السيد مسعود البارزاني سلاما

  محمد قاسم

أكاد اقول أني معقد من أسلوب تمجيد الناس وخاصة الذين في موقع المسؤولية –أيا كانت-

فمنذ طفولتي عاينت  الأسلوب المستهتر بقيمة الإنسان من قبل بعض أولئك الذين لهم سطوة ما –دينية او وظيفية أو مالية او اجتماعية .وخاصة الذين يسمون المخاتير والأغوات وشيوخ العشائر وغيهم ممن له سطوة ما ..

ونمط الحياة الذي يعيشونه .والمبني على حب التظاهر والتفاخر.والتقليل من شأن الآخرين الفقراء..! وبذل الجهد للاستحواذ على كل شيء –كما بدأوا الآن أيضا يعيدون السيرة ذاتها.

في كركي لكي يحاولون قضم أرض فلاح من قرية مجاورة، لا تتجاوز بعض هكتارات.

على الرغم من امتلاكهم لمئات الدونمات وربما  الهكتارات..

وفي كاني كرك لعبة جديدة لاستمرار استثمار أراضي أملاك الدولة على أنها ملك لهم وحرموا الفلاحين من الاستفادة حتى من مراعيها..

فضلا عن قطع ماء الشرب عنهم من ينابيع الله..!
وهناك من الأمثلة الكثير..

والتي تمتلئ أدبيات الأحزاب والكتاب بها..

قبل ان يوقف استمرارها، سقوط الاتحاد السوفييتي..

ولا أقول هذا لأني معجب بالنظام المسمى بالاشتراكية..

فقد اثبت هو أخطاءه..

وفي الميدان خطيئاته..
ولكن ذلك لا يعني انه لم يكن محقا في جوانب  من أدبياته التي تصف واقع السلوك البرجوازي والإقطاعي..

المشين حيال الفلاحين والعمال..وغيرهم..من شرائح المجتمع المختلفة..!
لدي تجربة مرة مع هذه الأنماط التي لا تزال تؤثر في المجتمع عبر وسائل معروفة منها مثلا..التقرب من مراكز السلطات ..واعتماد الرشاوى..

والعزائم..وتقديم الهدايا لزوجات المسؤولين ..!!
وقد أحسن مسلسل سوري- سعادة الوزير وحرمه –  تصوير هذه الحالات على مستويات مختلفة، يشكر القائمون به تأليفا وتمثيلا وإخراجا..
انعكست هذه المعاناة المباشرة وغير المباشرة في داخلي، موقفا رافضا لكل أشكال التمجيد..

حتى للذين يستحقونها..أيضا –أحيانا-فقد اختلطت الأحوال.وتداخلت المعايير في ظل إفساد شديد للإنسان في هذه البلاد..!
وقد يجدر ان نذكر بان ذلك سلوك في أدبيات الإسلام وتطبيقاته فها هو الرسول يقول لأعرابي هابه: ((هوّن عليك، ما أنا إلا ابن امرأة كانت تأكل القديد…).
وقد صاغ الشاعر حافظ إبراهيم شعرا، قصة الخليفة عمر بن الخطاب ،عندما وجده رسول كسرى وهو نائم تحت ظل شجرة..دون حراس..منها قوله:
أمنت لما أقمت العدل بينهم * * * فنمت نوما قرير العين هانيها
إلا ان بعض زوايا النفس لا تزال تحتفظ ببعض توازن فيها تسمح لي بالتعبير عن بعض مشاعري..وان بدا وكأنه يخالف اتجاهي المذكور..!
فمذ انتشرت أخبار عن محاولة اغتيال السيد مسعود البارزاني..

عبر أشرطة إخبارية او على صفحات الانترنيت..

انتابتني لحظات الم وخشية..

لم اعبر عنهما..

ولا ادري لماذا..؟!
 ربما لنفس الأسباب التي ذكرتها.

في تكويني النفسي..!
غير ان البارزاني هذا، له مكانة في نفسي، لأني أجد فيه الشخصية الأولى المحتملة التي تمثل الحركة النضالية السياسية للكرد، في هذه المرحلة..
صحيح هناك السيد جلال الطالباني السياسي المحنك..

ولكن كبر سنه لا يحتمل دورا مستقبليا كبيرا على الصعيد الكردستاني..

