الإستئثار والتدمير البنيوي

  وليد حاج عبدالقادر / دبي
في أواخر القرن التاسع عشر ومع اشتداد أزمة القرم طفت على السطح قضايا عديدة حوطت بعنوان  ذي فحوى كبير وهو – المسألة الشرقية – وعلى إثرها تزاحمت القوى والأساطيل البحرية واعدت ترتيبات أشبه ماتكون بمهدئات ظاهرا وذلك بايجاد صيغ لأشباه حلول وقتية لبعض من القضايا، وفعلت قضايا أخرى مالبثت ان أصبحت ورما من جديد وراكمت معها مستجدات دفعت بالأمور لتتأزم في أكثر من جهة، ومن ثم تفاعلت واتخذت مسارا حادا قطعت أوصالا وجمعت اخرى، ولكنها ظلت تتفاعل في بؤر اخرى وكادت ان تدفع بالأمور فيها لتتعقد أكثر، او أن تعجل لابل وتصعد في مسببات لحالات اندلاع حروب كونية، وبالرغم من ضبط آليات التحكم في الصراعات احيانا ودفعها نحو التهادن في حالات اخرى إلا انها لم ترتقي وفي اية بؤرة توتر الى حلول جذرية بقدر ما حملت بمستجدات او حوطتها في دوائر ومربعات التصعيد ودواماتها،
 إلا أنه ومن جديد ومع تراكم الأزمات التي اوقدت نيران الحربين العالميتين الأولى والثانية،  بقي ذاته العسف المرافق للتأزم، والذي تحول بنيويا الى دوامة من الازمات كل واحدة منها تنتج – تنمي ذاتها وتتشظى، وبالرغم من الجهود الحثيثة التي بذلت،  إلا انها لم ترتق الى سوية إيجاد أية وسيلة يمكن ان تتموضع عليها  حلولا جذربة لقضايا وبالاخص منها الشرق الأوسط وبمسارات اجتراحية تستهدف في الأساس وبإدراك تام ايضا لمعضلة انها مستندة أصلا على صفائح تكتونية صاخبة، وباختصار شديد ! وكمثال وإن كانت – كقناعة أيضا – وفي زمن قياسي، ومع الزحف الداعشي في السنين القليلة الماضية، فقد جلبت معها لحظة انكشافهم الحقيقي وبالتالي من يحركهم، وايضا برز و – كإنكشاف مجددا – فرضته الواقعية بشقيها السياسي والعسكري  وهنا في الخاصية الكردستانية، فقد بات من الواجب على الحركة القومية الكردستانية ان تستعد وبأقصى درجات اليقظة من جهة والتكاتف البيني على قاعدة تأجيل – إن استحال الغاء – كل اشكال الصراع البيني، وتجميد الخلافات الى مادون الصفر إن استحال انهائها والتفرغ فقط وبجهوزية كاملة عسكريا وسياسيا للتصدي إن لهجمات دواعش مستجدون، او قوى أخرى وبالاخص النظم الغاصبة لكردستان حيث أن بوادرها صريحة وهي ترتكز في الأساس على بوادر سياسية جد خطيرة بقدر ما يقابلها كرديا وبكل بساطة وأسف ايضا مقاومة مفترضة ضد حرب الإبادة الجماعية والتي تستهدف الجغرافية الكردستانية بمفهومها الشامل وكقضية ، وهنا سنلاحظ تمظهر واضح  لعناوين ومصطلحات مستجدة سترتقي بالقيم كما والوشائج الضامنة لرفع وتيرة التعاضد من جهة والمرتكزة اصلا على النخوة كركيزة للثبات من جهة أخرى، وفي ذات اللحظة ستبدأ الثوابت تتوضح وعلى قاعدتها  ستتصقل الروحية القومية وتتأصل من جذورها وتنمو لتغطي فضاءات الكراهية البينية والمعارك الصبيانية منها والدونكيشوتية، وإن كانت  العقائدية منها او المرتبطة بالأجندات الإقليمية ستبقى دائما المصدر الاكثر هدما وانكسارا، ولحظتها لن يحد من فتكها البنيوي ولتتقهقر – مهما بلغت فيها درجة القوة الكامنة – ولتتراجع وتتقوقع مثل القنفذ / jîjo / تحتمي بأشواكها … وفي بعض من هكذا حالات تبرز أحيانا النخوة كشعور لنبل أو انتماء لأصالة وعلى سبيل المثال : هذا الشعور الذي لطالما تمسك به الكرد وهو ليس نتاج عاطفة عمياء بقدر ماهي ثقافة متجذرة ( وندري انها مستهدفة فينا بينيا )، والواجبة علينا الحفاظ عليها كي لا توأد ! ورغم كل مفاعيل الهد من جهة واشتياقنا كمثال ( لك ولرفيقك المناضل