عبداللطيف محمدأمين موسى
إن حجم التصعيد في سورية والشمال الشرقي السوري وفي العراق والتصعيد في إسرائيل وقصف المليشيات الإيرانية على الحدود السورية والعراقية أنما تُنذر بحجم الدمار والمصير المجهول الذي تتعرض له المنطقة في إشارة وتجسيد حقيقي للصراع على المصالح ،والأجندات التي تُدار على شكل حروب وكالة لتنفيذ المصالح على حساب إزدياد معاناة شعوب المنطقة،وبالتأكيد هذا يقودنا الى الاستنتاج بأنه لا حلول قريبة في الأفق، والتصعيد المتزايد سيقود المنطقة وشعوبها الى حافة الهاوية في ظل الخزلان الدولي عن إيجاد حل لتلك الأزمات أو إيقاف التصعيد أو إعداد خارطة طريق للعمل على أنهاء معاناة السكان. أن حجم الصراع وتزايد وتيرة العنف المتمثل في القتل والقصف وتدمير البنية التحتية لربما ستُنبئ بكوارث متمثلة في أزدياد مستويات الهجرة والتشريد ،وكما أن عرض المشهد المتمثل في الهجوم بالطائرات المسيرة المجهولة على الأكاديمية العسكرية في مناطق النظام السوري والإيعاز الى الحزب العمال الكوردستاني في تبني الهجوم الانتحاري على مراكز أمنية في انقرة،
والقصف التركي لكوردستان سورية وتدمير بنيتها التحتية ،وقصف المليشيات الإيرانية على الحدود العراقية السورية، وزيادة وتيرة القصف على مناطق المعارضة في ادلب وشمال حلب من قبل الروس والنظام السورية، وكذلك الإيعاز لحركة حماس لتنفيذ عمليات نوعية(لم تشهدها إسرائيل منذ حرب اكتوبر) على الداخل الاسرائيلي ،وقتل المستوطنين وخطفهم والتصعيد الإسرائيلي في وتيرة القصف على الشعب الفلسطيني، وكذلك الضغط الإيراني الكبير على بغداد للأحداث ضغوطات اقتصادية وسياسية على إقليم كوردستان العراق. أن تشخيص المشهد التصاعدي في المنطقة يقودنا الى العديد من الاستنتاجات التي لربما سأحاول وضع القارئ الكريم في الاسباب والنتائج على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية على المنطقة وعلى الدول والأنظمة الإقليمية والدولية العالمية. قبل البدء بعرض الأسباب والنتائج لخطورة تزايد هذا التصعيد لابد من وضع القارئ أمام التساؤلات المشروعة لمن يمتلك مفاتيح إدارة هذه الأزمات والتصعيد فيها، ومن له الزراع الطويلة في تحريك الأذرع وإدارة حروب وكالة وافتعال الأزمات. للإجابة على هذا السؤال لابد من السعي وراء من يدعم الحزب العمال الكوردستاني في سنجار وفي شمال ومن ساعد على أدخل كوادره بالتنسيق مع النظام السوري الى المنطقة، ومن الذي يشرف على كوادره في سورية، وكذلك من الذي يشرف ويدير قواعد لحزب الله اللبناني لا تبعد الا عشرين كلم عن الأكاديمية العسكرية التابعة للنظام السوري والتي تم قصفها بالمسيرات التي قيل عنها بأنها مجهولة ولم يجرء النظام السوري حتى ذكر الجهة التي اطلقتها سوى توجه الاتهام المعدة سلفاً للمعارضة ولتتخذ من ذلك حجة في قصف المعارضة ،ومن الذي له اليد والزراع الطويلة في دعم حركة حماس وتوجيه الفصائل المسلحة التابعة لها كورقة ضغط على إسرائيل ،ومن يمتلك المليشيات ويديرها تحت مسميات ومشاريع طائفية ومذهبية على الحدود السورية والعراقية .