خاصة وانه أصبح الآن شخصية عراقية وربما ذات بعد عالمي – الى درجة ما..

قل أو كثر..! وغيرهما الكثير ..!
واليوم الجمعة 7/12/2007 ..اهتزت مشاعري بصورة لا شعورية عندما قرأت على الشريط الإخباري لتلفزيون كردستان (الرئيس بارزاني يعود الى إقليم كردستان …).
حقيقة اهتزت مشاعري..

وشعرت بنوع من استعادة الأمل الذي كان مهتزا في نفسي.

فقد كان الصمت الذي أعقب الخبر مؤلما..!
وعلى الرغم من ان كردستان ليست خالية من شخصيات قيادية قادرة على ان تأخذ دورها انشاء الله..

إلا ان بعض الخصائص التي تحيط بالسيد مسعود قد تجعله المؤهل الأكثر في هذه المرحلة..
-خصوصية شخصيته المتواضعة..

فقد لاحظت عليه في أكثر من موقف- ومنها زيارته الى القامشلي قبل سنوات.

– تواضعه الجم..

وبساطته ايضا أي عفويته..
*- أنه امتداد لدور المرحوم الخالد البارزاني الأب والذي أكن له كل محبة وتقدير..

وأعتقد ان معظم أبناء الشعب الكردي يشاركني ذلك..!
لقد كنت في بداية شبابي عندما كان يقود الحركة النضالية السياسية والعسكرية في كردستان العراق في ظروف بالغة التعقيد –الحرب الباردة..!
وقد ربينا على أنه الأمل لانتعاش الشعور بقيامة الكرد مرة أخرى بعد معاناة امتدت قرونا..! *- أنه الآن يمثل رمزا لوحدة الكرد في العراق ..

وله تأثيره على التوجه الكردي نحو التوحد بشكل ما في خارج العراق..

فقد فشلت المحاولات التي ترمي الى تحجيمه والتقليل من دوره وتأثيره على مشاعر الكرد .

بل إنه اثبت موجودية طيبة على هذا الصعيد…
*- ظروف المنطقة ذاتها لا تحتمل التغير السريع للقيادات..

وخاصة انه كوّن شبكة علاقات سياسية هامة مع زعماء بلدان العالم..
مرة أخرى لا اكتب ما كتبت من باب التقرب او التزلف..

فذلك ربما آخر ما أفكر به..

ولعل الذي يعرفونني عن قرب يدركون هذا..

ولكن التعبير عن المشاعر الممزوجة برؤى سياسية إستراتيجية قد يكون حقا لمن يريد ان يمارسه.
أتمنى للسيد مسعود الصحة وطول العمر..

وأتمنى عليه ان يكون ذلك الزعيم الذي يشعر بالمسؤولية العظيمة الملقاة على عاتقه من عدة جهات:
كونه يحمل ارث البارزاني الأب وامتداداته التاريخية في كل جوانبها..
كونه يمثل أمل الكرد في هذه اللحظة التاريخية ليحسن قيادة أمته الكردية وفق مقاييس العصر السياسية ..

كونه يحتل –فعلا – موقعا قياديا يخوله اتخاذ القرارات المهمة ..

ليس على صعيد السياسة الخارجية بل على صعيد السياسة الداخلية –وهذه ليست أقل أهمية من السياسة الخارجية، بل ربما كانت اهم باعتبارات ما، لأنها تمثل الحياة الحقيقية للنظام المؤسس حديثا..ولشعبه الذي عانى ولا يزال يعاني..ولا نريد ان يكتسب سياسيونا وقياديونا الخصائص التي أفشلت القيادات في المنطقة في حسن إدارة لمجتمعاتهم بحيث يوفرون لها الحياة القابلة للتطور والتي تتطور فعلا..

والحالة العربية –بشكل عام- مثل صارخ..!

فلنتعظ…!

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اعتبر الزعيم الكوردي رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، يوم الجمعة، أن الارضية باتت مهيأة لإجراء عملية سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط للقضية الكوردية. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال انطلاق أعمال منتدى (السلام والأمن في الشرق الأوسط – MEPS 2024) في الجامعة الأمريكية في دهوك. وقال بارزاني، في كلمته إنه “في اقليم كوردستان، جرت الانتخابات رغم التوقعات التي…

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…