الأزمات الكردية بنيويا

 

 وليد حاج عبدالقادر / دبي

 

بداية ! استميحكم العذر وهذه السريالية المتتالية من الأسئلة التي فرضت ذاتها جبرا على مخيالنا في السعي لفهم عرضحال الواقع .. هذه الأسئلة المتتالية والتي لن تنتهي بالصيغ أدناه : هل مآزقنا هي نتاج أزمة هوية ضاعت في اتون هويات الإنتماءات المحدثة ضما وإلحاقا ؟ أم هو طغيان الإنتماء التائه في خضم اولويات مطاطة تحاول تطويع الهوية الأساس باختلاق اساسيات ومعها هرولة أشباح / حتى لا أقول أشباه / المثقفين ومن جديد بين هذا المصطلح الذي اصبح بدوره عبئا لا دافعا !! للملمة الممكن والقابل منها للصرف فتتجاوز أزمة الهوية وتصقل في بنائها .. أو ليست الثقافة والمثقف هي من أكثر الكلمات المستهلكة حتى من السجائر وفناجين القهوة السادة وطلاطيش من مصطلحات غرامشي واستظهار بعض من معسول طرابيشي ونتناسى جميعا ومن دون استثناء: أننا من سلالة / طبقة اولئك الفرسان الذي رأوا وفهموا من الماركسية ذات يوم بأن ماركس هو ابن انجلز والذي هو بدوره ابن لينين يارعاكم الله .. وأضافوا إلى ذلك أيضا: أن البرامج الحزبية يلزمها قطيع كامل من البغال والحمير لتنقلها من مكان الى آخر …

 

