نشرة يكيتي *
ومن هنا فقد قدنا عشرات المظاهرات والاحتجاجات،وكنا مشاركين بقوة في مبادرات الأحزاب الأخرى (يوم السجين السوري حزيران 2004، دعوة آزادي لمسيرة قامشلو 2/6/2005) وكان تركيزنا دوماً على الساحة السورية التي نحن جزء منها، وتقع ضمنها كردستان سوريا.
ومن واجبنا أن نضحّي في سبيل تأمين الحقوق القومية لشعبنا، وإزالة مشاريع التمييز وسياسة الإنكار المتبعة بحقنا، والنضال من أجل التغيير الديمقراطي الجذري في البلاد لمصلحة جميع مكونات المجتمع السوري عبر لا مركزية سياسية تنسجم مع التطورات الإقليمية والعالمية.
وانطلاقاً من سياسة حزبنا فقد بادرنا إلى التعاون مع حزب الاتحاد الديمقراطي في الانتخابات الأخيرة للبرلمان السوري (وعملياً لم نتفق على آلية تشكيل القائمة) ونجحنا في خوض انتخابات مشتركة للإدارة المحلية بقوائم منافسة لقوائم النظام في الجزيرة، وطرحنا المشاركة في احتجاج ضد جريمة تجريد الكرد من الجنسية في ذكراها السنوية الخامسة والأربعين في 5/10/2007 لكن الأخوة في PYD فضّلوا الخروج وحدهم.
وخلال تعاملنا مع PYD لاحظنا وجود تباين في الرؤى والمواقف، فهو – وإن كان منذ ميلاده قبل أربع سنوات- يظهر أنه سوف يركز نضاله لمصلحة الشعب الكردي في سوريا، لكن الوقائع تثبت أنه مازال يدور في فلك حزب العمال الكردستاني PKK ويعمل حسب توجهاته وأجندته، ويعطي الأولوية لشخصية الأمين العام عبد الله أوجلان المعتقل في سجن بجزيرة إمرالي منذ تسع سنوات، ولهذا خلال أعمالنا المشتركة كنا نختلف في هذه الناحية، فنحن في نشاطاتنا النضالية نرفع شعارات ولافتات وصور تتعلق بقضيتنا الكردية في سوريا، ورفاق PYD يحصرون نشاطاتهم في ما يتعلق بخارج ساحتنا، ولا يعطون الساحة السورية إلا جزءاً يسيراً جداً من الاهتمام، وهذا بالضبط ما حصل يوم 2/11/2007، فقد أصدر PYD نداء بتاريخ 24/10/2007 دعا فيه إلى التجمع الساعة 3 من بعد ظهر يم الجمعة 2/11 في دوار هلالية بقامشلو «ندعوكم باسم إيالة قامشلو لمنسقية منظومة المجتمع الكردي في غربي كردستان إلى مسيرة احتجاجية سلمية وبمظهر حضاري ديمقراطي: 1- لإدانة التحالف الإقليمي المعادي للشعب الكردي، وإدانة الموقف الذي يدعو الحكومة التركية لاجتياح جنوب كردستان.
2- المطالبة بإطلاق سراح القائد أوجلان الممثل الشرعي للشعب الكردي…».
وفي هذا النداء لم يشأ PYD حتى أن يصدر النداء باسمه، بل أصدره باسم منظومة غربي كردستان.
وبذلك يؤكد على كونه جزءاً من المنظومات الكردستانية التي يقودها PKK.
وفوق هذا فهو عند إصداره النداء لم يتشاور مع الأحزاب الكردية، ولم يدع إلى اجتماع مشترك للوصول إلى صيغة اتفاقية.
فلو أراد العمل المشترك كان بالإمكان التفاهم على شكل احتجاجي ضد التهديدات التركية التي كانت بالأساس تهدف إلى ضرب تجربة إقليم كردستان الفدرالي.
ومع ذلك –ورغم عدم مشاركتنا في احتجاج 2/11 فقد أدنّا مع الأحزاب الكردية سلوك النظام السوري في إطلاق النار على المدنيين العزل.
وشارك حزبنا بفعالية في مراسيم دفن الشهيد عيسى ملا حسن خليل من هلالية-قامشلو.
وألقى سكرتير اللجنة المركزية لحزبنا الرفيق فؤاد عليكو كلمة حمل فيها على قمع النظام السوري وأدان إقدامه على التعامل بإطلاق الرصاص الحي على تجمع احتجاجي سلمي، وطالب بمحاسبة المسؤولين عن قتل وجرح المدنيين العزل.
