حاوره: عمر كوجري
قال المهندس كاميران حاجو، عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا في حوار جديد مع صحيفة (كوردستان) إن كلمة الرئيس مسعود بارزاني في مؤتمر حزبنا الأخير كانت لها أهمية استثنائية لما فيها من تحليلٍ دقيقٍ لواقعنا على المستوى التنظيمي والسياسي، وستظل وثيقةً هامةً جداً نعمل على ضوئها، وهذا الأمر يحتاج إلى وقتٍ كي تظهر نتائج فهمنا وتطبيقنا لكلمته.
ورأى أن النقطة السلبية في مؤتمر الحزب الأخير، كانت وللأسف «أننا لم نستطع الحفاظ على تجربة الوحدة الاندماجية التي حدثت قبل تسع سنوات، وأعطينا رسالةً خاطئةً للوسط السياسي الكردي بشكلٍ عام بأن تجارب الوحدة غير مجديةٍ، وبالتالي فإن من شأن ذلك أن يعطي نتائج سلبية، وأن يتردد كثيراً من يريد الوحدة بين الأحزاب الكردية، هذا لا يعني أن المؤتمر وحده مسؤولٌ عن فشل هذه الوحدة.
وعن علاقة الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا مع الديمقراطي الكوردستاني قال حاجو : علاقتنا بالحزب الديمقراطي الكوردستاني بقيادة سيادة الرئيس مسعود البارزاني هو علاقةٌ قديمةٌ وراسخةٌ، وتقوم على أساس أن كلا الحزبين ينهلان من نفس الينبوع الفكري والسياسي والقومي والنضالي، وهو نهج البارزاني الخالد، وتستند إلى قاعدة الدفاع عن مصالح الشعب الكردي، والاحترام المتبادل.
فيما يلي نص الحوار كاملاً:
كلمة الرئيس بارزاني في مؤتمر حزبنا كانت قيّمة وتاريخية
**آخر حوار أجرته صحيفة «كوردستان» معكم، كان قبل المؤتمر الثاني عشر لحزبنا الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، كانت الأسئلة الستة الأولى عن المؤتمر، وما من الممكن أن يتمخّض عنه.. لن نكرر الأسئلة تلك، وسنكتفي بتسجيل قراءتكم وانطباعكم عن مؤتمر الحزب.
*مثل أي مؤتمرٍ حزبي آخر، فيه الإيجابي، وفيه السلبي أيضاً، وبشكلٍ عام كان قد مضت سنواتٌ عديدةٌ منذ المؤتمر التوحيدي، ولذلك كان من المهم انعقاد المؤتمر. أما أبرز النقاط الإيجابية فهو تشريفنا بحضور سيادة الرئيس مسعود البارزاني المؤتمر وإلقاء سيادته كلمةً قيّمةً تاريخيةً، وايلائه الاهتمام بمؤتمرنا.
والنقطة السلبية، كانت وللأسف أننا لم نستطع الحفاظ على تجربة الوحدة الاندماجية التي حدثت قبل تسع سنوات، وأعطينا رسالةً خاطئةً للوسط السياسي الكردي بشكلٍ عام بأن تجارب الوحدة غير مجديةٍ، وبالتالي فإن من شأن ذلك أن يعطي نتائج سلبية، وأن يتردد كثيراً من يريد الوحدة بين الأحزاب الكردية، هذا لا يعني أن المؤتمر وحده مسؤولٌ عن فشل هذه الوحدة، فالمسألة أعقد من ذلك، ولكن المؤتمر كان قادراً بنتائجه أن يعطي رسالةً إيجابيةً بدلاً مما حصل.
كان علينا أن نعطي هذه المسألة الاستراتيجية القومية والهامة، اهتماماً أكثر، وكان علينا الحفاظ على هذه الوحدة مهما كانت الأسباب.
