ايران تظلم وتشنق نجوم الرياضة و الفن

ا. د. قاسم المندلاوي

 ابطال وبطلات ونجوم الرياضة والفن عمله نادرة لدى الشعوب والحكومات في العالم ، وموضع تقدير واحترام الجميع وهم الاساس في مد جسورالعلاقات الاجتماعية والانسانية بين الشعوب والدول ، لذا انهم ” خط احمر ” لا يجوز المساس بهم مطلقا … ان ابطال وبطلات ايران وباشراف مدربيهم حققوا اكبر انجازات رياضية في المحافل الدولية و الاولمبية و العالمية في ” المصارعة و رفع الاثقال و التايكواندو و مسدس الهواء و العاب القوى ”  و رفعوا علم وسمعة وطنهم عاليا ، ولهم تاريخ مشرق منذ دورة لندن الاولمبية 1948 وحتى دورة طوكيو الاخيرة 2021 استطاعوا الحصول على 76 ميدالية متنوعة ” 24 ذهبية و 23 فضية و 29 برونزية ”  وهو انجاز كبير لن يحصل عليه ابطال وبطلات اية دولة عربية او اسلامية ولا شرق اوسطية وحتى بعض دول اوربية ،
 وبالمقابل لم يستقبل هؤلاء النجوم و عمالقة الرياضة بما يستحقون من تكريم وتقدير واحترام مقابل جهدهم وتضحياتهم الرياضية العالية لوطنهم ، بل العكس ، قامت السلطات الايرانية في زمن الطاغية محمد رضا بهلوي تلاحقهم وتلقي القبض عليهم وتزجهم في سجون التعذيب  بمجرد ابداء راي او مقترح او فكرة جديدة ومفيدة للبلاد ولم تكتفي بهذا القدر ، بل وصلت الى حدود المشانق .. وبعد سقوط الطاغية بهلوي و زوال حكمه عام 1979 ومجيء السلطة الجديدة ” الثورة الاسلامية ” كان شعب ايران المظلوم  ينتظر تغيرات و نقلة نوعية لحياتهم ملىء بالسعادة و الرفاهية و التآخي .. وحكما عادلا ومنصفا في الحقوق و المساواة بين القوميات و حرية الانسان واحترام المرأة وحقوقها وازالة الغيوم السوداء الشاهنشاهي عن سماء ايران ، ولكن ومع الاسف و الاسى حدث العكس تماما اخذت هذه السلطة الجديدة هي الاخرى تنفذ ابشع الجرائم ” اعتقالات وتعذيب و اعدامات بحق المفكرين والمثقفين و الاعلامين وفي المقدمة من الشعب الكوردي ، واخذت هذه السلطة الجديدة تسير بطريقة الطاغية ” شاه و صدام حسين ” طريق الظلم و الاستبداد و الدكتاتورية والعنصرية ” ، واخيرا شمل الظلم ابطال وبطلات الرياضة و نجوم الفن ، ففي عام 1981 نفذ حكم الاعدام بحق اللاعبة ” فيروزان عبدي ” كابتن المنتخب النسائي لكرة اليد بعد تعذيبها وسجنها لخمسة اعوام ، واعدم البطل الشهيد ” حبيب خبيري ” لاعب كرة القدم ، واعدم ايضا البطل الشهيد ” مهدي رزاقي – لاعب كرة القدم ” ثم جاء دور ابطال الالعاب القتالية منهم ” المصارع الدولي ” هوشنك منتظري ” و الملاكم ” مجيد جمالي ” و المصارع الدولي ” علي مهدي الحسيني – 29 عاما ” الذي تم اعتقاله عام 2015 و بعد تعذيبه نفذ بحقه حكم الاعدام ، وفي سبتمبر 2020 اعدم المصارع الدولي ” ناويد افكاري – 27 عاما ” وحتى الرئيس الامريكي الاسبق ” دونالد ترامب ” طالب حكام ايران وقف اعدامه ، ولكن الطغاة المستبدين اسروا على اعدامه ظلما و تم ايضا عقاب مدربه و الاستيلاء على ناديه الرياضي ” المصدر : الحرة – ترجمات ” بعد اعدام نافيد افكاري .. ايران تعاقب مدربه