بقلم : علاء الدين عبد الرزاق جنكو
يروي لنا التاريخ أن الحجاج بن يوسف الثقفي مات بشبح العالم المجاهد سعيد بن جبير رحمة الله عندما دعا عليه قائلا : اللهم لا تسلطه على أحد بعدي .
فعل الحجاج ما فعل بأهل العراق وغيرهم ، عاش ظالماً ومات متحسراً ، علماً أن الشرق فُتِحَ في عصره وكانت له بصماته على ذلك ، لكن كل ذلك لم يغن عنه شيئاً ….
لكن حجاج العراق الجديد الذي فاق كل ما فعله الثقفي من قتل وتشريد وعبث بأرواح العباد وتدميراً للبلاد ، رأى من نفسه سلطاناً لا يُقهَر وجَبَّاراً لا يقصم .
استطاع وفي غمرة من الإعلام النائم أن يرسم نفسه للعالم العربي منقذاً ومخلصاً ، ناسياً أنه ما نُصِّبَ في مقامه إلا بأيدٍ أمريكية ، وقد انكشفت كل التقارير التي تثبت ذلك ولم تعد خافية على أحد …
فعل الحجاج ما فعل بأهل العراق وغيرهم ، عاش ظالماً ومات متحسراً ، علماً أن الشرق فُتِحَ في عصره وكانت له بصماته على ذلك ، لكن كل ذلك لم يغن عنه شيئاً ….
لكن حجاج العراق الجديد الذي فاق كل ما فعله الثقفي من قتل وتشريد وعبث بأرواح العباد وتدميراً للبلاد ، رأى من نفسه سلطاناً لا يُقهَر وجَبَّاراً لا يقصم .
استطاع وفي غمرة من الإعلام النائم أن يرسم نفسه للعالم العربي منقذاً ومخلصاً ، ناسياً أنه ما نُصِّبَ في مقامه إلا بأيدٍ أمريكية ، وقد انكشفت كل التقارير التي تثبت ذلك ولم تعد خافية على أحد …
جعل لنفسه تسعة وتسعين اسماً ، ونصب في ساحات بغداد 360 صنما ، ونجح وللأسف إلى حد ما في تضليل العقل العربي ، الذي رأي فيه حامي البوابة الشرقية للوطن العربي ، وأنه حفيد سعد بن أبي وقاص والقعقاع بن عمر …
تصدى – كما يقول المبهورين به – للغزو الإيراني الغاشم في حروب سماها أم المعارك !!!! ووقف العرب- إلا من رحم ربك – معه بكل ما يملكون ، ثم دخل الكويت داعياً حقه فيها ، ناسيا أنه لا حق له في العراق أولاً ، أعاد بالعرب بفعلته هذه إلى حالتهم المتفرقة أيام الجاهلية قبل الإسلام ..
كان يحلم أنه سيحل محل الثقفي الذي قال يوما : إني رأيت رؤوساً قد أينعت وحان قطافها ، ونسي أن الزمن غير زمنه وأن الرؤوس الجديدة غير القديمة ..
قبل سقوط بغداد بأيام قليلة عرض للعالم في التلفزيون العراقي جيش القدس ، وصرَّح بأن عددها وصل إلى خمسة ملايين مقاتل ، تبخروا خلال ساعات فقط عندما قدم العدو بمئة وخمسين ألف مقاتل فقط !!! لم يحرر القدس ، بكل سلَّم وباع بغداد وفرَّ فارس المعارك هارباً …
ويالها من سذاجة عندما يأتي أناس ويسفِّهون عقول الناس ويدعون أن الجيش قد خدعه وتخلى عنه ، وأنه بقي وحده في ميادين القتال أمام أكبر قوة في العالم !! وكم تعجبت عندما قرأت في صحيفة عربية كاتب يمجده ويجعله في مصاف الشرفاء الوطنيين .
