بشار أمين : البارزاني روح الأمل والتفاؤل، والسند في المحن والملمات

حاوره: عزالدين ملا

قال بشار أمين عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا في حوار خاص مع صحيفتنا ” كوردستان”: كان للزلزال الأثر البالغ في التكاتف بين السوريين على مختلف مشاربهم وانتماءاتهم القومية والدينية – رغم تقصير النظام ومساعيه لاستثمارهما سياسيا وابتغاء التطبيع معه عربيا ودوليا – كما ساهم هذا الوضع في التكاتف بين السوريين والأتراك ايضا وساهم بقوة في توحيد الشعور بالمعاناة وتقديم العون والمساعدة لإخوانهم دون تمييز تجلى ذلك بوضوح بعد مبادرة الرئيس المناضل مسعود بارزاني ووصول مساعدات مؤسسة بارزاني الخيرية الى مناطق الكارثة.
يتابع أمين: وكان زيارة الرئيس نيجيرفان بارزاني إلى المناطق المتضررة من الزلزال ولقاء سيادته مع بعض العوائل المتضررة من الكرد مثابة اسعاف معنوي عالي الشأن وبلسم قوي في تخفيف آلام الجماهير ومعاناتها، تجلى ذلك في استقبال الأهالي لسيادته بالهتاف والزغاريد رغم شدة هول الكارثة، وبثت الزيارة فيهم روح الأمل والتفاؤل، على أن لهم سند وظهير في المحن والملمات.
عن مؤتمر الحزب الديمقراطي وما يتعلق بسياسته وخطه النضالي، أكد أمين: أن هناك ثوابت للحزب ” الإلتزام بالخط القومي على قاعدة نهج الكوردايتي نهج البارزاني الخالد، والعمل بما ينسجم مع الخط العريض للمشروع القومي الكوردستاني الذي يقود الرئيس المناضل مسعود بارزاني، والعمل الى جانب الأحزاب والمكونات الأخرى من أجل تعزيز دور المجلس الوطني الكُردي في سوريا من خلال التوفيق الدقيق بين العمل مع المعارضة الوطنية السورية نحو بناء سوريا المستقبل دولة لا مركزية ” اتحادية ” ديمقراطية لكل السوريين والحفاظ على الخصوصية القومية للمجلس ولشعبنا.
بالنسبة للائتلاف ووجود المجلس فيه، يقول بشار أمين: يبقى وجود مجلسنا في هذا الإطار ضروري حتى الآن، أو حتى ايجاد البديل الأنسب، أو العمل بإتجاه ترميمه واعادة هيكلته وتصحيح الأخطاء ما أمكن وترسيخ الجوانب والممارسات الإيجابية، ثم ان مجلسنا ولو انه يلتزم معه بحسب الاصول التنظيمية، إلا انه بقي محافظا على خصوصيته القومية واستقلالية سياسته الخاصة به.
وعن سياسة إقليم كوردستان، يشير أمين: أن السياسة الحكيمة المرنة والمتوازنة التي يؤسسها الرئيس المناضل مسعود بارزاني وتمارسها قيادة الإقليم رئيسا وحكومة وشعبا هي التي تسري وتحقق التوافق ولو بشكل نسبي بين القوى والأطر السياسية على مستوى العراق وفي داخل اقليم كوردستان. ويعتقد: ان نتائج تلك زيارات رجالات إقليم كوردستان الخارجية، تظهر فعاليتها تباعا ومنها ما قد تظهر مستقبلا، كما يمكن القول بأن لهذه الزيارات حساباتها وتوجهاتها المستقبلية للإقليم ولقضية الشعب الكُردي على مستوى عموم أجزاء كوردستان، لهما كل التوفيق مع وافر النجاح والتقدم.
وعن تجربته الشخصية، يقول بشار أمين: ان العمل السياسي ينبغي ان يكون نابعا عن قناعة ومبدأ وليس ترفا سياسيا، كما ان العمل السياسي ليس وظيفة، ولا تقاعد فيه حتى وان بلغ الانسان من” الكبر عتيا “، ومتى ما توفرت القناعة التامة بمبدأ، تبقى المصاعب والعذابات من اجلها سهلة أو حتى ممتعة احيانا، ولعل قضية كقضية شعبنا الكُردي التي تمتاز بعدالتها التامة التي يمكن ان تستمد شرعية العمل السياسي والنضال من أجلها بكل قوة وعزيمة وينبغي ان تكون حافزا للتفاعل الدائم مع التفاؤل في تحقيق تطلعات شعبنا نحو الحرية والإنعتاق.
