رؤية نقدية لمذكرات حزني حاجو «أتذكر»

بارزان جميل حاجو
في يوم من أيام شهر فبراير/شباط 2018 عندما وقع نظري عن طريق الصدفة على تعليق لابن عمي حزني حاجو على الفيسبوك، يرد فيه على تعليق للسيد علي عوني (أحد السياسيين من كردستان باشور) بطريقة وقحة. حيث كتب حزني في تعليقه من بين أمور أخرى، “صلاح بدر الدين، الذي كان يطلق على البارزاني ذات يوم لقب “الحذاء”، يعيش الآن هناك -أي في باشور كردستان- في فيلا ولديه رصيد مصرفي بملايين الدولارات”. لم أتمالك نفسي حينها فأجبته وقلت “إن ذلك الوصف (أي الحذاء) هو من اختراعه. فحزني هو الذي كان يتحدث مرارا وتكرارا عن البارزاني بهذه الطريقة البذيئة. وذكرت بالتعليق واقعة كنت شاهداً عليها في نهاية سبعينات القرن الماضي ، حيث كنا في حانة للطلاب الكاثوليك في مدينة بوخوم بالمانيا. هناك بدأ حزني مع عدنان كولك بالسخرية من البارزاني كعادته مع استعمال كلمات نابية. وكان بين الموجودين دكتور حسين كيكي الذي لم يتحمل ووقف قائلاُ: لا أستطيع البقاء جالساً في هذه الجلسة القذرة لفترة أطول، ثم غادر.
حتى ذلك الحين كان حزني يتعامل معي بلباقة وكان قد سبق ودعاني مرتين لزيارته في آمد- ولدي صور لتلك الدعوات-. ولكن بعد تعليقي على رده على السيد علي عوني، بدأ حزني يتصرف معي بطريقة وقحة، ووصلت الأمور فيما بيننا إلى حد توجيه الإهانات إلى شخصي بكلمات نابية. وبذلك بدأت مرحلة جديدة بيني وبين هذا الرجل، انتهت بقراري النهائي بقطع جميع أواصر القرابة بيني وبينه، والإصرار على فضح هذا الرجل، من أجل فتح المجال اما باقي أفراد عائلتنا على كسر جدار الصمت عن تصرفاته، وبأنه قد آن الآوان لقول ما يجب قوله علنًا. أنني واثق تمام الثقة بأن الأغلبية تفكر مثلي، واتفهم التزامهم بالصمت حتى الان، وعدم الإفصاح عما يجول في خواطرهم ربما يعود الى خشيتهم أن يؤدي الإجهار بالحقيقة إلى الإضرار بسمعة العائلة. وهنا أريد أن أقول لهم (أي افراد عائلتي) بأن الإضرار بسمعة العائلة سينتج بالدرجة الأولى عن التستر المستمر على أفعال وتصرفات تلك الشريحة من أفراد العائلة أمثال حزني ومن حوله. باستثناء الشريحة الصامتة من أفراد العائلة هناك أيضا شريحة أخرى ما زالت تفضل الصمت، أغلبهم من أقرب المقربين من أصدقاء العائلة والغيورين على سمعتها. مثلا العديد من الأصدقاء العائلة كانوا يتساءلون لي قائلين: كيف يمكن للدكتور حزني أن يعيش في أمد تحت أنظار المخابرات التركية ومذكراته المطبوعة في استنبول “باللغة الكردية” تحتوي على صور له ولأسرته مع عبد الله أوجلان في سهل البقاع اللبناني؟ وعندما سألت هؤلاء الأصدقاء عن سبب عدم الكتابة حول هذا الموضوع بهدف المساهمة في فك الغموض الذي يكتنف هذا الدور، فكان جوابهم: أننا لا نريد أن نتهم بمعاداة هذه العائلة العريقة.
لهذه الأسباب الآنفة الذكر توصلت إلى القناعة التامة بأنه لم يعد هناك من مبرر لما يفعله البعض من عائلتنا. لهذا جاءت مبادرتي هذه في كتابة هذا المقال المطول كخطوة أولى لكشف الستار عن أولئك الذين قد خرجوا عن مسار جدنا حاجو، وفضح أعمالهم وتصرفاتهم لنفتح بذلك الطريق للكثيرين من أفراد العائلة الصامتين، ولفسح المجال أمام أصدقائنا ان يفضحوا بدورهم هؤلاء دون الشعور بالذنب اتجاه عائلتنا ولنبين لهم بأن حزني وحاشيته المهوسة بجمع الأموال من أعمال التهريب وأعمال الربى بالتعاون مع حثالات مجتمعنا في روجآفا.
بعد مراجعتي الكاملة والدقيقة لمذكرات الدكتور حزني أستطيع القول إن ما جاء فيها لا يتعدى سوى جملة من الاختراعات والمغالطات، إذا قمنا بحذف أسماء الأشخاص والأمكنة والفقرات التي تدور بمعظمها حول التبجح بالذات الذي يصل إلى حدود النرجسية، فلن يبقى من الكتاب سوى ٢٠ صفحة من مجموع ٢٩٨. سأحاول هنا إظهار الخطأ من الصواب بما يمليه عليِّ ضميري، وحسب السرد الزمني الذي يسير هو عليه. وسأحاول الاختصار بقدر الإمكان من خلال بعض الأمثلة من مذكراته.
سر العلاقات بين حزني والسلطات التركية
الخطوة الأولى على هذا الطريق سأبدأها بعملية تشريح لمذكرات الدكتور حزني و التي كانت بعيدة كل البعد عن فكري و لم يكن في بالي أبداً بأنني و بعد كل هذه السنين سأعود إلى قراءة و مراجعة كتاب الدكتور حزني الذي كان قد نشر قبل أكثر من ١٦ عاما تحت عنوان (أتذكر (TÊ BÎRA MIN . كنت قد اشتريته في عام 2008. على الرغم من أن مضمون الكتاب لا يرقى برأيي ان يتم تصنيفه تحت بند المذكرات. هناك سببين دفعاني إلى العودة إلى قراءة الكتاب مرة أخرى وتفنيد الكثير مما جاء فيه. أولها كانت مبادرة أخي فرهاد في توجيه رسالة إلى حزني ردا على افتراءات حوله وردت في الكتاب اثناء فترة دراسته في براغ. كذلك شعوري بالاستفزاز نتيجة تصرفات حزني في الآونة الأخيرة بخصوص قيام قلة من العائلة بالالتفاف حوله وانتخابه كزعيم لعائلتنا دون أخذ الأغلبية التي اختارت الصمت بعين الاعتبار. خطوة تنصيبه رئيس العائلة مُهدت طبعاً بخطوة تحضيرية من خلال إنشاء وقف باسم جدنا حاجو، ووضعها في خدمة أجندات بعض المجموعات السياسية المعروفة. والذي استفزني أكثر هو أن يسكن عميد العائلة في دياربكر في الوقت الذي يصيح بأعلى صوته ويعلن من هناك ـ بمناسبة أو بدون مناسبة ـ عن انتمائه لحزب معادي لتركيا.