و تستولي على ناديه الرياضي 14 / يناير / 2021  ” وتم اعتقال والده وشقيقه كما دمرالنظام قبر الشهيد وفقا لصحيفة ” جيروزالم بوست ” وقام النظام باعتقال ” الهام افكاري ” شقيقة الشهيد ، وفي عام 2019 تم اعتقال بطل الملاكمة ” محمد جواد فاقاني 26 عاما ” في مدينة مشهد المقدسة و بعد سجنه وتعذيب 15 شهرا تم شنقه عام 2020 .. وقام النظام في  12  ديسمبر 2022 اعدم البطل الرياضي الثائر الشهيد ” مجيد رضا ” في مدينة مشهد المقدسة شنقا .. حكام ايران لبسوا ثوب الظلم بدلا من ثوب الرحمة و الاحسان و الانسانية …  الاسلام براءة من افعالهم الشريرة و المخالفة مع الدين الاسلامي وما جاء في كتاب الله القران الكريم الذي يحرم الظلم وسفك الدماء ، الا ان هؤلاء الظلام لا يحترمون ولا يعترفون بحقوق الانسان ولا بالعدالة و الانسانية … انهم ارتكبوا بحق ابطالهم و بطلاتهم ابشع الجرائم المتوحشة في تاريخ الرياضة الايرانية والعالمية … وخلال الانتفاضة و الاحتجاجات الوطنية السلمية من اجل ” الحرية والعدالة و المساواة في ايران ”  قامت الميليشيات الايرانية الارهابية باعتقلات واسعة للرياضين و الفنانين و الاطباء والمثقفين وطلبة المدارس و الجامعات ، وزجهم في سجون التعذيب واصدار حكم الاعدام بحقهم ، وقامت السلطة الايرانية باعدام الملاكمة الدولي والمدرب ” علي  المطيري – 30 عاما  ” بعد اعتقاله وتعذيبه في سجن شيبان بمحافظة خوزستان ” المصدر : شريف عيد ” اعدام المعارضين .. اداة النظام الايراني لمواجهة الشعب  31 / يناير / 2021 البوابة العالم – عن اليوتيوب  “.. وفي اواخر كانون الثاني اعدم النظام الايراني البطل الدولي المصارع ” علي مهدي حسين ” يقول الكاتب ” سامي خوش اميداوي ” تصدرت الجمهورية الايرانية التصنيف العالمي لرياضة اعدام الرياضيين بعد الحكم على الملاكم محمد جواد فاقاني 26 عاما بالاعدام عقب عامين من حبسه على خلفية مشاركته في مظاهرات 2019 بتهمة نشر الفساد في الارض ” ، و المصارع ” نفيد افكاري ” و الملاكم ” محمد جواد ” في  17 / يناير / 2022 ” المصدر : عن اليوتيوب 16 / 10 / 2022  ” واعتقلت  السلطة الايرانية نجم كرة القدم الدولي السابق  ” فوريا غفوري 35 عاما ” والذي ينحدر من مدينة سنندج عاصمة شرق كوردستان بتهمة الانخراط في الدعاية ضد الدولة ” حسبما افادت وكالة انباء فارس الايرانية ” وقد نشر صورة على حسابه على انستغرام مرتديا فيها الملابس الكوردية و بعد هذه القافلة من شهداء و شهيدات نجوم الرياضة ، قامت السلطة الايرانية اعتقال نجوم ” الموسيقى و الغناء ”  و الممثلين و حتى الممثلات ” حيث تم اعتقال الفنان ” توماج صالحي – 31 عاما ” مغني الراب الايراني بعد نشر مقاطع فيديو من اغاني الراب دعما للاحتجاجات التي اثارتها وفاة ” مهسا اميني 22 عاما  ” واكد رئيس السلطة القضائية في اصفهان ان صالحي اتهم بالفساد في الارض وهو يواجه حكم الاعدام وقد حذر ” صالحي ” ان الايرانين يعيشون مع مافيا مستعدة لقتل الامة باكملها من اجل الحفاظ على قوتها و مالها و سلاحها .. انتهى الاقتباس ” المصدر : وفقا لوكالة انباء نشطاء حقوق الانسان ” عن اليوتيوب  واعتقلت السلطات الايرانية فنان آخر وهو مغني الراب الكوردي ” سامان ياسين ” بتهمت الفساد في الارض وحكم عليه بالاعدام ” ، وتم اعتقال المغني الشعبي الكوردي ” عزيز ويسي ” في مدينة ” جوانرو – كرماشان ” بتهمة نشر اغنية تائيد التظاهرات التي تشهدها البلاد واغنية كوردية على اسم البطلة الشهيدة الكوردية ” مهسا اميني ” مفجر الانتفاضة الشعبية في ايران و التي فارقة الحياة  في 16 سبتمبر 2022 بعد ثلاثة ايام على اعتقالها وتعذيبها من قبل شرطة الاخلاق في طهران ، واعتقلت السلطات الايرانية الممثلة ” ترانه علي روستي 33 عام ” بسبب احتجاجها ضد حكام ايران لاعدام ” محسن شكاري ” شنقا … جدير بالذكر اشتهرت هذه الفنانة في فيلم ” اصغر فرهادي ” حيث نالت الممثلة جائزة ” اوسكار” عام 2017 ” كافضل فيلم باللغة الاجنبية ، ومثلت ايضا في فيلم سعيد روستاي ” ليلى واخواتها ” الذي عرض في مهرجان ” كان ”  واعتقلت السلطات الايرانية ايضا عدة شخصيات السينما الايرانية و مخرجين مثل ” محمد رسولوف و جعفر بناهي ” ولا يزال معتقلين في سجون ايران كما ان السلطات الايرانية منعت زوجة وابنة نجم الكرة السابق ” علي دائي ” من السفر … حكام ايران بدلا من الاعتراف بحقوق مكونات وشعوب ايران من ” الكورد والعرب و البلوش و الاذرين وتثبيت حقوقهم في الدستور الايراني والمساواة في الوظائف الحكومية و مؤسسات الدولة مع المكون الفارسي وحرية التعبير والدراسة في المدارس بلغة الام و تحقيق الامن والسلام نجد العكس انحراف خطير ومخيف في سلوك و تعامل  هؤلاء الطغاة ، حيث ينزلون جام غضبهم على المكونات الايرانية  وخاصة على المكون الكوردي بالتخويف و التهديد و اعتقالات و اعدامات ، و يفرضون حكم عسكري ارهابي في ايران باستخدام قوات الحرس الخاضعة لهم … حكام ايران لم ياخذوا اي درس من الحوادث التاريخية البعيدة ولا القريبة ، فبدلا من صرف مليارات بل تريونات الدولار في صناعة اسلحة الدمار الشامل ” القنبلة الذرية والغازات القاتلة و الصواريخ المدمرة و طائرات مسيرة وغيرها ” وجميعها اسلحة قتل الانسان ودمار البشر و الحضارات و الثقافات و الطبيعة ”  كان من الواجب عليهم صرف المبالغ على صناعات ومشاريع وطنية و خدمية و صحية و تعليمية وغيرها ، ليستفيد جميع شعوب ايران ، كان عليهم تطبيق نظام فيدرالي تعددي ليستقر ويحل السلام في البلاد بدلا من  العنف و الاضطهاد و الاعدامات ااا .  . 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي المرء لا يذهب إلى طاولة المفاوضات وهو خالي الوفاض وإنما يذهب وهو متمكن وقادر والمفاوض يكشف أوراقه تدريجياً تبعاً لسير العملية التفاوضية فعند كل منعطف صعب وشاق يقدم المفاوض بطريقة أو بأخرى معلومة ولو صغيرة حول قدراته على إيقاع الأذى بالطرف الآخر من أجل أن يكون مقنعاً فعليه أن يسأل عن مقومات الندية والتي تتركز على مسألة القوة…

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…