إشكالية « الوراثة» في الحركة الكردية السورية

صلاح بدرالدين
 ” قد تورث الأملاك، والأموال، ولكن القيم النضالية الثورية التاريخية لاتورث للأحزاب بالتبني “
     منذ عشرينات القرن الماضي وخلال الانتداب الفرنسي لسوريا جرت محاولات عديدة من جانب نخب ذلك الزمان لتنظيم صفوف الكرد السوريين فقامت جمعيات ونوادي وروابط شبابية ثم ظهرت حركة – خويبون – وعقدت مؤتمرها التاسيسي الأول من نحو ٣٥ شخصية كردية في منزل الوجيه الكردي – قدور بك – بالقامشلي ولأسباب  تعود الى رغبات سلطات الانتداب الفرنسي، اعلن البيان التاسيسي بلبنان بتوقيت مقارب لمؤتمر القامشلي بعد اجتماع مكمل مصغر ببلدة – صوفر – بمشاركة ممثلي حزب الطاشناق الأرمني الذي اعلن نفسه حليفا للكرد ضد تركيا وبعد ذلك نشطت الحركة الثقافية الكردية بسوريا ولبنان وأصدرت الصحف والمجلات وأعلنت عن حركات قومية بين مجموعات صغيرة الا أن تم الإعلان عن ( الحزب الديموقراطي الكردستاني – سوريا ) عام ١٩٥٧ .
    في كل عام وخلال استذكار تشكل أول حزب سياسي كردي سوري عام ١٩٥٧ يحل مايشبه سباق – الماراتون – بين عشرات المسميات الحزبية والتنظيمات بشأن من هو السليل الأصيل والوريث الشرعي وحامل الراية، ومن حسن الحظ أن عشرات المسميات   التابعة ل – ب ك ك – تمتنع عن السباق ليس – لتعففها – بل لانها تزعم أن تاريخ الكرد السوريين يبدأ منها وينتهي فيها وكل ماهو خارج مجالها تفاصيل لاتستحق التوقف عليها .
   عرف العالم منذ الحقب التاريخية السحيقة ” توريث الحكم والسلطة ” في الامبراطوريات والممالك والامارات، والعائلات، وحصلت في منطقتنا تجارب ” التوريث السياسي ” بما يتعلق بالنظم الجمهورية الرئاسية الاحادية الشمولية والتي أطلق عليها النظم ” الجملوكية ” كما شهدنا ظاهرة ” التوريث العائلي ”  في تجارب حزبية وخصوصا بلبنان التي يغلب عليها طابع الاقطاع السياسي – المذهبي المستند الى الميثاق اللبناني والعرف المتبع منذ الاستقلال، وانسحبت التجربة تلك على – الحوثيين –  وأحزاب وجماعات كردية، وكذلك داخل المجموعات ” الشيعية السياسية ” في العراق .
  لاتشبه حالة حركتنا الكردية السورية المشخصة أيا من الحالات السابقة فليس لدينا دولة ولا مملكة ولا امبراطورية حتى نتوارث الحكم وليس لدينا جمهورية حتى تتوارث عوائلنا السلطة، وحركتنا منذ نشوئها لم تستند الى معايير عائلية ولم تطغى عائلة بعينها على المؤسسات القيادية والمؤسسان الأبرز الراحلان أوصمان صبري ود نورالدين ظاظا لم يكن لهما عائلات وقرابات منتشرة في المناطق الكردية بل كان في الحزب الأول وبشكل تقريبي ورمزي جميع عائلاتنا الوطنية من عفرين ومرورا بكوباني وانتهاء بالجزيرة وحتى كرد الشتات الداخلي في حلب ودمشق وحماة والساحل .
   عندما نشأ ( الحزب الديموقراطي الكردستاني – سوريا ) قبل نحو ٦٧ عاما كان استجابة لحاجة موضوعية سياسية نضاليه لكرد سوريا وكان يحمل برنامجا متقدما في ذلك الزمان ويقوده كوكبة من الرواد الأوائل في ظروف تخيم فيه الدكتاتورية والشوفينية على البلاد والعباد، والحقائق السالفة الذكر حول خصوصية تجربة حركتنا  تعيدنا الى اعتبار المقياس الرئيسي والوحيد لوراثة حسنات الماضي والاستحواز على الشرعيات الحزبية والقومية والوطنية والإنسانية هو المضمون الفكري والموقف السياسي والمسار النضالي والإنجازات على أرض الواقع ومدى تمثيل طموحات الشعب الكردي والدفاع عن وجوده وحقوقه وتوفير شروط مستقبل أجياله والنجاح في التوافق حول ذلك كله مع الشركاء السوريين من اجل العيش المشترك بأمان وبضمانة دستور سوريا الجديدة التعددية الديموقراطية التشاركية .