هذا الموضوع بدأ يلقي بظلاله الكثيفة على مصداقية عميد عائلتنا وبدأ فعلاً يستدرج تساؤلات منطقية كثيرة ـ ليس من قبلي فقط، بل من قبل الكثيرين. ولعل السؤال الأهم في هذا السياق كما ذكرت انفا: كيف يستطيع الدكتور حزني العيش في أمد و هو يعلن جهاراً عن علاقاته بحزب العمال الكوردستاني، و ينشر مذكراته في إسطنبول متهجما ًفيه على الدولة التركية ، ناشراً فيه صورة عائلية مع عبدالله أوجلان في البقاع في لبنان و مكتوب تحت الصورة :
LI KAMPA MASÛM KORKMAZ BI SEROKÊ PKK ABDULLAH ÖCALAN RE, HAVÎNA 1988 AN(في معسكر معصوم كوركماز مع رئيس ب ب ك عبد الله اوجآلان، صيف 1988)
يكتب في الصفحة ٢٩٠ من كتابه: “جاء إلي موظف من دائرة الأمن حوالي الساعة ١١ونصف مساء ليخبرني، إنهم قبضوا على بعض عملاء المخابرات التركية لتنفيذ أوامر لاغتيال بعض الأشخاص على الاراضي السورية وان اسمي في أول القائمة التي كانت في بحوزتهم”. والآن هو يسكن في ديار بكر ولا يتعرض حتى لتحقيق بسيط من قبل المخابرات التركية. ألا يدعو هذا إلى الاستغراب ونحن نعرف بأن أي فرد كردي من شمال كردستان لا يستطيع القيام بواحد بالألف مما يقوم به الدكتور حزني دون تعريض نفسه للملاحقة أو السجن). سؤالي هنا- وأنا فقط أسأل – هل حصل حزني على ضمانات من جهات في الدولة التركية حتى استطاع السكن في ديار بكر وما هي نوع تلك الضمانات وما هو المقابل الذي يجب على حزني تقديمه؟
علاقته بالشهيد نايف ابراهيم حاجو
المعضلة الأولى في الصفحة 17  ، يدعي حزني بأن الدافع الأول للقيام بتدوين مذكراته كان علاقته المتينة بإبن عمنا نايف،  بعد “استشهاده” . يقول:
( نشأت بيني وبين نايف مع مرور الزمن علاقات متينة و على فترات متقطعة زمنيا. العلاقة الأولى كانت في أوائل حياتنا عندما كان يسكن هو في قرية أوتلجة-  Otilce   و انا كنت أسكن في قرية آلارشي Alaresh- القريبة منها. كنا نرى بعضنا كل عدة شهور أو على الأقل كل سنة مرة…)
 يعني حزني رأى نايف أكثر من مرة في تلك الحقبة من الزمن و أنا أقول، لمعرفة عدم صحة هذا الإدعاء، يكفي لأيٍ من كان أن يسأل اي شخص من أفراد أسرة عمي ابراهيم ـ و الحمد لله الكل على قيد الحياة ـ أو حتى أن يسأل أي شخص كان من العائلة ليتأكد من أن نايف لم يكن قد ولد في تلك الفترة. نايف من مواليد ١٩٥٣ وبهرم، الأخ الأصغر لحزني ولد 1950 في قرية ديرونا قولنكا – Dêrûna Quling أي بعد انتقال عمي يوسف، والد حزني إليها. و هنا لا يسعني سوى أن أترك الأمر للشاطرين في الرياضيات ليجدوا حلاً لهذه المعضلة و ينقذوا حزني من ورطته.
المعضلة الثانية في الصفحة  17 ، يدعي حزني بأنه رأى نايف في المرة الثانية في فترة وجوده في باشور كردستان  ١٩٧٠- ١٩٧٢ في بيته
 في ناوبردان –  Nawperdan ويقول بان نايف كان يزورني برفقة بارزان و برشنك  و يتكلم عن تفاصيل حوارات تلك اللقاءات التي لم تحدث في الأصل و يسرد قصصاً من خياله في وصف شخصية نايف. هنا أستطيع أن أقول بأن السبب في إختراعه لمثل هذه القصص هو لتبرير موقفه وتبرئة نفسه من دوره الذي تسبب في توجيه حياة نايف إلى ذلك المسار المحزن ابتداء من ترك والديه لوحدهم و مروراً لإلتحاقه بصفوف الغيريلا و حتى لحظة استشهاده. هنا أيضاً يكفي توجيه السؤال إلى أي فرد من أفراد أسرة عمي ابراهيم. هم يعرفون هذه الحقيقة بالرغم من عدم اعترافهم بها .
والحقيقة الكاملة هي الآتي ، إن عمي إبراهيم و والدي جميل و نايف و حجي سليم و أصمان كفرزي – Kevirzî و أنا غادرنا مدينة تربسبية –  قبور البيض مساء يوم ٦ حزيران ١٩٧٣ إلى قرية دهام ميرو. في نفس الليلة عبرنا نهر دجلة و وصلنا إلى زاخو. و بعد ثلاثة أيام وصلنا إلى بيت ابن عمي حسين في بردي زرد  Perdîzerd.- .
أنا ونايف بقينا هناك أكثر من ٨ اشهر، بعدها سافرنا إلى طهران ومن هناك وصلنا أنا و نايف و بهجت ملا حامد إلى مطار كولن – Köln  في ٧ آذار ١٩٧٤ وكان ينتظرنا في المطار حزني و برفقة زوجته مكرمة . اما لقائي مع برشنك كان في برلين الغربية في مؤتمر اتحاد الطلبة ١٩٧٥. وهذه كانت اولى زيارة لنا إلى كردستان باشور.
المعضلة الثالثة في الصفحة 18، يقول حزني : “نايف أصبح بالنسبة لي ليس فقط كإبن عم، بل أيضاً كأخ و كأب و رفيق روح. في ألمانيا تعرفت على إنسانية نايف. وثم يقول بأنه كان في وسع نايف ان يعيش في رفاهية الحياة الأوروبية، و لكنه كان انساناً من النوع الذي لم يكن يعطي اية أهمية لتلك المظاهر”
الحقيقة المعروفة لجميع من عاشر نايف هي كالآتي: نايف كان في ذلك الوقت طالباً يدرس الهندسة المدنية في جامعة مدينة بوخوم Bochum –  ويسكن في غرفة صغيرة في بيت الطلبة. حزني أورطه في العمل مع كوادر PKK الذين اصبحوا ضيوف دائمين لدى نايف، ينامون  و يأكلون عنده و لا يتركون له هامشاً يستطيع فيه متابعة واجباته الجامعية. ولان الوضع المادي لنايف كان هشاً ولم يكن في مقدوره القيام بهذا الحمل الملقى على عاتقه، فقد أصبح يهمل دراسته مما أدى إلى رسوبه مرتين في إحدى المواد الرئيسية و بالتالي فُصل عن الجامعة بناءً على نظام الإمتحانات في ألمانيا. وكان عليه ترك الدراسة و مغادرة المانيا
. أتذكر أنه في إحدى المرات   جاء جوان، شقيق نايف و شكى قائلاً 🙁 أليس هناك من أحد يستطيع إسداء نصيحة لنايف و إعادته عن المسار الذي مضى عليه؟؟.)
