صلاح بدرالدين
١ – منذ بداية الزلزال حاول النظام السوري استغلاله للتخلص من العقوبات ، وقد كتب احد اعوانه من الإعلاميين المصريين – عبدالله السناوي – : ” إنهاء عزلة سوريا بعد الزلزال.. مسؤولية مصر أولاً ” وكما يظهر هناك أنظمة عربية أخرى تسعى الى إعادة الاعتبار لهذا النظام من دون المساءلة ، وتحقيق العدالة ، الذي اجرم بحق شعبه ، مثل الامارات ، والجزائر ،والعراق ، وغيرها .
٢ – اتخذت إدارة ” منظمة الصحة العالمية ” موقفا مستغربا عندما وصل وفدها ( المدير ، والامين العام ، ونوابهما ) الى دمشق تحت عنوان مساعدة الشعب السوري ، متجاهلين الظروف السياسية المحيطة ، والموقف العدائي للنظام من المناطق الخاضعة لمعارضيه ، وقد فسر البعض حصول خطأ كان يجب إصلاحه من جانب الوفد وتقديم الاعتذار للشعب السوي ، وذهب آخرون الى ان المدير منحاز للنظام وله سوابق غير محمودة في هذا المجال ، فقد اتهمه الامريكان ، والاوروبييون بانه حاول التستر على معلومات أكدت في حينها تسرب فايروسات جائحة الكورونا من مختبرات صينية ، ومعروف عن المدير انه كان عضوا بالحزب الشيوعي الاثيوبي ومن قومية – التيجراي – .
٣ – من الضروري مرور اية مساعدة من الخارج لفائدة المتضررين دون تأخير ، وعدم وضع العراقيل امامها ، ولكن كان من الملاحظ ان معظم القنوات التلفزيونية العربية التي تبث من دولة الامارات ، افرد مساحة واسعة من البث للدعاية ( للإدارة الذاتية التي تقودها جماعات ب ك ك في شمال شرق سوريا ) وتقديمها مساعدات للمناطق المنكوبة ، والطرف الاخر أي الفصائل المسلحة التابعة ( للمعارضة ) يمنع إيصال تلك المساعدات ، في حين تمتنع عن إيضاح أسباب عدم تقديم مساعدات إماراتية لتلك المناطق ، ووزير خارجيتها يصل دمشق مع المساعدات ويقابل راس النظام ؟ ! .
٤ – قناة الجزيرة القطرية تطلق على – عفرين – ، و- جنديرس – والمناطق المحيطة بها على انها ريف ادلب او ريف حلب ، وهي تاريخيا معروفة بمنطقة جبل الاكراد ” جياي كرمينج ” .
٥ – نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية السيد – مارتن غريفث – اول مسؤول اممي يعترف امام الاعلام وفي مناطق محررة من نظام الأسد وعلى رؤوس الاشهاد بالتقصير تجاه السوريين ، هذا المسؤول معروف لدينا ومن أصحاب المواقف المبدئية ، فقد عرفناه عن كثب عندما كان رئيسا ( للمعهد الاوروبي للسلام ) في بروكسل وعقدنا معه كوفد لحراك ” بزاف ” لقاءات عدة ، وتوصلنا الى بروتوكول مشترك للتعاون نشر في وسائل الاعلام ، كما انه اطلق مبادرة هامة لاستضافة وفود ثلاثة من ” بزاف ” و ( ب ي د ) و ( الانكسي ) للتحاور حول مسالة توحيد الحركة الكردية السورية ، وبكل اسف اعتذر الطرفان االحزبييان عن الحضور .
٦ – ظهرت فيديوهات ، ومقاطع مصورة بعد اليومين الاولين من الزلازل مجهولة المصدر ، وغير مستندة الى حقائق ، ودلائل ، تبث الشائعات ، وتثير الفتن ذات الطابع العنصري ، والمذهبي ، وتنشر المعلومات الخاطئة ، مما تستدعي المزيد من الحذر .
٧ – كان لمبادرة مؤسسة بارزاني الخيرية بايصال المساعدات لمناطق شمال غرب سوريا وبينها عفرين ، وجنديرس ، وشيخ الحديد ، الوقع الطيب لدى العديد من فعاليات المنطقة ، بمافي ذلك التاثير الإيجابي على نفوس الكرد المتضررين ، خاصة وان هناك نية لافتتاح مكتب دائم في عفرين ، ولاشك ان غالية الكرد السوريين تنتظر الدعم المرجو من إقليم كردستان العراق لاعادة بناء ، وتوحيد الحركة الكردية السورية ، والمساعدة في عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع .
٨ – على الدول الكبرى ، والصغرى ومابينهما من اطراف ، وجماعات ، وأحزاب ، والتي قدمت وتقدم المساعدات للمتضررين في مناطق شمال غرب سوريا خارج سيطرة النظام ، ان تعلم انها تبقى في اطار العمل الإنساني ، ولن تعني تبدلا سياسيا في المواقف تجاه القضية السورية ، وبالتالي لن يقبل السورييون اية عملية التفاف على المسألة الرئيسية بما هي قضية شعب يعاني من الاستبداد ، ويسعى الى التغيير الديموقراطي ، واطلاق سراح المعتقلين ، والمخطوفين ، وعودة المهجرين ، ورحيل الميليشيات ، والقوى المحتلة ، وتحقيق العدالة ، وإعادة الاعمار .
٩ – مازالت طغمة بوتين الحاكمة في موسكو تمضي في مسلسل تضليل المجتمع الدولي ، والعداء للشعب السوري ، وذلك باستمرار مندوبها فيي مجلس الامن باكذوبة الحفاظ على ( سيادة ) دولة النظام لدى اعتراضه على فتح معابر جديدة لايصال المساعدات الى المنكوبين في مناطق خارج سيطرته ، وقد تناسى هذا ( الدب ) الروسي سيادة دولة اوكرانيا المنتهكة من جانب عشرات آلاف الجنود ، والمرتزقة .
١٠ – حسنا فعل رئيس إقليم كردستان العراق السيد نيجيرفان بارزاني ، عندما انتقل الى تركيا متفقدا خيم النازحين المتضررين من الزلزال ، وحسب ظني سيحاول زيارة عفرين ، وجنديرس ان سمحت الاصول ( البروتوكولية ) بذلك .