حقائق لن تخفى على العالم!

نظام مير محمدي*

تصاعدت المواجهات بين القوات الأمريكية والمليشيات التابعة النظام الإيراني في سوريا. وأطلقت هذه الميليشيات عدة صواريخ وطائرات مسيرة على قواعد أمريكية في شرق سوريا يوم الجمعة. وجاءت هذه الهجمات رداً على الهجوم الانتقامي للقوات الأمريكية على مواقع المليشيات الموالية لنظام الملالي، حيث أسفر هذا الهجوم، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن مقتل 19 مسلحاً من المليشيات. رداً على هذا الهجوم، استهدفت القوات الأمريكية مستودع أسلحة ومركز مراقبة ومراقبة لقوات المليشيات في شرق سوريا بطائرتين من طراز F-15. وفي أعقاب الهجوم الأمريكي، استهدفت قوات المليشيات الموالية لنظام الملالي، مساء الجمعة، قاعدة تابعة للقوات الأمريكية في حقل كونيكو للغاز شرق مدينة دير الزور السورية. وفي خضم هذه الأحداث، تطرح أسئلة كثيرة أهمها إلى متى سيستمر النظام الإيراني في التدخل في شؤون المنطقة؟
ليس هناك من موضوع مهم يفرض نفسه بقوة على الصعيد الداخلي الإيراني وعلى الصعيد الدولي کما الحال مع موضوع التغيير السياسي الحقيقي في إيران خصوصًا وإن دور النظام وتأثيره قد تجاوز ليس الحدود الإيرانية فقط وانما حدود منطقة الشرق الأوسط بحالها بحيث جعل من قضية التدخلات الإيرانية في بلدان المنطقة، قضية تمس السلام والامن والاستقرار على المستوى الدولي، ولهذا فإنه وفي الوقت يطالب فيه الشعب الإيراني وبإلحاح بتغيير النظام، فإننا يجب أن نعلم بأن بلدان المنطقة والعالم تتطلع لإجراء تغيير سياسي في إيران يتم بموجبه وضع حد للتدخلات هذه.
السؤال هو: هل التغيير السياسي ممکن في إيران في ظل النظام الإيراني القائم على أساس نظرية ولاية الفقيه؟ من صدق ذلك فإنه لايعلم شيئا عن أسس ومبادئ نظام ولاية الفقيه، فهذا النظام هو بمثابة حالة منغلقة على نفسها ومنعزلة عن العالم، فهو لايقبل أي تغيير مهما کان شکله ونوعه وحجمه ويؤمن بأمر واحد وهو إن أفکاره ومبادئه هي الصحيحة ولايمکن القبول بغيرها معتبرًا إياها غير صحيحة ويجب رفضها جملةً وتفصيلًا.
الشعب الإيراني الذي تم خداعه لفترة طويلة بشعارات الاصلاح والاعتدال وإيهامه بتحسين أوضاعه المعيشية، کما إن البلدان الغربية التي جرت لأکثر من 3عقود خلف سراب الاصلاحات والاعتدالات المزعومة وإحتمال حدوث تغيير من داخل النظام لکن صار واضحًا بأن کل ماقد زعمه النظام بهذا الصدد کان محض کذب وخداع، ولذلك  فإن الانتفاضة الشعبية العارمة التي دخلت شهرها السابع والتي لايتمکن النظام من إخمادها تمامًا کعزلته الدولية وعدم الثقة به ووصول المحادثات النووية الى طريق مسدود، ولذلك فإن النظام قد وصل الى الحيز الذي يخشى منه کثيرًا وهو حيز الانهيار والسقوط لأن الانتفاضة الحالية تطالب وبجدية بالغة بتغيير هذا النظام والذي لايمکن أن يتم إلا بإسقاطه.
مع الاخذ بنظر الاعتبار التأثيرات الکبيرة لإنتفاضة 16 سبتمبر2022، من حيث جعلها قضية التغيير حيوية في إيران ولامناص منها، فإن ماقد صدر من قرارات دولية أخيرة وبشکل خاص القرار 100 الصادر عن الکونغرس الامريکي والقرار الذي صدر عن البرلمان الأوربي والذي طالب بتصنيف جهاز الحرس الثوري ضمن قائمة المنظمات الارهابية، وتبعا لذلك تزايد إحتمالات إنهيار النظام لأن الاجواء کلها داخليًا وخارجيًا قد أصبحت ملائمة ومهيأة لذلك. وأخيرًا، السؤال الذي نبحث عن جوابه هو، هل يمكن للنظام الإيراني منع تدخلاته في دول المنطقة التي بدأت قبل 44 عامًا؟
* كاتب حقوقي وخبير في الشأن الإيراني

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…