المعضلة الرابعة في الصفحة 18، يقول الدكتور حزني في مذكراته: ( عندما ابتعد نايف عني بشخصه أصبح التقارب الروحي بيننا اقوى بكثير، خاصة عندما ذهب إلى كردستان الجنوبية . و بعد استشهاده في ثورة كردستان الشمالية في صيف ١٩٩٤ أصبح نايف جزء من حياتي…)
-الدكتور نياز ميران، كردي من كردستان الجنوبية، متزوج من هيام ابنة ابن عمنا حسين، تعرف على نايف عند وجوده في هولير. بعد ذلك هاجر نياز إلى ألمانيا و اخذ بيتا في مدينة Wuppertal. هنا نشأت بيننا علاقة صداقة حميمة. في أحد الأيام زارنا نياز ليخبرنا بأن  ب ك ك قد نشر في صحافتها خبرا عن استشهاد أحد محاربيها و الأوصاف تنطبق على نايف الذي كان اسمه التنظيمي حسن. فوراً بادرنا بالاتصال مع حزني الذي كان حينها موجودا في مدينة القامشلي – أظن عن طريق شمس الدين شقيق حزني، بغرض الاستفسار منه حول مدى صحة الخبر. فرد حزني عليه قائلا: ” لو حصل ذلك لنايف سيكون هوـ أي حزني ـ أول من سيعلم بهكذا خبر. وبعد يوم تأكدنا من استشهاد نايف. و حتى اليوم لم يحصل أحد على المعلومات الأكيدة حول كيفية استشهاده.
المعضلة الخامسة في الصفحة ١٦٥، و هنا للمرة الخامسة يتحدث حزني عن حادثة اخرى من خياله. يقول: ( المرة الأولى تسلقت فيها جبل سكري سكران كان مع نايف، برشنك، بارزان و بهرم في ربيع ١٩٧١…)
والحقيقة هي أننا، انا ونايف، و كما ذكرت سابقا كنا موجودين في كردستان باشور من بداية حزيران ١٩٧٣ حتى منتصف شباط ١٩٧٤و إسقاطا على هذا الإدعاء لابد لي ان أسرد قصة الراعي و الذئاب المعروفة بين الكرد:
في أحد الأيام نادى الراعي أهل القرية لنجدته من الذئاب التي تهاجم قطيعه. فخرج كل سكان القرية لنجدته ولم يروا ذئبا واحدا٠ بعد عدة أيام نادى الراعي مرة أخرى للنجدة. أيضا في هذه المرة خرجت الناس لنجدته، ولكن دون أن يروا اي ذئب. في المرة الثالثة لم يخرج أحد من أهل القرية لنجدته، وبالفعل قد هاجم سرب من الذئاب قطيعه و هلكوه.
من كذب مرتين فهو كاذب و فاقد مصداقية. أما إبن عمنا الراعي الآخر  إبن عمنا الدكتور حزني يستمر في مذكراته و يلح بإصرار بأن الذئب ما زال ضمن القطيع ولا يهمه إن صدق أهل القرية قصته أو لا.
الأسباب الحقيقية التي جعلت حزني يغادر ألمانيا
أظن انه من المفيد جداً أن أبدأ بحادثة مهمة جداً تتعارض تماماً مع سياق ما يذكره حزني في مذكراته.  و هي محاولة يائسة منه للتغطية على أسباب مغادرته لألمانيا و هروبه إلى سوريا  في عام ١٩٨٣.
فالدكتور حزني يعرض علينا قصة بعيدة كل البعد عن الحقيقة ويحاول تشويهها وإعادة فبركتها حسب رغبته هو. فمثلاً. فبالرغم من معرفة الكثيرين من أفراد عائلتنا وغيرهم حقيقة هروبه من ألمانيا إلى سوريا إلا أنه يقدم لنا في مذكراته قصة محرفة عن الواقع. والقصة الحقيقية هي كما يأتي:
كان لحزني بالشراكة مع مزكين قدري جان محل لتنظيف الألبسة. ويبدو أن المحل لم يدر من المال كما كانوا يتوقعون و كانت البوادر تشير إلى أن الشركة تتجه نحو الإفلاس. لذا قام حزني وبدون معرفة شريكه  بحادثة حريق قي المحل لأجل الحصول   على مبلغ كبير من شركة التأمين. و لتنفيذ هذه المهمة الصعبة طلب حزني من علي حسين، ابن أخ عزالدين سعيدكي، ان يأتي من مدينة Köln ليشعل النار في المحل وبالفعل حصل ذلك. وبسبب المواد السريعة الاشتعال وعدم معرفة علي بكيفية التصرف لتفادي إنتقال الحريق إلى لباسه، تعرض علي إلى أصابات بجروح في ساقه ورجله. بعد وصول علي إلى بيته اتصل علي يستنجد بحزني حتى يسعفه ويداويه، لأنه خاف من الذهاب إلى المشفى أو الى عيادة طبيب بشكل رسمي خوفاً من التحقيق حول سبب تلك الجروح. ولكن حزني تهرب من مسؤوليته ورفض القيام بمعالجة علي شخصياً. بعد تحري الجهات الأمنية، أثبت أن الحريق   مفتعلاً وعن قصد وعبر استجوابه من قبل البوليس تأكد حزني بأن الجرم سيقع عليه، لأن الدلائل تؤكد دخول شخص الى المحل بمفتاح وليس عن طريق كسر الباب أو نافذة. و لم يزر حزني ألمانيا مرة أخرى إلا بعد ١٢ سنة عندما سقطت القضية قانونياً. تأكيداً على ما جرى حصلت على توثيق مسجل صوتيا من عائلة المرحوم علي حول مجريات الحادثة. وأنا أحتفظ بها لحين اللزوم.
معركته مع الرجل البعثي
يقول في الصفحة 105-106 : ( لقد نظمنا حفلاً ناجحاً في مدينة فورتسبورغ حضره موظفو الجامعة والعديد من الصحفيين الذين كتبوا بشكل إيجابي عن هذا الحفل في الصحافة”، الأمر الذي أقلق طلاب البعث العراقيين. وفي كافتيريا الجامعة، بدأ أحد هؤلاء الشوفينيين بإهانة مصطفى بارزاني والحركة الكردية في نقاش مع صديقنا گول علي و هو فيلي كردي من بغداد، نبهت هذه المجموعة الفاشية من خلال طالب عراقي شيوعي، أنه إذا حدث مرة اخرى شيء من هذا القبيل، فلن يكون ذلك في صالحهم. ذات يوم كنت في المدينة مع عبد الرحمن كجو في سيارتي وفجأة وقف البعثي الخسيس أمام سيارتي ولوح لي بيديه وهو يشتم شخص الملا مصطفى. نزلت من السيارة فحاول عبد الرحمن مساعدتي فقلت له لا داعي لذلك …)
يصف حزني الرجل البعثي، من حيث البنية كملاكم محترف، لكن في الوقت نفسه يطرحه حزني أرضًا بلكمة واحدة، مما تسبب نزيف من فمه وأنفه. ثم يستمر في سرد الحادثة قائلاً: (هنا جاء إلي شخص ألماني وقال لي، إذا رأته الشرطة في هذه الحالة، سيتم الحكم عليك بالسجن ليس أقل من ستة أشهر…)
 ولكن حزني يقول بأنه لم يهتم به واستمر في ضربه. ويقول أيضاً بأنه إنتصر في تلك” المعركة” بالرغم إنه لم يكن قد دخل في مشاجرة جسدية مع أي شخص حتى تلك اللحظة في حياته.!!!
ويتابع قائلاً: (وبعد أيام قليلة التقيت به في كافتيريا الجامعة. وكان وجهه مغطى بعدة ضمادات طبية..)
للتاكد من صحة هذه القصة اتصلت مع د. عبدالرحمن الذي أثبت لي صحة ما كتبه حزني حول هذا الحادث.
نشاطه المزعوم بين صفوف اتحاد الطلبة الكرد في أوروبا
أما بخصوص نشاطه ضمن إتحاد الطلاب الأكراد في أوروبا، فيخصص حزني أكثر من 15 صفحة للكتابة عن رابطة الطلاب الكرد في أوروبا، مسلطاً الضوء على دوره المهم والفعال في الرابطة وأنشطتها. قمت بمراجعة كتاب السيد علي جعفر بعنوان (الكرد في المهجر، رابطة الطلاب الكرد في أوربا 1949-1975 سفارة كردستان في المهجر، الطبعة الأولى، كانون الثاني- 2016 .
