اين كانت النخوة العشائرية كامنة؟

شيرزاد هواري 

 رغم حجم الدمار الذي لحق بالبيت والمجتمع السوري على طول خريطة الوطن الجريح جراء براميل النظام الهالك ،بقي مايسد الرمق حقيقة الطبيعة العشائرية لأهل سوريا الأحرار منهم ،والذي تجلى وضوحاً ممارسته بعد كارثة الزلزال الأخيرة لإغاثة أبنائهم وأهل  المنطقة كعمل خيري تقدمته سائر عشائر سوريا مشكورة.
إلاإننا كنا أمام كارثة إنسانية جعلت حتى الغرباء والأجانب  من العالم يمدون يد العون والمساعدة للمنكوبين .
فكيف بأهل الدار والديار ؟!!!
وهذا ما عرفناه عن عشائرنا السورية، فكانت خيامهم ومضافات الشيوخ محط استقبال وترحاب للقاصدين إليهم حيث الطيبة والنخوة والأصالة السورية بمختلف إنتماءاتهم العشائرية والسياسية 
ولكننا لم نتفاجئ بأعمالهم الإجتماعية والوطنية الخيرة تلك فهو من شيمهم .
إلاأن الغريب غيابهم عن الساحة في رد المظالم الحقيقية لأهلنا وبل العديد منهم أخذ من منازل أهلنا مقرات ومساكن لهم وبمختلف مناطق الشمال وبعفرين تحديداً وبل أخذوا دور المتفرج على الغزوة التي اجتاحت المنطقة هذا إن لم يكون مشاركاً من خلال عشيرته نسبياً.
ولابد إن تلك التصرفات مدانة جملة وتفصيلاً لجميع المناطق حتى لو كانت بإشراف عسكري او مدني لمنازل اهلنا في تل رفعت والرقة ودير الزور ورأس العين والحسكة والشدادي … الخ 
أسئلة عدة أحاول إيجاد حلول لها ولكننا نعجز !!!!
فمثلاً أين كانت تلك العشائر والشيوخ أثناء حملات النهب والسرقة التي طالت مراراً بيوت ومنازل أخوتهم الكورد أهل عفرين الأصلاء بدءاً من التجهيزات المطبخية ووصولاً لقطع الآليات الزراعية والجرارات والسيارات والدراجات النارية وسائر مستلزمات الحياتية وعموم المحلات والدكاكين والمخازن التجارية والصيدليات والادوات المكتبية والتي اختفت بلمحة برق خلال أسابيع.
و لما لم يسأل أحد  الشيوخ أبناء عشيرته من أين يأتي بكل تلك المواد والزيوت الزيتونية لدرجة أصبح تاجراً يعتاش عليه ؟
كم سهل إلقاء الخطب الثورية السورية ؟
لمالم نرى شيوخاً وبالجملة واقفين امام طوابير الشاحنات والسيارات التعفيش التي طالت ديار المسلمون الكورد درءاً للتأخي وحفاظاً على أواصر العيش المشترك والسلم الأهلي؟
لما أعتبرت منطقة بأكملها غنائم حروب وكأنه أموال للكفار 
ولما لم يمنعوا إستغلال ضعف أخاه المسلم لدرجة سرقت حتى كتب القرآن من ديارنا ؟!!!!
أين كانوا نائمين هؤلاء الشيوخ؟
 وكيف سمحوا لذواتهم بإستخدام آليات التعفيش والتي تعود ملكيتها لأخوة لهم بالدين الحنيف ؟!!!
كيف يسمح هؤلاء لأنفسهم وبقطاعاتهم العشائرية التدفئة بنيران حطب الزيتون المبارك  المقطوع دون علم أهلها أو غصب عنهم 
أو دون إرادتهم علماًاغلبهم يرتادون خطب الجمعة والجوامع ويدعون مخافة اللّه صباحاً ومساءاً ويسيئون للدين ايضاً.
خلاصة الكلام الذي سيبني سوريا المستقبل لايقبل على نفسه وأجياله وعائلته وعشيرته كل هذا التاريخ الأسود، 
هل سأل أحدهم أحد ابناء العشيرة أو البيت من أين لك هذا كله مثلاً 
ولابد إننا هنا لم نتكلم عن الشرفاء والأحرار الذين لم يقبلوا على أنفسهم وعشائرهم وعناصرهم إرتكاب أية رزيلة أو سرقة أو  انتهاك.
 وكانوا على الدوام قدوة مجتمعية صالحة وراشدة للإنارة الإجتماعية ووقفوا بالمرصاد ضد هكذا تصرفات قد تسيئ لهم ولتاريخهم الإجتماعي النبيل 
ولاننسى هنا دور بعض رجال العشائر العربية التي كانت مساهماتهم رائدة للوقوف مع الحق والحقوق بمساعدة المظلومين والمنكوبين ورد الحقوق ولايخلو الأمر طبعاً ،كون التاريخ يقيد تسجيلاً كل شاردة أو واردة
 ولهؤلاء الشرفاءالتحية والسلام والتقدير وهم أملنا بشراكة وطنية وحقيقية  لبناء وطن يتسع الجميع سوريا ً ويلبي طموحات الجميع ويستوعب الجميع ويحقق اماني شعبنا السوري الثائر.
فالذي سيبدأ بتصحيح المسار لعشيرته لابد من إجراء محاكمة مصيرية وضميرية لنفسه وعشيرته لتقويم مايمكن إصلاحه فكلنا خطائون وجل من لايخطئ .
وياترى هل يستطيع ترميم مادمره سنوات العجاف الماضية ؟