يشرح أمين عن تجربته وحبه للكتابة: حقيقة احترم الكاتب المبدع المفيد بصرف النظر عن التوافق أو الاختلاف معه فيما يذهب إليه، ولا إزعم انني في عداد الكتاب المبدعين من الطراز الرفيع، بل لدي اهتمام أو ربما محاولات في المقالة وإبداء الرأي أو الموقف السياسي، كما أرى ان يكون العمل الصحفي أو الإعلامي ضمن نسقه المنظم أو اصوله وقواعده، ومتى ما تجاوز ذلك العمل حدوده المهنية غدا محصورا في دور الفرد أكثر ما يكون عبر المجموعة، عملت ردحا من الزمن في الصحافة الحزبية وفي موقع رئيس تحرير وضمن هيئة تحرير منظمة “محررين ومراسلين ومدقق لغوي.. الخ”.
س1- الزلزال الذي ضرب مناطق واسعة في جنوب تركيا وشمال غرب سوريا، خلف اضرارا بشرية ومادية هائلة، ما ميز رغم هول الكارثة ، التكاتف السوري في توحيد الشعور بالمعاناة وتقديم العون والمساعدة لإخوانهم دون تمييز، ماذا تقول تجاه ذلك؟ وهل سيكون له خطوات ايجابية في حلحلة الوضع السوري؟
ج1- الزلزال المدمر يوم 6شباط 2023 الذي ضرب مناطق واسعة من جنوب تركيا وشمال غرب سوريا أودى بحياة عشرات الآلاف من البلدين واصابة مئات الآلاف منهم ودمر آلاف المباني والمحلات والطرقات والجسور ..الخ، وكذلك الزلزال الأخير فيما بعد، كان لهما الأثر البالغ في التكاتف بين السوريين على مختلف مشاربهم وانتماءاتهم القومية والدينية – رغم تقصير النظام ومساعيه لاستثمارهما سياسيا وابتغاء التطبيع معه عربيا ودوليا – كما ساهم هذا الوضع في التكاتف بين السوريين والأتراك ايضا وساهم بقوة في توحيد الشعور بالمعاناة وتقديم العون والمساعدة لإخوانهم دون تمييز تجلى ذلك بوضوح بعد مبادرة الرئيس المناضل مسعود بارزاني ووصول مساعدات مؤسسة بارزاني الخيرية الى مناطق الكارثة حيث استقبلت بالورود وحولت الاوضاع الكارثية إلى ارتياح عام لدى الجماهير المنكوبة، كونها ساهمت بسخاء في توزيع المساعدات على المنكوبين دون تمييز، هذا التكاتف بين السوريين لاشك انه يعزز عامل الثقة ويزيد أواصر العلاقات التاريخية بين المجتمع السوري، وقد يأتي بخطوات ايجابية في شأن الأزمة السورية وفي التوجه نحو سوريا المستقبل، ولئن تجاهل البعض هذا الدعم السخي من إقليم كوردستان مثل النظام السوري والمرصد السوري لحقوق الانسان ولأسباب سياسية أو عنصرية فإن ذلك لا يقلل من شأنها واهميتها لدى اصحاب الشأن وحتى على المستوى الإقليمي والدولي.
س2- اقرت الأمم المتحدة بفشلها في مساعدة آلاف السوريين وعجزها في ايصال المساعدات الى آلاف المنكوبين، ما دلالات هذا الاعتراف الخطير؟
ج2- الواقع ان تقصير الأمم المتحدة كان واضحا جدا ولم تبادر في الوقت المناسب للكارثة التي حلت بـ سوريا وتركيا جراء الزلزال المدمر المذكور، حيث دعت إلى الاجتماع بهذا الشأن بعد مضي ثمانية ايام على الزلزال، في حين كان ينبغي لها ان تكون سباقة، تبادر قبل الدول والمؤسسات المعنية وخصوصا في مثل هذا الشأن، ما يعني ان الجانب السياسي كان طاغيا، بمعنى محاولات تسيس الكارثة من جانب البعض أدى إلى العرقلة والتقصير .. الواقع ان هيئة الأمم المتحدة غدت مترهلة وعاجزة ولاسيما في العقود الأخيرة من الزمن عن أداء مهامها وواجباتها بشكل عام وفق ميثاقها وملحقاته، لأنها اصبحت اسيرة دور بعض الدول العظمى وخصوصا تلك التي تمارس حق النقض ” الفيتو الدول الخمسة دائمة العضوية ” ولا يسري أي مشروع قرار مهم ما لم يتم التوافق عليه من ذات الدول الخمسة، الأمر الذي يقتضي مراجعة نقدية وتعديل ما يمكن تعديله أو ما يضمن تفعيل هذه الهيئة الدولية من جديد.