لقد بذل السيد علي جعفر قصارى جهده لنشر هذا الكتاب القيم. لقد اتصل شخصيًا بجميع الأفراد المتأثرين للحصول على المعلومات الصحيحة. سافر إلى العديد من البلدان للقاء هؤلاء الأشخاص. في القسم الأخير من كتابه، خصص قسمًا للصور التي حصل عليها من أرشيف العديد من الأعضاء. هناك   105صورة في هذا الجزء وحده، ناهيك عن الصور الأخرى في الكتاب. ولم أجد صورة واحدة لحزني في أي منها ولا ذكر اسمه، على الرغم من أن حزني يدعي في الصفحة 125 من كتابه قائلاً:
 “خلال فترة دراستي في ألمانيا، شاركت تقريبًا في جميع المؤتمرات والاجتماعات المهمة لجمعية الطلبة الكرد” في أوروبا، باستثناء المؤتمر في السويد عام 1970 لأنه تزامن مع امتحاناتي..”
رحلته الى باشور كردستان
ينتقل حزني في مذكراته الى مرحلة أخرى من مسيرته عندما يسافر للمرة الثانية  في نيسان/أبريل 1974إلى كردستان  بعد اندلاع الحرب. في البداية يكتب عدة صفحات عن رحلته إلى هناك .. ولكن بعد وصوله إلى ناوبردان، يبدأ حزني في سرد الأحداث التي مر بها، حيث يبدأ بحبك القصص حول الأشخاص الذين شاءت له الظروف أن يلتقي بهم و لا يتوانى عن تشويه سمعة البعض  من جهة و من جهة أخرى يختلق أجواءً يستطيع فيها  وضع نفسه في المقدمة ليصبغ على نفسه صفات ومواصفات تدل على أقصى درجات  الذكاء والشجاعة والتنظيم والوطنية والاستعداد للنضال والتضحية، فهو يكتب مايلي:
 “في ناوبردان كانت المستشفى قد انتقلت إلى مكان آخر. و كان قد تم هناك حفر شبه كهف بجوار المستشفى لاستخدامها كملجأ في حالات الطوارئ من قبل موظفي المستشفى. عندما حلقت طائرة مقاتلة فوق المكان، هرب الطاقم بأكمله واختفى في الكهف بإستثنائي أنا والدكتور محمود عثمان حيث بقينا جالسين في الخارج…”
أما بخصوص علاقته بالزعيم الخالد مصطفى البرزاني و تقييمه لشخصه فيقول الدكتور حزني:
“المرة الأولى التي رأيت فيها بارزاني كانت في نهاية مؤتمر المصالحة بين الأحزاب الكردية السورية في ناوبردان عام 1970برؤيتي هذه تحقق الحلم الذي كنت أحمله معي منذ سنوات..”.
 لكن الغريب في الأمر هو أنه بعد تحقيق حلمه بلقاء البارزاني و بعد مدحه له في البداية وعلى صفحات كثيرة من مذكراته، يبدأ و بشكل تدريجي وغير مباشر بالتهجم على شخصه ويحاول أن يقلل من أهمية شخصيته كقائد إلى درجة وصفه له برئيس عشيرة و عن محاولة اغتيال البارزاني في 19 أيلول/ سبتمبر 1971
يكتب في الصفحة 176  ما يلي:
“في فترة ما بعد الظهر، كنت قد انتهيت من علاج مرضاي، اتصل بي إدريس بارزاني، وقال إنه يحاول دون جدوى الاتصال بالمكتب السياسي والجهات الأمنية، وطلب مني الذهاب إلى البيشمركة عند نقطة التفتيش في ناوبردان، واخبارهم بعدم السماح لمجهولين بالمرور من النقطة باتجاه الحاج عمران. هناك عند الحاجز رأيت شكيب عقراوي وبعد فترة قصيرة رأينا فرانسو حريري في سيارته في الطريق إلى الحاج عمران، فركبنا معه”
ويتابع في الصفحة 17:
“بعد هذه الحادثة، أصبحت قيادة الحركة ملتحمة بشكل لا إرادي مع إيران، رغم أن هناك من كان يشكك في هذه العلاقة، مثل صالح يوسفي وعزيز عقراوي وآخرين – يقصد حزني هنا محمود عثمان- لكن كان واضحا للجميع أن زمام الأمور بيد مقر البارزاني…”
قضية اغتيال سعيد آلجي و إعدام د.شفان
في الصفحة 170 -175، كتب حزني عن إغتيال سعيد آلجي و إعدام  د.شفان بأمر من ملا مصطفى. . ذكر تفاصيل عديدة و كان شاهداً على تلك الواقعة ويعرف جيداً أن  حكم الاعدام الذي صدر بحق د. شفان كان من قبل محكمة مكونة من أعضاء الحزب الديمقراطي الكردستاني-تركيا- وكان حزني نفسه أحد الذين طالبوا بعقوبة الإعدام في ذلك الوقت لأن خاله  درويش سعدو, كما يقول حزني, كان عضواً في تلك المحكمة ، لكنه متشبث برأيه أن ملا مصطفى هو من أصدر حكم الإعدام بحق د.شفان.
 عندما كنت في كردستان عام 1973-1974، كرر ابن عمي حسين على مسمعي مرات عديدة، بأن حزني كان يتعامل مع هذه القضية الحزينة بطريقة شخصية للغاية.
محاربته لملا مصطفى البارزاني بعد عودته الى ألمانيا
بعد عودة حزني إلى ألمانيا قادماً من إيران، بدأ بمهاجمة البارزاني علناً و على جميع المستويات، واتهمه بإعطاء الأوامر بمفرده وبشكل غير مسؤول. ومن بين ما كان يدعي هو قوله بأن ملا مصطفى البارزاني اصدر من مقره  الأوامر إلى قادة البيشمركة بتسليم أسلحتهم والفرار نحو إيران بأي وسيلة ممكنة. حيث قام الدكتور محمود عثمان” صديق حزني اللزم و الحميم”  بجولة في ألمانيا بعد النكسة. و كان يهاجم ملا مصطفى بارزاني في محاضراته وندواته متهما قيادته بوضع أموال الحركة في تصرفهم الخاص. لكن بعد أن قابل ردود فعل غاضبة من الكرد، خاصة في ندوة له في برلين، والتي تجاوزت الإهانة، أصبح أكثر حذرا في تصريحاته اللاحقة.
وأثناء زيارته لمدينة  بوخوم، سألته: هل صحيح، كما يدعي البعض، أن البارزاني وحده أمر قادة البيشمركة بإلقاء أسلحتهم ووقف القتال؟ وكانت إجابته كالآتي:
“هذا غير صحيح، اجتمع المكتب السياسي والقيادة العسكرية و ملا مصطفى في مقر بارزاني للتصويت على مواصلة القتال أو وقفه. و قد صوت بارزاني بإنهاء القتال ، يقول الدكتور محمود: إذا صوت بارزاني لإنهاء القتال، فإنه بالطبع سيدفع الآخرين التصويت في هذا الاتجاه..” وسألته  مرة أخرى، لماذا لم يصوت هو كرئيس للمكتب السياسي لمواصلة النضال؟ فأتى بحجج وأسباب تافهة مفادها أن قرار بارزاني لم يترك لنا مجالا. وقال أيضًا:
“نعم، قال بعض الأشخاص إنهم سيكونون على استعداد لمواصلة القتال إذا تم منحهم مبلغًا من المال. لكن هؤلاء الأشخاص كانوا معروفين لنا جميعًا وكان هدفهم الوحيد هو الحصول على المال…”
في الصفحة 198 يتابع حزني الكتابة، يتحدث عن بعض الشخصيات القيادية في البيشمركة في منطقة سرسنك، ويحاول عرض وجهة نظرملا مصطفى بارزاني للحزب الديمقراطي الكردستاني بأنه كان لا يعطي الحزب الأهمية المناسبة. ويقول إن قيادة البيشمركة بأكملها كانت في أيدي البارزانيين.
