عقدت لجان متابعة مشروع حراك ” بزاف ” لاعادة بناء الحركة الكردية السورية اجتماعها الافتراضي الثالث والثمانون وبحثت في مجموعة من القضايا، وتوصلت الى الاستخلاصات التالية :
أولا – في شهر آذار الذي مازلنا نطوي أيامه المليئة بالمناسبات الحلوة والمرة التي تحتل ذاكرة شعبنا منذ الأجيال الغابرة حتى الان، بدا باحياء عيده القومي – نوروز – في الوطن وبلاد الشتات، والذي مازال يرزح تحت نير الاضطهاد والقمع، والتهديد، ويعاني من الأحوال المعيشية الصعبة، والقلق على الحاضر والمستقبل، في ظل نظام الاجرام الحاكم، والاحتلالات المتعددة القوميات، وجور الميليشيات المسلحة التي تنهب، وتصادر قوت الشعب، وتنتهك حرياته، وكراماته، وفي أجواء المزايدات من جانب أحزاب طرفي الاستقطاب، العاجزة عن حماية الشعب، وتوحيد صفوفه، وتحقيق طموحاته المشروعة، والتي ادارت ظهرها وتجاهلت كل النداءات الصادرة من الوطنيين المستقلين من اجل الالتزام بقضايانا القومية والوطنية، وإعادة بناء، وشرعنة، ووحدة الحركة الكردية السورية عبر الطرق المدنية الديموقراطية، حتى تؤدي دورها القومي، وتمارس واجباتها الوطنية على الصعيد السوري العام، وتتحول من جديد الى رافعة لتصعيد النضال ضد نظام الاستبداد جنبا الى جنب مع احرار وديموقراطيي سوريا، وفي المقدمة حراك السويداء، وترسيخ مبادئ الاستقلالية، والكف عن خدمة الاجندات الخارجية على الصعيد القومي الكردستاني . – ٣ – ٢٠٢٤
ومما يبعث على الارتياح بالرغم من كل الأوضاع السلبية كما ذكرنا أعلاه، هو احتفاء نسبة نوعية من شركاء الوطن من معارضي النظام بعيدنا القومي نوروز، وتوجيه رسائل التهنئة الى شعبنا، وكذلك رسائل التهاني بالمناسبة ذاتها من زعماء ومسؤولين في مختلف انحاء العالم،، ولاشك ان كل ذلك من نتائج التطورات الإيجابية الحاصلة في مسار القضية الكردية، وازدياد الوعي خاصة لدى الكرد المنتشرين في العالم، والتعامل مع عيد نوروز بشكل حضاري، من دون الإساءة الى مشاعر شعوب وبلدان يتوزع بينها الكرد .
ثانيا – لقد احيا شعبنا قبل أيام ذكرى مرور عشرين عاما على هبة آذار المجيدة التي بدات من القامشلي، وعمت مناطق كوباني، وعفرين، وجميع أماكن التواجد الكردي في حلب ودمشق، التي لم تتوفر شروط تحولها الى انتفاضة قومية – وطنية شاملة لاسباب عديدة ذاتية وموضوعية، ولكنها وبسبب التضحيات الجسيمة، والشعارات المناسبة المرفوعة شكلت ممارسة عملية تمهيدية لاندلاع الثورة السورية بعد سبعة أعوام، وهذا مبعث اعتزاز لشعبنا .
ان من استشهد في الهبة الاذارية من اجل قضايا الشعب، او قدم التضحيات، او ساهم بقواه الجسدية والفكرية، لاينتظر المكافآت، لقاء أداء الواجب القومي، والوطني، واحتراما لدماء الشهداء العشرين، وعذابات مئات الجرحى، وتضرر الالاف، الذين يعود الفضل لهم ولمختلف فئات شعبنا التي احتضنت هؤلاء في تلك الأيام الصعبة، كان يجب سكوت المتاجرين – الحزبيين -، الذين زاودوا حتى على الشهداء، والذين لم تكن لهم مواقف سليمة، وتعاونوا مع جنرالات السلطة في ( وأد الفتنة !!) وساهموا في عدم توفير شرط تحول الهبة الدفاعية الى انتفاضة عارمة، كما ان احترام دماء الشهداء يقضي بعدم نشر شهادات الزور ( المتبادلة ) في المديح، وتلميع البعض الاخر.
