ربحان رمضان
الأستاذ جريس الهامس ابن صيدنايا التي أحبها وزوجته السيدة مريم نجمة حد العشق ، وتغنت السيدة أم حنين بصينديا قصائد شعر ُمعربة عن حبها للقرية التي انجبتها وانجبت زوجها الاستاذ أبو حنين رحمه الله .
الأستاذ جريس التزم بالفكر الماركسي منذ ايام شبابه ، لذلك انضم إلى الحزب الشيوعي السوري مبكرا ، إلا أنه كان يختلف مع زعيمه خالد بكداش في المسألة الوطنية والعلاقة مع السوفييت بزعامة ستالين وخلافه من صين ” ماو تسي تونغ” ولذلك أسهم في تأسيس التيار الشيوعي الملتزم بافكار ماو تسي تونغ حيث ركز على نضال الفلاحين وقيادتهم للثورة الطبقية والوطنية .
أصدر بالتعاون مع رفاقه وبمساندة من زوجته الأستاذة مريم نجمة التي كانت ُتدّرس في دار المعلمات بدمشق عدة كتب ونشرات أهمها :
– جريدة حزبه المركزية نضال الكادحين
– صوت الفلاح
– الشيوعي
– السلماس
– اليعربية
– اعتُقل أكثر من عشر مرات بعد انتهاء الاستعمار الفرنسي، وكا عن عمر يناهز التسعين عاما عن عمر يناهز التسعين عاما عن عمر يناهز التسعين عاما ن آخر اعتقال في عام 1975 لمدة سنتين كاملتين ، وحالما افرج عنه هرب إلى بيروت ثم إلى العراق حيث لم يطيب له العيش تحت ظل حكم الديكتاتور صدام حسين فهرب إلى باريس ثم استقر وزوجته أم حنين في هولندا إلى أن توفي في الثامن من نوفمبر عام 2020 عن عمر يناهز التسعين عاما تاركا رصيدا أدبيا وسياسيا يفتخر به اولاده حنين وباسل وسمر من بعده ، أهمها :
– كيف ضاعت الجولان؟ جريمةٌ لا تغتفر، 2007
• الوضع القانوني للمقاومين العرب – نقابة المحامين بدمشق – 1970.
• أفكار ماو تسي تونغ قمة الماركسية اللينينية في عصرنا – دار البستاني – بيروت – 1970.
• الوحدة العربية بين الشعار والتطبيق – دار الكتاب – بيروت 1980.
• السرطان الصهيوني من القبيلة إلى دولة الاغتصاب – بيروت – 1088.
• ماذا في سوريا – باريس.1998.
• من يحاكم من في نظام العسكرتاريا؟ 2001.
• مملكة الاستبداد المقنن في سوريا 2004.
بعد انتهاء المؤتمر الثالث لحزبنا الذي لم يكن قد تغير اسمه إلى حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا بعد ، عاد الأســــتاذ صلاح بدر الدين الـــى بيروت وأثناء عــودته ” وكما اســــلفت في مقال سابق ” أقام في حي الأكراد لفترة قصيرة قضاها بين ثلاثة بيوت من بيوت الرفاق هي بيت المرحوم موسى ميقري ” أبو مزكين” وبيت المرحوم أحمد كيكي ” زين خوشكة ” واخوته ” محمد والمرحوم عدنان وهشام ” وبيت الشهيد خضر شانباز الذي استشهد أثناء قصف الطيران الاسرائيلي لورشة عمله في الخراطة والتسوية في حرستا البصل قرب دمشق ومن بيت خضر شانباز أرسل إلي ّ رفيقنا مزكين في اللجنة الفرعية ليخبرني بأنه علينا الذهاب معا إلى بيت الأستاذ جريس الهامس ندعوه لمقابلة الأمين العام صلاح بدر الدين .
فعلا ذهبنا معا الى بيت الأستاذ جريس ” أبو حنين ” ودعوناه لزيارة رفيقنا الأمين العام .
الجميع مراقب في ظل حكومة حافظ اسد والأستاذ الهامس من الد اعداءه ثم أن الذي ينتظره كان امينا عاما لحزب كردي محظر وممنوع يومها اضطررنا أن نصل الى حي الأكراد بتاكسي كي لايرانا احد .
في اللقاء الذي جرى وكنت يومها حاضرا تعاهد الزعيمان على التواصل لتعزيز النضال الطبقي والوطني في سوريا ، وأضاف صلاح بدر الدين الاعتراف الدستوري بود الشعب الكردي ضمن الدستور والقوانين التي توضع للبلاد .
واتفقا على قواسم مشتركة بين الحزبين ، واقترح الأستاذ الهامس على الأستاذ صلاح بدر الدين تكليفه بالدفاع عن رفيقين اعتقلا إثر توزيعنا لبيان يستنكر مشروعي الإحصاء الاستثنائي في منطقة الجزيرة والحزام العربي السيئ الصيت وهما الرفيقان المرحومان يوسف ديبو وعادل اليزيدي .