دخل في صراع مع سوريا لمدة عشرين عاما ، وأفشل محاولة الوحدة بين البلدين ، وحرم شعبين شقيقين أن يتعايشا بحب ووئام ، قتل من شعبه مالا يحصى عددهم عرباً وأكراداً شيعة وسنة ، وللتاريخ فقد كان صدام ديمقراطياً – بكل ما في الكلمة من معنى – في قتله فلم يفرق بين أحد منهم وإن كان نصيب الشعب الكردي من جرائمه هو الأكثر …
لا أتصور أن أحداً يحب احتلال بلاده كائنا من كان ، لكن حجاج العراق زرع في قلب أهلها كل البغض والحقد تجاهه ، حتى باتوا بين أمرين أحلاهما مر …
ويا ليت العرب كانوا حريصين على العراق قبل احتلالها ، وليتهم وقفوا إلى جانب شعبها الذي سمعت السماوات بأنينهم وآهاتهم ..
لكنهم لم يفعلوا ، بل ومع كل أسف ينكرون ما ظهر من جرائمه ويكذبونها ولا يصدقونها ، وهذا ما يجعل الكثيرين يفسروا أن الوقفة العربية مع المقاومة العراقية ، ليس بكاء على بلاد الرافدين بقدر ما هو بكاء على دكتاتورها البائد ..
كان لله حكمة بالغة في مصيره عندما قبض عليه في حفرة تاركاً بغداد لمحتليها ومغتصبيها يلعبون ويعبثون ، والعراقيون يصفقون حولهم فرحاً لزوال طاغيتهم ، قبض عليه في مكان يأبى الأبطال أن يكونوا فيه، لأنه مكان للدجاج ، ومن عجائب القول أن الكثيرين منهم يدعون أنه خُدِّرَ ، أو استخدم ضده غازات سامة !!! وهل يحتاج من يترك عاصمة الخلافة للغاصبين إلى ذلك بعد أن كان فيها الآمر الناهي ؟؟؟
ولو قبل العقل هذا التفسير الساذج لكان لكل جبان مبرره ولكل طاغية حجته ..
ولو أطلق صدام رصاصة واحد ومن غير قصد – وهو ما لم يفعله كعادته أمام شعبه – لمسح اسم صلاح الدين الأيوبي وخالد بن الوليد من التاريخ ولحل مكانهم بطلا مقداماً ، لكن الله أبى أن يكون له هذا الشرف الرفيع ، وسمع دعاء عباده أحفاد سعيد بن جبير وصلاح الدين الأيوبي ، الذين دعوا عليه ومن بينهم زوجة عمه الذي قتلها من غير رحمة .
ونسي الطاغية أن الظلم ظلمات وأن مرتعه وخيم ، وأن الكفر يدوم والظلم لا يدوم ، يقول الشاعر :
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا فالظلم آخره يفضي إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعوا عليك وعين الله لم تنم
ضاع العراق عندما تصور بطلها انه سيحل محل الثقفي ، ونسي أنه لو دامت الدنيا لأحد لما آلت إليه ، ولم يكن يتصور في يوم من الأيام أن نهايته سيكون دجاجاً لا حجاجاً .
تصدى – كما يقول المبهورين به – للغزو الإيراني الغاشم في حروب سماها أم المعارك !!!! ووقف العرب- إلا من رحم ربك – معه بكل ما يملكون ، ثم دخل الكويت داعياً حقه فيها ، ناسيا أنه لا حق له في العراق أولاً ، أعاد بالعرب بفعلته هذه إلى حالتهم المتفرقة أيام الجاهلية قبل الإسلام ..
كان يحلم أنه سيحل محل الثقفي الذي قال يوما : إني رأيت رؤوساً قد أينعت وحان قطافها ، ونسي أن الزمن غير زمنه وأن الرؤوس الجديدة غير القديمة ..