س3- كيف تقرأ زيارة الرئيس نيجيرفان بارزاني الى المناطق المتضررة من الزلزال واللقاء مع بعض عوائل المتضررين الكرد ؟
ج3- زيارة الرئيس نيجيرفان بارزاني إلى المناطق المتضررة من الزلزال ولقاء سيادته مع بعض العوائل المتضررة من الكُرد كان مثابة اسعاف معنوي عالي الشأن وبلسم قوي في تخفيف آلام الجماهير ومعاناتها، تجلى ذلك في استقبال الأهالي لسيادته بالهتاف والزغاريد رغم شدة هول الكارثة، وبثت الزيارة فيهم روح الأمل والتفاؤل، على أن لهم سند وظهير في المحن والملمات، طوبى للرئيس البارزاني مع دوام التقدم والتوفيق لما فيه خير شعبنا وتقمه وازدهاره.
س4- القرار الدولي بعد كارثة الزلزال برفع العقوبات عن النظام السوري وفتح المعابر، برأيك هل له تبعات سلبية ام ايجابية مستقبلا؟
ج4- قرار رفع العقوبات عن النظام السوري وفتح المعابر الحدودية هو مؤقت ولمدة زمنية محدودة، بل هو مرهون بنتائج الزلزال والكارثة التي حلت بكل من سوريا وتركيا، بغية وصول المساعدات دون قيود من أية دولة شاءت للمنكوبين عبر تلك المعابر، ومع ذلك حاول النظام السوري إبتزاز الجهات المعنية، وتماطل في فتح المعابر، واستطاع استثمار الوضع سياسيا ومحاولة التطبيع مع بعض الدول العربية عبر هذه الأوضاع، ووصلته المساعدات بمئات الشاحنات البرية والجوية، وعمد إلى توزيعها في مناطق سيطرته فقط دون المناطق المنكوبة الأخرى مثل عفرين وجنديرييس وغيرهما، ولاشك ان القرار المذكور هو ايجابي، وينبغي ان يكون له تبعات ايجابية ايضا، وفي سوريا المستقبل.
س5- بحسب التوقعات، مؤتمر حزبكم قريب الانعقاد والتحضيرات جارية، لو تشرح لنا عما يتم تحضيره؟ وهل هناك برنامج ومشروع جديد للحزب ليتم طرحه في المؤتمر؟ ام سيكون مؤتمرا مثل غيره من المؤتمرات ؟
ج5- نعم، التحضيرات جارية لعقد مؤتمر حزبنا “الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا، حيث العمل موزع بين مختلف اللجان والمكاتب”، مراجعة النظام الداخلي، البرنامج السياسي، اجراء احصاء عام للأعضاء، اللجنة التحضيرية المشرفة على الانتخابات، هيئة التواصل والتنسيق بين تلك اللجان.. الخ” وما يتعلق بسياسة الحزب وخطه النضالي فهناك ثوابت للحزب ” الالتزام بالخط القومي على قاعدة نهج الكور دايتي نهج البارزاني الخالد، والعمل بما ينسجم مع الخط العريض للمشروع القومي الكوردستاني الذي يقود الرئيس المناضل مسعود بارزاني، والعمل إلى جانب الأحزاب والمكونات الأخرى من أجل تعزيز دور المجلس الوطني الكردي في سوريا من خلال التوفيق الدقيق بين العمل مع المعارضة الوطنية السورية نحو بناء سوريا المستقبل دولة لا مركزية “اتحادية” ديمقراطية لكل السوريين والحفاظ على الخصوصية القومية للمجلس ولشعبنا، وما يتعلق بالأعمال والنشاطات المستقبلية فهي مرهونة بأوانها، ومن الجدير ذكره أن ترتيبات هذا المؤتمر تختلف عما سبقته من المؤتمرات الحزبية، عبر التوجه نحو الاستفادة من تجربة المؤتمر الرابع عشر للحزب الشقيق “الحزب الديمقراطي الكوردستاني pdk / العراق” سواء بأسلوب وطريقة عقد المؤتمر أو نقاشاته أو بنتائجه وقراراته، لأن في ذلك قد يكمن النجاح وبالتالي ضمان التنسيق والترتيب مع ذاك الحزب الشقيق وسياساته.
