بشار أمين: حزبنا يستمد قوته من المشروع القومي الكوردستاني الذي يقوده جناب الرئيس المناضل مسعود بارزاني

حاوره: عمر كوجري
قال بشار أمين عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني -سوريا في حوار خاص وشامل مع صحيفتنا «كوردستان» وفي سؤال عن أجواء مؤتمر حزب PDK-S الأخير: رغم الأخطاء والهفوات ورغم الصعوبات التي واجهت الحزب فلم يؤثر ذلك على الجانب الجماهيري للحزب، بل ربما أثر في جوانب من العمل الحزبي، لأن الجماهير بالأساس هي جماهير نهج الكوردايتي «نهج البارزاني الخالد» الذي يمثله الحزب، وهي صادقة بعفويتها وتطلُّعاتها نحو الأفضل دوماً، ذلك مبعث الارتياح لحزبنا.
وأثنى على تشريف مؤتمر الحزب بحضور الرئيس مسعود بارزاني قائلاً: المؤتمر قد تلقّى زخماً نادراً وحافزاً قوياً بحضور سيادة الرئيس مسعود بارزاني وافتتاحه وإلقائه الكلمة التاريخية التي جعلت المؤتمر يحظى بنجاح باهر بكل ما للكلمة من معنى.
وفي سؤال عن حزب ب ي د وآلته الإعلامية الممنهجة والمدروسة ضد حزب PDK-S والمجلس الوطني الكردي، أكد السيد أمين:
الحرب الإعلامية التي تشنها وسائل إعلام ” ب ي د ” لا بل إعلام ” pkk ” ليس فقط ضد حزبنا ” الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا ” ومجلسنا الوطني الكردي في سوريا، إنما ضد حليفنا بشكل خاص الحزب الديمقراطي الكوردستاني ومن والاه، وحتى رموزه ومعظم قيادات إقليم كوردستان، فهي حرب تاريخية قديمة – جديدة ضد النهج ” نهج البارزاني الخالد ” وضد المشروع القومي الكوردستاني الذي يقوده جناب الرئيس مسعود بارزاني.
وفيما يلي نص الحوار الكامل
 *لنتحدث عن المؤتمر الثاني عشر لحزبكم، حدث لغط كبير وكثير بشأنه، وكونك رئيس مكتب الإعلام المركزي للحزب، نتمنى أن تستفيض في هذا السؤال عن المؤتمر.
**جاء المؤتمر الثاني عشر لحزبنا ” PDK-S” بعد مضي تسع سنوات على المؤتمر التوحيدي، ذلك لظروف وأسباب كما تعلمون خارج إرادة قياده الحزب – يُعقد المؤتمر عادةً كلّ ثلاث سنوات بحسب النظام الداخلي –  وعند التحضير له ولنفس الأسباب جاء تمثيل الأعضاء دون الحد الأدنى المطلوب، وتم عقده «بشق النفس» في العاشر من حزيران هذا العام، ولئن كانت نتائجه لم تُرضِ الجميع فذلك شأن مؤتمرات الأحزاب الكردية في سوريا، وكان ينبغي الاستفادة من تجربة المؤتمر الرابع عشر للحزب الشقيق ” PDK” حيث تم تدارك ذلك مؤخراً، وسط المتربصين بالمؤتمر والمراهنين على فشله، (خاصة البعض أراد إلغاء نتائجه وقراراته)، لا ينبغي نفي وجود أخطاء وهفوات، إلا أن الأمر لم يكن يستدعي كل ذلك، خاصة وأن المؤتمر قد تلقّى زخماً نادراً وحافزاً قوياً بحضور سيادة الرئيس مسعود بارزاني وافتتاحه وإلقائه الكلمة التاريخية التي جعلت المؤتمر يحظى بنجاح باهر بكل ما للكلمة من معنى، ومع ذلك لا ينبغي إنكار ما لحق من غبن ببعض الرفاق ولاسيما الكوادر القيادية المتقدّمة، لكن أملنا أن يراجع كل واحد نفسه ممن تقدم باستقالته ويعود إلى صفوف الحزب كما كان، وسيكونون موضعَ تقدير واحترام رفاقهم طالما يؤمنون بنهج الحزب «نهج البارزاني الخالد»  وبالمشروع القومي الذي يقوده جناب الرئيس المناضل مسعود بارزاني 
* ألا ترى أن تأخُّر عقد المؤتمر لعدة سنوات ساهم في تراجع أداء الحزب بالأعوام الماضية؟
بلى، تأخير عقد المؤتمر أثر بلا شك على أداء الحزب، لكن رغم ذلك باعتقادي حافظ على دوره المتميز وأدائه النضالي في ظل الظروف الصعبة والضغوط التي مورست على قياداته وكوادره من لدن سلطات ب ي د، ومع ذلك فلو تم عقد أكثر من مؤتمر خلال الفترة المنصرمة لكان هناك مراجعات نقدية وتبدُّلات وتغييرات على الصعد المختلفة تنظيمياً وسياسياً وإعلامياً.. الخ، وأعتقد من الممكن التعويض عما حصل بتضافر الجهود والمساعي لتحقيق درجة متقدّمة من الأداء النضالي في المستقبل القريب بهمة الرفاق والقيادة الجديدة..
