كاميران حاجو: حزب ب ي د اختار القمع سبيلاً لإسكات أي صوت معارض.. ويعيد إنتاج أساليب النظام السوري

حاوره: عمر كوجري
قال المهندس كاميران حاجو، عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، ومسؤول مكتب العلاقات الخارجية للمجلس الوطني الكردي في سوريا، في حوار خاص مع صحيفة «كوردستان» في سؤال عن إمكانية تبوُّء الشباب هرم القيادة في مؤتمر الحزب القريب القادم” هناك دوماً أملٌ في أن يتمّ ضخُّ دماءٍ جديدة في القيادة، وخاصة من الطاقات الشبابية للجنسين، ومن دون ذلك سيبقى الأمل في التطوير والتجديد ضعيفاً، لكن علينا أن نعترف أن ذلك لا يتم بسهولة في الوقت نفسه.
وعن قدرة الحزب في مؤتمره التحول للعمل المؤسساتي، وتوزيع المهام كل بحسب خبرته، وأدائه، قال حاجو:” معظم الدول في المنطقة لها كيان ومؤسسات لم تستطع الوصول إلى المؤسساتية المطلوبة، والسبب هو تخلُّف المجتمع، وارتباط الفرد بولاءات ما قبل الوطنية والمواطنة، مثل الانتماء للعشيرة والعائلة والحي أو المذهب … الخ.. والتي تقف عائقاً أمام العمل المؤسساتي.
وبخصوص أداء المجلس الكردي الضعيف، قال المهندس كاميران: أداء المجلس الوطني الكردي في سوريا، خلال السنوات الماضية تعلّق بعاملين: موضوعي وذاتي   .
العامل الموضوعي كان سلبياً، وعُرْقِل عمل المجلس على الأرض، فمن ناحية الفوضى الموجودة حالياً في سوريا من جهة التدخُّلات العديدة عسكرياً وسياسياً، ومن ناحية أخرى عرقل pyd عمل المجلس بكافة الوسائل، من اعتقال للكوادر وقادته، وحرق لمكاتبه وخطف وتهديد لناشطيه، وكل أنواع القمع.
وثمة في جعبة هذا الحوار .. هذه الأسئلة الكثيرة، ونحن على أبواب مؤتمر الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا

*لنتحدّث بداية عن مؤتمر الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا المزمع انعقاده في الأيام القليلة القادمة، ماذا يمكن أن يتمخض عن المؤتمر بعد غياب عدة سنوات عن انعقاده؟
**من الصعب التكهن بما يمكن أن يتمخّض عن المؤتمر القادم لحزبنا، ولكن من المعروف أن المؤتمر هو أهم محطة في مسيرة الحزب، حيث يتم فيه مراجعة ماقام به الحزب والقيادة في الفترة السابقة، وتقييم أداء الحزب، ومدى تنفيذ ماخطط له سابقاً، ووضع خطط وبرامج للمرحلة القادمة، وستتعلق نتائج المؤتمر بمدى جدية ونوعية المناقشات التي ستجري في المؤتمر، وجدية المحاسبة والمكاشفة.
وهناك عدة أمور تزيد من أهمية المؤتمر، وتصعّب في مهمته، وأهمها إننا تأخرنا لأسباب عديدة من عقد المؤتمر، ويضاف إلى ذلك الوضع السوري البالغ العتقيد، ونأمل من مؤتمرنا هذا أن يخرج بنتائج تناسب التحديات المطروحة أمام الحركة الكردية بشكل عام، وحزبنا بشكل خاص، على الصعيدين القومي  والوطني.

*يجري الحديث عن طاقات شبابية من الجنسين، وضرورة أن تأخذ دورها في القيادة الجديدة، هل فرص هؤلاء الشابات والشباب قائمة في إحداث نقلة نوعية في المؤتمر؟
**هناك دوماً أمل في أن يتمّ ضخُّ دماءٍ جديدة في القيادة، وخاصة من الطاقات الشبابية للجنسين، ومن دون ذلك سيبقى الأمل في التطوير والتجديد ضعيفاً، لكن علينا أن نعترف أن ذلك لا يتم بسهولة في الوقت نفسه، علينا أن نؤكد أنه من دون الاهتمام بهذه المسألة فإن تطوير الحزب لن يكون بالمستوى المطلوب، بل أستطبع القول إنه سيبقى متأخّراً عن مواكبة الجديد على كافة الأصعدة، ولذلك لا بدّ من وجود طاقات شبابية جديدة في قيادة حزبنا في المستقبل، من المهم أن نضمنَ وجود خبرة المناضلين القدامى في القيادة القادمة لحزبنا الديمقراطي الكوردستاني- سوريا مع حماس الشباب معاً لتأمين تطويره، وضبط إيقاعه، حتى لا يؤدي إلى الاندفاع غير المبرر، وأيضاً ألا يصيبه العجز والشيخوخة.