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف تعود سوريا اليوم إلى واجهة الصراعات الإقليمية والدولية كأرض مستباحة وميدان لتصفية الحسابات بين القوى الكبرى والإقليمية. هذه الصراعات لم تقتصر على الخارج فقط، بل امتدت داخليًا حيث تتشابك المصالح والأجندات للفصائل العسكرية التي أسستها أطراف مختلفة، وأخرى تعمل كأذرع لدول مثل تركيا، التي أسست مجموعات كان هدفها الأساسي مواجهة وجود الشعب الكردي، خارج حدود تركيا،…

روني آل خليل   إن الواقع السوري المعقد الذي أفرزته سنوات الحرب والصراعات الداخلية أظهر بشكل جلي أن هناك إشكاليات بنيوية عميقة في التركيبة الاجتماعية والسياسية للبلاد. سوريا ليست مجرد دولة ذات حدود جغرافية مرسومة؛ بل هي نسيج متشابك من الهويات القومية والدينية والطائفية. هذا التنوع الذي كان يُفترض أن يكون مصدر قوة، تحوّل للأسف إلى وقود للصراع بسبب…

خالد حسو الواقع الجميل الذي نفتخر به جميعًا هو أن سوريا تشكّلت وتطوّرت عبر تاريخها بأيدٍ مشتركة ومساهمات متنوعة، لتصبح أشبه ببستان يزدهر بألوانه وأريجه. هذه الأرض جمعت الكرد والعرب والدروز والعلويين والإسماعيليين والمسيحيين والأيزيديين والآشوريين والسريان وغيرهم، ليبنوا معًا وطنًا غنيًا بتنوعه الثقافي والديني والإنساني. الحفاظ على هذا الإرث يتطلب من العقلاء والأوفياء تعزيز المساواة الحقيقية وصون كرامة…

إلى أبناء شعبنا الكُردي وجميع السوريين الأحرار، والقوى الوطنية والديمقراطية في الداخل والخارج، من منطلق مسؤولياتنا تجاه شعبنا الكُردي، وفي ظل التحولات التي تشهدها سوريا على كافة الأصعدة، نعلن بكل فخر عن تحولنا من إطار المجتمع المدني إلى إطار سياسي تحت اسم “التجمع الوطني لبناء عفرين”. لقد عملنا سابقاً ضمن المجتمع المدني لدعم صمود أهلنا في وجه المعاناة الإنسانية والاجتماعية…