هذا البيان قمت أنا والرفيق خالد ميقري بتوزيعه بمدينة دمشق في نفس اليوم الذي قام الرفيقان بتوزيعه يومها في القامشلي في حين أنه لم يوزع في منطقة جبل الأكراد ” عفرين ” .
من وقتها استمرت علاقة تنظيمنا في دمشق عن طريقي بين الحزبين رغم كوني بمقتبل العمر ، حزبنا ” البارتي الديمقرطي الكردي اليساري في سورية الذي تغير اسمه في المؤتمر الخامس عام 1980 بعد أن تغير اسم صحيفته من ” دنكي كرد ” إلى اتحاد الشعب والحزب الشيوعي العربي ( الماركسي – اللينيني ) سيّما وأن المرحوم الأستاذ محمد نيو أوكل إلي بهذه المهمة رغم حداثة سني حيث كنت لا أزال طالبا في الثانوية العامة ، وقد كنت أعرف لديهم باسم غسان شيخاني .
ذات مرة قال لي الرفيق ابو حنين : رفاقكم كشفوا بعض الأسماء أثناء التحقيق وأعطاني قائمة بتلك الأسماء ، اسرعت لأرى إن كان اسمي بينهم ، لم اجده ، قرأت فقط اسم رفيق واحد مالبث أن ترك الحزب فيما بعد ….. ، فلم أبدو مهتما بالقائمة اعتقادا مني اني أبرأ الرفيقين في ادلائما بأسماء الرفاق وقلت له : هذه الأسماء وهمية رفيق أبو حنين رفاقنا لن يتنازلوا أمام الجلاد .
فيما بعد حوكم الرفيقان يوسف وعادل خضر اليزيدي في محكمة أمن الدولة بدمشق ، وحضرت محاكمتهما مع الأستاذ جريس الهامس ، لا أتذكر تفاصيل الحكم لكن عرفت أنه حكم عليهم بستة أشهر التي كانوا قد أمضوها في السجن .
بعد ايام خرجا ، وحال اطلاق سراحهما أعد ّ المرحوم عادل خضر اليزيدي العدة وهرب إلى السعودية بينما بقي الرفيق يوسف ديبو في القامشلي ، وأصبح يأتي إلى دمشق مع المسؤول التنظيمي عن منطقتي الجزيرة ودمشق المرحوم عصمت فتح الله لعقد اللقاءات السياسية التي كنت أعد لهم مواعيدها مع الأحزاب الوطنية السورية والعربية والعالمية المتواجدة في دمشق ، والأحزاب الوطنية السورية سواء داخل جبهة النظام ” ماعدا البعث” أو خارجها مثل حزب العمل الاشتراكي العربي وكنت اثناءها على توصل مع الرفيقين عبد الوهاب الطيب ، وأبو جابر الذي اصبح فيما بعد مدير مدرسة الكادر في الجبهة الشعبية ، كما وكنت على تواصل مع رابطة العمل الشيوعي الذي اصبح اسمها حزب العمل الشيوعي بشخصية فاتح جاموس الذي عرفني باسمه المستعار ” مروان ” ، هذا إضافة عدة تيارات سياسية معارضة أو فلسطينية وصومالية وارتيرية وغيرها في تلك الفترة ..
توطدت علاقتي مع عائلة الأستاذ الهامس سيما وأن الرفيق محمد نيو ” عضو المكتب السياسي للحزب” الذي كان مسؤولي المباشر كلفني بمراجعة الأستاذ الهامس من أجل الرفيقين المعتقلين بشكل دوري وكنا نتبادل المنشورات الحزبية بين حزبينا .
زرته في اواسط حزيران من عام 1974 مساء .. يومها استقبلني بحفاوىة بالغة ، قدم لي يومها قالب كاتو مع الشاي ، عرض علي فكرة التعاون بين حزبينا بنشر بيان موقع باسم اتحاد القوى لوطنية الديمقراطية في سوريا تستنكر استقبال نيكسون من جانب رأس النظام ، يومها طلب مني مشاركة حزبنا اليساري الكردي بتوزيع هذا البيان ، قلت له : اترك لي فرصة لأسأل رفاقي لإن رضوا بالمشاركة ..
في الحقيقة كنت اعلم ان الرفيق المسؤول سيعارض خوفا من يسارية الأستاذ الهامس في تلك الأيام أو تطرفه في مقارعة النظام كما يعتقد البعض .. لذلك كتمت الأمر حتى اليوم التالي حيث زرته مجددا وقلت له : وافق الرفاق ، اعطني حصتنا من المنشورات .
أخذتها وقلبي يتدفق ثورة ضد نظام الاستسلام والتخاذل والعنصرية البلهاء ، وزعت البيان في كل الأحياء الشمالية من دمشق ، ابتدأت بالقابون ثم مساكن برزة فحي الأكراد ثم حي الصالحية وانتهيت بالمهاجرين قرب القصر الجمهوري .