* منذ المؤتمر السابق، كثر الحديث عن جعل نواة الحزب.. العمل المؤسساتي، وهذا ما لم ينجح، لماذا برأيك؟
**المؤسساتية في الحزب هو هدف مطلوب، ولكن تحقيقها ليس بالأمر السهل .
لاحظ، أن معظم الدول في المنطقة لها كيان ومؤسسات لم تستطع الوصول إلى المؤسساتية المطلوبة، والسبب هو تخلُّف المجتمع، وارتباط الفرد بولاءات ما قبل الوطنية والمواطنة، مثل الانتماء للعشيرة والعائلة والحي أو المذهب… الخ.. والتي تقف عائقاً أمام العمل المؤسساتي. 
المجتمع الكردي كما تعلم، ليس استثنائياً، بل الوضع أسوأ بسبب التخلّف الموجود، وبالتالي المجتمع المتخلف غير قادر على إنتاج عمل مؤسساتي. ونحن مجتمع متخلف.
ولكن، هذا لا يعني الاستسلام بل يجب العمل على تطوير الفرد في الحزب باتّجاه المؤسساتية، وأفضل ما يمكن عمله هو الانضباط الحزبي في هذا المجال، والذي إذا تمّ الالتزام به سيؤدّي إلى نوع من المؤسساتية المطلوبة.

*ما هي نسبة الكتاب والأدباء والمثقفين في حزبكم؟ وما دورهم في صناعة القرار؟
** لا أعلم مدى استعداد الأدباء للعمل الحزبي، فالإبداع يحتاج إلى مساحة من الحرية التي قد تضيق عند الالتزام الحزبي، وكلُّ مَنْ يعمل في المجال المعرفي ينزعون عادة إلى الابتعاد عن الايديولوجيا والتحزُّب، إلا أن الحزب حتماً يحتاج إلى الاكاديميين والمختصين، وحزبنا الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، وبشكل عام الحركة الكردية تفتقر إلى المثقفين وعددهم قليل في صفوفنا، وعلينا العمل على تقرُّبهم من الحزب، وإدخالهم العمل الحزبي، وهي مسألة تتعلق بالطرفين، وليس فقط الحزب، حيث يجب أن تكون هناك إرادة، وطُلِب منهم أيضاً، كما أن الحزب عليه توفير الظروف المناسبة تنظيمياً لاستيعابهم.
*لماذا لا يمتلك الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا  حتى الآن مركزاً متخصصاً للأبحاث الفكرية، للدراسات الاستراتيجية؟
**مراكز الدراسات الاستراتيجية مهمة جداً، ولكنها تحتاج إلى إمكانيات مادية، وأيضاً مختصين، معلوم أن إمكانياتنا محدودة، ولكن هذا غير مبرر، ونحن مُقصّرون، وعلينا البدء بتأسيس هذه المراكز، ولو ببداية متواضعة، حيث يمكن تطويرها لاحقاً لتكون مراكز يعتز بها، ويكون لها تأثير على تطوير الحزب فكرياً وسياسياً.