لقد حصلت مقاومة سلمية من مختلف فئات شعبنا من الوطنيين المستقلين، بعد ان تخلت الأحزاب عن دورها المنصوص عليه في برامجها، وكانت تلك المقاومة إشارة واضحة الى بداية انتهاء مرحلة – الحزبية الحميدة – في الحركة الكردية السورية، والانتقال الى مرحلة جديدة من عناوينها البارزة : العمل من اجل إعادة بناء الحركة الكردية السورية، وتوحيدها، واستعادة شرعيتها، وتصليب عودها لانها السلاح الوحيد، والاداة النضالية المطلوبة لمواصلة العمل السياسي من اجل الوجود، والحقوق، وللامانة التاريخية نقول ان الساحة لم تهدأ وظهرت محاولات عديدة فردية، وجماعية تلبية لشروط ما افرزته تلك الهبة من واجبات ومهام، وشكل انبثاق حراك ” بزاف ” بتوجهاته، ومشروعه السياسي المطروح منذ اكثر من عشرة أعوام الخطوة المدروسة الجادة الأولى بهذا المسار، لذلك على كل من ساهم بمقاومة آذار السلمية، وبقي وفيا لشعاراتها، ان يدعم دون تردد مشروع ” بزاف “، لانه يجسد أهدافها، ويعي متطلبات المرحلة، ويترجم شعاراتها على ارض الواقع .
وفي الذكرى العشرين للهبة السلمية المقاومة مازالت أحزاب طرفي الاستقطاب تقف حجر عثرة امام أية مراجعة نقدية، وتمتنع عن تلبية إرادة الغالبية من شعبنا في إعادة بناء حركتنا، وترفض الحوار في البيت الكردي، واكثر من ذلك انها تتشبث بالحفاظ على ماهو قائم من دون أي تبديل، وتبرم فيما بينها الاتفاقات، وتصدر البيانات المشتركة تجسيدا للواقع المفكك الراهن بمعنى آخر نحن امام كل من سلطة الامر الواقع، وأحزاب الامر الواقع، وكلاهما يشكلان عالة على شعبنا، ووطننا .
ثالثا – صحيح انه تراجع الانفتاح – العربي – على نظام الاستبداد، ولكن ليس هناك بالافق مايشير الى استعداد النظام الإقليمي الرسمي، والمجتمع الدولي تقديم الدعم المطلوب للشعب السوري، والعمل على إزاحة هذا الكابوس عن صدور السوريين، ومما يؤسف له هناك سيناريوهات متداولة في وسائل الاعلام من بينها استعداد معارضو – الائتلاف – لتقديم المزيد من التنازلات، والانخراط في خطط مشبوهة لمصلحة بقاء واستمرار النظام، مع حدوث صحوة شعبية ضد سلطة الامر الواقع التي تقودها جبهة النصرة في ادلب، ولكن من دون معرفة مدى حدود واهداف تلك التحركات، وامام تعميق حراك السويداء، وتطويره، وتوسيع مداه، مازالت المناطق السورية الأخرى بما فيها المناطق الكردية لم تتمكن من اختراق الحاجز، والتحرك السلمي ضد سلطات الامر الواقع الفاسدة، والنظام الحاكم بدمشق، ثم إيجاد نوع من التضامن والتعاون بين الجميع وخصوصا مع حراك السويداء .
رابعا – مازال العدوان الروسي متواصلا ضد استقلال وسيادة الشعب الاوكراني المقاوم الشجاع، الذي يستحق أوسع التضامن، ومضاعفة الدعم الدولي .
خامسا – الحرب بين إسرائيل وحركة حماس مستمرة، ويدفع المدنييون في غزة الثمن، والنظام العربي الرسمي، مع المجتمع الدولي يتحملون المسؤولية في وقف النزيف، والعمل على إيجاد حل سلمي، وقطع الطريق على المخطط الإيراني الساعي الى استثمار الحرب لمصالح خاصة على حساب الدم الفلسطيني، والضغط على طرفي الصراع لابرام اتفاقية وقف النار، وإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني .
لجان تنسيق حراك ” بزاف “
٢٦