زرته في الأسبوع التالي فاستقبلني ببشاشته المعهودة ، ونادى افراد عائلته ليمدحني امامهم ، قال هو هذا البطل الكردي السوري – الدمشقي ..
قال لي والدهشة بادية على وجهه السمح ، لم اعتقد انكم بهذه البطولة ، رفاقكم اذهلةوني ، شئ رائع ، ملأتم الصالحية وركن الدين بالمنشورات
لم ابح له بأني وحدي فعلت هذا ، َصمتّ ، بقيت هذه الفكرة راسخة في ذهنه
نعم كنت ضد زيارة كيسنجر إلى سوريا .
يومها كان قد قام الملك فيصل بزيارة دمشق قبل كسنجر ليقنعه بادراج سوريا كمشارك رئيسي في المفاوضات العربية الإسرائيلية
في عام 1978 اعتقل الأستاذ الهامس ، وأودع في سجن المزة السئ الصيت و أثناء فترة اعتقاله ارسل لزوجته أم حنين ” السيدة مريم نجمة ” أحد شركاء زنزانته ، معتقل ُأفرج عنه واصبح طليقا يطلب منها أن تخبر أهالي معتقلين معه على انهم لايزالوا في قائمة الأحياء فطلبت مني الأخت أم حنين أن أذهب معها ومعها ابنتيها سمر وكوكب و ابنها الصغير باسل الذي اصبح حاليا الدكتور باسل الهامس الذي تخرج من بولندا ..
ذهبنـــا إلى بيوت المعتقـــلين لتبشرهم ” أم حنين ” أن ابناءهم احياء مخزونون “1” في المعتقل تحت الأرض .
عام 1975 التحقت بخدمتي العسكرية ” الاجباري ” في الدورة رقم “35” بمدرسة المدرعات بمنطقة الوعر غربي حمص ثم الحقوني بإحدى القطعات العسكرية التي ارسلوها إلى لبنان في مدينة بيروت – منطقة الحدث حيث كنت من عداد قيادة كتيبة المدرعات هناك ، فتواصلت مع الرفاق في منظمة حزبنا في بيروت كنت ازورالرفاق خلسة لأنه كان ممنوع علينا أن نزور المنطقة الغربية من بيروت باعتبارها منطقة الحركة الوطنية اللبنانية التي كان يتزعمها المرحوم كمال جنبلاط وكانت منظمة حزبنا حزب الاتحاد الشعبي الكردي في لبنان إحدى فصائلها بقيادة عضو المكتب السياسي الرفيق مصطفى جمعة ” أبو سالار”
في تلك الفترة انقطعت أخبار الأستاذ ابو حنين حتى عرفت انه قد اطلق سراحه بعد تسريحي من الجيش بعام واحد أي في عام 1979 ..
وحالما ســـرحت من الخدمة الالزامية ســافرت إلـــى تركيا وعرجت على مــدينة ” آمد ” في كردســتان الشمالية المُعَربة إلى اسم ” ديارَ بكر” التقيت فيها برفاق حزب عمال كردستان TDKD الذي كان يقوده الأمين العام عمر جتين .. التقيت بالرفيق شيخموس ديب عضو المكتب السياسي للحزب في مبنى نقابة المدرسـين Toupder وايضا الرفيق سرهاد دجلة الذي حددت معه موعد للقاء الرفيق الأمين العام صلاح بدر الدين في بون بعد شهر من لقاءنا هذا ..
ولما عدت إلى سوريا اعددت مع رفاقي بدمشق العدة لاحتفال عيد نوروز في ارض والدي بقرية حرستا القنطرة فكان الاحتفال رائع جدا .. اول مرة يحتفل فيه الكرد الدمشقيون والطلبة والعمال القادمون من من المنطقة الكردية للدراسة او للعمل بعيدهم القومي بشكل جماعي وبتنظيم حزبي على الأرض ..
يومها عرضت فرقتان فنيتان عروضهما الفنية أمام المشاركين بالعيد كانتا فرقة كاوا الفلكلورية الكردية وفرقة نوروز بأداءهما الفني الرائع ، كما شاركنا الاحتفال رفاق الحزب الشيوعي السوري – منظمات القاعدة بشخصية الأستاذ عبد الوهاب ظاظا رحمه الله ..
أما رفاقنا ، فكان أدائهم عظيم ورائع ، فقد تخلل الحفل وصلات فنية وعروض من الفرقتين المذكورتين إضافة إلى فقرة مسابقات أدبية وتاريخية قدمتها الرفيقة شيرين ملا والرفيق حسين شيخموس باسئلة ثقافية – تاريخية وفكرية وقاما يومها بتوزيع جوائز كانت عبارة عن كتب تاريخية عن القضية الكردية والتاريخ الكردية من اصدارات رابطة كاوا للثاقافة الكردية في بيروت .