* ماذا حققتم في لجنة العلاقات الخارجية للمجلس الوطني الكردي في سوريا؟
**منذ تأسيس المجلس الوطني الكردي، ومكتب العلاقات يقوم بالعمل الموكل إليه من قبل المجلس.  وهو يعتبر ممثلاً له في العلاقات الدولية، والهدف كان إيصال صوت الشعب الكردي ومطالبه للمجتمع الدولي، وكسب دعمه وتحقيق مكاسب سياسية عن طريق هذه العلاقات .
المجلس الوطني الكردي، حالياً له علاقات جيدة مع الدول المنخرطة بشكل مباشر في المسألة السورية، وتحديداً أمريكا وروسيا وأوروبا والدول الإقليمية .
وعلى الرغم من الوعود الهامة والجادّة من قبل معظم هذه الدول بدعم حقوق الكرد في سوريا المستقبل  الا أنه من المفيد أن نعلم أن هذه الدول تتحرّك بموجب مصالحها، وليس فقط بموجب عدالة القضية ومشروعيتها، ولذلك من المفروض أن نحاول ربط مصالحنا مع مصالح هذه الدول.
وهذا ليس بالأمر الهيّن، ويتعلق بنقاط القوة التي يملكها الشعب الكردي وممثلوه، كما يتعلّق بتعقيدات الوضع السياسي في المنطقة بشكلٍ عامٍّ، والنزوع الدولي لعدم تغيير الأوضاع السياسية الراهنة .
ولا أخفيك، أن إمكانياتنا المادية الضعيفة أثرت سلباً على عملنا، ومنها تحديداً عدم تمكُّن المجلس من فتح مكاتب في العواصم الهامة للتواصل المستمر مع مراكز القرار هذه، حيث أن أساس مكتب العلاقات، هو العلاقات المستمرة، وأيُّ خلل في ذلك سيؤدي إلى نتائج سلبية .
ومع ذلك وبشكل عام يمكن القول إن مكتب العلاقات، ومنذ البداية حتى الآن قام بعمل مقبول بالنظر للإمكانيات المتوفرة .
وجدير بالذكر أن الاهتمام الدولي بالملف السوري قلَّ في الآونة الأخيرة، وهناك جهود للتطبيع مع النظام، وهذا ما يؤثّر على علاقات المجلس أيضاً.

* في الحديث عن المجلس الكردي، لا يبدو اتفاق شعبي حيال أدائه، بمعنى أن أداءه ضعيف، لماذا؟
**أداء المجلس الوطني الكردي في سوريا، خلال السنوات الماضية تعلّق بعاملين: موضوعي وذاتي   .
العامل الموضوعي كان سلبياً، وعُرْقِل عمل المجلس على الأرض، فمن ناحية الفوضى الموجودة حالياً في سوريا من جهة التدخُّلات العديدة عسكرياً وسياسياً، ومن ناحية أخرى عرقل pyd عمل المجلس بكافة الوسائل، من اعتقال للكوادر وقادته، وحرق لمكاتبه وخطف وتهديد لناشطيه، وكل أنواع القمع، نظراً لأن المجلس كان الجهة الوحيدة التي عارضت سياسات pyd الخاطئة، وبدلاً من أن تتخذ من معارضة المجلس سبيلاً لتصحيح الأوضاع السياسية والاقتصادية في كوردستان سوريا، اختار القمع سبيلاً لإسكاتها في عملية إعادة إنتاج لإساليب النظام.
كما أن عدم توفُّر الإمكانيات اللازمة للمجلس أثّر أيضاً على أدائه .
أما ذاتياً فإن المجلس عانى من مشاكل تنظيمية، وأهمُّها غياب المركزية والمحاسبة، وعدم قيام الأئتلاف بين الاحزاب المنضوية في المجلس على أسس واضحة وصحيحة تتناسب مع حجم، ووزن كل حزب، وغيرها من الأمور ممّا أدّى إلى نوع من التسيُّب في عمل المجلس .
وبالمحصلة يحتاج المجلس إلى إعادة النظر، والمراجعة، وإلى الكثير من العمل كي يعود حيوياً وفعالاً كما كان في البداية، مع الأخذ بعين الاعتبار تغيُّر الظروف والتطوُّرات اللاحقة في الواقع السياسي لسوريا.

* لماذا لم يحدث المجلس “اختراقات” خارج إطار الائتلاف السوري، وظل أسير هذه الدائرة من المعارضة السورية؟
**تميز الائتلاف السوري عند تأسيسه بالاعتراف الدولي الواسع كممثل للشعب السوري، وكان القوة السياسية الأساسية في كافة جولات الحوار التي جرت مع النظام بموجب القرارات الدولية. ومع تناقص هذا الاعتراف بشكل ملحوظ حالياً إلا أنه ما زال يتمتّع بالاعتراف والدعم الدوليين، ولا توجد بوادر لتغيير هذا الواقع، نظراً لارتباط ذلك بقرار دولي جديد غير متوفر مقوماته حالياً بسبب تشابُك الملفات بين أمريكا وأوروبا، وروسيا، وخاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية .
وتبقى الوثيقة الموقّعة بين المجلس والائتلاف أهم وثيقة بل الوحيدة بين المعارضة السورية، وطرف كردي حتى الآن .
ومع ذلك يظل المجلس متفتحاً لكل جديد، والبوصلة في تحالفاته هي  مصالح الشعب الكردي، ولا شيء آخر.