تأخرت كونفرانسات الحزب لأسباب تنظيمية
**مضى أكثر من عام على انعقاد مؤتمر الحزب، وحتى الآن لم تنعقد كونفرانسات المنظمات الحزبية، برأيك لماذا؟
* بعد كل مؤتمرٍ هناك دوماً ردود أفعال مختلفةٍ تتفاعل في مستوياتٍ تنظيميةٍ مختلفةٍ، وهذا أمرٌ طبيعي، ولذلك يفضل أن يعطى المرء مجالاً للتهدئة، وأن تتأخر الكونفرانسات قليلاً، أما أنّها تأخّرت حتى الآن فهي لأسبابٍ تنظيميةٍ، ومن المقرر أن تبدأ قريباً.
نعتبر الرئيس بارازني مرجعاً لنا
*ألقى الرئيس مسعود بارزاني كلمة بالغة القيمة وشديدة الأهمية لأعضاء المؤتمر، إلى أي مدى وفقتم كقيادة وكوادر وأعضاء ومناصري الـ PDK-S في ترجمة كلام الرئيس البليغ؟
* كما قلت سابقاً كانت لكلمة سيادته أهميةٌ استثنائيةٌ في مؤتمرنا لما فيها من تحليلٍ دقيقٍ لواقعنا على المستوى التنظيمي والسياسي، وستظل وثيقةً هامةً جداً نعمل على ضوئها، وهذا الأمر يحتاج إلى وقتٍ كي تظهر نتائج فهمنا وتطبيقنا لكلمته.
لا أستطيع الادّعاء بأننا وفقنا تماماً بترجمة كلام سيادته إلا أننا ولا شك نعمل على أن نكون على المستوى المطلوب منا.
نحن نعتبر سيادته مرجعاً أساسياً، لنا وبالتالي فإن كلَّ ما نسمعُه من سيادته نعدّه خطة عمل ومنهج، علينا التحرُّك بموجبه.
خسرنا بعض الرفاق القياديين الكفؤين في القيادة
*في المؤتمر التوحيدي عام 2.14 كان عدد قياديي الديمقراطي الكوردستاني- سوريا 51 عضواً في اللجنة المركزية، وفي المؤتمر الأخير انخفض العدد إلى 30 قيادياً، هل هذا القرار كان صائباً برأيكم؟
** نعم، فالعدد /51/ كان كبيراً بالقياس إلى تجربة شعوبً أخرى، ولكنه كان مطلوباً في المؤتمر التوحيدي لأن خمسة أحزاب توحدت، واعتبرت فترةً انتقاليةً، وما حدث من تقصيرٍ في المؤتمر الأخير لم يكن إنقاص عدد وأعضاء اللجنة المركزية، بل كان عدم مراعاة التجربة الوحدوية، وأيضاً التوزيع الجغرافي.
صحيح، وللأسف أننا خسرنا بعض الرفاق القياديين الكفؤين في القيادة، ولكن هذا الأمر لا يقلل من شأنهم أو إمكاناتهم أو من إمكانية الحزب من الاستفادة من خبراتهم حسب الأصول التنظيمية.
تأخر عقد المؤتمر الحزبي يفاقم المشاكل
**تأخر انعقاد المؤتمر الثاني عشر حوالي 9 سنوات منذ المؤتمر التوحيدي، وهناك مخاوف عن تأخر عقد المؤتمر القادم للحزب، ماذا تقولون في هذا السياق؟
* لا أظن ذلك، علينا الالتزام بالنظام الداخلي، كما أنه علينا ألا نكرّر التجربة السابقة في تأخير المؤتمر، حيث أن التأخير يؤدّي إلى تراكم المشاكل التنظيمية، وبمرور الوقت وعدم وجود محطةٍ شرعيةٍ تتفاقم هذه المشاكل إلى درجة التعقيد وصعوبة الحل، وهذا ما لا نريده مستقبلاً.
ومهما كانت الظروف والتبريرات، فإن على القيادة الجديدة الالتزام بالتاريخ المحدد لانعقاد المؤتمر.