*هل تعتقد أن المؤتمر بمخرجاته سينجح في إعادة جماهيرية الديمقراطي الكوردستاني- سوريا؟
رغم الأخطاء والهفوات ورغم الصعوبات التي واجهت الحزب فلم يؤثر ذلك على الجانب الجماهيري للحزب، بل ربما أثر في جوانب من العمل الحزبي، لأن الجماهير بالأساس هي جماهير نهج الكوردايتي «نهج البارزاني الخالد» الذي يمثله الحزب، وهي صادقة بعفويتها وتطلُّعاتها نحو الأفضل دوماً، ذلك مبعث الارتياح لحزبنا، وعليه اعتقد أن المؤتمر بمخرجاته يمكن أن يعوض ما تأثر بالجوانب الحزبية، وأن يجمع إمكاناته وطاقاته من أجل الانتقال إلى أداء أفضل عبر التعاون والتشاور في القيادة ومن خلال الوضوح والشفافية في العمل والأداء.
*هناك قطاعات نعرفها جيداً تنتظر فشل حزبنا في إدارة الحزب لما بعد مؤتمره الثاني عشر، كيف يمكن الرد على هؤلاء؟ وماهي الوسائل الناجعة في هذا الصدد؟
ليعلم الجميع أن حزبنا بتركيبته السياسية والتنظيمية وبنائه على النهج القويم يستمد قوته من المشروع القومي الكوردستاني الذي يقوده جناب الرئيس المناضل مسعود بارزاني، وعليه يبقى حزبنا محصّناً بقوة ضد كل متربص به، وسيسقط أي رهان عليه بالفشل، لأنه اقوى من أن ينال منه مثل هؤلاء، ومهما بلغوا من المراس في الدس والمكيدة، وسيبقى مستمراً في العمل بدأب رغم الظروف الحرجة والصعاب التي تواجهه، وكلنا ثقة وأمل أن القيادة الجديدة للحزب قادرة على تجاوز تلك الظروف والصعاب بهمة واقتدار.
*منذ المؤتمر السابق جرى الحديث عن مكاتب تابعة لقيادة الحزب، والعمل وفق المنظور المؤسساتي، برأيك لماذا لم ينجح الحزب في هذا المسار؟
**الواقع أن المكاتب المركزية قائمة وموجودة منذ المؤتمر التوحيدي وفق النظام الداخلي للحزب، وهي قائمة اليوم أيضاً، ويرأس كل مكتب عضو من المكتب السياسي أو اللجنة المركزية حسب الحال، أما العمل المؤسساتي فمازال الحزب جاداً في تحقيقه رغم ما لاقاه سابقاً من المضايقات والصعوبات حيث الحزب كان يمارس عمله في ظروف أشبه بالنضال السري أيام العهود والحكومات السورية السابقة، فكان هاجس الحزب وحتى مجمل أحزاب المجلس الوطني الكردي الحفاظ على وجوده واستمراريته.
