مؤتمر بروكسل الثامن لدعم مستقبل سوريا والمنطقة

شادي حاجي
 لايخفى على المتابعين للشأن السوري العام أن الاتحاد الأوروبي وبحسب ماصرح به مدير منطقة الشرق الأوسط في المفوضية الأوروبية أندرياس باباكونستانتينو إن “كبار المسؤولين الأوروبيين اجتمعوا في أوقات سابقة في بروكسل لمناقشة الطرق الأكثر فعالية لتلبية الاحتياجات الإنسانية الهائلة في سوريا، والتحضير لمؤتمر بروكسل الثامن”، مضيفاً أن “التمويل ووصول المساعدات ومشاريع التعافي المبكر واحترام القانون الدولي الإنساني تبقى أموراً ضرورية في سوريا” وعل ضوء تلك التحضيرات تقرر من خلال بيان أن ينظم في 30 نيسان الجاري النسخة الثامنة من مؤتمر بروكسل لدعم مستقبل سوريا والمنطقة  بمشاركة ممثلين عن الأمم المتحدة والدول المانحة ومنظمات المجتمع المدني في سوريا وبأن المؤتمر سيشهد فعاليات واجتماعات وبرامج متعددة بحضور قوى سورية أشرنا إليها أعلاه .
حيث أن ” نسخة المؤتمر هذا العام ستضاعف الجهود المبذولة للاستماع إلى الأصوات السورية في سوريا والمنطقة والشتات الذي يعاني أوضاعاً سيئة للغاية يؤكد الحاجة إلى إيجاد حل سلمي مستدام للأزمة السورية بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي 2254 .. وأن المؤتمر سيشهد حضور 800 مشارك .
حيث سيتضمن أجندة المؤتمر يوماً للحوار بمشاركة المجتمع المدني السوري وسيعقد هذا الحوار في الأول من المؤتمر أي في يوم الثلاثاء 30 الشهر الجاري بمقر البرلمان الأوروبي في بروكسل كما سيتبعه اجتماع وزاري في 27 أيار القادم في مقر مجلس الاتحاد الأوروبي هدفه “حشد الدعم المالي الحيوي للتخفيف من وطأة أزمة الاحتياجات الأساسية للسوريين والمجتمعات المضيفة لهم في البلدان المجاورة، وخاصة الأردن ولبنان وتركيا، وكذلك مصر والعراق بالإضافة إلى عدد من الفعاليات الجانبية وبرنامج ثقافي مخصص.
وهنا لابد من القول أن هذا الحضور الكبير في المؤتمر 800 مشارك كما أشرنا أعلاه فرصة لا تقدر بثمن للمشاركة وتعميق الحوار” مع المجتمع المدني من سوريا والدول المجاورة والمغتربين، وأصحاب المصلحة الرئيسيين في الأمم المتحدة ووكالاتها، والدول الاعضاء في الاتحاد الأوروبي ودول أخرى بالإضافة إلى ممثلين عن المنظمات غير الحكومية الدولية .
الحقيقة أن هذا الحدث يؤكد من جديد دعم المجتمع الدولي للشعب السوري ولجهود مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سوريا السيد غير بيدرسون من أجل التوصل إلى حل سياسي تفاوضي للصراع بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254. كما يهدف المؤتمر الوزاري أيضًا إلى حشد الدعم المالي الحيوي للتخفيف من وطأة أزمة الاحتياجات الأساسية للسوريين والمجتمعات المضيفة لهم في البلدان المجاورة .
لابد من الإشارة الى أن الاتحاد الأوروبي ينظم مؤتمر دعم مستقبل سوريا والمنطقة منذ العام 2017 بهدف تشجيع المانحين على تقديم مزيد من الدعم للسوريين ومحاولة إيجاد حل للأزمة السورية بمشاركة ممثلين عن حكومات ومنظمات دولية وإقليمية ومنظمات مجتمع مدني إلا أنه لم يتم دعوة روسيا إلى المؤتمر الماضي أي المؤتمر السابع بسبب حربها مع  أوكرانيا.
حيث أن مؤتمر بروكسل السابع “لدعم مستقبل سوريا والمنطقة” الذي عُقد في حزيران الماضي كان قد تعهد المجتمع الدولي والاتحاد الأوربي ودوله خلال المؤتمر بتقديم 9.6 مليارات يورو، من أجل مساعدة السوريين في دول الجوار وداخل سوريا التي تعاني من حرب مستمرة منذ عام2012   تسببت بآلاف الضحايا وتدمير البنية التحتية وتهجير الملايين من المدنيين إلى دول العالم بحسب بيانات أممية علماً وللأمانة وبحسب بعض المعلومات أن الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء أكبر الجهات المانحة التي تدعم الناس في سوريا والمنطقة منذ بداية الأزمة في عام 2011 حيث حشدوا أكثر من 30 مليار يورو بشكل عام .
وأخيراً وليس آخراً وبحسب ماصرح به الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن التوصل إلى حل سياسي شامل يتم التوصل إليه من خلال الأمم المتحدة ويحظى بالدعم الكامل من جميع أعضائها يظل هو الضرورة القصوى :
يجب أن يحصل الشعب السوري على فرصة للعيش بكرامة وسلام. وهذا هو ما يعمل الاتحاد الأوروبي من أجله، بالوقوف إلى جانب الشعب السوري إلى أن يتحقق هذا الاحتمال – مهما بدا بعيد المنال في بعض الأحيان.
نظراً لما سبق من وقائع وحقائق وأسباب كان لابد من طرح بعض الأسئلة وهي التالية :
1 – ما هو مدى وعدد وقوة منظمات المجتمع المدني والقانوني الكردي وحتى المستقلين الكرد بأسمائهم الشخصية من  عدد المشاركين ال 800  مشارك بالمؤتمر الثامن الحالي ?
2 – هل حصلت المنظمات والجمعيات المجتمعية الكردية حصتها من المليارات التي قدمتها الدول المانحة من أجل مساعدة السوريين في دول الجوار ( كرد غرب كردستان الذين لجأوا الى اقليم كردستان .. نموذجاً ) وداخل سوريا التي تعاني من حرب مستمرة منذ عام2012 والتي تسببت بآلاف الضحايا وتدمير البنية التحتية وتهجير الألاف من المناطق الكردية المحتلة عفرين وسره كانية وكره سبي حتى يومنا هذا ؟
3 – هل أن أحداً من أعضاء المجتمع المدني الكردي  والمثقفين الكرد في سوريا الذين يشاركون في العمل من أجل “الاستجابة للاجئين السوريين“   أبدى رأيه حول الاستطلاع الذي كان يهدف إلى جمع آراء السوريين والمجتمع المدني المقيمين في كل من سوريا والبلدان المجاورة الذي سيتولّى مركز التّحليل والبحوث العملياتيّة المتخصصة بتجميع البيانات التي ستصل إليها هذه الدراسة الاستقصائية في التقرير   الذي ربما قد نشر لأنه كان من المفروض أن تنشر قبل انعقاد المؤتمر والذي تم تصميمه  للمساهمة في يوم الحوار في النسخة الثامنة من مؤتمر بروكسل حول دعم مستقبل سوريا والمنطقة، الذي سيلتئم في بروكسل يوم الثلاثاء 30 نيسان 2024 ؟
وإلى مستقبل أفضل

