هذا هو نهج البارزاني الخالد يا ( دل بخوين دارا )

بهزاد عبد الباقي عجمو

يقول الفيلسوف وعالم النفس الفرنسي غوستاف لوبون : ( إن الذي يقود العالم هو المبادئ ومن ثم أولئك الذين يتقمصونها وينشرونها ) كما يقول أيضاً ( من أصحاب العبقرية يتكون مجد الأمة الحقيقي ولكل فرد مهما كان وضيعاً يجب ان يباهي بهم ) قبل عامين تقريباً بينما كنت أتابع أخبار قناة روداو حيث كان دل بخوين يجري حواراً مع أحد الشخصيات السياسية فأتى هذا الشخص على سيرة نهج البارزاني الخالد فقاطعه هذا المذيع قائلاً ( لا يوجد شيء اسمه نهج البارزاني لأنه لا يوجد نص مكتوب بيد البارزاني ) هذا ما قاله المذيع حرفياً وبالطبع الآن سينكر ما قاله لأنه عندما يتحدث لا يعلم بماذا يتفوه وأن كلام الصباح عنده يمحيه المساء وعندما سمعت كلامه شعرت وقتها بأنه قد وجه طعنة في الظهر لكل ما تبقى من الكورد في هذا العالم حاولت أن أنسى كلامه ولكنني لم أستطيع لأنه كما يقال ( جرح الحسام ولا جرح اللسان )
 لذا فنقول له أيها المذيع الفهلوي لقد طلب الكثيرون من البارزاني الخالد أن يكتب سيرته أو أن يكتب أراءه وأفكاره عن تجربته النضالية ولكنه رفض وقال بكل تواضع ( لن أكتب لأنني لم أحقق لشعبي تلك المكاسب والإنجازات والمكاسب التي كنت أطمح إليها وكافحت من أجلها ) وكأنه يقول لم أستطيع تحرير كوردستان وهنا نستطيع أن نقول بأن البارزاني الخالد لم يستطع تحرير كوردستان ولكنه زرع شتلة وهذه الشتلة قد كبرت الآن وبدأت تثمر وخير شاهد على ذلك توافد وتهافت رؤساء ووزراء دول العالم إلى هولير وأن الكلام الذي قاله هذا المذيع لم يأتِ من فراغ وليس زلة لسان وأن عقله الباطن والأفكار القديمة المغروسة في عقله أوحت إليه بأن يقول ذلك لأنه قد تربى على أفكار مناوئة لنهج البارزاني الخالد والكوردايتي ( فمن شب على شيء شاب عليه )وأننا نقول لهذا المذيع عندما تحاول أن تنكر وجود نهج للبارزاني فأنك تمحي تاريخ شعب بكامله ، فكما يقول الشاعر محمد مهدي الجواهري (مصطفى عنوان أمة …. عند التخاصم باسمه يقسم ) لذا فنقول لك لا يحق لك أن تقول في قناة نهج البارزاني لأن هذا الأمر أكبر منك وصحيح أن ثورة أيلول لم تنجح لأسباب نعرفها جميعاً وهي اتفاقية الجزائر بين أيران والعراق برعاية وزير خارجية أمريكا (هنري) والسبب الثاني هو اندلاع هذه الثورة بعد اتفاقية سايكس بيكو حيث كوردستان كانت قد قسمت بين أربع دول حيث الظروف الجيوسياسية قد تعقدت كثيراً فلو كانت هذه الثورة في القرن التاسع عشر أي قبل اتفاقية سايكس بيكو لكانت الأمور اختلفت ورغم فأننا نعتبرالقرن العشرين هو قرن البارزاني الخالد بالنسبة لنا نحن الكورد لأن التاريخ علمنا في كل قرن تبرز شخصية معينة لأننا قد تعلمنا من البارزاني الخالد الكثير من الأفكار أو بالأحرى النهج سأذكر بعضه ،ض على سبيل المثال لا الحصر وكل ما سأذكره هو غيض من فيض 
أولاً : أفضل طريقة لكي تجعل عدوك أن يجلس معك على طاولة المفاوضات والاعتراف بحقوك هو القتال 
ثانياً : دم الكوردي على الكوردي حرام إلا في حالة الدفاع عن النفس 
ثالثاً : القائد يجب أن يكون متواضعاً في ملبسه ومسكنه ومأكله وأن يعتبر نفسه من عامة الشعب 
رابعاً : إن الإنسان في هذا الكون يجب أن يكون له هدف سامي ورسالة مضمونها القيم والمبادئ والعزة والحرية والكبرياء والعيش الكريم وأن يسعى لتحقيق هذه الأهداف 
خامساً : أما أن يعيش الإنسان حراً أو كريماً وإلا فالشهادة أفضل من حياة الذل والخنوع 
سادساً : يجب أن يكون للشعراء والمثقفين الكورد مكانة خاصة لأن هؤلاء يحملون قناديل ينيرون درب شعبهم 
سابعاً : أن الثأثر يجب أن لا يعرف اليأس وأن يسعى لأخر لحظة في حياته لتحقيق أهداف شعبه فأن لم يستطيع فيكون على الأقل مهد الطريق لمن يأتي بعده ليتابع المسيرة 
ثامناً : يجب أن نحض شعبنا على العلم والثقافة لأن بالبندقية وحدها لا تحرر الأوطان إذا لم يرافقها القلم 