  قد يفسر التهافت ( الحزبوي ) الحاصل في ساحتنا والاستقتال في تسجيل الأصل والفصل واضافة الاسم الى شجرة ( الحزب الأول ) بأنه نوع من الشعور بالنقص الشرعي خاصة نجد في حالات عديدة الافتقار الى شهادات الولادة الطبيعية والأكثر خطورة تكون أجهزة السلطة طرفا بالمعادلة تحديدا منذ تولي ” كبش الجزيرة ” ( حسب تسمية المقبور حافظ الأسد ) الضابط الأمني ومدير المخابرات العسكرية بالقامشلي محمد منصورة ملف الحركة الكردية والذي ترك وراءه – مخلفات – سابقة مدجنة وأحزاب وجماعات تكاثرت با ” الانابيب ”  لاتعد ولاتحصى .
   عملية ولادة الحزب الأول
   بداية أقول لست من الرعيل المؤسس للحزب بل واكبته في عامه الأول كأصغر عضو فيه وكنت أسمع اخبار الصراعات الداخلية خلال ادارتي للتنظيم الطلابي بالقامشلي من بعض مسؤولينا الأوائل مثل ( عبدالله ملا علي والمرحومان محمدي مصطو ومحمد ملا أحمد – توز – ) واستقيت معلوماتي بالدرجة الأولى من ( آبو أوصمان صبري ) الذي عملنا معا في قيادة البارتي اليساري لعدة أعوام وكان سكرتير الحزب وشهدت غالبية لقاءاتنا الثنائية وهي بالمئات ماعدا الاجتماعات الحزبية استفسارات ومناقشات حول جوانب وخفايا انبثاق الحزب الأول إضافة الى مواضيع أخرى مثل الاعتقالات والمحاكمات والخلافات التي نشبت بين أعضاء قيادة الحزب قبيل ظهور اليسار القومي الديموقراطي وخروج اليمين من وعلى الحزب فكانت روايته التي اعتبرها دقيقة وموضوعية  تتلخص بأنه ود نورالدين كانا أصحاب فكرة تأسيس حزب واتفق معه لكونه ذي ثقافة عالية على أن يصوغ  البرنامج أو ( المنهاج ) والاستفادة بذلك من برنامج ( البارتي الديمقراطي الكردستاني في العراق ) الذي انبثق قبل عقد من ذلك التاريخ كما أشار الى أن منطقة الجزيرة ستتقبل الحزب وستكون بيئة حاضنة حيث أهلها على تماس مع تطورات الحركة القومية في كردستان العراق وكردستان تركيا وحتى منطقة ( عين العرب – كوباني ) ستتجاوب والعقدة أمامنا منطقة عفرين فالنخب المتعلمة منخرطة في الحزب الشيوعي السوري ولدى بعضهم نزعات – كوسموبوليتية – وقد تحاورنا مع عدد من المثقفين الكرد الشيوعيين وذكر أسماء : رشيد حمو ومحمد علي خوجة، وشوكت حنان، وخليل محمد وآخرين .
  وكما فهمت من سرده فان الحوار مع – رفاق – عفرين  أخذ وقتا واستمر عدة جولات وقبل الاتفاق كنا – هو وظاظا – قد جهزنا المنهاج والنظام الداخلي وتصور في تشكيلة القيادة من كل المناطق وفي اللقاء الأخير مع رفاق عفرين عرضناهما عليهم وكان واضحا أن الحزب عمليا كان في طور التشكل بعد انضمام – حميد درويش والشيخ محمد عيسى وحمزة نويران –  الى الهيئة المؤسسة وفي اللحظة الأخيرة طالبوا – رفاق عفرين –  بأن تلي تاريخ قبولهم مرحلة البدء بتأسيس الحزب حتى لايظهر وكأنهم انضموا الى حزب قائم ولم نعترض وهنا أتفهم سخونة المناقشات بين اوصمان ونور الدين من جهة ورفاق عفرين ذوي المنشأ الشيوعي من الجهة الأخرى  فالاحزاب الشيوعية في سوريا وتركيا و- وتودة – ايران الشيوعي زرعوا ثقافة تعتيم على أي تحرك لبناء حركات كردية وكانوا ضد ظهور أي حزب كردي في بلدانهم فقط الحزب الشيوعي العراقي كان اكثر مرونة بهذا المجال .