المغيب خطفا بهزاد دورسن ورفيقه، وسلسلة الإعتقالات وآخرها المجموعة التي اعتقلت مؤخرا، وهنا وبجملة صغيرة للقائمين بهذه الإعتقالات يقول أمثالي كتوصيف منقول واقعيا لا انتماءا سوى ما نسميه لفضاءات الحركة الكردية وقضيتها في سورية والنضال الرئيس المفترض به في ساحاتها بتخل عن بروباغندا الشعارات ماوراء المخيالية والتركيز لابل الإستثمار في القضية القومية اولا وثانيا وفي ذات الوقت الذي نطالب فيها سجاني وقوى أمن الجهة المتحكمة بمفاصل المنطقة الكردية ان يطلقوا سراح من اختطفوا بالرغم من إدراكنا الشديد بأن من يكون بمثابة رئيس مخفر يتحكم في عشرات المراتب الوظيفية فهو بالمحصلة سيبقى سجانا لا اكثر ! وهذه وبعجالة ما يفترض به كرديا ويوازبه تماما ما نلاحظه لابل ويمارس من قبل النظم المتعاقبة وهنا في الخاصية العربية ! ومن خلال تجربة طويلة مع غالبية القوى العربية والشيوعية ومع الإقرار بوجود استثناء إلا انها ما ارتقت مطلقا ولا تجاوزت النقاشات البينية، أن العقلية العربية كمنتج سلطوي – وهنا احدده في كل من العراق وسوريا – بصبغتها الثقافية وكونها نتاج مرحلة الإستبداد ومؤسسات فلحوط وعلي عقلة عرسان وغيرهما، سنرى بأن قليلين منهم ، وإن تجاوزوا تعبيرا لا ممارسة بعضا من القشور إلا أنه وتحت القشور مباشرة يتبدى  ذلك المهيمن بنزعته التفوقية ويراك مجرد مستمع لربما وتهزهز له رأسك كما فعلها للأسف بعضنا والويل لك ان ابديت له الندية في أية شيء لا كل شيء .. وحينها تتكشر الأنياب وتعبس الوجوه وتظهر السلوكية المخلوفية و .. هات العطر البخاخ – ياولد – .. وكمثال ساسوقه : كنا هنا نحضر امسيات ونلتقي قامات جميلة واصحاب آفاق / ظننا / و .. مجرد البوح بخاصية كردية !! كان بعضهم يقلب فينا ظهر المجن ولم يخل الأمر مطلقا ان بعضا من الأصدقاء كان يؤازورننا، لابل ويحملون عنا واجب الرد  … وكمثال هنا سانسخ لكم انموذجا من ردي على طبيعة نقاش تم ومن دون ذكر الأسماء إلا اذا اقتضت الحاجة فأوردها حينها كاملة، والمثال اقرب الى جناس ناقص تتقاطع تماما مع تابعي التابعية في شطب التوصيف القومي ومنحها توصيفا لباقي الشعوب وكلصقة الاسد يهبونها لكل الملل والنحل كحق اساسي للشعوب جميعا و: كورديا يحاصروننا براديغمائيا وهات يا كردو ..  وهنا لصديقي الكردي المقدام وعيا – حينها – اقول شكرا فلولاه لما استمريت ساعة … وهذه لم تكن في بينيات سورية خالصة بل من صميم هشاشة الوعي بأسس النضال السياسي كقضايا – قوم وطنية – بل تجنيدها جميعا وتجسيدها في بديل مستحدث والذي سيبقى بديلا والقضية هي التي ستستدام، وهنا وفي خصوصيتنا الإثنية او القومية او لتسموها ماتشاؤون، هناك أمور لابد أن تعرفونها كقوى سياسية في مشهدنا السوري ! الكردية منها والعربية السورية :  حقيقة مللنا في حواراتنا البينية من ميزة التصنيف المعلب !! يعني إما ان تكون قصة شعرنا او زينة الشارب ولربما – البوط الرياضي – او الصندل من ماركة محددة،  وهنا ساقفز متجاوزا قضايا إشكالية في السنوات الأخيرة والنقاشات التي اخذت تتواتر من جديد وسأركز على   موضوع اتفاق سايكس بيكو ومئوية لوزان والإفتراضات المتوقعة حول إعادة النظر فيها والسعي الى سد الثغرات إن جاز التعبير بالرغم من ان ملحقات البنود تجيز تعديلها جذريا إن اقتضت الضرورة ؟ . هذه الفكرة التي ناقشت فيه بعضهم ومنهم مع بعض منا ايضا ! وأجزم بأن البعثي لربما يناقشك فيه تفصيلا وإن لن ينفذ لك بندا منها إن لم يسع لإعتقالك ؟ وهنا افلا تلاحظون متقمصي نزعة البعث فيمارس ذات السياسة التي كان يمارسها البعث وبمهنية اشد ؟! أما كنا نستجوب ويمارس علينا صنوف القيل والقال والآن تنهال علينا العبارات والجمل وجناس الكلام وطباقه وكله ندركه بين الحروف استفزازا من إصرارنا بالتمسك بهويتنا الخاصة، ولن أطيل أكثر ولن اجامل ايضا : كل حرف بتنا نفهمه ويعزز أقله لدينا وكأن الهدف هو تغيير الموجة مع الإبقاء على ذات الوصاية وبنزعتها الما وراء تحكمية وبفظاظتها الفوقية !! علينا ان نراجع جميعا لا القضايا بل طريقة قراءتها ونقاشها ورغم انقطاعنا عن الجدل الا أنه وفي كل خطل او اشتداد جدلي مستجد لاتلبث السهام أن تتطاير شذر مذر وهي تغمز في قناة التوجه الحريص على الحق القومي الكردي !! ياسادة : تدفعوننا دفعا الى الشعور الجازم بغربة عن هكذا اجواء الى درجة – بت شخصيا  اسعى لإلغاء هكذا تعابير من ذاكرتي – لا استئثارا لقناعاتي وكتزمت فكري بقدر ماهو : الا نزيد في الشرخ المجتمعي والتفكك الذي يتم العبث به حتى في بنى الاسر لا العوائل وما شابه، وكذلك – شخصيا – حتى لا امحي بسمات جميلة زرعتها قامات اخرى في وجوهنا و رجالات وإن طوقتهم كمامات الصمت رعبا وخوفا وهم في جوانيتهم يقمعون حبالهم الصوتية ويصرخون ببحة مقموعة : والله ماهكذا ولا لهذه انتخينا وتجذرنا لنغوص في عمق لا عنوان ترويجي لقضيتنا الاساس …. قضيتنا هي في جذورها قضية شعب ووطن، واختبرنا جميع الشعارات والطروحات مع غالبية شركائنا ومعظمهم أطاحت بهم المتغيرات وتناوبت النظم باحزابها وظلت حتى في عهدة حزب الإتحاد الديمقراطي هي ذاتها . وككلمة أخبرة : حتى لحظات ما قبل أشواط النهاية وتوزيع الحصص من سوريا المفيدة لكل الأطراف الخارجية سوى ناسها – الشعب الكردي –  وعليه فإن كل المآلات تقود إلى مسرب واحد ويختزل في أن حزب الإتحاد الديمقراطي – والذي حز السيد صالح مسلم لاحقتها الكردية بالصوت والصورة – ان ينفذ وبحرفية عالية جدا لعبة الغميضة كرديا و الفرز التقسيمي استيلادا لشرخ بنيوي تتوازى تماما مع ما أنتجته المعارضات ! العسكرية جميعها في إقطاعاتها لترسيخ مقولة واحدة ( ياريت يرجع النظام ) ؟ . ولكن ثقوا ! بأن الغالبية ستبقى تردد : النظام ساقط وسيهرول ولو بعد حين ومعه كل الشوائب ! .. كم فرصة توفرت لكم ياالشعب الكردي في سوريا ؟ خاصة مابعد ٢٠١١ ؟ كم دعوة ارسلوها لكم ؟ وقبل ان يستجد اي فعل سياسي ؟ اما ارجعتم طائرة بشار الأسد فارغة من مطار قامشلو رغم توسلات محافظ الحسكة وكل جهابذة اجهزة النظام و .. من لحظتها جرى ماجرى وكانت زبارة مملوك وقاسم سليماني ولا اتذكر إن كان آصف شوكت بينهم ام لا وكانت قد تمت قبلها تغييرات في هرم حزب العمال الكردستاني وذلك بعد إعادة جميل بايق و بسة ابراهيم وكانت مجزرة قرية حداد وتلتها دخول السيد فهيم مع دفعة من القوات وتتالت الأحداث التي ساختزلها وبنقد ادرك بان صوتنا سيبح وحتى – الكيبورد – قد يجف حبر طباعته ! ومع ئلك سنصر ونسأل : كم مرة يصر حزب اﻹتحاد الديمقراطي المط في المسلمات الرئيسة والعودة الى لعبة الأبيض والأسود مع الإختلاف هنا معها ايضا على من يمثل الأبيض ومن هو الأسود ؟! وفي كل ممارساتها وإجراءاتها أفلا تعيدنا الى ذات الفرضية ومنتجها الرئيس ! طارحا ذات الجواب عن عين السؤال : الامانة هي في الأصل عهدة وموثقة وبشار الجعفري قالها بكل امانة وكذلك قادة كبار من اتقياء نهج حزب العمال الكردستاتي واوصياء على المنهج كما والتعهدات الباطنية منها والظاهرة وبدون مواربة ..
 ..
يتبع

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…