س1- مع مرور خمسين عام على نضال الحركة الكردية في سوريا ، ماذا كانت الحصيلة والنتاج؟.
ب- إحراز تقدم وبوتيرة متصاعدة في مجال انتشار وارتفاع درجات المعرفة والعلم حيث كان للحركة دوراً ملحوظاً في هذا الصدد.
ج- استطاعت الحركة ورغم كل العراقيل والصعوبات أن تحيي وترعى عيد نوروز السنوي 21 آذار بحيث بات اليوم عيداً مجتمعياً معروفاً ويحظى بالاحترام لدى المجتمع السوري بعربه وأكراده.
د- انتشار المئات من أساتذة وكتاب باللغة الكردية رغم تعاميم المنع والحظر والمصادرة.
هـ- تعاطف وكسب صداقة الكثير من المثقفين والساسة العرب مع الشعب الكردي وتفهمهم ونظرتهم الإيجابية ‘إلى قضية ومطالب الحركة المشروعة.
و- تعريف العديد من القوى والمنظمات وكذلك جمعيات حقوق الإنسان بأحوال الكرد ومسألتهم القومية في سوريا .
س2- لماذا لم تتمكن الحركة الكردية في سوريا من تشكيل عامل ضغط ومعادلة تفرض على النظام السوري توجهاً نحو الاعتراف بهوية الشعب الكردي وحل قضيته المشروعة هذه ؟.
ج2- النظام في سوريا بعيد عن الديمقراطية ، فمنذ أربع وأربعين سنة سياسة الحزب الواحد هي السائدة، لذا فإن الإقدام على حل المسألة الكردية ليس بالأمر الوارد في ظل الوضع الراهن.
إن الكرد والعرب في سوريا صنوان لا ينفصمان ، وإن مصالحهم وأوضاعهم الحياتية وآفاق تطورهم المستقبلي متداخلة ومندمجة بحيث تشكل لوحة فسيفسائية لا تقبل الفصل والتجزئة ، وفي ضوء هذا الواقع – المعطى ، فإنه بقدر توفر مناخ ديمقراطي في سوريا ، بقدر ما يستفيد الكرد وتكون قضيتهم القومية قد اقتربت من الحل .
س3- ما هو تقييمكم للمستجدات الأخيرة في شمال وجنوب كردستان (الحدود العراقية التركية) إثر التهديدات والهجمات التركية ضد كردستان العراق ؟.
ج3- إنها ليست المرة الأولى التي تبدو فيها السلطات التركية متوترة بشكل فاضح إزاء تطورات الوضع في كردستان العراق ، وهنا تجدر بنا الإشارة لنتذكر بأنه حتى إبان التوقيع على اتفاقية السلام التاريخية 11 آذار 1970 بين الأكراد وحكومة بغداد ، كانت السلطات التركية في حينها متحسسة إزاء تلك الاتفاقية وبذلت جهوداً مكثفة حيث ألقت بكامل ثقلها السياسي والدبلوماسي والاستخباراتي لإجهاض اتفاقية السلام تلك وحصل ما حصل.
إنه لمن المؤسف جداً أن يظهر ساسة تركيا ومسؤوليها وكأنهم يعانون من عقدة وصداع في الرأس حتى لو سمعوا بان ثمة أكراد في الهند أو الصين يجري الاعتراف بهويتهم القومية .
س4- إثر زيارة رئيس الجمهورية بشار الأسد إلى تركيا وتضامنه مع الأتراك بصدد التوغل في كردستان العراق وضرب PKK ، ماذا كان موقف حزبكم؟.
ج4- الموقف السوري المساند لتركيا بصدد تجاوز الحدود وضرب كردستان العراق بحجة PKK أثار قلق حزبنا ولا يزال ، حيث كان موضع رفض واشمئزاز.
س5- هل صحيح بان هدف الأتراك هو جبال قنديل أم ثمة مآرب أخرى خفية ؟.
ج5- إن تركيا دولة كبيرة صاحبة قوة ومؤسسات ، تتمتع بعضوية تاريخية في حلف الناتو ومشاريعه ، ولها دور ميداني في أفغانستان ومؤخراً في لبنان ( عبر قوات اليونيفيل) ، لذا فإنها لن تقبل بأن لا يكون لها دور نشط في العراق المجاور ، كما عليه الحال الدور الإيراني في جنوب العراق والذي يتمتع باليد الطولى، مما يدفع بتركيا بأن تتخذ من مسألة مسلحي حزب العمال الكردستاني PKK في جبال قنديل وبعض ممارساتهم بمثابة حجة وذريعة للتوغل داخل أراضي الدولة العراقية .