ثم بعد فترة قصيرة ارسل الي نسيبي زوج أختي دعوة لزيارتهم في مدينة جدة في السعودية حيث كان يعمل فيها مهندسا للطيران ، ولما ذهبت إلى دائرة الهجرة والجوازات صادروا جواز سفري ومنعوني من السفر بأمر من احد فروع المخابرات الذي لم اعرف اين يقع ،حتى الأن لأني لم اراجعهم بل اصبحت اسافر إلى بيروت بواسطة المنظمات الفلسطينية وخاصة فتح والجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية وأيضا الجبهة الثورية تلك المنظمات التي كانت لحزبنا صلة قوية معهم .
في تلك الفترة أخبروني الرفاق في منظمة حزبنا في لبنان أن الأستاذ الهامس اصبح في بيروت ..
بيروت التي جمعت القوى الوطنية السورية والفلسطينية على ارضها اللبنانية ، هرب اليها أبو حنين ..
هذه المدينة الوادعة والمحتضنة للقوى السياسية المختلفة اجتاحها الجيش الاسرائيلي في صمت مطلق للانظمة العربية ، مما سبب في خروج منظمة التحرير الفلسطينية منها حقنا للدم ، وخروج أصدقاء منظمة التحرير أيضا ..
وفي تلك الفترة بالذات كنا ننشط بين جماهير حزبنا سياسيا وثقافيا وفنيا ..
احتفلنا بالنوروز غصبا عن السلطة التي كانت تمنعنا من الاحتفال به منذ عام 1979 حتى نوروز 1986 حيث انتفض الكرد في دمشق وقاموا بمظاهرة شغلت اركان قوات قمع النظام التي اغتالت الشهيد سليمان آدي واعتقلت أخي برهان ” أبو زياد” والأخ بدر برازي في معتقل الأمن السياسي لمدة ستة اشهر واعتقلتني قوات قمعها في فرع المنطقة ، المختص يملاحقة حزب العمل الشيوعي والفصائل الفلسطينة والقوى الوطنية الكردي لمدة سنتان ونصف
.. ولما أطلق سراحي بعد سنتين ونصف حاولت الهروب إلى كردستان العراق عن طريق الاخوة في الحزب الاشتراكي الكردستاني الذي كان يقوده المرحوم رسول مامند للاستمرار في النضال فطلبت من الأستاذ عدنان مفتي الذي اصبح فيما بعد رئيسا لأول برلمان كردستان أن يساعدني في ذلك فاعتذر قائلا : الآن يا ابو جنكو اصبحت معروفا لدى السلطات السورية ولا استطيع ايصالك الى كردستان ، مما جعلني ابحث عن يخرجني من الوطن بأي شكل كان فلم اجد حلا إلا أن ان اسافر الى بلغاريا على امل الاستفادة من الوقت ومحاولة الدراسة في الجامعات البلغارية حيث كانت الحكومة البلغارية تساعد حزبنا في المنح الدراسية حينها ، ومن ثم وبعد سقوط حكومة جيفكوف إثر مظاهرات البلغار ضد الحكم الشيوعي حينها توقفت المنح الدراسية فأشار الرفاق علي الخروج من بلغاريا نصحني يومها الرفيق الأمين العام أن أختار النمسا لاستمرار النضال فيها .. وساعدني ماديا حيث أنه دفع مبلغا محترما للمهرب الذي سيوصلني إليها .. وطلب الرفيق الدكتور محمد رشيد أن يشاركني في الوصول إلى النمسا أحد معارفه شخص ادعى انه دكتور في القانون الدولي مع زوجته وولديه كانوا قد وصلوا هنغاريا وأقاموا فيها لمدة ثلاثة اشهر حتى وصل بهم الامر الى التفكير بالعودة إلى سوريا لأنهم بالأساس لم يكونوا في خطر الاعتقال لو عادوا باعتبار ان ذلك المدعي كان من عداد شيوعيي بكداش الذي لايزال اتباعه اتباعا للنظام .
في النمســا اصدرت مجلة شهرية أطلقت عليها اسم لا على التعيين هو ” الدائرة ” ثم مجلة أخرى باسم الخطوة كان الكثير من الكتاب قد شاركوا فيها مثل الدكتور هيثم مناع وصلاح بدر الدين والأديبة الكاتبة فينوس فائق ، والصبية المعتقلة طل الملوحي ، والكاتبة الأردنية سناء شعلان ، وحسين شيخموس وغيرهم .. وكانت ردود فعل القراء ايجابية تماما حولها .
ذات مرة توقف صدورها لعدد واحد ، ذلك قبيل موت حافظ اسد حيث كان الدكتور هيثم مناع يشارك في قيادة لجان الدفاع عن المعتقلين العشرة .
في تلك الفترة وخلال حديث هاتفي بيننا أشرنا في حديثنا إلى الأستاذ جريس الهامس فسألني : وهل تعرفه ، قلت نعم ، قال إنه عندي في باريس .
قلت له أبلغه سلامي من فضلك .