قبل سقوط بغداد بأيام قليلة عرض للعالم في التلفزيون العراقي جيش القدس ، وصرَّح بأن عددها وصل إلى خمسة ملايين مقاتل ، تبخروا خلال ساعات فقط عندما قدم العدو بمئة وخمسين ألف مقاتل فقط !!! لم يحرر القدس ، بكل سلَّم وباع بغداد وفرَّ فارس المعارك هارباً …
ويالها من سذاجة عندما يأتي أناس ويسفِّهون عقول الناس ويدعون أن الجيش قد خدعه وتخلى عنه ، وأنه بقي وحده في ميادين القتال أمام أكبر قوة في العالم !! وكم تعجبت عندما قرأت في صحيفة عربية كاتب يمجده ويجعله في مصاف الشرفاء الوطنيين .
دخل في صراع مع سوريا لمدة عشرين عاما ، وأفشل محاولة الوحدة بين البلدين ، وحرم شعبين شقيقين أن يتعايشا بحب ووئام ، قتل من شعبه مالا يحصى عددهم عرباً وأكراداً شيعة وسنة ، وللتاريخ فقد كان صدام ديمقراطياً – بكل ما في الكلمة من معنى – في قتله فلم يفرق بين أحد منهم وإن كان نصيب الشعب الكردي من جرائمه هو الأكثر …
لا أتصور أن أحداً يحب احتلال بلاده كائنا من كان ، لكن حجاج العراق زرع في قلب أهلها كل البغض والحقد تجاهه ، حتى باتوا بين أمرين أحلاهما مر …
ويا ليت العرب كانوا حريصين على العراق قبل احتلالها ، وليتهم وقفوا إلى جانب شعبها الذي سمعت السماوات بأنينهم وآهاتهم ..
لكنهم لم يفعلوا ، بل ومع كل أسف ينكرون ما ظهر من جرائمه ويكذبونها ولا يصدقونها ، وهذا ما يجعل الكثيرين يفسروا أن الوقفة العربية مع المقاومة العراقية ، ليس بكاء على بلاد الرافدين بقدر ما هو بكاء على دكتاتورها البائد ..
كان لله حكمة بالغة في مصيره عندما قبض عليه في حفرة تاركاً بغداد لمحتليها ومغتصبيها يلعبون ويعبثون ، والعراقيون يصفقون حولهم فرحاً لزوال طاغيتهم ، قبض عليه في مكان يأبى الأبطال أن يكونوا فيه، لأنه مكان للدجاج ، ومن عجائب القول أن الكثيرين منهم يدعون أنه خُدِّرَ ، أو استخدم ضده غازات سامة !!! وهل يحتاج من يترك عاصمة الخلافة للغاصبين إلى ذلك بعد أن كان فيها الآمر الناهي ؟؟؟
ولو قبل العقل هذا التفسير الساذج لكان لكل جبان مبرره ولكل طاغية حجته ..
ولو أطلق صدام رصاصة واحد ومن غير قصد – وهو ما لم يفعله كعادته أمام شعبه – لمسح اسم صلاح الدين الأيوبي وخالد بن الوليد من التاريخ ولحل مكانهم بطلا مقداماً ، لكن الله أبى أن يكون له هذا الشرف الرفيع ، وسمع دعاء عباده أحفاد سعيد بن جبير وصلاح الدين الأيوبي ، الذين دعوا عليه ومن بينهم زوجة عمه الذي قتلها من غير رحمة .
ونسي الطاغية أن الظلم ظلمات وأن مرتعه وخيم ، وأن الكفر يدوم والظلم لا يدوم ، يقول الشاعر :
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا فالظلم آخره يفضي إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعوا عليك وعين الله لم تنم
ضاع العراق عندما تصور بطلها انه سيحل محل الثقفي ، ونسي أنه لو دامت الدنيا لأحد لما آلت إليه ، ولم يكن يتصور في يوم من الأيام أن نهايته سيكون دجاجاً لا حجاجاً .