التحذيرات من المجاعة والأمراض في غزة!

 

نظام مير محمدي* 

 

اتساع نطاق الحرب على غزة 
برغم بداية العام الجديد الميلادي وكان من المتوقع أن تهدأ الحرب في غزة قليلاً، إلا أن ذلك لم يحدث  ويبدو أن العالم يشهد تصاعدًا مخيفًا للصراعات والحروب في مناطق متعددة. ومن بين هذه الأماكن المنكوبة، تتصاعد الأزمة الإنسانية في غزة، وجنوب لبنان، واليمن. إن تمدد الحرب في هذه المناطق يعكس تأثيرات سلبية على الأرواح البشرية والاقتصاد والبيئة وحالة الأمن العالمي بشكل عام. في هذا المقال، سنتحدث عن تطور الأحداث في غزة وتمددها إلى لبنان واليمن، وسنسلط الضوء على الاقتصاد والبيئة والأمن العالمي وتحديات الأمن الإنساني المستجدة.

 

حذرت منظمة الصحة العالمية من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، حيث تنذر بانتشار الأمراض المعدية وتفشي الجوع والمجاعة. تشير التقارير إلى أن المنطقة تواجه خطر المجاعة في غضون أسابيع قليلة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لحل الأزمة. تعيش العائلات في غزة في ظروف صعبة جدًا، حيث يعانون من نقص في المياه النظيفة وسوء شبكة الصرف الصحي، مما يزيد من خطر انتشار الأمراض الوبائية.
المزيد من الطلبات لإخلاء جنوب غزة
الجيش الإسرائيلي طلب من سكان غزة من إيجاد طرق آمنة للهروب من اشتداد المواجهات قرب مدينة خان يونس جنوب القطاع، بناء على عدة “تعليمات عاجلة”. وفي الوقت نفسه، لا تزال المعركة مستمرة في شمال غزة.
وفي 30 كانون الأول (ديسمبر)، أفاد الجيش الإسرائيلي بوقوع اشتباكات في منطقة الشجاعية الشمالية، حيث “عثرت القوات البرية على خلية عملياتية تعمل في محيط القوات، بالإضافة إلى فرد مسلح بقذيفة آر بي جي”.
الصراع على الحدود بين إسرائيل ولبنان 
وأعلن الجيش الإسرائيلي، يوم السبت 30 كانون الأول (ديسمبر)، أن عدة صواريخ تم إطلاقها من لبنان باتجاه إسرائيل، وقال إن دفاعاته اعترضت هدفاً جويا مشبوها دخل الأراضي الإسرائيلية قادما من لبنان، وتقاتل القوات الإسرائيلية جماعة حزب الله المسلحة المدعومة من إيران في صراعات عبر الحدود اشتدت منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، وأدت هذه القضية إلى مخاوف بشأن انتشار الصراع في الشرق الأوسط.
الحرب حتى النصر الكامل 
صحيفة نيويورك تايمز، نقلت عن نتنياهو في 31 كانون الأول (ديسمبر) تعهده بأن الحرب ضد حماس ستستمر حتى “النصر الكامل”، وهو الذي ظهر بمفرده ومن دون أعضاء في حكومته الحربية، كان يحاول أن يؤكد للإسرائيليين أنه عازم على استكمال المهمة المعلنة، وهي تدمير حماس وإطلاق سراح ما تبقى من الرهائن في غزة.
وقال نتنياهو إنه يقدرقرار إدارة بايدن بتسريع شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، وأضاف أنه أينما ذهب في إسرائيل فإنه يسمع هذه الكلمات: “واصِل التقدم – لا تتوقف”.
وفي 31 كانون الأول (ديسمبر)، نقلت وكالة أسوشيتد برس عن القائد الأعلى للقوات البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط أنه على الرغم من انضمام المزيد من الدول إلى المهمة البحرية الدولية لحماية السفن؛ لم يظهر المتمردون الحوثيون في اليمن أي علامات على إنهاء هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أيضاً في 30 كانون الأول (ديسمبر): “تحدثت اليوم مع نظيري البريطاني جرانت شابس حول هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، وهي غير قانونية وغير مقبولة وتؤدي إلى زعزعة الاستقرار بشدة، هذه الهجمات تخلق مشكلة دولية مهمة تتطلب عملا جماعياً”.