في اليوم التالي اتصل بي هاتفيا وقال ، أبلغته سلامك لكنه لم يعرفك !!
جاوبته على الفور : قل له أن غسان شيخاني يبلغك السلام .. إنه لا يعرف اسمي الحقيقي كنا نتداول الأسماء المستعارة في تلك الأيام ..
فعلا وفي اليوم التالي اتصل بي الرفيق أبو حنين ليعرب عن فرحه بمعرفة وجودي خارج القضبان ليمتن عرى الصداقة بيننا من جديد وأرسل الي البيان الذي وزعناه معا وقد كتب عليه :
” هذه نسخة قديمة من البيان التاريخي الذي وزعناه معا في الداخل ، لم أجد أنظف من يديك لحفظه لديك “
ثم وفي فترة لاحقة أخبرني بأنه سيطبع كتابه ” مملكة الاستبداد المقنن في سوريا وطلب مني المساهمة به ، فكتبت مقالا مطولا عن القضية الكردي في سوريا حيث عنونه هو باسم جذور القضية الكردية في سورية وجاء فيه :
كتب الكثيرون حول الأحداث الأخيرة في سورية التي ذهب ضحيتها
عشرات القتلى ومئات المعتقلين من أخوتنا الأكراد المضطهدين . وانتطم المنظرون والمحللون للقضية الكردية في سورية وجذورها التاريخية والقانونية في فريقين :
214-1 فريق حملة المباخر والمزامير في معبد الديكتاتورية يرددون ادعاءاتها ومزاعمها المعتادة منذ أربعين عاماً من الاستبداد وحكم العسكر . يضاف لهم بعض أدعياء المعارضة الذين ينتظرون الإصلاح كمكرمة من القائد وأعلنوا على شاشة الجزيرة مؤخرا بصمهم بالعشرة لإصلاحات الرئيس . مبتعدين عن جوهر القضية في اغتصاب السلطة من الشعب وحقه المشروع في استعادتها بشتى الوسائل .
-2 وفريق ثانٍ بالغ في القضية وانحرف عن جوهر الحقوق القومية المشروعة لشعبنا الكردي في سورية الى نزعات شوفينية متطرفة تؤدى إلى تمزيق وحدة النضال الوطني الديمقراطي لاسقاط النظام الشمولي القمعي وبناء دولة القانون وحقوق الانسان والحريات العامة التي تعيد الحقوق المغتصبة لاصحابها الشرعيين عرباً واكراداً في مجتمع مدني وإنساني واحد كما كان عبر التاريخ . وبين الفريقين اجتهادات مختلفة لقليل منها لامس الحقيقة والحل دون تحيّز . وبما أنني عايشت هذه القضية منذ الخمسينات حتى اليوم . سواء في العمل السياسي أو المهني ويشرفني انني كنت محامي الفلاحين الأكراد الذين هجّروا من قراهم وأرضهم على طول حدودنا الشمالية بذريعة (الحزام العربي ) عام 1973 أو المدافع عن المعتقلين منهم ظلماً وعدواناً أمام محكمة أمن الدولة التي لاتخضع لأي نظام قضائي في العالم سوى القوانين النازية . لكن اعتقالي عام 1974 بعد تصدينا بالاشتراك مع مجموعة من المناضلين الأكراد وغيرهم من الوطنيين الديمقراطيين السوريين والفلسطينيين لزيارة (نيكسون ) زعيم الامبريالية الام ريكية إلى دمشق . حال دون متابعة الواجب الوطني دفاعاً عن الفلاحين الأكراد المضطهدين في منطقة الجزيرة هؤلاء المواطنون الفقراء الطيبون الأوفياء الذين ظلوا يزورون عائلتي للاطمئنان والتأييد طيلة وجودي في السجن .
لذلك أجد نفسي وسط هذه المعركة بين الحق والباطل بين الشعب الكردي الشقيق ومضطهديه كجزء لايتجزء من قضية شعبنا العربي المضطهد زائداً الحقوق القومية الخاصة المشروعة الثقافية والاجتماعية والسياسية . عبر مرحلتين متميزتين منذ بناء الدولة السورية الحديثة .
-1 ساهم إخواننا الأكراد بنشاط في الجمعيات العربية الأولى للتحرر من الاحتلال التركي وكان أبرزهم المؤرخ الشهير محمد كرد علي . وبعد خيانة بريطانيا وفرنسا العهود التي قطعوها للشريف حسين وتقسيم المشرق العربي بينهما وفق اتفاقية سايكس بيكو الاستعمارية .