وقد لجأت السلطات إلى جملة ملاحقات ومداهمات عشوائية، واعتقلت العشرات.
وفي البداية جرى تجميع المعتقلين لدى الأمن الجنائي بقامشلو ثم سلموا إلى موقع الشرطة العسكرية، حيث قمعوا بشدة وتعرضوا للتعذيب الشديد بالضرب بالكابلات.
وتأكد أن بين المعتقلين بعض كوادر PYD مثل عباس خليل إبراهيم، وعيسى إبراهيم حسو الذي عذب بشدة، وجميل إبراهيم عمر (أبو عادل) الذي يعاني من آلام شديدة في قدميه بسبب الضرب الوحشي وهناك احتمالات وجود كسر فيها.
بالإضافة إلى هذه الكوادر اعتقل 23 شخصاً بشكل عشوائي.
وأثناء التحقيق جرح من تأثير الضرب كل من وليد حسن حسين، ومازن قنديار حمو.
وفي 21/11 انتهى التحقيق الأولي مع الجميع من قبل قاضي الفرد العسكري، وحضر عدد من المحامين، وانتظر خارج المحكمة بعض أهالي الموقوفين ووقف معهم عضو اللجنة السياسية لحزبنا الرفيق حسن صالح.
وقررت النيابة العامة العسكرية في اليوم التالي ترك كل من الموقوفين الأربعة: غسان محمد صالح، بدرخان إبراهيم محمود، محمود شيخموس شيخو، مروان حميد عثمان، كما نقل الباقون إلى سجن الحسكة بانتظار قرار النيابة من المحكمة العسكرية بحلب وهم: 1- محي الدين شيخموس حسين 2- عباس خليل إبراهيم 3- عيسى إبراهيم حسو 4- عبد الرحمن سليمان رمو 5- جميل إبراهيم عمر 6- وليد حسن حسين 7- عبد الكريم حسن أحمد 8- مازن قنديار حمو 9- شعلان محسن إبراهيم 10- فراس فارس أحمد 11- شيخموس عبدي حسن 12- موسى صبري عكيل 13- مسلم سليم هادي 14- محمد حميد إبراهيم 15- عبدو كمال إسماعيل.
أما الأحداث فهم: 1- سيبان خليل علي 2- حسن أحمد حسن 3- تحسين طه فتاح 4- رشيد صلاح علي 5- بيشنك جمال ساريك 6- نافع عبد الرؤوف غيدا 7- خليل محمد إسماعيل.
(هؤلاء حتى تاريخ25/11 تعرضوا للتعذيب لدى الشرطة العسكرية).
ومن الجدير بالذكر أن كلاً من بلال حسن حسين وشيار علي خليل قد أصيبا بطلقات في البطن وأخضعا لعمليات جراحية في مشفى فرمان.
ورغم زوال خطر الموت عنهما إلا أنهما يعانيان من مخاطر صحية جسيمة، ويعالج كل منهما في بيته.
إن حزبنا يندد بسياسة الترهيب والاعتقال، ويطالب بوضع حد لقانون الطوارئ والأحكام العرفية، وعبث الأجهزة الأمنية بحياة المواطنين ومصالحهم، ويدعو جميع الأحزاب الكردية –بما فيها PYD- إلى العمل النضالي المشترك على قاعدة حقوق شعبنا الكردي في كردستان سوريا، فقد آنَ الأوان لأن نركز على قضيتنا القومية داخل الوطن.
وهذا من صميم واجبنا الذي من أجله أسسنا أحزابنا.
أما الساحات الكردستانية الأخرى فقواها السياسية هي المنوط بها شكل تقرير المصير وأساليب النضال، وهي التي تعرف كيف تناضل من أجل أهدافها المشروعة، ولا يخفى علينا أن كردستان سوريا هي أصغر الأجزاء، وبالتالي إذا كانت هناك حاجة للتضامن، فهي الأولى بالمساندة والدعم من الأجزاء الأخرى، لا أن نبدد نحن جهودنا وقوانا خارج ساحتنا، فلكل ساحة خصوصيتها، وعلينا احترام هذا المبدأ بالإضافة إلى مبدأ عدم التدخل في شؤون بعضنا، وعدم الاعتماد على الأنظمة التي تغتصب كردستان.
كما أن تجمعاً سلمياً آخر في الوقت نفسه حصل في كوباني، وقد قمعته السلطات بشدة، وجرى اعتقال أكثر من 50 شخصاً تم تحويلهم إلى حلب.
——–
* نشرة شهرية تصدرها اللجنة المركزية لحزب يكيتي الكردي في سوريا – العدد (151) تشرين الثاني 2007م