س6- عقد المجلس الوطني الكردي اجتماعا، وانتخب امانة عامة للمجلس، وارجأ انتخاب رئاسة المجلس الى فترة معينة، وناقش موضوع تفعيل المجلس المحلي في عفرين وفتح مقرا له، لو امكن ان توضح للقراء عن هذا الاجتماع والقرارات المتخذة؟
ج6- اجتماع المجلس الوطني الكُردي في سوريا كان اعتياديا، و من اهم اعماله استعراض الوضع السياسي بشكل عام ” محليا وإقليميا ودوليا “ووضع المجلس في الائتلاف بشكل خاص وما ينبغي له من الاستمرارية فيه، وتشكيل لجان ميدانية بخصوص الزلازل لتوثيق الأضرار البشرية والمادية، والعمل فيما بعد لتأمين الدعم والمساعدة للمنكوبين والمتضررين من الجهات الشقيقة والصديقة، ومتابعة الشأن الميداني والاغاثي ووضع البرامج والآليات اللازمة لإيصالها للمعنيين، والسعي لأخذ المجال اوسع لممثلي المجلس في الائتلاف بغية العمل على الأرض وممارسة النشاط السياسي للمجلس في عفرين، ومن خلال فتح مكاتب أو مقرات له إن أمكن بهذا الشأن، وكما ذكرتم انتخاب أعضاء الأمانة من المستقلين والشباب والنساء، وتثبيت النظام الأساسي بعد مناقشته وإدخال التعديلات اللازمة عليه وفق توافقات هولير، والتوجه نحو الانفتاح على أطر المعارضة الوطنية كافة.. الخ.
س7- تيار الحرية الكوردستاني اصدر بيانا اعلن فيه انسحابه من المجلس الكردي، لماذا؟ وفي المقابل قرر المجلس انهاء وجود هذا الحزب في صفوفه، كيف يمكن ان توضح اكثر عن هذا الموضوع؟
ج7- الواقع ان ( تيار الحرية الكوردستاني ) كان يخالف سياسة المجلس الوطني الكُردي وتوجهاته في الكثير من المواقف وعبر التصريحات المختلفة هنا وهناك، واعلن مقاطعة المؤتمر الرابع للمجلس لعدم توفر من يمثله بمستوى القيادة من الأعضاء في الداخل السوري، وليس لعدم اقتناعه، حيث كان حري به حضور المؤتمر وتقديم انتقاداته وملاحظاته بغية مناقشتها ومعالجتها، لكنه ولما علم بضرورة محاسبته على تصرفاته بادر بشكل استباقي إلى الانسحاب من المجلس، بغية تجنب العقوبة المنتظرة بإبعاده عن المجلس، وبدى مؤخرا ميله الواضح نحو ” ادارة ب ي د ” وتجلى ذلك في دعوته لأحزابها عند افتتاح مكتبه في عامودا.
س8- يتفاعل الحديث عن وجود المجلس في الائتلاف السوري لقوى المعارضة، وخاصة في الفترة الأخيرة، هل وجود المجلس في الائتلاف ضرورة ام لا؟ ولماذا؟
ج8- اعتقد ان ( الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ) لا زال هو الإطار الأوسع للمعارضة، ولا يزال المجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة تعتمده، إلا انه وكما تعلمون في تراجع سواء لجهة ادائه السياسي وفعاليته أو بسبب مواقفه من هذه القضية أو تلك، وهكذا تراجع مواقف بعض الدول الصديقة والمعتمدة ازاءه، لكن يبقى الائتلاف حتى الآن هو الاطار الأمثل في عموم المعارضة السورية وهو الاطار الذي وقع مع المجلس من بين الأطر وثيقة خاصة بالشأن الكُردي وقضيته القومية، وعليه يبقى وجود مجلسنا في هذا الاطار ضروري حتى الآن، أو حتى ايجاد البديل الأنسب، أو العمل باتجاه ترميمه واعادة هيكلته وتصحيح الأخطاء ما امكن وترسيخ الجوانب والممارسات الإيجابية، ثم ان مجلسنا ولو انه يلتزم معه بحسب الاصول التنظيمية، إلا انه بقي محافظا على خصوصيته القومية واستقلالية سياسته الخاصة به، تجلى ذلك في العديد من القضايا الهامة أبرزها: ان المجلس غير ممثل في الحكومة المؤقتة، وغير مشارك في “الجيش الحر”، كما انه ظل مستمرا بجد في حوارات التوافق الكُردي حتى عزوف الطرف الآخر منها، وهكذا يبقى المجلس يمارس سياسة متزنة وواضحة.