المؤسساتية مسألة تتعلق بمستوى تطور المجتمع
**في الحوار الأخير مع صحيفة (كوردستان) قلتم: يجب العمل على تطوير الفرد في الحزب باتّجاه المؤسساتية، وأفضل ما يمكن عمله ما يمكن عمله هو الانضباط الحزبي في هذا المجال، والذي إذا تمّ الالتزام به سيؤدّي إلى نوع من المؤسساتية المطلوبة.
هل اتخذتم قرار العمل المؤسساتي ضمن هيئات الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا؟
* لا يحتاج الحزب إلى قرار أن يكون مؤسساتياً، بل يجب أن يكون مؤسساتياً بالضرورة، أو أن العمل لن يجري حسب المطلوب
والمؤسساتية مسألةٌ تتعلق بمستوى تطور المجتمع، والمجتمع الكردي متخلفٌ، وبما أن الأحزاب هي جزءٌ من المجتمع، فإن ذلك يؤثر سلباً على العمل المؤسساتي في الحزب، فما زالت الولاءات ما قبل الوطنية سائدةً في مجتمعنا، مثل الولاء للعشيرة والعائلة أو المنطقة والفرد الذي يعمل في الأحزاب هو جزءٌ من المجتمع وبالتالي فإنه لا توجد حلولٌ سحريةٌ لدى الأحزاب في تطور المجتمع حتى نحصل على فردٍ سليمٍ يساعد على ترسيخ المؤسساتية.
وهنا قلت إنَّ أفضل ما يمكن للحزب عمله هو الالتزام بالانضباط الحزبي كي يستطيع أن يكون مؤسساتياً، وهي حتماً حالةٌ نسبيةٌ، أي أن الانضباط الحزبي لا يحل المشكلة تماماً، بل يساعد على حلها.
علاقتنا مع الـ PDK قديمة وراسخة
**إذا أمكن تقييم علاقة حزبكم مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني بقيادة الرئيس مسعود بارزاني.
* علاقتنا بالحزب الديمقراطي الكوردستاني بقيادة سيادة الرئيس مسعود البارزاني هو علاقةٌ قديمةٌ وراسخةٌ، وتقوم على أساس أن كلا الحزبين ينهلان من نفس الينبوع الفكري والسياسي والقومي والنضالي، وهو نهج البارزاني الخالد، وتستند إلى قاعدة الدفاع عن مصالح الشعب الكردي، والاحترام المتبادل.
ذكر سيادته في كلمته، ويذكر دوماً، ويقدر عالياً دور حزبنا وجماهيرنا في ثورتي أيلول وكُلان، وهذا يؤكد عمق وقدم العلاقة بين حزبينا، كما أن الحزب الديمقراطي لم يبخل بأي مساعدةٍ يحتاجها حزبنا في نضاله وقد وضع كل إمكاناته وعلاقاته الدولية والدبلوماسية وثقله في خدمة نضال شعبنا.
كما أنه يذكر ويقدر عالياً دور بيشمركة روج في الدفاع عن كوردستان، وهذا ما نعتز به.
كما أننا نرى في سيادة الرئيس مسعود البارزاني ليس مرجعاً سياسياً لنا فحسب، بل للشعب الكردي عامةً. وقد ترسخت زعامته لحكمته وعدم مساومته على حقوق الشعب الكردي والتزامه بالخط القومي. ونفتخر أننا جزءٌ من هذه السياسة. كما أننا نرى أن الحفاظ على تجربة كوردستان العراق هو بمثابة نهجٍ ثابتٍ لنا، ويجب تسخير كافة الجهود من أجل هذه الغاية، دون أن ننسى أن مهمتنا الأساسية هي في غرب كوردستان.