وبعد إنذار غورو إلى الملك فيصل بدمشق وقبول الملك الانذار وحل الجيش السوري وفراره إلى حيفا مستجدياً بريطانيا لتعينه ال(مس بيل ) ملكاً على العراق . رفض الشعب الإستسلام واستجاب وزير الدفاع يوسف العظمة لانتفاضة الشعب وجمع مجلس الوزراء قائلاً لهم : (لئلا يسّجل التاريخ ان قوات الاحتلال الفرنسي دخلت دمشق دون مقاومة اسمحوا لي أن أذهب إلى ميسلون .لأموت وأوصاهم بابنته الوحيدة ليلى ) جمع ما استطاع جمعه من الرجال والسلاح القديم وهو يعلم نتيجة المعركة مسبقاً التي دامت عدة ساعات أمام جيش الغزاة الفرنسيين وانتهت باستشهاد البطل يوسف ابن العائلة الكردية الدمشقية في 21 تموز 1920 وبعد أقل من عام قاد ثورة الشمال ضد الاحتلال الفرنسي قائد كردي آخر هو ابراهيم هنانو ولم يكن أحد في سورية كلها يفكر لمجرد التفكير بالتمييز العنصري أو المذهبي . وكان حي الأكراد بدمشق معقلاً من معاقل الثورة السورية الكبرى عام 1925 إلى جانب أحياء الميدان والشاغور والقيصرية وغيرها .
وكان الاكراد عنصراً حيوياً واساسياً في بناء المجتمع المدني السوري وفي جميع حقول الحياة الوطنية السياسية والاجتماعية والثقافية والفنية في سائر الأحزاب السورية ومؤسسات المجتمع المدني منذ تأسيس هنانو وسعدالله الجابري وشكري القوتلي وفارس الخوري وميخائيل اليان ونسيب البكري حزب الكتلة الوطنية الذي قاد النضال الوطني حتى الاستقلال الوطني وجلاء آخر
جندي اجنبي عن أرض الوطن في 17 نيسان 1946 . ولم تعرف سورية الأحزاب الكردية الخاصة طيلة المرحلة البرلمانية الديمقراطية قبل الاستقلال وبعده رغم كل نواقص وأخطاء تلك المرحلة . وبرز منهم برلمانيون كثر ووزراء ورؤساء حكومات منتخبون من الشعب أبرزهم على سبيل المثال لا الحصر :
فؤاد قدري –علي بوظو –خالد بكداش –محسن البرازي –حسني البرازي – نوري حجو –وغيرهم وفي عهد البعث رئيس الوزراء محمود الايوبي الذي استخدم لتجميل الديكتاتورية مع الاسف .
وفي الجيش لم يكن أي تمييز في قبول الإنتساب إلى الكلية العسكرية ، وبرز من الإخوة الأكراد عشرات القادة منهم : توفيق نظام الدين –حسني الزعيم –محمد زلفو –وأديب الشيشكلي –قوطرش وغيرهم .وبالتالي لم تكن أية قضية عنصرية تحت ظل النظام البرلماني الديمقراطي رغم كل أمراضه حتى نسي الأكراد حقوقهم القومية المشروعة كفتح مدارس خاصة أو أندية خاصة بهم تدرس لغتهم القومية وتحافظ على ثقافتهم وتقاليدهم الخاصة .بينما كان للسوريين الأرمن والشركس المدارس والأندية الخاصة التي لاتتنافى مع وحدة الشعب وال وطن . وقاتل الجميع باخلاص عن الوطن والشعب في بطاح الجولان وغيرها . وكان الأكراد على وجه الخصوص دعامة المقاومة الفلسطينية ضد المحتل الصهيوني في فلسطين المحتلة أو أثناء الاجتياح الشاروني المجرم
للبنان عام 1982 بواسطة منظمة (كاوا) الكردية المسلحة آنذاك ..
-2 القضية الكردية بعد عام 1962 واغتصاب العسكر للسلطة في 8 آذار ( 1962 صدر المرسوم الجمهوري رقم ( 93 /8/ 1963 حتى اليوم . في 23 المتضمن إجراء إحصاء سكاني في محافظة الحسكة . وتم هذا الإحصاء بإشراف عقلية عنصرية شوفينية يقودها السيد محمد طالب هلال محافظ المنطقة آنذاك . ونتيجة لهذا الاحصاء العشوائي حُرِمَ أكثر من ( 120 ألف )
مواطن من جنسيتهم السورية وحق المواطنة بينهم عدد كبير من موظفي وعمال الدولة . ومن أطرف مآسي هذا الاحصاء المشؤوم إن عائلة قائد الجيش السوري اللواء توفيق نظام الدين الذي اعتبرت من الأجانب وحرمت من الجنسية السورية . وفي نفس الوقت أعطيت لمن دفع رشوة من أكراد تركيا واعتبر الاحصاء قسماً من العائلة الواحدة سوريا والآخر أجنبياً .
وجاء انقلاب 8/آذار 1963 (الذي سمي ثورة ) ليكرّس هذه المأساة بعد فرصة الطوارئ والأحكام العرفية المستمرة حتى الآن بحجة (الصمود وتح رير فلسطين ) ثم تابع النظام (الأسدي ) فصول المأساة في خريف عام 1973 بتهجير آلاف العائلات الكردية من أرضهم وقراهم على طول الحدود مع تركيا 15 كم ) باسم (الحزام العربي ) دون أي تعويض – تقريباً بعمق يتراوح بين ( 10
. ليحل محلهم آلاف العائلات العربية التي نقلها النظام من حوض الفرات ووفّر لها القرى الحديثة والخدمات التي تفتقر لها المناطق الكردية .
