صوت الكورد *
(DENGÊ KURD)
من هنا كان من المنصف ، لا بل من الضروري أن يبادر الحزب للالتفاف إلى هذه الشريحة المناضلة من أبناء مجتمعنا ، والتي حافظت على وفائها لنهج الكوردايتي ، وذلك وفاءً لها ، وتأكيداً على الوفاء للنهج الذي يسيرون عليه ، بغية منحا الفرصة الكافية كي تلعب دورها مجدداً، كنقاط ارتكاز فعالة في الشارع الكوردي ، وإعادة توظيف قدراتهم وخبراتهم و مواهبهم أياً كانت مجالاتها لإكمال مسيرتهم النضالية بما يخدم القضية العادلة لشعبنا ، انطلاقا من ضرورة عدم تهميش أو إلغاء أو إقصاء أية فئة أو شريحة أو فرداً ، وأن الإنسان هو غاية الحزب ، والارتقاء به للعيش حرا في مجتمع حر ديمقراطي يسوده القانون ، هو هدفه الأسمى وغايته النبيلة .
لذا كان من حقنا جميعا أن نتساءل إلى متى يمكن ترك هذه الساحة ، وبمثل هذا الفراغ الهائل ، إن فراغا مساحته شاسعة لم تمس ، ولم تجد من يحاول ملأها بطاقات و إمكانات وقيم هائلة من رفاقنا القدامى ، و الآخرين من الطاقات الشابة المبدعة وفق منهج جديد و رؤية عصرية وتجذر اجتماعي وحياتي هادف، يعتمد برنامجا نضاليا واضح المعالم ، لرفع قيم البارتي ، وتجديد حياته الفكرية ، وإعادة الاعتبار لهذه الطاقات وتلك القدرات ، والانفتاح الكامل على الشخصيات والقوى الاجتماعية المؤثرة والبناءة والهادفة لتشييد رؤية ميدانية ، تنطبع بكل قوة بطابع الخدمة الفعلية لقضايا الجماهير ، ومشاكلها وهمومها اليومية والحياتية ، ورؤيتها للواقع المتردي ، و المواقف المضطربة ، ومعاناتها على المستوى المعاشي والخدمي والعلمي و الأكاديمي المتدني ، ومستلزماتها الشاقة والباهظة ، مما يشكل دافعا فعليا يأخذ بالحسبان انطلاقة حداثية حقيقية ، وارتقاء عمليا إلى فهم دقيقا للمعادلة السياسية وآفاقها ، والتزاما صارما بنهج وثوابت الحزب ومنطلقاته و تراثه وإخراجه من حالة التردد والترهل والانحسار ودفعه باتجاه الانطلاق الجديد،ورفع وتيرة القيم النضالية ، وإعادة اللحمة بينه وبين الجماهير ، وطلائعها وأعلام المثقفين والشخصيات المؤثرة في مجمل الحياة الاجتماعية والاقتصادية والعلمية والمدنية ، بما يحقق درجة من الشفافية والوضوح في هذه العلاقة التبادلية نضاليا، بينها وبين التنظيم الذي يفترض أن ترتفع سويته ، ويخرج من حالة الترهل إلى بناء جماعي منظم قادر على تلبية الضرورات الوطنية و القومية والتحالفية ، وعقد علاقة جديدة ، تتسم بروح عالية من المسؤولية ، بعيدا عن الأطر الحزبية الهامشية و المعتمدة لغة التقوقع و الهجوم الاستباقي والنظرة الإقصائية ومحاولات التجريد والتشهير والإزاحة والشطب وما لكل ذلك من أثر في تراجع القيم النضالية الهادفة وحرف الحزب عن كونه أداة نضالية يمكن أن يشكل دافعا حقيقيا إلى التوحد حول هدف مركزي استراتيجي أساسي يبلور الصيغة النضالية ويرقى بالحركة الكوردية ككل في سوريا إلى تبني خط تصالحي جريء يعتمد لغة مشتركة وخطابا موحدا وصيغة عملية في الجمع ولم الشمل الشتيت في ظل ظروف موضوعية وذاتية بالغة الدقة والتعقيد وفي منعطف تاريخي دقيق يدعو إلى حشد كل الإمكانات و الطاقات داخل كل تنظيم وبالموازاة مع قيم الحزب وأخلاقياته العالية المشتركة و النخبة وطاقاتها و الجماهير وإمكاناته الهائلة ووضع الخبرة النضالية والتراث التحرري للحركة في إطار قوة جامعة مانعة تبتعد عن هدر كل طاقة مبدعة ، بل تعتمدها قوة بناء وإرتقاء
إن حالة الپارتي وماتعرض له من انقسام وتشتت واستهداف وترهل تدعو إلى بذل جهد مضاعف لإعادته إلى البناء الفاعل و القادر و تجاوز المحنة، والانطلاق من جديد إلى رفد الطاقات المغيبة وحشدها و الوصول إلى صيغة بناء جديدة من شأنها أن تعيد في نمط سلوكي أكثر جدة ، ومنعطف علمي وسياسي حقيقي في مراجعة بناءة لكل حساباتنا وفحص ودراسة لكل المواقف، في عالم لم يعد ضعيف التجاوب ، مع بروز طاقات الاتصال ، وتبادل المعلومات ، والكم الهائل من عوالم الاتصال و التأثير العالمي المباشر ، والانفتاح المطلق بين الثقافات و الإرادات و الشعوب وحواراتها وتلاقيها ومؤتمراتها الدولية ومحافلها العلمية و الأكاديمية ، مما شكل أفقا إنسانيا رفيعا ، وذخرا معرفيا عالياً ، اكتنازا بالقيم الأخلاقية التي من شأنها أن تشد الشعوب إلى التواصل والحوار وتداخل الأفكار والقيم الروحية وتكاملها ، لبناء مجتمع يعتمد نمطاً حضاريا جديداً، قائما على مقاومة كل أشكال العنف والحدة والصراع و الإرهاب وبؤره ومرتكزاته ، والانطلاق نحو مفهوم حضاري ،
إن الپارتي مطالب أن يتجدد وينطلق ويبني ويعيد الاعتبار لكل طاقاته و إمكاناته ،وأنصاره ورفاقه وكوادره والطاقات الشابة ، لإعادة القدرة وإمكان التأثير ،وملء الفراغ وإشاعة روح الأمل والبناء الأعلى والأسمى والأقدر على تلبية الطموح الجديد و المشروع ..
——
* الجريدة المركزية للبارتي الديمقراطي الكوردي ـ سوريا العدد (319) تشرين الثاني / 2007م