**في الحديث عن المجلس الوطني الكردي في سوريا، هناك شكوى دائمة عن ضعف المجلس في معظم هيئاته، برأيكم لماذا يتصف عمل المجلس بضعف الديناميكية والترهل في الأداء؟
* المجلس الوطني الكردي هو عبارة عن ائتلاف لأحزاب وشخصيات ومنظمات متعددة، وهذا ما يؤثر على أدائه. حيث تبقى المركزية صعبةً، ولكن رغم ذلك تمكن المجلس بإمكانياته المتواضعة من القيام بدوره المطلوب على صعيدين:
1. الدفاع عن حقوق الشعب الكردي ضمن أطر المعارضة، وأيضاً في المحافل الدولية.
2. الوقوف بحزمٍ أمام السياسات الخاطئة لسلطة الأمر الواقع، وكان دوماً المكان الذي يلجأ إليه كل من لا يوافق على هذه السياسات.
كما أنني شرحت في المقابلة السابقة مع صحيفتكم، وبشكل مفصل الأسباب الذاتية والموضوعية والذاتية لضعف أداء المجلس، ويمكن العودة لها لتجنب التكرار.
لا أستطيع القول إن ممثلية المجلس الكردي في أوروبا تؤدي دوراً جيداً
**في كل حوار، نسألكم عن ممثلية المجلس الوطني الكردي في أوروبا، ومؤخراً جرى انتخاب رئيسة وهيئة جديدة، إلى مدى من الممكن القول إنكم تؤدون الدور المنوط بكم في الساحة الأوربية؟
* لا أستطيع القول بأن ممثلية المجلس تؤدي دوراً جيداً في الساحة الأوروبية، ومنذ مدةٍ كان نشاطه محدوداً. وهي حالةٌ سلبيةٌ، ولكن كما ذكرت فإن قيادةً جديدةً انتخبت منذ فترةٍ، ونتمنى لهم النجاح، وأن يقوموا بما هو مطلوب على هذه الساحة المهمة.
**لماذا لا تخطّطون كحزب، أو كمجلس في استضافة قامات سياسية وإعلامية ومنظمات غربية تهتم بالشأن الكردي، وتفتحون لهم المجال للتواصل مع الجاليات الكردية الكبيرة نسبياً في أوربا؟ والكثير من هذه الأسماء؟
*عادةً معظم النشاطات التي تقام هي باسم المجلس، وليس الحزب أما ما هو برنامجهم، فأنا لا أعلم. والسؤال يوجه لهم ولرئاسة المجلس حيث المسؤولية التنظيمية تابعةٌ لهم.
معظم الأحزاب التي تشكلت بعد 2011 دكاكين سياسية
**قبل أيام احتفلنا كحزبيين وجماهير كردية في غرب كوردستان بذكرى مرور 67 عاماً على تأسيس الحزب الذي نعتبر حزبنا امتداداً له، ولكن ثمة عدد هائل للأحزاب الكردية في الساحة، برأيكم من المسؤول عن هذا التشتت والتشرذم الحاصل في جسد الحركة الوطنية الكردية في سوريا؟
* هذا العدد الهائل للأحزاب الكردية مخجلٌ، ويدلّ على الأزمة العميقة للحركة الكردية، وكما هو معلومٌ فإن الانفجار في عدد الأحزاب حصل بعد /2011/ نتيجة الفوضى والتدخُّلات المختلفة حيث كان عدد الأحزاب آنذاك /12/ حزباً وهو أساساً كان رقماً كبيراً مقارنةً بعدد الكرد في سوريا، وكان مثار امتعاض المجتمع الكردي، والآن وقد وصل إلى /100/ حزب، فلا شك أن الاشمئزاز قد حل محل الامتعاض، ومعظم هذه الأحزاب هي دكاكين سياسية، وتتألف من أفراد العائلة، ولا قيمة فعلية لها، وهي حالةٌ مرضيةٌ، وتشوّه الحالة السياسية للكرد في سوريا، وسيكون علينا الانتظار لغاية إجراء الانتخابات حتى يعرف كل طرفٍ وزنه وحدّه، كما حصل في إقليم كوردستان.