في الصفحة ٦١ يكتب حزني حول التغير المفاجيء لمواقف الشاعر جكرخوين اتجاه الحركة السياسية الكردية و يعترف بأن تلك التغيرات الفجائية و خلال فترة قصيرة من الزمن ، قلل من احترامه بين الناس.
و من ثم يتسائل بينه و بين نفسه على  الصفحة ٦٣فيقول: هل يجوز أن يغير الإنسان الحقيقة لتتطابق مع آرائه وأفكاره الجديدة.
(من قرأ مذكرات جكرخوين سيفهم تقلبات حزني تماما. فجكرخوين يعرف كيف كان في بداية حياته لا يعاشر سوى البكوات و الأمراء و الأغوات وبعد ان اصبح ماركسي- لينيني بدأ بسبهم و الهجوم عليهم. حزني أيضاً كان يصف البارزاني بأنه قاموس وبعد نكسة حركة جنوب كردستان بدأ بشتمه و و إتخذ الدكتور محمود عثمان معلماً لنفسه و عبدالله أوجلان قائداً فذاً يحبو في أثر خطاه
ويكتب، كيف كان يقوم هو بتثقيف السكان هناك في العديد من المجالات، مثل النظافة والعلاقات الاجتماعية. حتى في المستشفى، يوهم القارئ و يريد منه أن يعتقد أنه كان مركز الاهتمام و يبدأ بسرد قصته:
“ذات يوم ذهبنا أنا و د. يوشيا للصيد، رغم أن الصيد كان ممنوعا، لكنهم غضوا الطرف عنا، وعندما رأيت الحجل أمامي ووجهت بندقيتي نحوه، شعرت بهيجان و رجفة في جميع أنحاء جسدي، وهذا ذكرني بحادثة حصلت مع عمي جميل.. ذات مرة أثناء صيد الحجل، كان عمي جميل ينتظر في مخبأهم مع أخيه محمد شريف وحسو بهيليفي. عندما حط الحجل الأول، وجه عمي جميل البندقية نحوه، ولكن من شدة انفعاله و رجفة جسده، طلب من أخيه أن يمسكه بيديه، ورغم ثقل جسم أخيه، إلا أن عمي جميل استمر في الارتعاش، ولهذا السبب طلب من حسو ان يمسك هو ايضا بجسم محمد شريف، ولكن دون جدوى أيضًا. انهار المخبأ وطار الحجل. فغضب عمي جميل ووجه بندقيته نحو أخيه. فصرخ حسو في وجهه وقال: هل فقدت عقلك؟ تريد أن تقتل أخاك بسبب طائر؟..”.
طبعا هذه الحادثة وقعت فعلاً مع والدي، جميل حاجو في شبابه. ولكن حزني يعرضها هنا بشكل مغاير للواقع. فعملية الصيد هذه لم تحصل باستعمال البندقية، فوالدي كان يذهب لصيد الحجل على الطريقة الكلاسيكية المتبعة في مناطق عديدة في كردستان وهي القيام بصيد الحجل عن طريق استعمال الحجل الذكر في قفصه ” كه وي رباط” حيث يصيح بصوت عال و حاد داعياً الحجل إلى النزال، وهكذا يأتي سرب من الحجل و يقع فريسة بين الأفخاخ المنصوبة بإنتظارها، و هي عادة مصنوعة  من شعرات من ذنب الحصان  على شكل إنشوطة مربوطة بأوتاد صغيرة مغروزة في الأرض.
علاقاته بالمخابرات السورية
 و بدءاً من الصفحة 266 فصاعدًا، ليس بإمكاني التعليق على المحتوى، لذلك أعتقد أن أي شخص مهتم و فضولي، عليه أن يقرأ الجزء الأخير بنفسه من أجل الحكم على كلام الدكتور حزني حول تجاربه و مغامراته.  فهو مرة أخرى يتبجح بلقاءاته  بالعديد من الشخصيات والدخول معهم في مناقشات حول مواضيع مختلفة و يتحدث عن قتال حزب العمال الكردستاني ضد تركيا. ويكتب كيف تم مراقبته من قبل كل من المخابرات السورية والتركية. و يدعي بأنه تم استدعاؤه واستجوابه في كثير من الأحيان من قبل سلطات مختلفة. من ضمن قصصه الكثيرة أنه جاء ثلاث من البعثيين إلى المستشفى ومعهم كتاب لطلاس وأرادوا منه تبرعًا كبيرًا مقابل شراءه لتلك الكتب، و لكنه رفض شراء الكتاب، وليس هذا فقط بل أنه برر موقفه ذاك من خلال توجيه نقد  صارم لهم.
 هذه قصة أخرى شبيهة بالتي كنت كتبتها سابقا في مكان آخر عن محاولته تهريب المنشورات من لبنان الى سوريا. حيث يترك المجال لنفسه شارداً في خياله الواسع عندما  يلج  إلى مرحلة أخرى من مراحل حياته “الغنية”  بالمفاجآت.  فيكتب حول مرحلة عودته إلى سوريا و إقامته هناك و انخراطه في العمل مع ب ك ك.
 في الصفحة 230 يكتب مايلي:
” رحلتنا من مهاباد إلى أورمية، ومن هناك إلى مناطق عشيرة الشكاكا على الحدود التركية، و من ثم إلى كفري و إلى إيستله ، ثم إلى نصيبين وأخيراً إلى قامشلو فيقول بأن رحلته من مهاباد مرت دون أي مشاكل. لكن من قامشلو إلى تربه سبي، مسافة 28 كم فقط، كدنا أن ندخل في وضع خطير. سافرنا أنا ومحمد موكرياني بسيارة أجرة من قامشلو إلى تربسبي حوالي الساعة 3:30 صباحًا. وفجأة تجاوزتنا سيارة ثم توقفت. كنا نعلم أنهم كانوا من المخابرات. نزل رجل من السيارة وجاء إلى النافذة التي كنت أجلس وطلب هوياتنا. عندما تحدث معي، جاءت رائحة كحول قوية من أنفاسه. انتهزت الفرصة وطلبت منه التعريف بنفسه أولاً حتى أعرف مع من أتعامل. أجاب هذه المرة بسؤال من أين نأتي وإلى أين نريد أن نذهب. أجبته أننا كنا عند ابن عمي سليمان حاجو ونحن في طريقنا إلى تربسبي. ابتسم بلطف وسألني إذا كنت أيضًا انتمي للعائلة. أخرج علبة سجائره و كانت ماركة “كينت”من جيبه وقدم لكل واحد منا سيجارة…”
انخراطه التام مع حزب العمال الكردستاني ب ك ك
حول إنخراطه في العمل مع ب ك ك و حول مواقف بعض شباب العائلة من هذا الحزب يقول في الصفحة٢٦٢:
” كان يطلب مني عدد غير قليل من اصحابي و اهلي وحتى ابنة عمي” زوجته” ان اقلل من علاقاتي مع ب ك ك ، لكني لم أكن الوحيد من مساندي هذه الحركة، كان. إلى جانبنا، انا و المرحوم نايف، كان هناك أيضا زيور ابن زناور، جمشيد ابن عمي محمد شريف، كاميران ابن مجيد حاجو ، سرحان ابن حسين، نورالدين ابن عمي إبراهيم و آخرون لم أعد أتذكر أسمائهم، الذين دعموا هذه الحركة أكثر مني، بالأخص جمشيد و كاميران”
هنا أعتقد بأن كوران ابن زناور سوف يشكر حزني كثيراً على عدم ذكر اسمه هنا.