 لا أدري متى سنخرج من شرنقة الذات وفخامة اللقب ونستبدلها بخطوات عملية تخدم / اقلها / تأطير وعي جمعي يخدم / تخدم الهوية الرئيسة والركيزة الأساس وعلى قاعدتها نبني ما ننوي ان نبنيه .. او ليس من حقي والحالة هذه ؟! التوكيد على ذاتها المقولة بأن ( شهادتنا محروقة يا ناس ) .. نعم نحن الكرد شهادتنا محروقة وذلك لسببين : … النظام ـ وأقصد نظام الدولة السورية المحدثة منذ عام 1920 ـ حيث كان نضالنا مستمرا في مطالبتنا بحقوقنا القومية المشروعة وبالرغم من كل غطرساتهم ولكن ! عمرهم ما استطاعوا ـ رشوتنا ـ بتجاهلها او بعدد من النواب ومجالس ادبية او مجلات ولا مناصب ـ دينية مثلا ـ مالبث صاحبها الراحل ـ المفتي كفتارو على سبيل الذكر ـ ليس فقط بتجاهل نسبه وإنّما نسي الكرد أجمعين .. واستمرّ ـ طغيان ـ التعريب الى أن أصبحنا نحن الكرد ـ جماعة ليكون ـ في مظاهراتنا وساحات دمشق و ،( حينما كان الأمن يلاحقنا كان ـ بعضهم ـ يؤشر للأمن ـ ليكون ليكون … راحوا من هون ـ ..) . وويلات الأب الذي ما ابتدأ إلا وكشّر الإبن عن أسنانه باكرا ومع هذا .. حقوقنا هي هي كانت وبقيت .. و .. طلبوا منا لابل واستمروا يطلبون منّا التريث حتى نجاح الثورة وبعدها سيرون فيما إذا كان يمكن أو يستوجب لابل يجوز لنا رفع سبابتنا مطالبين بالكلام و … باللغة العربية من جديد .. ايها السادة .. الحياة كلها برامج ومشاريع .. أشتهيت ولو لمرّة واحدة أو موقف واحد من واحدهم … ويقرّ لا ـ متاجرة ـ بالحقوق القومية للشعب الكردي في سورية وألاّ يربط وجودنا وتهدّم سد مأرب أو نهاية مملكة سبأ وبلقيس وبالإذن من حضارة تل بيدر وسيجوة المباركتين ، ولجميع الشوفينين افرادا ومجموعات وأحزابا نقول : أن كل بياضات كسّارات المعرّة والشام ومعها حماة وحلب ـ هذا إذا كان قد بقي لها من أثر ـ ولا بقايا طحين ـ آشين آڤي وقراشيها ـ طواحين الماء وطحانيها لن تبيّض وجه أي كردي اشتغل على تعريب الكرد ومناطقهم ، وسأختزل من جديد وأذكر توكيدا ل ـ كلمة كردستان ـ على هدي منظمة التحرير والراحل ياسر عرفات عندما أرسل رسالة لواحدة من الأحزاب الكردية في سورية وسطّرها تحت عنوان ـ الى الحزب الديمقراطي الكردي الكردستاني واسم الحزب المعني كان في واد بعيد جدا جدا وهذا الإسم الرقراق .
وهنا لن أتبجح وأصرخ وإن كان حتى بهمس ! بقدر ما ان الأمر يحتم علي بطرحي لسؤال جاد ؟! مع يقيني التام بأن الجماعة يستحيل ان تجاوب عليها ؟! .. نتكلّم عن الآخرين وحواضنهم ونتجاهل أنفسنا وحاضناتنا !! .. نقول كذا وكذا ونعلم بأن عقل إنساننا قد تسابق مع ريح المعرفة فما كان يساق على فلاليح ( قولديمان وسويدية .. كركي حيول او كر كندال ، كري كرا أو خربة جحاش ) والآن بفضل النت صار كلاما كصدى مردود أو أشبه بفال فنجان القهوة والباصرة صايرة على الكمبيوتر أشطر … هي قمة المسخرة أن يظنّن أحدهم ان كرديا لا يتحسّر على قطرة دم كردي إلا ذاك المشكوك أصلا وبالفراسة من دون الرجوع الى ال دي إن إي في كرديته ، ومع هذا لماذا تعترفون بحاضنتهم المساندة وتحاولون قلع النرجس الفوّاح المرادف أزلا لحاضنتكم !! … من لاترويه او يعتز بحاضنته فهو ( فش و .. فشيه على حد قول أخوتنا الكاكات وبلهجتهم السورانية المعروفة ) .. ومن جديد سنعود إلى إرثنا ونستخلص منها بعضا من عصارة الوعي فالنهر وبمجرد فيضه وتجاوزه لمنسوب مجراه يتلاشى عنفوانه والقه فيصبح هادرا لماءه ومدمرا لمحيطه ،هكذا علمونا في الجغرافية غير المسيسة أيضا ياساسة … وهو السؤال المستجلب مجددا : لماذا يصر البعض بالإستحواذ على القرار الكردي زعما ويتقاتل لحضور اي مؤتمر يراد منه ايجاد حلول للأزمة السورية ، ولكن وللأسف وكلازمة لذلك يبان عينه ذلك التهافت وبتصميم على تصغير كل شأن كردي والإنحدار به الى دون سوية مطالب الجميع !! .. وشخصيا لازلت استغرب هذه النزعة التحويلية وقابلية الإنسلاخ من الجلد وكلها موائمات تسويقية لمراضاة الآخرين ؟! أفلا يمكن شحذ بعض من هذه الطاقة وصرفها كرديا !! وهذا الشق الأول من السؤال ، اما الشق الثاني فهي تعنيكم انتم جماعات المنسلخين قوميا : لطالما لا مشروع قومي لكم ؟! .. لماذا تصرون إذن على خطف التمثلية الكردية ؟! سيما وانتم تجاهرون سرا وعلانية بأنكم تعتبرونها تكتيكا ؟! .  