لا توجد آمال كبيرة على تحسن وضع المعارضة السورية
**هل أنتم راضون عن الوضع غير المنسجم الذي تمرُّ به المعارضة السورية؟ ولماذا لا تفكّرون كمجلس كردي في تشكيل منصة معارضاتية خاصة بكم في الوسط الدولي؟
*المعارضة بشكلٍ عام تمر بظروفٍ صعبةٍ، ووضعها ليس في المستوى المطلوب، وهذا حتماً يؤثر على الصراع مع النظام الذي يستفيد من ذلك، ولا توجد آمالٌ كبيرةٌ على تحسين وضع المعارضة في الفترة المقبلة، بل العكس فكل ما يحصل من تطورات في الملف السوري حالياً لا يبدو في صالح المعارضة، ومن جهةٍ أخرى النظام أيضاً يعاني الكثير، فالبلد مقسمٌ عملياً وهو لا يملك السيطرة سوى على 60% من الأراضي السورية، والاقتصاد منهارٌ، والسيطرة الإيرانية الروسية واضحةٌ، ولم يعد يملك قراره السياسي تماماً، أما عن المنصة، فتقديري أن زمن إنشاء المنصات قد ولى، ولكن يمكن ويجب أيضاً على المجلس أن يوسّع مجال علاقاته مع كافة أطر المعارضة وألا يحصر عمله السياسي ضمن إطار الائتلاف فقط، كما أنه من الضروري العمل الجاد على تطوير وتفعيل جهة السلام والحرية، والتي يمكن أن تكون مستقبلاً منصةً هامةً في مناطقنا.
من جهةٍ أخرى المنصات التي كان لها دورٌ في العملية التفاوضية كانت تلك التي ذكرت في القرار/2254/ وبالتالي حتى إذا تمكنا من إنشاء منصةٍ، فإنني لا أعتقد أنه ستكون هناك قراراتٌ جديدةٌ صادرةٌ من مجلس الأمن الدولي في المسألة السورية، وبذلك لن يكون لها الدعم الدولي المطلوب.
المجتمع الدولي لا يملك تصوراً واضحاً للحل السياسي في سوريا
**في سوريا والمقتلة المستمرة حتى اللحظة، كيف يمكن وقف حمام الدم؟ وهل من أمل لتمكين السوريين للوصل للحل السياسي؟
*مع أن هناك جهوداً للتوفيق بين النظام وبعض الدول الداعمة للمعارضة وتحديداً تركيا، إلا أن أفق الحل السياسي المنشود غير واضحٍ، وغير معلومٍ ما الذي ستنتج عن هذه الجهود، وللأسف ستسمر المجازر بحق الشعب السوري على يد النظام وداعميه، والمجتمع الدولي الذي لم يملك منذ البداية تصوراً واضحاً للحل السياسي أصبح الآن مشغولاً بمسائل أخرى وتحديداً أوكرانيا وغزة، وأصبح اهتمامها بالمسألة السورية في الدرجة الثالثة أو أكثر.
المسألة الأوكرانية هي مسألةٌ استراتيجيةٌ بالنسبة لأمريكا وأوروبا، وأضف لها غزة، حيث إسرائيل حليفٌ هامٌ واستراتيجيٌ لهم، ولذلك تم تناسي القضية السورية.