وفي سياق هذا الدور وهكذا أجواء ينشط الإعلام التركي ويبالغ كثيراً بحيث يجعل الأمور من الحبة قبة ليفعل فعله في اتجاهات الرأي العام التركي ومحيطه بما يشوه الحقائق خدمةً لمآرب خاصة بحكومة أنقرة والمؤسسة العسكرية.
س6- في الأشهر القليلة الماضية شن الأتراك حملة شعواء ضد رئاسة إقليم كردستان العراق بهدف إعاقة تطبيق المادة 140 المتعلقة بكركوك وساندوا الجبهة التركمانية وحرضوها ضد الجماهير الكردية ، واليوم وبحجة مقتل 15 جندي من الجيش التركي على أيدي مسلحي PKK في ولاية شرناخ على بعد مئة كيلو متر من الحدود العراقية يحشدون القوات ويطلقون الإنذار والتهديدات…برأيكم الأتراك ماذا يريدون؟.
ج6- إن إعاقة وعدم تطبيق المادة 140 المتعلقة بكركوك يشكل مطلباً وموقفاً مشتركاً لقوى عديدة سواءً في الداخل العراقي أو جواره ، وكما أتوقع بأن موقف الأمريكان وقوى أخرى حيال مشكلة كركوك ليس كما يتمناه الكرد بأن تكون كركوك شأنها شأن أربيل والسليمانية ضمن جغرافية إقليم كردستان العراق وتحت سلطة إدارتها المحلية.
إن ساسة تركيا يدركون هذه الأمور ، لذا فإن حكومة أنقرة تمتشق سيوفها وتدخل في السباق وتلوح بالاجتياح.
من وجهة نظري لا أتصور بأن الهم الأكبر لدى الدولة والحكومة في تركيا هو موت أو حياة مجندين وضباط من جيشها ، ولا الترصد لقتل عساكر من الجيش التركي هنا وهناك أو القيام بأعمال انتحارية تخدم وتمهد الطريق أمام إيجاد حل للقضية الكردية في تركيا.
س7- بعد تصريح أردوغان وندائه بأن يتخلى PKK عن السلاح ويحتكم للعمل البرلماني ، وإعلان PKK وقف إطلاق النار من جانب واحد وذلك استجابة لطلب كل من رئيس الإقليم مسعود بارزاني ورئيس الجمهورية جلال طالباني والولايات المتحدة ، رغم ذلك كله لم يقبل المسؤولون الأتراك ذلك، كيف ترون حلاً لهذه المشكلة؟.
ج7- تصريح أردوغان وذلك النداء – الدعوة التي أطلقها كان إيجابياً جداً فيما لو استطاع أن يتمسك بها وأن يُسيّر سياسة حكومته وفق مضمون ذلك التصريح الدعوة.
من جهة أخرى، إن قصة (بناءً على طلب) يتم إعلان وقف إطلاق النار ، أو كذلك (بناءً على طلب) يتجدد القتل وإطلاق النار أمرٌ يصعب فهمه ويكتنفه الغموض.
ما أراه – كمهتم ومتابع للشأن التركي – الكردي منذ أكثر من ثلاثين عاماً – بأنه في الأمس واليوم كلما توقف إطلاق النار واستمرت حالة اللاعنف من الجانب الكردي ، وتوفر مناخ سلمي ، كلما كان الطريق سالكاً أمام التطور بهدف إيجاد الحلول.
وكلما استؤنف إطلاق النار وتجددت لغة العنف وإراقة الدماء كلما تعقدت الأمور وطالت المسافة ، وازدادت المخاطر والأزمات وتوترت الأجواء ليفسح المجال واسعاً أمام الرؤوس الحامية والمتاجرة بقضية الشعب الكردي ومستقبل التطور في تركيا وإقليم كردستان العراق.
س8- كلمة أخيرة تودون قولها أو نداء توجهونه إلى الرأي العام الكردستاني؟.
ج8- أود القول وأن يعرف الجميع بأننا أحوج الناس إلى دراسات علمية أكاديمية ، كي نتعرف أكثر على أنفسنا وأحوالنا وأحوال جوارنا الأقرب والقريب ، لأنه والحق يقال بأن قضية شعبنا الكردي هنا او هناك قضية كبرى ، أكبر من أحزاب ورؤساء، وشئنا أم أبينا فإن إيجاد حل ممكن لهذه القضية القومية العادلة والإنسانية يكمن في إطار احترام سيادة الحدود الدولية القائمة.
إن عوالم السياسة تغيرت والوقت يمضي بسرعة فائقة.