اعتمد النظام التركي خلال تدخله السافر في الشأن السوري على مدار أكثر من اثنا عشر عاماً الكذب أسلوباً، من خطوط حمر إلى مقولات المهاجرين والأنصار والأخوة في الدين… الخ، ففي آخر تصريحٍ له عن اللاجئين السوريين قال الرئيس أردوغان إنّ مليوناً منهم عادوا بشكل “طوعي” وهناك “رغبة طوعية واضحة” لدى السوريين في العودة إلى بلادهم؛ ولكن في الحقيقة القلائل من “المليون” عادوا طوعاً، فيما تمّ ترحيل معظمهم من تركيا قسراً، رغم عدم توفر الظروف الملائمة لعودةٍ كريمة آمنة، حيث أنّ سوريا، وفق تقييم الأمم المتحدة ومؤسساتها والعديد من الأطراف والمنظمات الدولية، لا سيّما المناطق الخاضعة لـ”هيئة تحرير الشام” وتلك التي تسطو عليها ميليشيات “الجيش الوطني السوري” والمحتلة من قبل تركيا على وجه الخصوص، غير ملائمة لعودة النازحين واللاجئين.
فيما يلي وقائع عن الأوضاع السائدة:
= مزار شيخ حميد الإيزيدي:
تأكيداً على ما نشرناه في تقريرنا عفرين تحت الاحتلال (128) تاريخ 30/1/2021م من خبر وصور عن تخريب ونبش ضريح مزار “شيخ حميد” الإيزيدي- /2/كم جنوبي قرية “قسطل جندو”- ناحية شرّا/شرّان، على طريق قرية “قطمة” المجاورة، وعن تخريب مقبرته وقطع ثلاث أشجار توت معمّرة والأشجار الحراجية في الموقع… نشر ناشط إعلامي معارض ومقيم في عفرين مقطع فيديو عن المزار ومقبرته في 16/7/2023م، أظهر فيه حجم التدمير الذي طالهما، وأكّد على أنّ هذا المزار التاريخي المقدس وعشرات قبور موتى الإيزديين سكّان المنطقة الأصليين قد دمّرت، ولم يكن هناك أضرار عام 2018م (بداية الاحتلال) سوى ثقب في قبة المزار، أي أنّ التدمير وقع فيما بعد وعلى نحوٍ متعمّد، حيث أنّ ميليشيات “الجبهة الشامية” هي التي كانت تُسيطر على قريتي “قسطل جندو” و “قطمة” المجاورة.
= اعتقالات تعسفية:
اعتقلت سلطات الاحتلال:
– منذ أكثر من شهرين، المواطن “محمد عبد الرحمن حنان /37/ عاماً” من أهالي قرية “كُورزيليه”- شيروا، بعد عودته إلى دياره من وجهة النزوح – حلب، وتلفيق إحدى الميليشيات تهمة التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة ضده، بسبب مطالبته باسترجاع منزله.
– بتاريخ 15/7/2023م، المواطنين “حسين رشيد حمزة /42/ عاماً” و “مراد حسين محمد /35/ عاماً” من أهالي بلدة “كفرصفرة”، من قبل ميليشيات “الشرطة العسكرية في جنديرس”، بتُهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، حيث أُطلق سراح “مراد” بعد فرض غرامة مالية /300/ دولار عليه، ولا يزال “حسين” قيد الاحتجاز التعسفي.
– بتاريخ 16/7/2023م، من أهالي بلدة “بعدينا”، الشقيقين “حبش /52/ عاماً و إسماعيل /49/ عاماً ابني عارف علو” بتُهم المشاركة في الحراسة الليلية، والمواطن “عبدو جعفر سيدو /45/ عاماً” بتهمة العمل مدرساً، أثناء الإدارة الذاتية السابقة، من قبل ميليشيات “الشرطة المدنية في راجو”، حيث أُطلق سراح “حبش” في ذات اليوم، و”إسماعيل” و “عبدو” بعد يومين، بعد فرض غرامة مالية /200/ دولار أمريكي، على كلّ واحد منهم؛ كما أُطلق سراح “رضوان حاجي بن مصطفى” من ذات البلدة وفي ذات اليوم بعد ستة أيام احتجاز تعسفي وفرض غرامة مالية /500/ دولار عليه.