*يتعرض حزبنا وكذا المجلس الكردي لحرب إعلامية شعواء من حزب ب ي د. ما السبيل للتصدي لهذه التصرفات البائسة؟
**الحرب الإعلامية التي تشنها وسائل إعلام ” ب ي د ” لا بل إعلام ” pkk ” ليس فقط ضد حزبنا ” الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا ” ومجلسنا الوطني الكردي في سوريا، إنما ضد حليفنا بشكل خاص الحزب الديمقراطي الكوردستاني ومن والاه، وحتى رموزه ومعظم قيادات إقليم كوردستان، فهي حرب تاريخية قديمة – جديدة ضد النهج ” نهج البارزاني الخالد ” وضد المشروع القومي الكوردستاني الذي يقوده جناب الرئيس مسعود بارزاني، ونحن من جانبنا لا ندخر وسعاً في الرد لكن ليس بأساليبهم الرخيصة وإنما بالرد الموضوعي السياسي المقنع، أو بأسلوب الاحتواء الممكن بعيداً عن المهاترات والديماغوجية التي لا يستفيد منها غير خصوم شعبنا، وندعوهم في كل مرة للعودة إلى جادة الصواب واتباع أسلوب الحوار للوصول إلى الحلول المنصفة الممكنة بغية سدّ سبل الخصام وفتح سبل الوفاق والتصالح والعمل المشترك، واعتقد إن أسلوبنا هذا يلقى الاهتمام والتجاوب من الجماهير والأصدقاء أكثر ممّا هم يتبعونه من الأساليب التي أكل عليها الدهر، وشرب.
 *لا يكاد يمر يوم إلا ونسمع عن انتهاكات جسيمة للمسلحين التابعين لحزب الاتحاد الديمقراطي بحق أبناء شعبنا في كوردستان سوريا، كيف يمكن التعامل مع هذا الوضع؟
**انتهاكات ب ي د هي ليست وليدة اليوم أو الأمس، بل هي مستمرة على الدوام، ولو بوتائر ومستويات مختلفة، والأنكى أن هذه الانتهاكات بلغت ذروتها أحياناً في عزّ الحوارات والمفاوضات بينهم، وبين المجلس بهدف التوافق بين الجانبين، بل كانت سببًا في كل مرة من أجل نسف تلك الحوارات، منها حرق مكاتب ومقرات المجلس وأحزابه، اعتقال قيادات وكوادر أحزاب المجلس، فضلاً عن المداهمات الليلية المستمرة للمنازل والبيوت بغية زعزعة امن واستقرار المواطنين، هذا فضلاً عن ملاحقة الشباب وخطف القاصرات للتجنيد الإجباري، وفرض الضرائب والإتاوات أحياناً، أي أن انتهاكاتهم مستمرة وبأشكال مختلفة دون أي اعتبار للوضع السياسي ومتطلبات المرحلة، ما اقتضى كل مرة اللجوء إلى الأصدقاء وخصوصاً الوسيط الأمريكي الذي هو الآخر لا يحرّك ساكناً في هذا الشأن والاتجاه. 
* الوضع الأمني في كوردستان سوريا منفلت، والحالة المعيشية في انحدار مرعب، ولا خدمات على كل الصعد، والدولار يحلق عالياً دون رقيب أو حسيب، ألستم كحزب شركاء فيما آلت إليه الحال في بلدنا؟
**حقيقة الوضع في كوردستان سوريا بشكل عام في حالة يرثى لها من ضنك العيش للسواد الأعظم من الناس، حيث ندرة السلع والحاجيات الضرورية للعيش، وإن توفرت فهي في سعرها أعلى من القدرة الشرائية للمواطن سواءً بسبب البطالة أو تدنّي الأجور لمن يعمل، خاصة بعد الارتفاع القياسي لسعر الدولار أمام الليرة السورية ورفع أسعار الوقود بشكل عام والمازوت بشكل خاص، الذي ينعكس مباشرة على ارتفاع قيمة السلع والبضائع الضرورية لحياة المواطن بشكل عام، هذا إلى جانب تدنّي الخدمات اللازمة، ونقص الكهرباء والمياه الصالحة للشرب وخصوصاً في مدينتي الحسكة وتل تمر، وأريافهما، إلى جانب تلوث البيئة بسبب عوادم السيارات والمولدات الكهربائية والأتربة، وتراكم القمامة في العديد من أحياء بعض المدن، ما يسبّب تفشّي الأمراض والأوبئة إلى جانب تناول المياه الملوثة للشرب في الأحياء الفقيرة، هذا ناهيك عن تردي الوضع الأمني، وتزايد السرقات وعمليات السطو على المنازل والمحلات ..الخ، ومسؤولية ما يحصل أولاً وأخيراً تقع على من لديه السلطة والقرار دون سواهم.