بالتأكيد كلها اسئلة تستدعي من المشاهد التفكير بها في السعي للدخول في حيثيات وجوهر التصعيد في المنطقة. أن المشهد التصعيدي يدل على حجم الصراع على تنفيذ المصالح والأجندات في المنطقة، وبكل تأكيد إيران التي تستغل الأوضاع في تحريك اذرعتها في المنطقة لأحداث مواجهات وتصفيات صراعات على النفوذ مع قوى ودول إقليمية ودولية في المنطقة ،وبرأي المتواضع يمثل هذا في معرفة إيران بقرب قيام الولايات المتحدة بتنفيذ مشاريعها في المنطقة من خلال تقسيم سورية على خمس مناطق النفوذ و، والعمل على أرباكها في صعوبة تنفيذ تلك المشاريع ،وكماأن إيران تقومعلى على ضرب المؤوسسات الرسمية الحكومية في العراق وسورية ولبنان ومنعها من التعافي كون الاستقرار في تلك الدول لا يخدم أجنداتها في تنفيذ مصالحها، وكما أنها تقوم على مقايضة تركيا وابتزازها على البازارات ولاسيما في ما يتعلق بالمصالح في سورية والعراق، وكذلك تقوم بالضغط على الولايات المتحدة بشأن إسرائيل ،والعمل على اشغال اسرائيل بحروب وأزمات مع الفلسطينيين على حساب عدم إتاحة الفرصة لإسرائيل في متابعة ملفها النووي، وأضعافها احتمالية ضرب إسرائيل لمواقعها النووية، وكذلك جعل الحزب العمال الكوردستاني الوسيلة التي تعمل على ابتزاز تركية وجعله عائق أمام تنفيذ أي خطط أمريكية لإنشاء أدارة مشاركة بين القيادات الكوردية للوصول الى الحقوق المشروعة القومية الكوردية في سورية، لذا فان إيران تستغل ذلك الحزب لإعطاء المبرر لتركيا لتخريب البنية التحتية لكوردستان سورية والضغط من أجل افراغ وتغير ديمغرافيتها وقطع الطريق أمام إقامة اي كيان كوردي مشروع هنالك. أن من أهم النتائج المترتبة على المنطقة من خلال هذا التصعيد في العنف وحروب الوكالة هي إطالة أمد الصراع، وجعل المنطقة تدور في دوامة العنف والذهاب الى المجهول، وكذلك غياب الحلول السياسية والاقتصادية ف لحلحة أزمات المنطقة في ظل علو سلطة السلاح على سلطة الدبلوماسية، وسيبقى الخاسر الأكبر شعوب المنطقة ولاسيما الشعب الكوردي في كوردستان سورية في ظل غياب أي أفق لاسترجاع الحقوق القومية المشروعة وإقامة كيان كوردي في ظل الفيدرالية في سورية، وكذلك التأثير على الأزمة السورية وخلق العوائق لتنفيذ القرارات الدولية بشأن التسوية السياسية في سورية، وكذلك أتساع حجم المشاكل والأزمات في العراق من خلال عدم الاستقرار والمشاكل الاقتصادية الناجمة عن تهريب العملة لصالح إيران،وادخال الدولة العراقية في مشاكل مع جيرانها في ظل ضرب الاقتصاد والتصحر وشح المياه والاعتماد على المنتج الخارجي. في المحصلة، يمكن القول بأن حجم التصعيد وحروب الوكالة ستزيد من معاناة شعوب المنطقة، وكما أنها ستقود المنطقة الى المزيد من التعقيد والغرق في الأزمات، وغياب الحلول السياسية لحلحة ازماتها، وكما أنه سيبقى المتضرر والخاسر الاكبر الشعب الكوردي في ظل سياسة التفرد من الإدارة الذاتية التي تتبنى ايديلوجية الحزب العمال الكوردستاني في التف قبل رد بالسلطة واحتكارها ومصادرة العمل السياسي في عرقلة واضحة لأي مشاريع قومية لتحصيل الحقوق المشروعة في ظل دعم المرجع مسعود بارزاني المستمر للدفع في جهود توحيد الصفوف في مواجهة الأزمات والمخاطر الداخلية والخارجية.