س9- رئيس اقليم كوردستان، ورئيس الحكومة في زيارات مكوكية الى الدول الإقليمية والدولية؟ كيف ترى هذه الزيارات وخاصة في هذه الظروف المحلية والاقليمية والدولية الاستثنائية؟
ج9- السادة رئيس الإقليم ورئيس حكومة اقليم كوردستان اثبتا حضورهما كرجالات دولة على الساحة السياسية محليا وإقليميا ودوليا، ويعملان على اكثر من مسار ومستوى، وليس لمصلحة الإقليم فحسب بل لمصلحة العراق ككل، سواء لتعزيز العلاقات أو تخفيف وطأة التدخلات الخارجية في الشأن العراقي وسياسته، أو للمصالح السياسية والاقتصادية سواء للإقليم او لعموم العراق، واعتقد ان نتائج تلك الزيارات تظهر وفعاليتها تظهر تباعا ومنها ما قد تظهر مستقبلا، كما يمكن القول بأن لهذه الزيارات حساباتها وتوجهاتها المستقبلية للإقليم ولقضية الشعب الكُردي على مستوى عموم أجزاء كوردستان، لهما كل التوفيق مع وافر النجاح والتقدم.
س10- اقليم كوردستان اثبت وجوده داخل العراق وخارجه من خلال سياساته المتوازنة والمرنة، حسب تحليلك، هل يمكن لهذه السياسات التي تتخذها حكومة اقليم كوردستان ان تجد النور في تحقيق الحلول الجذرية لمشاكل العراق؟
ج10- السياسة الحكيمة المرنة والمتوازنة التي يؤسسها الرئيس المناضل مسعود بارزاني وتمارسها قيادة الإقليم رئيسا وحكومة وشعبا هي التي تسري وتحقق التوافق ولو بشكل نسبي بين القوى والأطر السياسية على مستوى العراق وفي داخل اقليم كوردستان، ولا يخفى على أحد الدور البارز والمتميز لسيادة الرئيس مسعود بارزاني نحو إيجاد الحلول المناسبة لمشاكل العراق سواء الداخلية منها او الخارجية، أو حتى بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم، ولولا العراقيل والعقبات التي يفتعلها بعض الضالعين في مسائل الفساد المالي والإداري، أو بعض المتزمتين ممن تشرب من بقايا النظام البائد من العنصرية والشوفينية – كما في قرار المحكمة الاتحادية الأخير بحجب الموازنة عن الإقليم- لكانت القضايا الخلافية بين هولير وبغداد قد انتهت منذ أمد طويل، ورغم كل ذلك فان السياسة الهادئة والمرنة لقيادة الإقليم هي الفاعلة بالأساس لا السياسات الانفعالية والعصبية بالتأكيد، ولا ننسى دور قيادة الإقليم ولاسيما قيادة ” البارتي ” في تذليل العقبات التي تعترض سبيل التوافق بين القوى والأحزاب الكردستانية لأن “البارتي” اثبت قوته وجدارته بتماسكه وثباته على نهج الكردايتي نهج البارزاني الخالد.