لا أحد يهتم بالحل في سوريا
**ثمة حديث نشط عن إمكانية عودة العلاقة الكاملة بين النظام السوري وتركيا، هل تتوقعون حدوث هذه العودة؟ وما مصير المعارضة السورية في تركيا ” الائتلاف”؟ وكذلك ملايين السوريين المهاجرين في تركيا؟
*هذا المسار نشطٌ بشكلٍ كبيرٍ حالياً، ويبدو أنه السيناريو الأقرب إلى التحقق في عملية (الحل السياسي) ويبدو أن قراءة تركيا للواقع الإقليمي والدولي هو أنه لم يعد أحدٌ يهتم بالحل في سوريا، وأن العبء الأكبر أصبح على عاتقها وخاصةً مسألة اللاجئين التي أصبحت مسألةً داخليةً تركيةً، وبالتالي عليها التحرك وفق هذه القراءة، ولذلك تقوم بمساعدة روسيا ودعم الدول العربية التي (طبعت مع النظام) بإعادة العلاقات مع النظام، والتصريحات التركية الأخيرة على لسان الحكومة أو المعارضة أصبحت واضحةً بهذا الاتجاه، كما أن النظام غيّر من خطابه تجاه تركيا، ولكن مع ذلك فالمسألة ليست بهذه السهولة التي تبدو بها، فتركيا تشترط إنهاء سلطة PYD ، وعودة اللاجئين والاتفاق مع المعارضة، ومن جهته النظام يطالب تركيا بالانسحاب من الأراضي السورية، وهذه الشروط تتعلق كثيراً بالوجود الأمريكي في المنطقة، وهل ستوافق على ذلك؟ وبالتالي تنسحب من سوريا!؟
ولولا التناقض الروسي الأمريكي في المسألة الأوكرانية، لكانت الأمور أسهل على أمريكا، هذا التناقض لا يساعد على انسحاب أمريكي، وقد يراقب الأمريكان في البداية هذه الخطوات بين تركيا والنظام وعلى الأغلب سيقرر بناءً على هذه التطورات المستقبلية في هذا المسار أي طريقٍ سيسلكونه، من جهةٍ أخرى إذا وافق النظام على الشروط التركية، فالمعارضة السورية ستدخل في حوارٍ مع النظام للوصول إلى اتفاقٍ حول مجمل المسائل ومن ضمنها اللاجئين، أما إذا اتفق الطرفان (النظام وتركيا) بناءً على مصالح الدولتين فقط، فإن مصير المعارضة واللاجئين سيكون مأساوياً، وكل أملنا ألا يحصل ذلك.
لا توجد خيارات كثيرة أمام إدارة ب ي د
**برأيكم ما مصير إدارة ب ي د بعد الاتفاق المزمع تحقيقه بين دمشق وأنقرة؟
*لا توجد خياراتٌ كثيرةٌ أمامهم، فكما قلت تركيا تشترط إنهاء سيطرة PYD، وبالتالي لن يكون هناك سوى الانضمام إلى النظام أو قد يكون عودة النظام شكلياً إلى مناطق PYD، بسبب عدم قدرته على بسط سيطرته تماماً على كافة الأراضي السورية، وانضمام قسد للجيش السوري.
الظروف غير مواتية لإجراء الانتخابات البلدية في كوردستان سوريا
**لماذا عارضتكم كحزب وكمجلس كردي انتخابات المجالس المحلية التي أعلنها حزب ب ي د مؤخراً والتي تأجلت إلى شهر أغسطس/آب القادم.
*لسنا الوحيدين الذين عارضوا إجراء هذه الانتخابات، فأمريكا كان موقفها واضحاً من هذه المسألة وهي أن الظروف غير مواتيةٍ لهكذا انتخابات، وحتى البريطانيين أخبرونا في لقاءٍ معهم بأنهم (كالأمريكيين) لا يجدون الظروف مناسبةً لها.
ونحن في اتفاقاتنا السابقة وحواراتنا قلنا لهم إننا جاهزون لانتخابات كهذه، ولكن بعد أن نتفق على إدارةٍ مشتركةٍ، وبعد فترةٍ انتقاليةٍ من الإدارة المشتركة، ومن دون ذلك الانتخابات غير مقبولةٍ.