* ماسبب انكفاء الكرد وتوزعهم في معارضات مختلفة، جلّها لا تقدّم حلولاً واضحة للمشكل الكردي..لماذا لا يفكّر الكرد في كوردستان سوريا بتأسيس منصة معارضة مستقلة بذاتها ومدعومة دولياً؟
**لا أعلم كيف للكرد أن يؤسّسوا منصة (مدعومة دولياً !) وهم لم يستطيعوا الاتفاق فيما بينهم بعد سنتين من الحوارات، وباشراف أمريكي مباشر؟
المسألة أعقد من مجرّد تمنيّات، وخاصة في ظل الوضع المعقّد في المنطقة وسوريا، والذي يؤثّر سلباً على الكرد وتعبيراتهم السياسية واستراتيجيتهم، وبالتالي فإن الحوار الكردي يبقى الخطوة الأولى، قبل الكلام عن استراتيجية عامة للكرد جميعاً، وقد يكون من ضمنها تأسيس منصة خاصة بنا.

* توجّهون انتقادات شديدة لإدارة pkk – pyd المسماة؛ الإدارة الذاتية، وتسعون لإنجاح الحوار والشراكة معهم، وهم رافضون، أليست هذه ازداوجية سياسية؟
**لا يوجد تعارض بين النقد والحوار، فكلا الطرفين لهما سياسة، وتحالفات مختلفة عن الآخر، وبالتالي النقدُ مشروعٌ ومطلوبٌ، ويمكننا في الوقت نفسه أن نتحاور للوصول إلى النقاط التي تهمُّ الشعب الكردي ومستقبله، وحتى ضمن التجارب الائتلافية والتحالفات نفسها فإن النقد موجود، بل مطلوب .
الحوار هو السبيل الوحيد لحلّ المشاكل بين الأطراف السياسية، أما اعتماد وسائل القمع فإنها لا تجلب سوى المآسي والنتائج السلبية، ولا يستفيد منها سوى أعداء الكرد.
وعندما يتوقّف النقد، فهذا يعني أن حكم الحزب الواحد والدكتاتورية والشمولية قد سادت في المجتمع، ورأينا جميعاً أن مصير الأنظمة التي منعت النقد، وتعاملت بمنطق القوة مع كل معارض لها كيف أنها تهاوت بطريقة مريعة؟!
بالمجمل يمكن أن أقول لك: علينا أن نتّعظ بهذه التجارب، لا أن نكرّرها بصورة رديئة.
* يبدو أن الجهات الأمريكية والأوروبية ما عادت تكترث بانتهاكات سلطة pyd – pkk في كوردستان سوريا، من خطف، قتل تحت التعذيب، اختفاء قسري، تجنيد أطفال، حرق مكاتب…الخ، لماذا لا تلجؤون للقضاء الأوروبي والأمريكي للضغط على هذه السلطة؟
**حسب معرفتي، هناك أصول ومحددات لتقديم الشكاوى للمحاكم الأوربية والدولية، ومنها كمثال أن محكمة العدل الدولية لا تقبل الدعاوى إلا من الدول، وعادة يجب أن تكون قد وقعت على اتفاقيات دولية تتعلق بحقوق الإنسان..
كما أن المحكمة الأوربية لحقوق الإنسان أيضاً تنظر فقط في الانتهاكات التي تحصل بين الدول الأعضاء.

* العمال الكردستاني وفرعه السوري يدير اللعبة الإعلامية بنجاح على صعيد قلب الحقائق وصناعة التضليل والكذب. لماذا أنتم ضعيفون على الصعيد الإعلامي لمواجهة إعلام pkk – pyd على صعيد نشر الحقائق والتأثير على المجال والمزاج الكردي العام؟
**يحتاج الإعلام إلى دعم مادي ليستطيع القيام بدوره، وخاصة في ثورة الاتصالات التي نعيش في كنفها، والمجلس لا يملك هذا الدعم، وهذه الإمكانيات، بينما pyd  وعن طريق إدارته للمعابر، وللنفط، وغيرها من الموارد، يحصل على مبالغ هائلة، يستطيع بها إدارة إعلامه، ولا مجال للمقارنة مع المجلس، حيث يملكون العديد من الأقنية التلفزيونية والإذاعات والمواقع الالكترونية، كما أنهم يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً.
ومع ذلك فإنني لا أبرّر للمجلس ضعفَه الإعلامي، وعلينا تدارك ذلك، فحتى الإمكانيات المتوفرة والقليلة، يمكن أن يكون الوضع الإعلامي للمجلس أفضل مما هو عليه حالياً.