س11- لديك باع طويل في مجال النضال السياسي في الحركة الكردية، لو تشرح شعورك خلال هذه المسيرة الطويلة؟ وهل هناك من اثر او منعك او وقف حجر عثرة في طريقك؟
ج11- اعتقد جازما، ان العمل السياسي ينبغي ان يكون نابعا عن قناعة ومبدأ وليس ترفا سياسيا، كما ان العمل السياسي ليس وظيفة، ولا تقاعد فيه حتى وان بلغ الانسان من” الكبر عتيا “، ومتى ما توفرت القناعة التامة بمبدأ، تبقى المصاعب والعذابات من اجلها سهلة أو حتى ممتعة احيانا، ولعل قضية كقضية شعبنا الكُردي التي تمتاز بعدالتها التامة التي يمكن ان تستمد شرعية العمل السياسي والنضال من أجلها بكل قوة وعزيمة وينبغي ان تكون حافزا للتفاعل الدائم مع التفاؤل في تحقيق تطلعات شعبنا نحو الحرية والانعتاق، ومعلوم ان العمل السياسي لا يسير – كما قيل- بخط مستقيم بل له تعرجاته وصعوباته وعراقيله ولو بشكل نسبي وبحسب الظروف والعوامل السياسية، واصعبها حينما يختلقها رفيقك في العمل سواء لغايات ذاتية ” انانية غيرية” أو لخلفيات سياسية معينة خارج النسق الشرعي، وهذا ما يحصل في العديد من المرات والظروف، اما سواها فينبغي تذليلها والانسان هو من يأتي له بظروف العمل وتسهيلاته.
س12- معروف عنك حبك للكتابة ولك اسلوب وسرد ممتع فيها، هل انخراطك في معترك النضال السياسي سبب في ابتعادك عن هذا المجال بشكل احترافي؟ وهل ندمت يوما، انك لم تول اهتماما بمجال موهبتك في الكتابة؟
ج12- حقيقة احترم الكاتب المبدع المفيد بصرف النظر عن التوافق أو الاختلاف معه فيما يذهب اليه، ولا أزعم انني في عداد الكتاب المبدعين من الطراز الرفيع، بل لدي اهتمام أو ربما محاولات في المقالة وإبداء الرأي أو الموقف السياسي، كما أرى ان يكون العمل الصحفي أو الإعلامي ضمن نسقه المنظم أو اصوله وقواعده، ومتى ما تجاوز ذلك العمل حدوده المهنية غدا محصورا في دور الفرد أكثر ما يكون عبر المجموعة، عملت ردحا من الزمن في الصحافة الحزبية وفي موقع رئيس تحرير وضمن هيئة تحرير منظمة “محررين ومراسلين ومدقق لغوي.. الخ” ودون قيود على الكاتب سواء في الرأي أو في مساحة الكتابة أو تواصلها، بخلاف ما يحدث في بعض الأحيان مثلا من أن الكاتب لا يجوز ان يكتب في عددين متتاليين من الصحيفة وهذا ما يتعارض مع الدوريات ومنها الصحافة اليومية ولو مستقبلا، كما أرى ان المقالات التي ترد إلى هيئة التحرير ينبغي ان تناقش من خلالها وتدقيقها بما يجعلها في مستوى النشر، أي ان العمل الصحفي ينبغي ان يأخذ سبيله المؤسساتي، وتاليا لم انقطع عن الكتابة نهائيا بل ربما بشكل محدود، اما عن الندم في الكتابة بالنسبة لي هو دائم، بمعنى اتمنى ان أكتب في أي حدث يمر، وكلما يفتني ذلك دونه فأكون نادم عليه حتما.
س13- قبل سنوات تعرضت للاعتقال والنفي الى ما وراء الحدود، وحسب ما اذكر تم نفيك خلف الحدود بـ لباس النوم او بيجامة، وانت رجعت ولم ترض البقاء في النفي، هل شعرت انك اخذت القرار الخطأ ام لا؟، واذا رجعت بك الأيام، كيف سيكون قرارك؟ ولماذا؟
ج13- نعم تم اعتقالي غير مرة ولفترات غير طويلة سواء من قبل سلطة البعث السوري أو من قبل سلطة حزب الاتحاد الديمقراطي ” ب ي د ” لكن ما تذهب إليه من العمل على يد سلطات ” ب ي د ” لم يكن اعتقالا بل كان اختطافا بكل معنى الكلمة وتحت قوة السلاح، وفي منتصف الليل، وبالبيجامة كما تفضلت ولم اُعطً فرصة لحمل هويتي أو قدرا من النقود بل اقتادوني بأسلوب وحشي سافر، ورموني في السيارة وسط هلع أفراد البيت، ومع شروق الشمس أوصلوني- بعد تبديل السيارة التي تقلني مرتين- إلى منطقة إقليم كوردستان العراق، نعم ورجعت بعض مضي شهر تقريبا، رغم الحفاوة والترحيب وكرم الضيافة، ومع ذلك كنت اتمنى العودة مباشرة لولا الأخوة في قيادة الإقليم، وكان برأيي قرار العودة كان صحيحا، واذا رجعت بي الأيام – كما تفضلت- وتكرر نفس الشيء سيكون قراري ايضا العودة وليس البقاء في المنفى، لأنني لو بقيت هناك لكان معظم رفاق قيادة الداخل منفيين مثلي، لآن الهدف كان إنهاء الحزب في الداخل السوري.