= فوضى وفلتان:
– بتاريخ 13/7/2023م، أصيب طفل من أبناء المستقدمين الذين تم توطينهم في قرية “هوبكا”- راجو بجروح في يده وساقه، نتيجة إطلاق الرصاص الحيّ بشكلٍ عشوائي من قبل عناصر ميليشيات “لواء الشمال” المسيطرة على القرية، “احتفاءً” بعودة أحد متزعميها المدعو “عبد القادر الزربة” من الحج.
– بتاريخ 14/7/2023م، قُتل رجل مسن من المستقدمين الذين تم توطينهم في قرية “آستير”- عفرين، نتيجة تبادل إطلاق النار بين ميليشيات “الشرطة العسكرية في عفرين” ومطلوبين كانت تنوي القبض عليهم.
– فجر الإثنين 17/7/2023م، في المدخل الشرقي لمدينة جنديرس، تعرّض المدعو “عمّار محمد العمر الملقب بأبو رشا” المنحدر من قرية “الزيارة” بريف حماه وأحد متزعمي ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه- العمشات” سابقاً، لقتل مباشر بعدة طلقات، وطالب بيانٌ باسم “أبناء قبيلة البوخميس الدليمية الزبيدية في الشمال المحرر” أتلي ضمن مقطع فيديو متداول، بالقبض على الجناة خلال /72/ ساعة، واتهم المدعو “قصي عبد المجيد قسوم الجانودي الملقب بأبو وطن/من أذرع محمد الجاسم أبو عمشة متزعم الفرقة” بتنفيذ العملية.
يُذكر أنه إثر خلافات بين “أبو عمشة” و “أبو رشا” حول واردات مالية من ليبيا التي شاركت في معاركها مجموعات من الفرقة بأوامر تركية، في كانون الأول 2021م ببلدة شيه/شيخ الحديد- عفرين، أقدم أبو عمشة على اعتقال الثاني وأشخاص من عائلته وأقربائه، وفرض عليه فدية مليون ومئة وسبعة وستون ألف دولار لقاء الإفراج عنهم – وفق تصريحاتٍ للأخير في حينه، فانتقل “أبو رشا” وجماعته للإقامة في جنديرس وحاول تشكيل جسم عسكري دون أن يفلح في ذلك. هذا وكشف في حينه “أبو رشا” ونجله “محمد” وشقيقه “عبد الغفور العمر” عن جرائم وملفات فساد وسرقات واغتصاب للنساء ارتكبها “أبو عمشة” وإخوته.
– مساء 19/7/2023م، وقعت اشتباكات بين مجموعتي المدعويين “أبو سليمان الحموي، أبو عبيدة قطنة” من ميليشيات “حركة أحرار الشام”، قرب دوار كاوا بمدينة عفرين، أدت إلى إصابة عدد من العناصر، وسط ترويع المدنيين، وذلك بسبب الخلاف حول تصوير زفة عريس من قبل أحدهم.
إنّ الهدف الأساس من ترحيل النظام التركي لمئات آلاف اللاجئين السوريين قسراً إلى البلاد وتوطينهم في شماليها بدعم من قطر وشبكات الإخوان المسلمين العالمية، هو إحداث تغيير ديموغرافي ضد وجود الكُـرد ودورهم ولصالح مشروعه العثماني الجديد.
22/07/2023م
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
الصور:
– مزار “شيخ حميد” الإيزيدي قبل وبعد الاحتلال، قرية “قسطل جندو”- شرّا/شرّان.
– صور عن تدمير “مزار شيخ حميد” من مقطع فيديو منشور من قبل ناشط إعلامي معارض.