في نفس الوقت الذي واصل فيه النظام قمع واضطهاد الشعب الكردي استخدم قضية الجنسية وغيرها في تركيا والعراق لشراء الضمائر لضرب التيار الوطني الديمقراطي المعارض الكردي بعد تم غدر بحزب العمال الكردستاني في تركيا برئاسة المناضل عبدالله أوجلان كورقة مساومة كغيرها من الاوراق التي اعتاد اللعب بها . ثم باعها بأرخص الأثمان عندما أمرته أمريكا وسلّم اوجلان لتركيا في مسرحية مكشوفة ساهم فيها عدد من الممثلين بإخراج امريكي بكل خسّة ونزالة .
ومن أبشع ممارسات هذا النظام ضد الشعب الكردي المستمرة حتى الآن 1986 الذي منع استخدام اللغة /11/ القرار رقم 1012 /ص/ 25 تاريخ 11 الكردية في أماكن العمل . 12 / أصدر وزير داخلية النظام القرار رقم /5/ -وفي نفس العام 1986 تاريخ 5
122 الذي حرم الأطفال الأكراد المولودين من أبوين محرومين من الجنسية . من حق التعليم والطبابة وسائر الخدمات الإنسانية إلى جانب حرمانهم من الجنسية خلافاً لأبسط حقوق الإنسان ومبادئ القانون الدولي 1989 أصدر السيد محمد مصطفى ميرو الذي كان محافظ /12/ -وبتاريخ 3 الجزيرة آنذاك القرار رقم 1865 الذي أضاف إلى القرارات العنصرية السابقة منع الأغاني والموسيقا الكردية في الأفراح والأعياد القومية والدينية .
-وفي عام 1993 صدر القرار رقم 122 الذي منع تسمية الأطفال الاكراد بالأسماء الكردية وربط تسجيل الأطفال بالدوائر الأمنية . -هكذا استخدمت الديكتاتورية سياسة التعريب القسري بعد تبديل أسماء القرى والمناطق الكردية والسريانية التاريخية بأسماء عربية لاتمتُ بصلة لواقع الأرض والانسان ..
الحصيلة : كنتيجة حتمية لنظام الأبارتيد والتبعيث العنصري ضد الشعب السوري بكامله والكرد بوجه الخصوص إلى جانب النظام الطائفي والعشائري السائد في امبراطورية القمع والرعب والخوف وتقاعس الأحزاب السورية سواء التابعة للنظام أو المعارضة له بالكلمة الدفاع عن حقوق الشعب الكردي في سورية دفع الإخوة الأكراد لتشكيل أحزاب خاصة بهم للدفاع عن حقهم في المواطنة المتساوية وحماية حقوقهم القومية في الثقافة واللغة والحياة الاجتماعية ضمن الوحدة الوطنية الديمقراطية في دولة القانون التي يناضل شعبنا منذ عقود لتحقيقها .
شكل المناضل المعروف عثمان صبري أول حزب كردي يساري الاتجاه باسم (الحزب الديمقراطي الكردستاني ) ليكون جزءاً لايتجزء من القوى الوطنية الديمقراطية السورية في مطلع الستينيات . ثم انقسم هذا الحزب إلى تيارين :
-1 تيار يميني شوفيني رجعي تنازل قادته عن مطاليبهم القومية المشروعة للشعب الكردي أثناء الاعتقال ثم انسحب من معارضة النظام الفاشي وانتهى إلى أحضان الحزبين اليمنيين في شمال العراق –وبقي عثمان صبري يقود الحزب الكردي اليساري حتى وفاته وقد تعرّض مع رفاقه للاعتقال والتعذيب الوحشي عدة مرات ووقف بشموخ أمام محكمة ( أمن الدولة ) بدمشق مدافعاً عن القضية الكردية في سورية كجزء لايتجزء من النضال الوطني الديمقراطي ضد النظام الديكتاتوري الطائفي والفاشي معتبراً بحق ووعي مبدئي وعلمي سبق جميع الأحزاب السورية المعارضة . إن النضال في سبيل حقوق الشعب الكردي القومية المشروعة جزء من النضال الطبقي السوري والعربي ضد الطبقات الطفيلية التي تنهب قوت الشعب وثروات البلاد وتستقوى بأسيادها
الأجانب .
