عبدو خليل
بداية سوف أحاول أن أكون مهذباً ما أمكن كي لا أخدش حياء الدكتور عبد الحكيم بشار. الرجل الذي لا يُخدش حياءه حيال وجود العشرات من نساء عفرين في سجون الحمزات والعمشات، وهو كذلك الرجل الذي لم تهتز له شعرة من مرفقه عندما قتل رفيق حزبه أحمد شيخو تحت التعذيب في سجون جيشه الوطني، وهو ذات الرجل الذي لم يرف له جفن عندما وقع البعض من رفاق حزبه وبدم بارد على ضبط عدلية عفرين بخصوص قتل المحامي لقمان حنان تحت التعذيب قبل شهرين، وبالمناسبة لدينا جداول مفصلة تخص أعضاء حزبه في ما تسمى بالمجالس المدنية وباقي المؤسسات بما في ذلك الموظفين لدى مؤسسات ويدرك السيد حكيم كنه ما أعنيه. لكن المفارقة أن الرجل الذي لايخدش حياءه حيال كل ما ذكرته خدشته كلماتي في سياق الرد على محاولته الفجة والفاقعة لتسخيف ملف التغيير الديموغرافي في منطقة عفرين، وإبعاد الشبهة عن تركيا مع محاولة إخفاء تورط مجلسه وائتلافه بهذا الملف المصيري، ورمي الكرة في ملعب أخر لطمس الحقيقية الجلية كما عين الشمس مستخفاً بمنطقة عفرين وأهلها. منطقة جبلت كل ذرة تراب فيها عبر التاريخ إما بنقطة عرق أو دم . الجيش التركي. وأغلبهم يعمل جهارا لتلميع وجه الاحتلال والتستر على الانتهاكات.
و بينما جاء رده البائس بجملة من الأكاذيب والتلفيقات في محاولة للنيل من شخصي دون أن يقترب من تساؤلاتي حول الدور التركي ومهام ووظيفة مجلسه وائتلافه. بينما انصب اهتمامي في الرد عليه حول تعمده وتقصده عن إغفال الدور التركي في عمليات التغيير الديموغرافي. نظرا لتكامل الدورين الإيراني والتركي في هذا المضمار. ولم يجد من حجة سوى انه كال لي جملة من التلفيقات على طريقة غوبلز بمساعدة من يستكتبه. وهو الآخر بات معروفا لدينا. وكل هذا دليل على إفلاسه لحجة ومنطق الرد. رغم ذلك اترفع عن الخوض في الشخصنة وابقى في صلب الموضوع . لذلك لن أخوض يا سيد حكيم في قصص جوازات السفر المزورة التي تم توقيف بعض ضحاياها في المطارات. وحبذا لو اخبرتنا أين استقرت ألة الطباعة، ولا في طرق ابتزاز لاجئي مخيم دوميز للانتساب لحزبكم مقابل سلال المعونات أو لقاء خدمات أخجل الوقوف عندها، ولا عن صفقات تجارية ذات طبيعة محددة، ولن اخوض في المال السياسي ولا عن أساليب تسويق شخصيات الائتلاف المتورطة بملف عفرين في أربيل. وزيارة نصر الحريري لاتزال ماثلة في أذهاننا، ولن اتحدث عن وعودك لبعض المغرر بهم من أهل عفرين لتقديم معونات عن طريق مؤسسة البرزاني الخيرية ثم التنصل من الأمر. مع أن القائمة تم اختصارها فقط عشرة عوائل. رغم ذلك تهربت وتنصلت مما وعدت به. أما عن شراء الذمم والولاءات لتسويق شخصك في أوربا فهذا ملف يحتاج لوحده إلى سلسلة مقالات. وهؤلاء بدورهم باتوا معروفين بالاسم يا سيد حكيم، بما في ذلك تدخلاتك السافرة لتغيير وجهة مظاهرات تفضح الانتهاكات الجارية في عفرين. ولن اتطرق إلى الأسباب المباشرة التي تقف حول توريط عدد من الشخصيات العفرينية لصفوف الائتلاف لتخفيف الضغط عنكم وعن الباقين. ولا عن محاولاتكم وبطلب تركي لتشكيل لجان حقوقية للتصدي للتقارير الأممية التي تفضح الانتهاكات الممنهجة في عفرين. ولا عن تزعمكم لما عرفت بلجنة رد المظالم وكواليس ذلك…. لن أخوض في كل هذا..