“في عام ,١٩٨٨ بعد ١٢ سنة استطعت لأول مرة أن أزور سوريا. كان الحديث بيني و بين كاميران ، الذي كان قد ابتعد عن   ب ك ك حول هذا الموضوع. قال لي، نحن ساعدنا كوادرها في كل المجالات، ليس فقط في تقديم ملاجئ والطعام، بل وتعريفهم بسكان المنطقة عبر القيام بتنظيم لقاءات بينهم. ولكن بعد مدة أصبحوا قادرين على تدبير أمورهم بنفسهم فقاموا بتعيين مسؤولين لهم من أرذل الأشخاص الموجودين في كل قرية، ما دفعني إلى قراري في قطع علاقتي معهم..”
علاقاته مع رئيس فرع المخابرات العسكرية محمد منصورة” أبو جاسم”
كتب في الصفحة 253 مايلي:” بمناسبة وفاة والدي زارنا العديد من المشيعين . أيضا محمد منصورة ( أبو جاسم) رئيس فرع المخابرات العسكرية و صاحب السلطة المطلقة في المنطقة، جاء إلى خيمة العزاء. رحب بي وأثنى علي قائلاً إنه يرى أنه أمر جيد أن يعود السوريون إلى وطنهم بعد انتهاء دراستهم. وطلب مني أيضًا الاتصال به إذا سبب لي أي شخص مشكلة. كلماته هذه  جعلتني أشعر ببعض الأمان …”
 و يتابع في الصفحات ١٧٥/١٧٦/١٧ كاتباً ما يلي:
“في عام ١٩٩٤ أتوا إلي بإحدى فتيات الكريللا، كانت مصابة بطلقة في العمود الفقري وكانت مشلولة من النابل إلى أسفل جسمها. ارسلتها الى دمشق للمعالجة. هناك تم استجوابها من قبل جهات الأمن. أخبرت الجهة الأمنية القائمقام في قامشلو. فطلب مني القائمقام أن أحضر إلى دائرته. مباشرة أثناء دخولي إلى مكتبه، قال لي: نحن منذ سنتين نبحث عن سبب لاعتقالك. و يعلق حزني على ذلك “ هذا غير صحيح، هم كانوا قادرين على اعتقالي بأية حجة من قبل، ولكن لماذا الآن”
ثم يتابع و يقول “بعدها أخذوني إلى السجن المدني، هناك رأيت واحد من الممرضين العاملين عندي في المشفى بالإضافة إلى محاسبي أيضا في السجن. موجودون أيضا هناك. في اليوم التالي أخذونا إلى سجن فرع المخابرات السياسية. كثير من الأصدقاء ومنهم أيضا عرب تدخلوا لمساعدتي. بعد ثلاثة أيام قبل إطلاق سراحي، قال لي مسؤول هذا الفرع بهذه اللهجة: دكتور، علاقتك مع ب ك ك اقوى بكثير من علاقتك بسوريا، فلماذا لا تذهب أنت أيضا إلى الجبل كي نرتاح من مشاكلك”. لم اكن اعرف سبب معاملتهم اللينة هذه معي. هل كان وفاء ابو جاسم “محمد منصورة” بوعده؟
بعد اعتقالي بفترة، يقابل ابو جاسم عمي أكرم في إحدى الشوارع، يسأله عن اوضاعي، فيرد عليه عمي، على ما يرام، فيقول ابو جاسم،” لا ليست على ما يرام!! لكنه لم يشرح لعمي ما يقصده.”
هنا لا بدمن التعليق على كلام حزني و وضع بعض الاستفهامات حول هذه الحادثة: أولاً لماذا يعتقل من قبل القائممقام و يودع في السجن المدني؟ ثانياً لماذا يطلق سراحه بهذه السرعة؟ أليست هذه الحادثة مفبركة من قبل الخابرات السورية فقط لمد الجسور مع حزني وبالتالي وضعه تحت الطلب عند الحاجة؟
أما في الصفحة264 يورد حزني حادثة حصلت معه و يريد أن يثبت بها بأنه يتعامل مع بعض الأمور بدون تفكير و كتب ما يلي:
“هذه الحادثة هي مثال على تعاملي مع بعض الأمور دون تفكير. بعد مرور عام على عودتي من أوروبا، عُقد مؤتمر للأطباء في الحسكة. دخلت المبنى متأخرا. جلست في الصف الأول حيث كان يجلس أيضاً المحافظ وزعيم حزب البعث ورئيس الشرطة ورئيس اتحاد العمال والفلاحين. فجأة وقفوا جميعاً وبدأوا يرددون نشيد حزب البعث مصفقين على إيقاعه. لم أكن أرى من خلفي، لكن الذين كنت أراهم، كانوا جميعاً يغنون مع الموسيقى. كان الدكتور حكمت محمد أمين بجواري مباشرة، وكان، مثل أي شخص آخر، يصفق . كانت هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها مثل هذا المشهد. شعرت وكأن كلتا يدي اصبحتا أثقل من حجر طاحونة. لم أستطع أن اصفق مثلهم لنشيد البعث. كنت أعرف بانني مخطئ بما أفعله، لكن مشاعري سيطرت على عقلي. عندما رأى د. حكمت أنني لا اصفق، ترك هو ايضا التصفيق لمدة أربع أو خمس ثوان. ولكن وكأنه يقول لنفسه: هو فاقد عقله، فما لي انا ان اجلب لي مشاكل؟ و بدأ بالتصفيق مرة أخرى. بعد مغادرتنا البناية جاءني د. حكمت وعلى وجهه ابتسامة وقال: أنت ماذا تفعل؟ انت لست في أوروبا.”.
إسطورة لجوئه الى ايران بعد انتكاسة الثورة
في الصفحة ٢١٣. يكتب حزني حول معاناته خلال لجوئه   إلى أيران:
“بسبب حرارة جسمي المرتفعة وتعب الطريق لم أكن قادراعلى السير مع القافلة. بعد حلول الليل رأينا ضوء قرية صغيرة. طرقنا على باب البيت. فتح لنا صاحب البيت الباب واستقبلنا بكرم بالغ قلت للرجل في المنزل أنني لم أكن لآتي إلى منزله إذا لم أكن في هذا الوضع لأنني لا أريدك أن تواجه مشاكل مع مراكز الأمن بسببنا. كان الناس في المنزل لطيفين جدًا معنا. قدموا لنا الشاي. في تلك اللحظة كان هناك طرق قوي جدًا على الباب الأمامي. دخل ضابط وجنديين. شرحت للضابط باللغة الإنجليزية ما الوضع وطلبت منه عدم معاقبة الناس على ذلك. فوعدني بأن لا شيء من هذا القبيل سيحدث. وأخذوا الرجل معهم. وعلمت فيما بعد أن الضابط أوفى بكلمته. بعد مدة عاد الضابط إلينا واخذنا بسيارته الى جامع شنو، الذي كان مليئا بالمهاجرين. وفي صباح اليوم التالي جاءت شاحنات عسكرية لنقلنا إلى كرمنشاه التي تبعد مسافة ٧٠٠ كم. ولكن بسبب حالتي الصحية قررت ان اترك القافلة في أول فرصة سانحة. عند وقوف الشاحنات في شارع في مدينة Xanê الذي كان تحت مراقبة شديدة من قبل الجيش الإيراني، نزلت من الشاحنة, تقدم جندي نحوي وقال لي، لا يجوز ترك الشاحنة، ولكني لم أرد عليه وكأنني لم أفهم ما يريد مني. يقول حزني بنفسه: استغربت كيف نجوت من تلك الكارثة و لماذا لم يجبرني الجندي للعودة إلى الشاحنة (سؤال منطقي …!!)”