من جهةٍ أخرى استلمت سلطة الأمر الواقع المنطقة من النظام، وحكمت ولا زالت بقوة السلاح وبمنطق الحزب الواحد، وقمعت كل معارضيها وخاصةً المجلس الوطني الكردي، وتقوم حتى الآن بخطف واعتقال واضطهاد أعضاء وناشطي المجلس، ومن ثم وفي لحظةٍ ما يعلن إجراء الانتخابات ويطلب منا المشاركة فيها، فهل في هذا أي منطق!؟
كما أن في ظل حكم الحزب الواحد وهذه الظروف التي ذكرناها فإن النتيجة واضحةٌ ومحسومةٌ لصالح هذا الحزب.
سنظل نتكلم عن انتهاكات ب ي د المستمرة
** دائماً تتحدّثون عن الانتهاكات التي يقوم بها حزب ب ي د بحق شعبنا في غرب كوردستان، برأيكم هل تغير شيء على أرض الواقع؟
* نعم دوماً نتحدث عن الانتهاكات وسنظل نتكلم عنها مادام هذه الانتهاكات مستمرةً، وللأسف لا شيء تغير، فهي مستمرةٌ، ولكن هذا لا يعني أنه علينا أن نتوقف عن فضح هذه الانتهاكات والممارسات ضد المجلس وناشطيه، بل على العكس يزيدنا إصراراً على إيصال صوتنا للجهات الدولية المعنية للضغط على هذه الإدارة لوقفها.
وهي باستمرارها في هذه الانتهاكات تعرض علاقاتها مع المجتمع الدولي إلى الخطر، وعلى أية حال لا نملك الكثير من الوسائل لحمل هذه السلطة إلى وقف ممارساتها ضد المجلس سوى بإيصال صوتنا إلى المجتمع الدولي.
لا أمل في عودة الحوار الكردي الكردي في كوردستان سوريا
**هل ثمة بصيص أمل لعودة الحوار بينكم كمجلس كردي وبين أحزاب الوحدة الوطنية والتي توقفت منذ حوالي العامين؟
* حسب ما نسمع من الأمريكان، نعم هناك أملٌ، وحسب ما نسمعه من ممثلي PYD، وما نراه على الأرض: لا فكيف لنا أن نتصور أن الطرف الآخر جاهزٌ للحوار وهو يخوّن المجلس في إعلامه، ويقوم باعتقال وخطف أعضاء وناشطي المجلس؟
هل هذه الممارسات تنبئ عن نيةٍ حسنةٍ في استئناف الحوار؟ قطعاً لا، بل على العكس يريد تعقيد المشهد على الأرض حتى يعرقل جهود الوسيط في استئناف الحوار.
مع ذلك الأمر متوقفٌ على أمريكا والوقت أصبح ضيقاً، إذ أن الإدارة الحالية ستركّز على الانتخابات الرئاسية في نهاية هذا العام، ولا أعلم إن كانت ستولي هذه المسألة اهتمامها في هذه الفترة الحرجة.
لا أتوقع أن تنسحب أمريكا من المنطقة
**هل تتوقعون أن تخرج الولايات المتحدة الأمريكية في منطقتنا وخاصة غرب كوردستان، وإذا خرجت كيف تتصورون السيناريو الذي من الممكن أن تستوي عليه المنطقة؟
من الصعب تصوُّر انسحاب أمريكا في ظل هذه الصراعات الموجودة على الساحة الدولية (اوكرانيا خاصةً) والإقليمية (غزة) حيث لا يوجد مبررٌ حالياً لتسليم المنطقة لروسيا، ولكن على المدى البعيد يجب على الجميع أن يضع في حسبانه الانسحاب الأمريكي، وإذا انسحبت أمريكا دون ترتيباتٍ مسبقةٍ إن كان على صعيد الحل السياسي الشامل في سوريا أو على صعيد شمال شرق سوريا أو على صعيد المناطق الكردية فإن النتائج ستكون سلبيةً جداً، وسيعود النظام بمنطق تصفية الحسابات، ولك أن تتصور النتيجة.!!
لذلك من الصعب التصور أن تنسحب من دون ترتيباتٍ مسبقةٍ، ولكن علينا أن نضع كل السيناريوهات والاحتمالات في الحسبان.