السيد حكيم سوف أعرج فقط على بعض تصريحاتك بخصوص عفرين وهي متشعبة ومشينة على مدار السنوات الخمس المنصرمة واتوقف عند بعضها لأنها بالمجمل تأتي بذات السياق والمحتوى، كي أبين لك ولغيرك أين تصطف انت ومجلسك وائتلافك، لاحظ من باب التهذيب أقول. أين تصطف، ولم أقل من تخدم ولا لصالح من تعمل ولم أقل أنك موظف مأجور عند التركي وربما غدا عند غيره. معاذ الله، أقول أين تصطف.
اتوقف بداية عند واحدة من إشاعات السيد حكيم بشار تحت مسمى انتفاضة العودة والتي بلغت ذروتها عندما كان السيد حكيم مع المدعو إبراهيم برو في واشنطن.
نشر السيد حكيم وزميله في المهنة إبراهيم برو سلسلة من الأخبار المتعلقة بزيارتهم لواشنطن مع وفد الائتلاف، وذلك على مدار الأسبوع الأخير من شهر أيلول 2021. تضمنت جل هذه الأخبار جملتين فقط بخصوص عفرين. عودة 940 عائلة لمنطقة عفرين وحاجة هؤلاء للمعونات والإغاثة. على سبيل المثال كتب بتاريخ 23. 9. 2021 حول لقائهم مع الخارجية الكندية ” أما في الشأن الكردي تحدث عن عفرين وعن عودة 940 عائلة وهم بحاجة ماسة إلى دعم إغاثي من كندا لأنهم فقدوا كل شيء، لا بل طلب حكيم أن توزع المساعدات الإنسانية في شرق الفرات عبر المجلس الوطني الكردي”. الاقتباس من الصفحة الرسمية للسيد حكيم. أكثر من عشرة منشورات مزيلة باسم السيد حكيم وزميله في المهنة إبراهيم برو تضمنت ذات الجملة فيما يتصل بمسألة عفرين ” عودة 940 عائلة وحاجتهم للمساعدات والأموال”. حتى أن موقع يكيتي ميديا نشر تقريرا صحافيا بتاريخ 3 أكتوبر 2021 تحت عنوان “بانوراما لقاءات عبد الحكيم بشار وإبراهيم برو في واشنطن ونيويورك” تضمن التقرير أيضاً ذات الجملة بخصوص عفرين، هذا عدا عن لقاءاتهم المتلفزة .
طيب يا سيد حكيم أين أنت إذا من ملف عفرين، وبماذا نصف زعمك خلال ردك على مقالتي أنك تحدثت عن ملف عفرين في كل لقاءاتك، وهذا صحيح ولا غبار عليه. لكنك قدمتها بالصورة التي يريدها التركي يا سيد حكيم. لأن المهمة أصلاً كانت تلميع قباحة جرائم عفرين وتزييف الوقائع على الأرض، نعم وبلا شك تحدثتم عن عفرين ولكن كما طلب منكم يا دكتور ” عودة 940 عائلة وحاجتهم للأموال” . بالمقابل اسهبتم في تقديم الشكاوى بمناطق شرق الفرات، لا بل طلبتم من الكنديين أن توزع الإغاثات عبر مجلسكم في مناطق الجزيرة، وطلبتم فوقها بمنع رفع صور أوجلان، طيب وهذا أمر جيد ودليل حصافتكم السياسية كي لا تترك بيد الأتراك ذريعة للتحجج بحزب العمال الكردستاني التركي واحتلال المزيد من المناطق السورية، ولكن هل تحدثتم أيضاً عن ضرورة منع صور صدام حسين التي تزين الزجاج الخلفي لقادة سيارات جيشكم الوطني؟ وهل تحدثتم عن ضرورة منع رفع صور اردوغان والعلم التركي فوق واجهات مؤسساتكم في شمال غرب سوريا؟ وهل تحدثتم عن الحركات السلفية التي تجوب قرى عفرين؟ وكذلك عن اللغة التركية التي باتت لغة رسمية في المدارس والمراسلات في عفرين وغيرها. هل وهل يا سيد حكيم.