صراحة عندما يقرأ المرء توصيف حزني للأحداث، يضطر إلى التساؤل عن مغزى قيامه بلوي عنق الحقائق بالرغم من أنه غير مضطر لذلك. فهنا مثلاً ليس هناك أي فارق بين نزول حزني من الشاحنة بموافقة الحراس أم عدم موافقتهم، ففي كلا الحالتين سيستطيع الوصول إلى مهاباد. و أنا واثق بأن هذا هو المغزى من تحويل تلك السفرة البسيطة إلى مهاباد لإسطورة أو قصة ملحمية؟! فهو يترك أخاه فيراز المسكين في الشاحنة و يسافر لوحده من Xanê بسيارة أجرة إلى مهاباد، حيث يسكن ابن عمنا حسين. و بعد فترة تصل القافلة إلى مهاباد فيخرج كل اولاد حسين إلى الشارع و ينادون بأعلى صوتهم بإسم  فيراز ويطلبون منه أن ينزل من الشاحنة و على مرأى من  الحراس المتواجدين هناك دون أن تحصل أية مشكلة؟؟؟!!! و ليس هذا فقط ، بل يزور  د. محمود عثمان حزني في سردشت فيذهبون معاً إلى معسكر ربت (Rebet) ويقوم د. محمود عثمان بإلقاء خطاب في ساحة المعسكر يحث المهاجرين على العودة إلى العراق لان ذلك أشرف من البقاء في إيران تحت رحمة الشاه الملعون.  فبالله عليكم أين كانو الحراس الأيرانيون عندما كان الدكتور محمود عثمان يلقي بخطبه و بجانبه الدكتور حزني  يحث الناس على الوقوف ضد الشاه الملعون.
علاقة ملا مصطفى البارزاني بدولة إسرائيل و جهاز الاستخبارات” الموساد
 حصل خلاف  بين البارزاني والمكتب السياسي عام 1963. يكتب حزني في الصفحة 167: نشأ هذا الخلاف بسبب توقيع البارزاني على اتفاقية مع الحكومة العراقية دون استشارة المكتب السياسي.
يقتبس حزني  في إحدى صفحات مذكراته بعض المعلومات الواردة في كتاب عميل الموساد الإسرائيلي  شلومو نكديمون  تحت إسم ” الموساد في العراق ودول الجوار، انهيار الآمال الاسرائيلية و الكردية” . يقول الكاتب أن “محاولة بارزاني للتوصل إلى اتفاق مع الحكومة العراقية تتعارض مع مصالح إيران وإسرائيل. وكان الهدف الأول لدعم إيران وإسرائيل للحركة الكردية، من ناحية، ثني الجيش العراقي عن المشاركة مع الجيوش العربية الاخرى  – في الحرب ضد إسرائيل، ومن ناحية أخرى، فرض مطالبات إيران الإقليمية على العراق. وقد حذر الشاه بهلوي الموساد مرارا من أن الحركة الكردية يجب أن تظل مجرد شعلة نار وألا تتحول إلى حريق كبير. وكان المكتب السياسي يعرف ذلك أيضًا، ففر أعضاؤه إلى إيران لخدمة مشروع الشاه. يحتوي هذا الكتاب على تفاصيل كثيرة حول هذا الموضوع. لكن حزني يحاول تسليط الضوء على هذه القضية المهمة بالطريقة التالية:
“في الوقت الذي لم تكن هناك منظمات سياسية كردية وكان زعماء العشائر هم الحكام المطلقين، وكان من الطبيعي القيام بهذا العمل من خلالهم. لكن ليس داخل حزب موجود منذ 20 عامًا.”
يكتب في الصفحة ٢٢٢ على لسان الدكتور الشخصي للبارزاني، نجم الدين كريم، في مقابلة له مع شلومو نكديمون، مؤلف كتاب، موساد في العراق ودول الجوار، بأن” البارزاني كان يريد تحقيق نصر للكرد، لكنه كان انانيا، بشرط أن يحدث ذلك فقط تحت زعامته”.  لماذا يأتي حزني فقط بهذه الفقرة من هذا الكتاب المليء بالمعلومات حول الحركة في كردستان العراق من بدايتها وحتى انهيارها ١٩٧٥ و وصف شخصية و قيادة البارزاني الحكيمة؟؟؟
والحقيقة هي وكما ورد في كتاب الموساد في العراق ودول الجوار الصفحة   ٢٠٦ ما يلي:
 ” في السادس من آذار ١٩٧٥ عاد البارزاني من إيران و اجتمع مع كبار المسؤولين في قيادته وشرح لهم الوضع البائس إيران ستغلق حدودها معنا في الثلاثين من نيسان. و تركيا أغلقت حدودها فعلا، والجيش العراقي سيغلق الطريق إلى الجنوب و الغرب، ولا أعتقد أن هناك أمل. اما اذا اراد اي شخص منكم إدارة النضال بدلا مني فسوف أمنحه كامل دعمي وتأييدي…”
حول إلتجاءه إلى السويد
كتب حزني عن لجوئه الى السويد, بعد فشله” كمناضل ثوري” ضمن صفوف حزب العمال الكوردستاني في سوريا و بات يدعي بأنه مهدد بالقتل لذا طلبت منه العائلة خروجه بسرعة من سورية و طلب اللجوء في السويد و هناك تم رفض طلبه بسبب علاقاته مع ب ب ك، كتب في الصفحة 290- 291 عن لجوئه يقول حزني مايلي :
” أنا لا اريد الاطالة في الحديث حول عدم حصولنا على الإقامة في السويد.  أولئك الذين يتظاهرون ويعتبرون أنفسهم مناضلين، جعلوني إرهابي كبير في نظر السلطات السويدية. أنا لا أقول هذا دون أدلة. عمر شيخموس، الذي دعمني بقوة. بعد أن أدرك الحقيقة، قال لي إن وكالة الأمن السويدية (SEPO  ) قد تدخلت في الموضوع وأن نتيجة القرار لن تكون في صالحي. وأعلنت أيضا فتاة كردية معروفة بطريقة شبه واضحة، أن بعض “المناضلين” طلبوا منها التوقيع على “مطلبهم” في توصيفي كصديق للإرهابيين.”
 ابن عم لي، والذي يحبني كثيرًا و يدرك قصد بعض الأشخاص الذين يعرفهم، قال لي بصراحة، إن لم أقل أنني هربت من سوريا بسبب ضغوط حزب العمال الكردستاني، لن تمنحني السويد إقامة،
De vêce tir li ku û das li ku “
بمثل هذه الجملة النابية في اللغة الكردية يرد حزني على محبة ابن عمه له و خوفه الشديد عليه، السؤال يطرح نفسه هنا، لماذا لا ينشر حزني صورة عن محضر الجلسة الموجود حتى اللحظة عند دائرة اللجوء السويدية كوثيقة على أقواله، لماذا يوهم القارئ في مذكراته بأنه بطل يحمل على كاهله قضية شعب و هو لا يشكل حتى أن يكون بطلاً دونكيشوتياً في حقيقة أمره.