*لماذا لا يمتلك الحزب مشاريع اقتصادية في أوروبا أو كوردستان العراق، لزيادة موارد الحزب وقدراته؟
**نفس الكلام يقال عن المشاريع الاقتصادية، فمن دون رأسمال لا يمكن الكلام عن مشاريع، ولا عن أرباح يمكن الاستفادة منها، ومع ذلك علينا أن نفكّر بذلك مستقبلاً عند توفّر الظروف والإمكانيات اللازمة.

*ماذا فعل حزبكم لجذب أحزاب خارج إطار المجلس والمسماة الإدارة الذاتية، كحزبَيْ التقدُّمي وحزب الوحدة وغيرهما؟
**كانت هناك حوارات ببننا، وببن التقدمي في المرحلة التي تلت انسحابهم من المجلس، لكننا لم نتوصل إلى أية نتائج، أما حزب الوحدة، فلم تكن بيننا حوارات، وعلى العموم كانت هناك بعض الأفكار في حزبنا، والمجلس بإمكانية تطوير العلاقات مع هذه الأحزاب، إلا أنها لم تترجم على أرض الواقع..
كما أن التطورات الحالية في المنطقة، وعملية إعادة تأهيل النظام، تتطلب من الجميع أن يكونوا على مستوى المسؤولية، حيث أن مصير الشعب الكردي في سوريا ومستقبله على المحك..وهذه مسؤولية كبيرة غير محصورة على حزب دون الآخر، وبالتالي مطلوب من جميع الأحزاب والقوى الكردية وضع خلافاتها على طرف، والدخول في حوار جاد من أجل مستقبل آمن لشعبنا.

*لماذا-برأيك- استمرت المقتلة السورية كل هذه السنوات؟ من المسؤول عن ديمومتها حتى الآن؟
**الجميع يتحمل جزءاً من المسؤولية وبدرجات متفاوتة، النظام والمعارضة والمجتمع الدولي. إلا ان النظام يتحمل المسؤولية الأساسية في دوام المقتلة وإراقة دماء السوريين، بإصراره على الحلّ العسكري والقمع بكل أنواعه بدلاً من التفاهم مع شعبه للوصول إلى حلٍّ يُرضي الجميع. إلا أن العرش كان الأهم للنظام من دون الشعب السوري. وهو حتى هذه اللحظة يرفض قبول أيّ تنازل أو تغيير لصالح الحل السياسي. وهذا ما رأيناه خلال الجولات العديدة التي جرت للجنة الدستورية، وهو مصرّ على دوام المقتلة بدلاً من التوافق مع شعبه..
أما المعارضة والتي كانت نتاج عقود من غياب الحياة السياسية، فإنها لم تكن بالمستوى المطلوب في التعامل مع مسألة التغيير المطلوبة. تفاقمت الأخطاء بعد عسكرة الثورة، ولم تستطع تقديم نموذج جاذب للمجتمع الدولي لتدعمه، بل أن ممارساتها في المناطق التي خرجت من سيطرة النظام وتمّ إدارتها من قبل البعض من المعارضة أسوأ من ممارسات النظام.  وشعاراتها كانت متخلفة تريد إعادة سوريا إلى الوراء بدلاً من طرح أفكار عصرية ومدنية وممارسة ذلك على أرض الواقع وتُطمئِن المجتمع الدولي والشعب السوري وتكسب دعمه. كما أن تشظّي هذه المعارضة وخلافاتها وصراعاتها كانت سبباً لنفور المجتمع الدولي وحتى الشعب السوري منها.
ولا ننسى أنه ولظروف موضوعية وصل الأمر بالمعارضة بالاعتماد كلياً على الخارج، وبالتالي ارتهنت لإرادة الآخرين. كل ذلك كان بشكل أو بآخر سبباً لدوام إراقة الدماء.
أما المجتمع الدولي، وممثلاً بشكل خاص بأمريكا وأوروبا فقد كان متردداً منذ البداية، ولم يكن يملك رؤية واضحة في التعامل مع الملف السوري. ولم تتدخل بالتالي لحسم الموقف كما فعل في دول أخرى من الربيع العربي.
والنتيجة كان تدخُّل روسيا وإيران لصالح النظام ودعمه عسكرياً واقتصادياً.
ويمكن القول: إن عدم الوضوح لازال قائماً، والنظام استفاد من ذلك في تقوية موقعه، وهذا ما نراه في هرولة الجميع للتطبيع مع النظام. فهل سيكون هذا التطبيع مشروطاً بالحل السياسي كما نسمعه أحياناً من الدول التي تريد التطبيع؟ هذا ما سنراه مستقبلاً مع أنني أشك بذلك. ولكن الأكيد هو أن كل ذلك أدى، وسيؤدّي إلى المزيد من الدماء.