على أية حال سأكون مهذباً واترك توصيف هكذا مهمات لطرف ثالث. للقراء.
طبعاً لم تنتهي المهمة بعد. في تصريح للسيد أيمن العاسمي مدير المكتب الإعلامي للائتلاف لموقع روداو ” 6.8.2022 ” يوظف ما يقوم به السيد حكيم بشار ويؤكد على لسانه عن عودة أكثر من 1500 عائلة لعفرين خلال شهر رمضان لوحده. الخبر منشور بموقع الائتلاف ويستند في ذلك لتصريحاتكم. عودة 1500 عائلة خلال شهر واحد فقط. ويضيف أن الوضع بعفرين أفضل من كل سوريا.
ويكمل السيد حكيم نهجه في الترويج لعودة أهل عفرين خلال لقاء له مع نائب وزير الخارجية الأمريكي ايثان غولدريش الخاص بسوريا بتاريخ 10.11.2022 بمدينة أربيل . أعاد فيها السيد حكيم وزميله في المهنة إبراهيم برو ذات الأسطوانة المتضمنة عودة اهل عفرين وحاجتهم للإغاثة لا بل طلبوا من أمريكا تقديم تسهيلات لعودة أهل عفرين، وكما لو أن أمريكا هي التي تحكم منطقة عفرين، حقيقة امرك عجيب يا سيد حكيم. أليس لديكم حجة أخرى لطلب المعونات يا دكتور؟! ولأخذ العلم سيد حكيم هل تعلم كم هو مردود موسم الزيتون في منطقة عفرين. هناك اختراع اسمه غوغل يمكنك الاستعانة به لمعرفة ذلك. ثم تقسيم ناتج محصول الزيتون على من تبقى من أهل عفرين. عملية القسمة هذه أيضا بسيطة عبر جهاز صغير اسمه الآلة الحاسبة. كي تكتشف انه لولا السرقات والنهب والأتاوات والضرائب من قبل ما يسمى بجيشك الوطني لبلغ متوسط دخل العائلة في منطقة عفرين شهريا ما يعادل مقدار رواتبكم كمجلس وطني ضمن صفوف الائتلاف.
يا سيد حكيم هناك عشرات العائلات تنزح من عفرين شهرياً نتيجة جرائم جيشك الوطني ومن بينهم أقارب لي ومعارف، ارجوكم توقفوا عن هذا الصلف. وكفى بكم جر ما يسمى بالمجلس الوطني الكردي لأن يتورط بدم أهل عفرين ويغدو شريكا في الإجرام. ثم إن إقحام عفرين في صراعكم على النفوذ في مناطق شرق الفرات مع سلطات الأمر الواقع هناك يحمل جانيت لا أخلاقيا. يا رجل أليس لديكم خلافات أخرى مع جماعة الإدارة ااذاتية، ام أن الانتصار على ب ي د لا يكون سوى بتلفيق الأكاذيب من قبيل انتفاضة العودة إلى عفرين، و بتضخيم الأرقام الهزيلة لدرجة مهولة. اتركوا هذا اللعب بمصير أهلنا وأرضنا. حقيقة لم يعد الأمر يحتمل كل هذا العبث ، ودوراتكم للغة الكردية التي يساق لها رفاقكم بعفرين لن تجمل قباحة الواقع. بجملة واحدة سيد حكيم تركيا نجحت في تغيير ديموغرافية المنطقة وانتهى الأمر. وربما في قادم الأيام تكون المهمة الجديدة لكم وضع أكاليل الزهور على قبر حافظ الأب في القرداحة. وبالمناسبة وللتذكير هذا اليوم. الأول من شباط. وخلال كتابتي لهذا الرد صرح قالن المتحدث باسم الرئاسة التركية ان دور إيران جيد فيما يتصل بالعودة الطوعية. يعني دربكم أخضر سيد حكيم.