تاسعاً : لا يوجد للكورد أصدقاء سوى جبالهم 
عاشراً : أن ذرة من تراب كوردستان هي أغلى من مال الدنيا كلها 
حادي عشر : التواضع والتسامح هي أفضل طريقة لكسب ود الشعب 
ثاني عشر : طريق الثورة ليست مفروشة بالورود والرياحين وإنما هناك الكثير من الدم والدموع والعذاب والشقاء والانتصارات والانكسارات 
ثالث عشر : أن حياة القائد وأبسط عنصر من البيشمركة يجب أن تكون متشابهة 
رابع عشر : في أحد الأيام أتى إلى مجلس البارزاني الخالد عيسى سوار حيث كان مرتدياً طقم فاخر وربطة عنق وحذاء رفيع من الأمام فنظر إليه البارزاني وقال له ( عيسى بهذا الحذاء الرفيع من الأمام لا تستطيع تحرير كوردستان وفعلاً أول جبهة انكسرت في عام 1975 كانت جبهة زاخو التي كان يقودها عيسى سوار أي أن النقد البناء هي احدى مقومات ومرتكزات الثورة ويجب أن لا يكون مكان للمجاملات لأن الأمر يتعلق بمصير الشعب أي أن عملية النقد البناء هي من الضرورات لتصحيح مسار الثورة وتقويم الانحرافات التي تحدث من البعض وليس هناك مكان للعواطف الشخصية أمام مصلحة الشعب والوطن 
خامس عشر : يجب التصدي للفساد والاستعداد لأنهما مثل السوسة التي تنخر شجرة الثورة 
سادس عشر : يجب على كل كوردي أن يكافح بشتى الوسائل من أجل أن ترفع راية كوردستان في المحافل الدولية فعندما كان البارزاني الخالد في مشفى بأمريكا حيث كان يعالج وقف ونظر من النافذة إلى مبنى الأمم المتحدة فقال له مرافقه محمد سعيد دوسكي إلى ماذا تنظر يا سيدي فأجاب البارزاني بحزن وأسى أرى أعلام كل دول العالم ولكنني لا أرى علم كوردستان 
السابع عشر : يعيد اتفاقية أذار عام 1971 أجرى الصحفي حافظ أمام مراسل مجلة أخر ساعة المصرية ومن بين الأسئلة التي طرحها : هل ستزور إحدى الأقطارالعربية فأجاب البارزاني كيف تريد مني أن أقرر شيئاً دون العودة إلى القيادة السياسية أي أن الديمقراطية هي أهم العوامل التي تؤدي إلى أبراز شخصية القائد 
الثامن عشر : في عام 1966 حدث انشقاق في الحزب والذين قاموا بالانشقاق هم جلال طالباني وإبراهيم أحمد وعمر دبابة وغيرهم فأصدر البارزاني قراراً بأن في حال القبض عليهم يجب عدم قتل أحد منهم وقال مقولته المشهورة ( إذا قتل الأعداء الجيدين من الكورد ونحن قتلنا السيئين فهذا يعني إنه لن يبقى كورد في كوردستان )
التاسع عشر : الغرب والشرق ليس مصدر ثقة ولا يؤتمنا لأنهما يبحثان عن مصالحهما فقط لذا يجب أن نكون حذرين في التعامل معهما ومع ذلك يجب أن نمد أيدينا إلى الاثنين فمن يعطي ويمنح ويؤمن حقوق شعبنا أكثر نقف معه 
عشرين : حقوق الشعب الكوردي في الأجزاء الأربعة من كوردستان وحدة متكاملة وأن تحقيق أية مكاسب في أي جزء ينعكس إيجاباً على الأجزاء الأخرى
الحادي والعشرين : يجب أن نكون حذرين من أعداء الداخل من الكورد أكثر مما نكون حذرين من أعداء الخارج لأن مع الأسف هناك نسبة من الكورد هم أشبه بالحجل يغدرون بأبناء جلدتهم لأن عندما سؤل البارزاني الخالد إلى أين يمتد حدود كوردستان فأجاب حيثما يوجد الحجل ) 
الثاني والعشرين : كركوك هي قلب كوردستان ويجب عدم التخلي عنها بشتى الوسائل 
الثالث والعشرين : نستنتج من مسيرة البارزاني الخالد عندما يظهر على الساحة قيادة جيدة فالجماهير تلتف حول هذه القيادة أما بخلاف ذلك فأن الجماهير تتبعثر وتتشتت وتدخل في حالة إحباط وفي كل يوم ستظهر أحزاب مجهرية إذاً نستطيع أن نقول بأن علة المشروع الوطني هي القيادة وليس الشعب 
الرابع والعشرين : عندما يتوفرفي الشخصية القيادية الحكمة والشجاعة والوفاء والإخلاص والأقتدام والتواضع والعقيدة الراسخة والمبادئ النبيلة والخلق الرفيع وكل هذه العوامل قد توفرت في شخصية البارزاني الخالد لذا كان بيشمركة ثورة أيلول وكل شعب إقليم كوردستان الذين عاصروه في تلك الفترة الزمنية كانوا يعدونه أسطورة 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…