إنكاره وجود إبنة عمه وزوجته مكرمة في حياته
في رحلته من سرسنك تجاه إيران يقابل مواقف و حالات صعبة كثيرة. لكل موقف أو حالة يخلق رواية هو فيها العنصر المهم. يصل هو وأخوه فيراز مع قافلة من كرد العراق إلى سهل تحط فيها الطائرات المروحية الإيرانية لنقل عدد من هؤلاء الناس إلى مناطق داخل إيران.حول رحلته تلك كتب حزني مايلي: ( كان المشرف الواقف على باب الطائرة أحد حراس بارزاني. فلما رآني طلب مني أن اخطو اليه كي يدبر لي مكانا في الطائرة.وقد ساعدني على الدخول. نظرت باتجاه فيراز الذي كان مازال واقفا في مكانه فقلت لنفسي كيف اتركه لوحده،لذا نزلت من الطائرة…)
لم افهم لماذا لم يسأل حزني ذلك المشرف كي يساعد فيراز أيضا ليركب معه في الطائرة. و أغرب من كل هذا هو أن حزني لا يذكر هنا وجود ابنة عمه و زوجته “مكرمة” معه أمام طائرة الهيلوكوبتر و هي كانت موجودة معه طوال الوقت و شاركته تلك المحنة و عانت مثله من  ويلات الهروب إلى أيران بعد انهيار الثورة!! لا، لماذا يتفادى حزني ذكر وجود زوجته مكرمة في حياته؟ لماذا ينكر وقوفها الى جانبه و لا يأتي بذكر اسمها في مذكراته ؟ و هي التي سارت معه و كانت الى جانبه في السراء و الضراء  كل من يقرأ مذكرات حزني لن يفكر و لو لبرهة بأنه كان متزوجاً من ابنة عمه مكرمة و سيعتقد بأن زوجته هذه لم تكن موجودة في حياته أبداً.
الشرخ الأول الذي سببه حزني في العائلة
كان حزني مازال متزوجا من ابنة عمه مكرمة و لأنها لم تستطع الانجاب، تزوج حزني من ابنة عمه  گولشا و كان ذلك الزواج – كما ذكرت آنفاً- الشرخ الأول الذي تسبب به حزني في العائلة لكن الكبار في  العائلة عملوا أن لا يتسع ذلك الشرخ و مرور الأيام كان التصالح سيداً للطرفين.
أما الشرخ الثاني الذي تسبب به حزني في العائلة
 حصل بعد أن فتح حزني بوابة هذه العائلة لكوادر حزب العمال الكردستاني  و بمباركة من حزني و شلته من المشبوهين بتجارة الربى في روجآفا  و صهر حزني  و زوج أخته  و أمثالهم من المستهترين بترابط العائلة و تمسكهم   و استعراضهم المتبجح لسياسة الأمر الواقع،  بات هذا الحزب يخطط لتقسيم و تشتيت هذه العائلة التي تشتت بالأصل في المهاجر و المنافي، تسبب حزني هذه المرة ليس بشرخ عميق بين أفراد العائلة بل فجر بركاناً منصهراً ضمنها و تحديداً بعد أن اسس حزب العمال الكردستاني  ب ب ك له و لشلته وقف بإسم جدنا حاجو هذا الوقف الذي كشف عن مآرب الواقفين خلف تأسيسه و بدأ بالفعل العمل على تدمير ما تبقى من بقايا عائلة حاجو.
كلمة أخيرة
سأنهي تعليقاتي على مذكرات الدكتور حزني بهذه الملاحظة الأخيرة: هناك سمات عامة لكتابة المذكرات و من أهمها:
1ـ التقيد بكتابة ما هو مسموح به. حيث العملية هنا تشبه إلى حد ما دور المذيع في أية محطة راديو أو قناة تلفزيونية تحترم نفسها من خلال مراعاة المقاييس الأخلاقية المتبعة في معالجة مواضيع تمس حياة أفراد لا تعمل في المجال العام.
2ـ عدم المساس بجوانب الحياة الشخصية لأفراد يرد ذكرهم في سياق كتابة المذكرات و التقيد بما يسمى (Integritet).
3ـ لا يسمح بإتباع إسلوب التخمينات عند ذكر الوقائع بل يجب إسنادها بالوثائق. و الإعتماد على ذاكرة مليئة بالثقوب و ترقيع الوقائع بتعابير مثل  ” كما أتذكر … أو أظن أن … و إن لم تخنني الذاكرة … أو ولست واثقا من … و حسب ما طرق سمعي”  هي كلها تعابير يحاول بها كاتب المذكرات  تبرير تزويره للوقائع.
الدكتور حزني لم يتقيد بأي مقياس من هذه المقاييس، حتى و لو أخلاقيا، بل تصرف بالتاريخ العام و بحياة الأشخاص و كأنها مرعى يمتلكها شخصياً.
فعلى سبيل المثال وجدت في مذكراته التي هي تحت عنوان “اتذكر” 25 جملة تتضمن مفهوم عدم التذكر، و أنا أوردتها هنا كما أتت في النص الأصلي. ألم يكن يجدر بالدكتور حزني أن ينشر مذكراته تحت عنوان آخر ينسجم مع عدم قدرته على التذكر، مثلاً تحت عنوان ” كما أتذكر” أو ” حسب ما أتذكر” أو ” لا أتذكر جيداً”
 Nema xweş tê bîra min. Rûpel 34- لا يمكنني ان أتذكر جيداً
Lê nayê bîra min. Rûpel 61  – لكنني لا أتذكر
Xweş nema tê bîra min. Rûpel 66. – لا يمكنني ان اتذكر جيداً
Nema tê bîra min.   Rûpel 96 – لم أعد أتذكر
 Nayê bîra min.    Rûpel 106- لا أتذكر
  Hew xweş tê bîra min.  Rûpel. 10- لا أتذكر جيداً
Ez nema baş dizanin.Rûpel 108 – لم أعد أعرف جيداً
Nema tê bîra min, Rûpel. 109 – لم أعد أتذكر
Nayê bîra min. Rûpel 111 – لا أتذكر
Nayê bîra min,  124 – لا أتذكر
 Nema xweş tê bîra min.  130- لم أعد أتذكر جيداً
Nema tê bîra min. 140 – لا أتذكر
Nema xweş tê bîra min.  143 – لم أعد أتذكر جيداً
 Hew tê bîra min.  157- لم أعد أتذكر
Nema xweş tê bîra min.   167 – لم أعد أتذكر جيداً
Nema tê bîra min..   168 – لم أعد أتذكر
Nema tê bîra min.  169 – لم أعد أتذكر
Nema tê bîra min.  174 – لم أعد أتذكر
 Hew tê bîra min. 175- فقط لا أتذكر
Nayê bîra min. 198 – لا أتذكر
Nema tê bîra min. 202 – لم أعد أتذكر
Hew tê bîra min. 203 – فقط لا أتذكر
 Nema tê bîra min. 209- لم أعد أتذكر
Nayê bîra min.  229 – لا أتذكر
Nema xweş tê bîra min.  266 – لم أعد أنذكر جيداً

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…