* ضمن الظروف الحالية، هل تعتقد من المجدي إعادة إحياء الحوار بين المجلس الوطني الكردي، وأحزاب الوحدة الوطنية بقيادة ال ب ي د؟
** أما مسألة إحياء الحوار أو التفاوض بين المجلس و ” ب ي د ” فلو كان فيها أمل في تحقيق جزء ولو يسير في حدّه الأدنى من التوافق بين الجانبين لسعى في ذلك المجلس الوطني الكردي، وبادر إلى إحيائها، لكن الجماعة أكّدوا مرات عديدة ما معناه أنهم لا يقبلون بشراكة أي طرف معهم، بل يريدون مشاركة من يرغب في ذلك، واعتقد حتى الوسيط الأمريكي قد تأكد من ذلك عبر اللقاءات مع الجانبين، أي أن المساعي في هذا الاتجاه رغم أهميتها قد لا تلقى أي تجاوب جدي من جانبهم، وبالتالي اعتقد أن لا جدوى في مثل هذه المساعي حالياً.
 * المجلس الوطني الكردي، ورغم توفر ظروف عديدة لاستعادة قوته، إلا أنه يبدو قد قرر ترك زمام الأمور لحزب ب ي د برأيك لماذا؟
المجلس الوطني الكردي يسعى دوماً من أجل تعزيز دوره سياسياً وجماهيرياً، ورغم الأخطاء والنواقص، فقد استطاع المجلس التوفيق بين كونه جزءاً من المعارضة الوطنية، ويساهم في نشاطاته ومحافله الإقليمية والدولية، وبين تحمُّل تبعات ذلك في الداخل السوري، وأن يمارس خصوصيته القومية على مختلف المستويات والصعد، أما العمل على مستوى الداخل فلم يتقاعس المجلس عن أداء واجبه والقيام بالنشاطات الممكنة ولو في حدها الأدنى رغم ظروف القمع والاعتقال والتعسف على يد سلطات ب ي د وممارساتها وانتهاكاتها كما ذكرنا.  
*رغم أن الحزب يمتلك طاقات إعلامية وخامات جيدة، إلا أنه غير فاعل في هذا المجال، وتأثيره ضعيف، كيف السبيل لإغناء المؤسسات الإعلامية التابعة للحزب، وهي جريدة الحزب” كوردستان” ومؤسسة آرك الإعلامية، وراديو ريباز، وموقع الحزب، وبعض الصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي؟
* معلوم لدى الجميع أهمية الإعلام ودوره سواءً في إيصال المعلومة أو في نشر الوعي والثقافة بشكل عام، وبالتالي التوجيه في الجانب السياسي وبما يخدم التوجهات اللازمة سواء للأحزاب أو للحكومات وحتى للشركات والعلاقات العامة الأخرى.
 وعليه فإن حزبنا يعاني كثيراً في هذا الجانب «الإعلامي» وكما ذكرتم لديه الإمكانات والكفاءات الإعلامية ما يمكن تغطية حاجة قناة تلفزيونبة وراديو واسع البث وغيرهما، في حين ليس بحوزتنا سوى مؤسسة آرك والجريدة المركزية للحزب «كوردستان» وراديو ريباز المحدود البث، وموقع، وأقل من ساعة موجه من تلفزيون ” روداو ” لكوردستان سوريا، في حين يمتلك غيرنا أو الطرف المقابل لنا مؤسسات إعلامية واسعة تحدث ضجات إعلامية واسعة متى ما شاءت!؟
وعليه ينبغي السعي من أجل توفير مستلزمات إعلام يناسب حزبنا ولو في حدها الأدنى، وبما يمكن تغطية الحاجة الإعلامية سواء لحزبنا أو حتى لمجلسنا الوطني الكردي في سوريا، لأن العمل بالإمكانات المذكورة لا يغطي الحاجة المرجوة من الإعلام في المرحلة الحالية إطلاقاً. 