وكتبت وزارة الخارجية الدنماركية أيضًا في 31 كانون الأول (ديسمبر): إن الهجوم غير القانوني على سفينة ميرسك أمر غير مقبول، ولسوء الحظ، فإنه يؤكد على الوضع الخطير للبحر الأحمر، ولهذا السبب نريد إرسال فرقاطة إلى المنطقة للمساعدة في صد هجمات مماثلة.
تصاعد أزمة البحر الأحمر وتأثيرها على النقل الدولي 
وكتبت وكالة رويترز للأنباء في 31 كانون الأول (ديسمبر)، أنه في 30 كانون الأول (ديسمبر) تلقت منظمة عمليات التجارة البحرية البريطانية تقريراً عن حادث وقع في البحر الأحمر على بعد حوالي 55 ميلاً جنوب غرب ميناء الحديدة اليمني.
وكثفت ميليشيات الحوثي اليمنية المدعومة من إيران، والتي تسيطر على معظم أنحاء اليمن بما في ذلك العاصمة صنعاء، هجماتها على السفن التجارية في البحر الأحمر احتجاجا على الحرب الإسرائيلية في غزة.
وردا على الهجمات، أوقفت عدة خطوط شحن رحلاتها في البحر الأحمر، وبدلا من ذلك تقوم برحلات أطول عبر أفريقيا.
وقال الحوثيون إنه طالما لم توقف إسرائيل الصراع في غزة، فإنهم سيواصلون هجماتهم، وحذروا من أنهم إذا تم استهدافهم، فسوف يهاجمون أيضاً السفن الحربية الأمريكية.
وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) أن الولايات المتحدة أسقطت يوم 30 كانون الأول (ديسمبر) صاروخين كانا متجهين نحو سفينة حاويات في جنوب البحر الأحمر، وتم إطلاقهما من مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن.
وكتبت القيادة المركزية في منشورها على موقع (X) أن سفينة حاويات دنماركية ترفع علم سنغافورة أكدت تعرضها لصاروخ وتصدت سفينتا كراولي ولابون لهذه السفينة.
وتضيف القيادة المركزية الأمريكية: المدمرة البحرية الأمريكية كراولي أسقطت صاروخين باليستيين مضادين للسفن تم إطلاقهما من مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن خلال الرد.
الكلمة الأخيرة 
إن كافة الإجراءات المتخذة لإطفاء لهيب الحرب وإعادة الأمن إلى المنطقة ضرورية، ولكنها ليست كافية، وطالما أن نظام ولاية الفقيه يعمل في المنطقة من خلال قواته الوكيلة، فإنه يشكل تهديدا خطيرا للسلام والأمن في المنطقة والعالم.
ولذلك فإن مصدر الفتنة يكمن في طهران، وينبغي توجيه الاهتمام إلى هذا الاتجاه.
إن الفاشية الدينية الحاكمة في إيران لا تفهم أية لغة أخرى سوى لغة القوة، لقد جرّبت المقاومة الإيرانية ذلك بثمن باهظ على مدى أكثر من أربعة عقود، وبالإشارة إلى تجربة المقاومة الإيرانية هذه، فقد أکدت المقاومة مراراً وتكراراً إن: “كل من يريد السلام في الشرق الأوسط عليه أن يستهدف رأس الأفعى، وهي الفاشية الدينية الحاكمة في طهران”.
وفي قضية فلسطين، يجب تقديم الدعم الكامل والشامل للرئيس محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية ومنظمة فتح، ودعم مطالبهم المشروعة التي تعبر عن إرادة الشعب الفلسطيني.
* كاتب حقوقي وخبير في الشأن الإيراني 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…