*الجامعة العربية” تهرول” لإعادة تدوير النظام السوري، برأيك هل يستحق النظام العودة للحاضنة العربية، وللمشهد الدولي بعد جرائم بحق البشر والحجر؟
**لا يستحق طبعاً بعد كلّ ماعمله ضد شعبه من قتل ودمار وتهجير وتشريد، ولكن مصالح الدول لا تُعير اهتماماً لمشاعر المجتمع، فهي جامدة، وبلا روح أو عاطفة.
وعلى السياسيين التعامل مع ذلك على هذا الأساس..وعندما نلاحظ أن الأمر قد وصل بالسعودية وتركيا بإعادة العلاقات مع النظام السوري، وهي من الدول التي ساندت المعارضة منذ البداية، فيكون الانطباع أنهم توصّلوا لقناعة أنه لم تعد توجد إرادة دولية جادة لتغيير النظام.
وعلى الرغم من المعارضة الأمريكية والأوربية لذلك إعلامياً فإنني أعتقد أنهم سيراقبون تطورات هذا التطبيع، ولن يعارضوه فعلياً، فإن تمكن هذا التطبيع من إحداث أي اختراق في ملف الحل السياسي، فسيكون حتماً مفيداً للجميع..
وهو أمر غير واضح، بل من الصعب حدوثه.
كاميران حاجو- بروفايل
مواليد بلدة تربه سبي 1959 
إجازة في الهندسة الميكانيكية 1983
نائب رئيس «إعلان دمشق في الخارج» 2009
عضو مؤسس للمجلس  الوطني السوري 2011
عضو لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس الوطني الكردي 2011 – 2013
مسؤول مكتب العلاقات الخارجية للمجلس الوطني الكردي في سوريا 2018
عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا 2014

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف تعود سوريا اليوم إلى واجهة الصراعات الإقليمية والدولية كأرض مستباحة وميدان لتصفية الحسابات بين القوى الكبرى والإقليمية. هذه الصراعات لم تقتصر على الخارج فقط، بل امتدت داخليًا حيث تتشابك المصالح والأجندات للفصائل العسكرية التي أسستها أطراف مختلفة، وأخرى تعمل كأذرع لدول مثل تركيا، التي أسست مجموعات كان هدفها الأساسي مواجهة وجود الشعب الكردي، خارج حدود تركيا،…

روني آل خليل   إن الواقع السوري المعقد الذي أفرزته سنوات الحرب والصراعات الداخلية أظهر بشكل جلي أن هناك إشكاليات بنيوية عميقة في التركيبة الاجتماعية والسياسية للبلاد. سوريا ليست مجرد دولة ذات حدود جغرافية مرسومة؛ بل هي نسيج متشابك من الهويات القومية والدينية والطائفية. هذا التنوع الذي كان يُفترض أن يكون مصدر قوة، تحوّل للأسف إلى وقود للصراع بسبب…

خالد حسو الواقع الجميل الذي نفتخر به جميعًا هو أن سوريا تشكّلت وتطوّرت عبر تاريخها بأيدٍ مشتركة ومساهمات متنوعة، لتصبح أشبه ببستان يزدهر بألوانه وأريجه. هذه الأرض جمعت الكرد والعرب والدروز والعلويين والإسماعيليين والمسيحيين والأيزيديين والآشوريين والسريان وغيرهم، ليبنوا معًا وطنًا غنيًا بتنوعه الثقافي والديني والإنساني. الحفاظ على هذا الإرث يتطلب من العقلاء والأوفياء تعزيز المساواة الحقيقية وصون كرامة…

إلى أبناء شعبنا الكُردي وجميع السوريين الأحرار، والقوى الوطنية والديمقراطية في الداخل والخارج، من منطلق مسؤولياتنا تجاه شعبنا الكُردي، وفي ظل التحولات التي تشهدها سوريا على كافة الأصعدة، نعلن بكل فخر عن تحولنا من إطار المجتمع المدني إلى إطار سياسي تحت اسم “التجمع الوطني لبناء عفرين”. لقد عملنا سابقاً ضمن المجتمع المدني لدعم صمود أهلنا في وجه المعاناة الإنسانية والاجتماعية…