*كيف تنظر لوضع أهلنا في عفرين وسري كانييه وگري سپي في ظل إجراءات قمعية، واستبداد الفصائل المسلحة، والانتهاكات الجسيمة التي تقوم بها بحق أهلنا؟
**مناطق عفرين، وگري سپي، وسري كانييه، عانت كثيراً، وماتزال سواءً في التهجير القسري والتشرد أو في نهب وسلب الأموال والممتلكات، هذا ناهيك عن الاعتقال التعسفي وممارسات القتل والتنكيل وهتك الأعراض، والعمل بتخطيط من أجل تغيير الطبيعة الديمغرافية وخصوصاً في عفرين ومناطقها، حصل كل ذلك وربما أكثر، في الوقت الذي لم يدخر المجلس الوطني الكردي وسعاً في الدفاع عنها من خلال ممثليه في المعارضة أو العمل لدى الجهات الصديقة ومنظمات المجتمع الدولي المعنية في هذا الصدد، ومن الملاحظ أن تلك الجهود والمساعي قد أعطت بعض نتائجها الإيجابية حيث بدأ البعض من المهجّرين بالعودة من المخيمات إلى أماكنهم وممتلكاتهم، ويبدو أن التسهيلات ماتزال قائمة في هذا الاتجاه لعودة البقية الباقية من القادرين على العودة، لكن تبقى مهام وواجبات الدفاع عن تلك المناطق ماثلة أمام المجلس الكردي وممثليه للقيام بدورهم والسعي من أجل إعادة الحقوق إلى أهلها، والعمل بكلّ جدٍّ من أجل تقديم المجرمين إلى محاكم لينالوا جزاءهم العادل، وخصوصاً الذين اقترفوا جريمة قتل الأربعة من عائلة بيشمرك ليلة ٢٠ آذار بسبب إشعالهم نيران عيد نوروز المبارك. 
*هل تتوقع أن ينجح النظام السوري في إعادة تدويره عبر الجامعة العربية والمجتمع الدولي؟ ولماذا بقيت المشكلة السورية للآن غير قابلة لحل يرضي السوريين جميعاً؟
**الواقع أن الأزمة السورية تتفاقم يوماً بعد آخر، ومن مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية، وهي تشتد أكثر في الآونة الأخيرة، وتلقي بتداعياتها على حالة  المواطن من كل تلك الجوانب، لدرجة الموالاة أصبحت تغدو شبه معارضة للنظام بسبب الوضع المعيشي والأمني الكارثي، ولا يبالي النظام أو يكترث لما يعانيه المواطن أو العمل باتجاه مخرج سياسي أو عمل من شأنه تخفيف الخناق على المواطن وحياته ومعيشته، ما يعني أن المجتمع برمته «ضاق ذرعاً» من النظام، ولئن عمل النظام بمؤازرة روسيا وبعض حلفائه من تخفيف الضغط عليه بمساعي التطبيع مع بعض الدول المجاورة مثل تركيا وبعض الدول العربية ومساعي العودة إلى الجامعة العربية، لكن بدا كل ذلك ضمن شروط أساسية هامة قد يعجز النظام عن تنفيذها أو في تنفيذها نهايته، ما يعني أن العديد من المصادر الإعلامية تكتب الفشل لعملية التطبيع مع النظام، ثم أن الوضع الاقتصادي للنظام يسير باتجاه الانهيار الكلي ما يؤكد أن النظام في وضع لا يحسد عليه، على عكس ما يراه البعض من الانفراج ولاسيما بعد عملية التطبيع وعودة النظام إلى الجامعة العربية. 