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

كفاح محمود حينما كان الرئيس الراحل عبد السلام عارف يُنعى في أرجاء العراق منتصف ستينيات القرن الماضي، أُقيمت في بلدتي النائية عن بغداد مجالسُ عزاءٍ رسمية، شارك فيها الوجهاء ورجال الدين ورؤساء العشائر، في مشهدٍ يغلب عليه طابع المجاملة والنفاق أكثر من الحزن الحقيقي، كان الناس يبكون “الرئيس المؤمن”، بينما كانت السلطة تستعدّ لتوريث “إيمانها” إلى رئيسٍ مؤمنٍ جديد! كنّا…

نظام مير محمدي *   عند النظر في الأوضاع الحالية الدائرة في إيران، فإن من أبرز ملامحها ترکيز ملفت للنظر في القمع المفرط الذي يقوم به النظام الإيراني مع حذر شديد وغير مسبوق في القيام بنشاطات وعمليات إرهابية خارج إيران، وهذا لا يعني إطلاقاً تخلي النظام عن الإرهاب، وإنما وبسبب من أوضاعه الصعبة وعزلته الدولية والخوف من النتائج التي قد…

خالد حسو تعود جذور الأزمة السورية في جوهرها إلى خللٍ بنيوي عميق في مفهوم الدولة كما تجلّى في الدستور السوري منذ تأسيسه، إذ لم يُبنَ على أساس عقدٍ اجتماعي جامع يعبّر عن إرادة جميع مكونات المجتمع، بل فُرض كإطار قانوني يعكس هيمنة هوية واحدة على حساب التنوع الديني والقومي والثقافي الذي ميّز سوريا تاريخيًا. فالعقد الاجتماعي الجامع هو التوافق الوطني…

تصريح صحفي يعرب “تيار مستقبل كردستان سوريا” عن إدانته واستنكاره الشديدين للعملية الإرهابية الجبانة التي استهدفت دورية مشتركة للقوات السورية والأمريكية بالقرب من مدينة تدمر، والتي أسفرت عن سقوط عدد من الضحايا بين قتلى وجرحى. إن هذا الفعل الإجرامي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، ويؤكد على خطورة الإرهاب الذي يتهدد الجميع دون تمييز، مما يتطلب تكاتفاً دولياً جاداً لاستئصاله. كما يُعلن…