ثم انشق هذا التيار إلى عدة أحزاب أبرزها حزب الاتحاد الشعبي الكردي وتحالف الأحزاب الكردية الذي برز مؤخراً داعماً النضال السلمي للمعارضة السورية وجزءاً أساسياً وفاعلاً فيها رغم ضعفها وهزالها بدءاً بتظاهرة 1986/3/21 أمام القصر الجمهوري التي قمعت بوحشية واستشهد فيها الشاب (سليمان أدي ) المحروم من الجنسية وجرح العشرات برصاص الحرس الجمهوري والمخابرات إلى التظاهرة السلمية أمام البرلمان بتاريخ 2003/12/10 بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان إلى تظاهرة الأطفال
2003 إلى التظاهرة الأخيرة أمام البرلمان /6/ الأكراد السلمية بتاريخ 25 المطالبة بحقوق الإنسان وبناء دولة القانون وإعادة الحقوق المغتصبة لأصحابها الشرعيين من أبناء الشعب المستعبد عرباً وأكراداً .. لكن النظام القمعي المتغطرس مازال يصم آذانه ويمعن في إعدام الرأي الآخر وفي حملات الاعتقال الكيفي والتعذيب ونهب المال العام والخاص . زاحفاً خلف أمريكا علها تحمية من ثورة التغيير القادمة لامحالة . مستجدياً الصلح مع شارون في سبيل بقائه على الكرسي رافضاً المصالحة مع الشعب المضطهد .. (تأتي انتفاضة الشعب الكردي الأخيرة في عدة مناطق نتيجة طبيعية لهذا الظلم المستشري خلال عقود طويلة ستتبعها أخرى وطنية ديمقراطية موحدة ولن يكون شعبنا بعربه وأكراده خارج تاريخ الشعوب الحرة والمستقلة …
كما ساهمتُ بدوري في طباعة ديوان للأخت زوجته مريم نجمة ” أم حنين ” 2″ المحترمة جدا والغالية على قلوب رفاقنا في حزب الاتحاد الشعبي الكردي ، وأنا لا انسى أبدا مبادرتها الوطنية ومشاركتها لنا في نوروز عام 1975 عندما كنا نحتفل سرا في بيت أحد رفاقنا والقاءها كلمة باسم رفاق حزبها ” الحزب الشيوعي العربي ( الماركسي – اللينيني ” هذه المشاركة كانت أول بادرة وطنية من الأحزاب السورية سواء من كانت في جبهته ” جبهة الزور” أو من خارجها ، ثم تبع هذه البادرة موقف رابطة العمل الشيوعي المعارض للنظام في الكراس رقم 14 الخاص بالمسألة الكردية في سوريا .
وتمت بيننا عدة حوارات عبر الرسائل والاتصالات الهاتفية حيث لم يكن هناك بعد وسائل الاتصال الانترنيتية كالفيس بوك والانسترغام ..
من تلك المراسلات وصلتني منه رسالة كتب لي فيها في مقدمتها :
الرفيق العزيز أبو جنكو
قبلات حارة وبعد :
لا يسعني إى تقديم الشكر لك وشكر أم حنين على جهدك الطيب لإصدار مطبوعة أم حنين لتؤكد مرة أخرى أنك من بقايا السيوف المناضلة والمناضلين الصادقين الذين يظلوا الجذور الأمينة مهما قل عددهم في هذا الومن الساقط .
وتابع النقاش حول القضية الكردية موضحا موقفه من قضية الكرد في سوريا وفي العراق مؤيدا للخط الذي سار عليه ملا مصطفى البارزاني ، مخالفا لموقف جلال طالباني سيما وأنه كان قد تقدم الى القوى السورية بأنه ماركسي .. وفي نهاية هذه الرسالة كتب لي موقفه الجرئ وصموده بوجه الجلاد إضافة إلى مساعدتي له في الكتابة على الآلة الكاتبة وطباعة وطباعتي لكراسته وكرّاسات السيد زوجته الرفيقة أم حنين قبل وجود الكومبوتر قائلا :
” الخ من العذابات .. حتى وصولنا إلى هنا ، نحن لحمنا مر ّ يا أبو جنكو لا يؤكل أنّـى كنا . الحديث يطول يحتاج إلى مذكرات ، المهم لا تظلمنا انت بالذات لأنك من أبناءنا الأحباء .
ثم يتابع قائلا ً :
عزيزي الطباعة جيدة سلمت يداك ، أخطاء بسيطة أنا مسؤول عن بعضها صححتها على النسخة الرجاء تصحيحها مع إضافة بسيطة ووضع عبارة (الطبعة الأولى ) على الغلاف –
شكرا على صورة القطيع الذي يبكي بايعاز ويرقص بايعاز ، ليتك تجمع العديد من هذه الصور لنشرها في كتاب .
ملاحظة : ارسلت رسالة إلى بون كما أعلمتك ولم تصلني أية مجلة أو مطبوعة عدا التي ارسلتها إلي وهو عدد قديم لكن جيد ، لماذا لايستمر ؟
قبلاتي وإلى اللقاء
التوقيع جريس الهامس – أبو حنين .
بعد صدورد كتابه القي مملكة الاستبداد في آذار 2012 كتبت حوله في صفحة الحوار المتمدن برابط :
• كاتب وناشط سياسي كردي