*المعارضة السورية بغالب مسمياتها لم تكن أفضل من النظام السوري من جهة نظرتها الضيقة تجاه القضية الكردية في سوريا، برأيك لماذا؟
 ** المعارضة من البداية لم تكن موحّدة، بل ولم يكن بينها التنسيق والتجانس اللازم، وهكذا ظلت المعارضة مشتتة رغم مساعي توحيدها في الداخل والخارج، ومع بداية الثورة السورية ورغم الدور المتميز لجيل الشباب المتطلع نحو التغيير الجذري والتقدم باتجاه إنهاء الاستبداد وتحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة وبناء الحياة الديمقراطية، إلا أن ظهور الاتجاهات الإسلامية المتطرفة، وبروز الإسلام السياسي بشكل واسع وتخول الثورة السلمية إلى الاحتراب والصراع على السلطة، دون أن يكون هناك تحوُّل في المفاهيم والمواقف حيال العديد من القضايا السياسية، ومنها الموقف من القضية الكردية في سوريا، وظلت المعارضة تتعاطى بشأنها من نفس الثقافة الشوفينية ورواسب العقليات الشمولية، أي أن معظم المعارضة والنظام معاً حتى الآن لا تتفاعل مع القضية الكردية في سوريا على أساس أن الكرد شعب يعيش على أرضه التاريخية، وينبغي أن يتمتع بكامل حقوقه القومية والوطنية، ومع كل ذلك لا ينبغي للمجلس الوطني الكردي في سوريا الخروج عن نسق المعارضة العريضة، ولا بد له من العمل إلى جانب المجتمع الدولي ومساندة قراراته في الحل السياسي للازمة السورية ولاسيما القرار ٢٢٥٤ ومرجعية جنيف١ أملاً لشعبنا الكردي في تحقيق تطلعاته من خلالها.
*السؤال الأخير.. ماتفسيرك لما يجري في مناطق الرقة ودير الزور من تحشدات عسكرية ومناوشات بين بعض القوى ..ومسلحي ب ي د …؟
أعتقد أن الصراع في مناطق الرقة ودير الزور له أبعاد شتى، هناك أوساط واسعة ذات حساسية من توسيع دائرة سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” ولو بحجة محاربة داعش، إلا أن هناك شعوراً بأنه توسيع لدائرة نفوذ ” ب ي د ” وبتوجيه ومساعدة أمريكية، أو أن هذه القوات تحمي مناطق ومصالح النفوذ الأمريكي في شرق الفرات من النفط والغاز والكهرباء والأراضي الخصبة للزراعة وغيرها، من هنا تأتي دوافع الصراع بين أمريكا وقسد من جهة والقوى الأخرى الموالية للنظام وروسيا وبعض القوى العربية الأخرى وحتى أوساط من داخل مؤسسات ب ي د وقسد في تلك المناطق وحتى خارجها، وهناك من يتوقع بتفاقم الوضع الأمني والعسكري في تلك المناطق.
بشار أمين – بروفايل 
 -مواليد : تل ايلول – الدرباسية 1948
-عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا
-رئيس مكتب الإعلام المركزي للحزب
– انتسب إلى الحركة السياسية عندما كان في المرحلة الإعدادية عام 1963
– متأهل، لديه ثالث أولاد وبنتين، ولده جكر استشهد في انفجار صالة السنابل في الحسكة عام 2016
– أنهى المراحل الدراسية حتى الثانوية العامة في مدينة الدرباسية والحسكة
 – درس كلية التجارة والاقتصاد في جامعة بيروت العربية ولم يكمل دراسته بسبب ظروف الحرب في لبنان
-دُعِي إلى الاستجوابات على يد الأمن السوري مرات عديدة
-تعرض للاعتقال من قبل المخابرات العسكرية 2007 وسجن في فرع فلسطين، ومن قبل الأمن العسكري 2008 وبقي محتجزا فترة طويلة.
-تعرّض لعملية خطف بأسلوب همجي من قبل مسلحي ب ي د ليلاً والنفي إلى إقليم كوردستان عام 2014  ثم عاد إلى كوردستان سوريا.
-تعرّض للاعتقال من قبل مسلحي ب ي د في 2017 بعد أن عقد مؤتمراً صحفياً حول ضرورة حضور اجتماعات الائتلاف.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…