النقطة ما قبل الأخيرة والتي اريد التوقف عندها. النظم المستبدة والفاشية هي التي تصنع الإرهاب وترعاه. النظام السوري صنع ودعم القاعدة في العراق وكذلك فعلت وتفعل إيران، وكلف هذا الأمر أمريكا ألاف القتلى من جنودها وبكلف بسيطة، وهذا ما فعلته تركيا بخصوص داعش، كان مطار غازي عنتاب محطة ترانزيت عبور لكل الذين قدموا من شتى اصقاع العالم طلباً للجهاد في سوريا، وحزب العمال الكردستاني ليس استثناء. بالنهاية هو حزب تركي، وهو صناعة تركية لا تقل أهمية بالنسبة لها عن صناعة طائرات البيرقدار. يظن الحمقى أن تركيا تقاتل العمال الكردستاني. في واقع الحال هذا مجرد بالون حراري يلحق به أمثالك يا سيد حكيم بينما تمرر تركيا في مكان أخر مخططاتها. لذا لا يمكن الفصل بينه وبين السياسات التركية الممنهجة والمدروسة بعناية. وهذا ما أنتم عاجزون عن استيعابه وفهمه. تلحقون البالون الحراري PKK وتغفلون عن الهدف الرئيسي.
الأمر الأخير. أترتفع عن الرد على اتهاماتك وتلفيقاتك الباطلة من قبيل العمالة للنظامين المجرمين التركي والسوري، هذه المهن تعود بأصالتها وللأسف للبعض من متزعمي الحركة الكردية، واتهاماتك الباطلة حقيقة دلت على مدى هشاشة وضحالة وحراجة موقفكم. لذا لجأتم لطريقة غوبلز . أكذب حتى تصدق نفسك، وبهذه المناسبة اعيدك لمقالة كتبتها حول زيارة صالح مسلم لاسطنبول ” منشورة في هذا الموقع تحت عنوان الدعارة السياسية” عام 2013 انتقدت فيها زيارته المهينة تلك. والطريقة التي عاملته فيها تركيا، بالرغم أنني وكما تعرف جيدا اختلف مع صالح اختلاف الأرض عن السماء. لكنني رفضت رعونة التركي ووضاعة صالح في تقبل الإهانة. كتبت المقالة تلك من قلب إسطنبول ويعرف بعض الأصدقاء ماذا حدث بعدها. أما اتهامك على أنني اعتاش من المعونات فهذه إهانة تطال كل السوريين والسوريات الفارين من جحيم الأستبداد. ودليل على قصور رؤيتك. وقد ذكرتني اتهاماتك لي ببوست لواحدة من رفيقاتك بالمجلس عندما كتبت على صفحتها ما معناه. من ينتقد المجلس يغار منه. يبدو أنكم تنهلون من ذات الثقافة. بالنهاية ان يعيش المرء على المعونات خير من أن يعتاش على مصير و آلام شعبه. رغم أنني اعمل منذ سنوات. وهذه أيضا واحدة من تلفيقاتك.
بجملة واحدة سيد حكيم الفارق بيني وبينك شاسع للغاية، أنت تتحايل على قضية أرض وشعب كي تقبض الثمن بينما أنا العبد الفقير أتبنى القضية وأدفع الثمن حتى أخر رمق .