  المصدر الثاني كان ذلك المناضل المثقف العملاق  د نور الدين ظاظا حيث قابلته في سويسرا وذهبت اليه خصيصا من ألمانيا الديموقراطية حيث كنت أقيم مع عائلتي مرتين متتاليتين ( بين ١٩٨٥ – ١٩٨٧ ) ومعي صديق آخر مازال يعيش في سويسرا وفي اللقاء الأول كانت عقيلته السيدة ( جيلبيرت ) حاضرة والتقيت بها ثانية عام ١٩٩٢ في كردستان العراق، ووجهت اليه العديد من الأسئلة وأجاب عليها ويتطابق أقواله مع سرد آبو أوصمان بشكل كامل حول بدايات التأسيس وماتخللتها من أحداث ومفاجآت ومصاعب أما بخصوص تاريخ ميلاد الحزب فالاثنان أكدا على عام ١٩٥٧ ولكن لم يحددا اليوم والتاريخ فآبو أوصمان كان يردد أن الحزب ليس له يوم ميلاد محدد وتشكل خلال المدة الفاصلة بين شهر حزيران وشهر آب أما د ظاظا فحدد منتصف العام، وهناك قضايا أخرى ناقشتها مع د ظاظا تتعلق بمسائل الخلاف بين الرعيل الأول وعلاقته بآبو أوصمان وموقفه من اليمين ود عصمت شريف وانلي ورؤيته للوضع بكردستان العراق و ب ك ك ومسائل أخرى سأنشرها قريبا .
  وعلى ضوء مقدمات ونتائج التأسيس الأول فان الجذور الفكرية للحزب الوليد نبتت في بيئتين : واحدة ( وهي الطاغية ) التوجه القومي المكمل لأهداف حركة – خويبون – الاستقلالية في اطار التعبير عن إرادة الكرد في تقرير مصيرهم بالصيغة التي يرتؤونها بحرية ذلك التوجه الذي كان يلتقي مع الدعوات القومية المتصاعدة في الشرق والشمال وبالمناسبة كان آبو أوصمان ود ظاظا وشقيقه د أحمد نافذ من نشطاء – خويبون – أما البيئة الثانية انطلقت من تعاليم محسوبة على الفكرالشيوعي التي حملها مجموعة عفرين من المؤسسين والرواد الأوائل ويسجل لها تمردها على موقف الحزب الشيوعي السوري الذي لم يكن لينينيا في يوم من الأيام تجاه المسألة القومية والكردية بشكل خاص هذا بشأن البدايات أما التطورات اللاحقة في صراعات اليسار واليمين منذ أواسط الستينات فامر آخر وجئنا على ذكرها مرارا حيث تبدلت الأحوال بعد نحو عقد من الأعوام بفعل التحولات الاجتماعية في سائر سوريا وبينها المناطق الكردية كما تغيرت المواقع والأفكار للعديد من القياديين الكرد الى درجة أن بعضا من شيوعيي الامس مال يمينا  والقومي المتهم بالتطرف تحول يسارا وهذه هي سنة الحياة السياسية بمنظورها – الديالكتيكي –  .
   في إشكالية المنهاج  والاسم ويوم الميلاد
  كما هو معروف عندما تأسس الحزب وصيغ برنامجه من جانب المؤسسين الأبرز ( اوصمان وظاظا ) ونال موافقة مجموعة عفرين  كان يحمل اسم ( ح د الكردستاني – سوريا ) وتضمن المنهاج بندا ينص على ” تحرير وتوحيد الأجزاء الأربعة من كردستان ” ومهما كانت المواقف اليوم تجاه تلك المهمة غير القابلة للتطبيق فان الرأي الغالب من الرواد كان الى جانب تلك المادة ولاشك انهم اقتنعوا بعدم واقعيتها خلال المحاكمات والمواجهات مع محققي المخابرات وخلال التحاور مع الديموقراطيين السوريين وعلى الاغلب لوقيض لهم الاجتماع ثانية خارج السجن لقرروا بالاجماع تبديل تلك المادة أو الغاؤها ليس لان المضمون غير عادل بل محق ولكن لان الأجزاء الأخرى ببساطة لديها كردها وحركاتها وكفيلة بتحمل المسؤولية .