سؤال لمنظري سلطة الأمر الواقع ومع كل التبجيل والتقدير لمن بذلوا دمائهم وإن كانت لغاية أسمى : هل الأخوة العرب والسريان وآثور تشملهم كل قراراتكم ؟! أم لعلكم تعدونهم من الشعب الجوهري ،؟! كما نخبتكم العسكرية ( الجوهري ) وهناك استثناءات وبمسميات مافوق اعتبارية ؟! وكذلك الأمر فيما يخص العيل والعلالة / يعني تابعية العائلة المقدسة ؟! هل هم سيعفون بمرسوم الهي / حزبوي خاص على مبدأ الصاعقة والمظليين ومهمات ووو يعني بكل بساطة : تنشيط مكاتبهم الماوراء او مافوق القانونية ؟ .. بتصوري هناك اوامر سيادية !! تعبر مما تسمى بمراكز فوق اعتيادية وتبصم وتمرق بكل شفافية وعلانية ،
وأقولها هنا بكل ثقة لو أن عفلق والأرسوزي وامين حافظ وقبلهم ميني وطلب هلال والسراج مرورا بلجنة اعمار مزارع الدولة التابعة للقيادة القطرية البعثية وكل مشاريع منصورة وبالتتالي امن الدولة او ما يعرف بمذكرة عبدالرحمن النهار والتي استهدفت البنية التحتية للمنطقة الكردية من خلال الإستنزاف الفوضوي لبنى اساسية في كردستان سوريا / الآبار الإرتوازية أنموذجا / ومن ثم حث الناس نحو الهجرات الكبيرة كتنفيذ حرفي / مهني / لمخطط طلب هلال وفعلا غزت الجاليات الكردية مدن الداخل السوري والدول المحيط !! أقول وأؤكد وبكل ثقة لو أن كل هؤلاء كانوا أحياءا لمنحوا سلطة الأمر الواقع جائزة إيزو الممتازة في اختراع سبل أنجع وأسرع في تفريغ المنطقة من كردها ، لابل واستكمالا لها ما صدر من خوة جديدة أو أتاوة تفرض على كل من يحن لزيارة من او ما تبقى !! .. بتصوري !! أن هذه السلطة شاءت ام أبت فهي تسعى لفرض محميات شبه خاصة او تنفذ فعلا وبكل رعونة ما فشل فيها العروبيون … من يفرض أتاوة على ابن البلد ليزور بلده أفلا يتشبه بدولة مستعمرة او قوة محتلة ؟! …
ممارسات ب ي د بالجملة وكل تهديدات اردوغان وزعبراته لا تشكل حرفا في خطورته لتصريح بايق الأخير واصطفافه بالضد من الحلف لمواجهة ايران
أولسنا نحن من ينسق له تراتيل جعجته .. وبالفعل كل منا يغنيها مواله : إردوغان ومفهومية حق تقرير المصير يفهمها إنه يحق له أن يتدخل لمنعها لا تحقيقها بل يدعي انه له الحق في ذلك هاكم تصريحه الدال على نفي النفي :
– إنه سيشن عملية عسكرية في عفرين لأن هذه المنطقة تقع ضمن حدود الميثاق الوطني لتركيا مما يعطيها حق المشاركة في تقرير مصير مناطق خارج حدودها الجغرافية كالموصل وحلب وكركوك – وهنا اسمحوا لي وبسؤال مختزل وجاد :
؟! .. لماذا الإصرار على حضور اي مؤتمر والتهافت الى تصغير كل شأن كرديا والإنحناء الى سوية مطالب الجميع باستثناء كردي !! .. استغرب هذه النزعة التحويلية وقابلية الإنسلاخ من الجلد وكلها موائمات تسويقية لمراضاة الآخرين ؟! أفلا يمكن شحذ بعض من هذه الطاقة وصرفها كرديا !! هذا الشق الأول من السؤال ، اما الشق الثاني : لطالما لا مشروع قومي لكم ؟! .. لماذا تصرون على خطف التمثلية الكوردية ؟! من يعتبرها تكتيكا ؟! ليلعب برهاناته في ملاعبه قبل أن تتحول كلها الى الإرتهان وهي بذاتها تلك العودة الى لعبة الكراسي الموسيقية ! اي ما يعني كرديا سوريا : نسف كل التفاهمات حتى ما قبل الترامبية وبعده ؟ كرديا سوريا ومن كان اداتها ووجهها العلني ؟ والآن ؟ ! يظن بعضهم وبكل ثقة بأن خيار استمرار الهيمنة ( السردمية )ستطول ؟ لابل ان بعضهم وهذا هو الاهم ظن بان استقالة ضعف الأداء الأمريكي والذي يغلب عليه طابع اللامبالاة في كل المتطقة سيخلق خللا كبيرا سيستطيع هو التسلل منها و : نسف كل شيء ! اولم يكن هو بذاته الواجهة في كل الاتفاقات ؟ أو ليس هو صاحب تلك الشعبوية ونظرية استهداف القضايا الأساس لنسف جوهر الأشياء ؟ أن تكون سياسي هو شيء وعنصر امن وبلسان ؟ فهي حكما ذات المنطق الذي يتضخم فيه الأنا الذاتية الى درجة ان يصدق بعضهم بان – هفال .. – تدخل لصالح بايدن وأخاف انصار ترامب الذي أوقفوا من زحفهم لطرد بايدن ومشاغبيه من الحلبة .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…