومتأصلة في الأرض التي نما عليها, ومهما بتروا الشجرة ستنبت ألف شتلة من جوانبها فهيهات ألا يطال السنديان كبد السماء لأن سمو السنديان وشموخه أخذ منكم صفاته .
باسمي وباسم كل الأحرار في سوريا أطالب السلطات السورية بالإفراج الفوري عن معتقلي الرأي في سوريا ورفع اليد عن الكاتب والشاعر إبراهيم اليوسف والكف عن ملاحقته بسبب وطنيته.