  أما ماحصل بهذا الشأن وبعد اعتقال غالبية القيادة الأساسية للحزب عام ١٩٦٣  ( اوصمان صبري – رشيد حمو – عبد الله ملا علي – كمال عبدي وغيرهم ) ود ظاظا كان خارج البلاد  فان المرحوم حميد درويش الذي ظل خارجا ولم يعتقل بدأ بالمباشرة في تبديل اسم الحزب ومنهاجه من دون اجماع وعادة تغيير أسماء وبرامج الأحزاب يجب ان يمر عبر المؤتمر العام وبالمناسبة هو الوحيد بين كل المؤسسين الذي يصر ان اسم الحزب ينتهي بالكردي وليس الكردستاني وهذا مادفع قواعد الحزب الى الاستنفار ومن ثم عقد الكونفرانس الخامس عام ١٩٦٥ من دون أن ننسى أنه وقبل ذلك بعام ( ١٩٦٤ ) انعقد الكونفرانس الرابع للحزب في منزلنا بقرية جمعاية ( لم أكن مشاركا فيه ) وتم فيه محاسبة المرحوم حميد درويش حول تلاعبه بمواد المنهاج واسم الحزب بشكل انفرادي وإصدار قرار التجميد بحقه واحالته الى المؤتمر العام بعد اطلاق سراح القيادة ومشاركة الجميع وكما يظهر لم يتم ذلك وانهارت التنظيمات الحزبية وتجمد العمل الحزبي وحاول اليمين استثمار الوضع والتحكم وافراغ الحزب من كل مضامينه القومية والوطنية ونضاله الثوري وكان كونفرانس الخامس من آب كما ذكرنا من أجل الإنقاذ وإعادة البناء تعريفا وفكرا ومنهجا وسياسات .
   في لوي عنق الحقيقة
كثيرا مانتابع بعض المسؤولين في ( الحزب الديموقراطي الكردستاني – سوريا ) الحديث النشأة عندما يحاولون – اصطناع – تاريخ غير موجود اما بالادعاء بانهم ورثة التنظيم الكردي الأول بسوريا الذي ظهر عام ١٩٥٧ في حين ان الورثة الحقيقيين هم اليسار واليمين اللذان افترقا بذلك الحزب عام ١٩٦٥ وبقي اليسار وفيا لمبادئ الحزب وخرج منه وعليه اليمين .
  لست هنا بوارد – التعصب – ( للبارتي اليساري – الاتحاد الشعبي ) الذي يعتبره كل منصف بمثابة العمود الفقري للحركة الكردية بسوريا وجزء ناصع من تاريخها، كمالست انتظر شهادة من هو مطعون بشرعيته ولكنني وبعجالة أتساءل : اين كنتم عندما صححنا مسار الحزب عام ١٩٦٥ وجددنا البرنامج واعدنا تعريف شعبنا وقضيتنا وحقوقنا وثبتنا شعار حق تقرير المصير وهزمنا الفكر اليميني ونظمنا العلاقات مع شركاء الوطن بالحركة الديمقراطية السورية وتواصلنا مع البارزاني الخالد ( وكنت اول من التقيته بعد كونفراس ١٩٦٥ )  ورسخنا العلاقة الأخوية مع حزبه وقدمنا لقضيتهم الخدمات الجليلة  ثم بنينا العلاقات مع الحركة الكردية بكردستان تركيا وقدمنا الدعم والمساعدة لبناء تنظيماتهم ونسجنا علاقات الصداقة والعمل المشترك مع فصائل التحرر العربي وكذلك على الصعيد الاممي ؟ أين كنتم عندما أحيينا الثقافة الكردية وأرسلنا مئات الطلبة المحتاجين لاستكمال دراستهم وتعليمهم بالدول الاشتراكية – سابقا – ؟ وأين كنتم عندما تصدينا لمشروع الحزام العربي ؟ .
  الوريث الشرعي ” المنتظر “
   قد يكون الوريث غائبا شكلا ولكنه مسكون في قلوب الوطنيين والمثقفين الكرد المخلصين في كل مكان وستكتمل عوامل شرعية الوريث بالشكل والجوهرعندما تتحقق عملية تنظيم الصفوف وتوحيد الجهود وتكاتف الارادات نحو انجاز مهام وشروط عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع بغالبية وطنية مستقلة والذي سيستند الى مبادئ الحزب الكردي السوري الأول واحترام تضحيات مؤسسيه ورواده دون تميز والوفاء لعذابات المعتقلين والسجناء والملاحقين ومن حرموا من الحقوق المدنية ولمفردات تقاليده الديموقراطية وتاريخه المنطلق من حركة – خويبون – وأفضال ثورة أيلول واشعاع نهج زعيمها الكبير مصطفى بارزاني وكل ابداعات وتراكمات وعطاءات كونفرانس الخامس من آب ١٩٦٥ وكل المحاولات الإيجابية الصادقة التي تمت خلال أكثر من ستة عقود  .
   أيها الوطنييون الكرد السورييون أيها الساعون وراء الحقيقة حافظوا على نقاوة تاريخ حركتكم واحذروا التزوير ( فمن لاماضي له لاحاضر له ) .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…