س14- ماذا تقول للجيل الحالي والأجيال القادمة؟ وما النصائح التي تريد ايصالها للشعب الكوردي في سوريا؟
ج14- اقول للجيل الجديد وللأجيال القادمة، عليهم ان يتسلحوا بالعلم والمعرفة قبل كل شيء، وبالصبر على الشدائد دائما، وأن يبعدوا أي شبه أو تشكيك في عدالة قضية شعبهم، وان يؤمنوا ايمانا راسخا بتحقيق تطلعات شعبهم إن آجلا أم عاجلا، لأن الواجب التاريخي يملي على الجميع هذه المهمة، وان يناضلوا بكل همة واقتدار ودون كلل أو ملل، وان يستفيدوا من تجارب شعبنا وثوراته وانتفاضاته ولاسيما تجربة ثورتي أيلول وكلان بقيادة البارزاني الخالد، وان يستفيدوا من تجارب الشعوب المكافحة من أجل الحرية والكرامة في كل مكان، وان يجعلوا من الموقع الحزبي أو القيادي عبئا ومسؤولية لخدمة القضية وليس امتيازا، وان يؤثروا خدمة المصلحة العليا للشعب على المنفعة الشخصية الآنية، لأن المصلحة العليا هي المنفعة أو المكسب الأقوى له ولمجتمعه نحو تحقيق الحرية والإنعتاق من الظلم والطغيان، وان يكون سبيلهم في ذلك هو الإلتزام بـ نهج الكوردايتي نهج البارزاني الخالد، وأن يرتشفوا من مناهل مدرسته النضالية العبر والدروس وان يتحلوا بأخلاقه وسجاياه في التضحية والاخلاص، ومن ثم السير وفق مسار المشروع القومي الكوردستاني الذي يقوده سيادة الرئيس المناضل مسعود بارزاني بهمة واقتدار، ونقول لشعبنا الأبي: علينا جميعا الالتفاف حول ذاك النهج المبارك والمدرسة الرصينة، والعمل وفق ذاك المشروع القومي الذي يكمن فيه خلاص شعبنا وضمان حريته ومستقبله.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

خالد بهلوي تحت شعار “وقف العنف والتهجير – العيش المشترك بسلام”، وبمبادرة من مجموعة نشطاء من الشابات والشباب الغيورين، شهدت مدينة إيسين الألمانية يوم 21 ديسمبر 2024 وقفة احتجاجية بارزة للتعبير عن رفض الاحتلال التركي والتهديدات والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الكردي المسالم. الحضور والمشاركة: حضر الفعالية أكثر من مائه شخصً من الأخوات والإخوة الكرد والألمان، إلى…

د. محمود عباس ستكثّف الولايات المتحدة وجودها العسكري في سوريا وستواصل دعمها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية. تدرك تركيا هذه المعادلة جيدًا، وتعلم أن أي إدارة أمريكية قادمة، حتى وإن كانت بقيادة دونالد ترامب، لن تتخلى عن الكورد، لذلك، جاء تصريح أردوغان بعد عودته من مصر، ووزير خارجيته من دمشق اليوم كجزء من مناورة سياسية تهدف إلى تضليل الرأي…

شادي حاجي المرء لا يذهب إلى طاولة المفاوضات وهو خالي الوفاض وإنما يذهب وهو متمكن وقادر والمفاوض يكشف أوراقه تدريجياً تبعاً لسير العملية التفاوضية فعند كل منعطف صعب وشاق يقدم المفاوض بطريقة أو بأخرى معلومة ولو صغيرة حول قدراته على إيقاع الأذى بالطرف الآخر من أجل أن يكون مقنعاً فعليه أن يسأل عن مقومات الندية والتي تتركز على مسألة القوة…

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه”1970-2024″ كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. إذ إن بعض…