تساؤلات حول مسائل ثلاث.. قضية للنقاش (255)

صلاح بدرالدين

المسألة الأولى – النظام الروسي احد الأطراف المحتلة لبلادنا، والداعم الأول الرئيسي عسكريا، ودبلوماسيا، واقتصاديا، وامنيا لنظام الاستبداد الاسدي، واقترف جيشه جرائم القتل والابادة بحق السوريين، ومازال منذ عام ٢٠١٥ وحتى الان، وهو احد القوى الأساسية التي تواجه الغرب، وقضايا الحرية والديموقراطية في كل مكان، من بلدان اسيا وافريقيا، وامريكا اللاتينية  مباشرة او عبر ادواتها، ومرتزقتها مثل منظمة – فاغنر – العسكرية، وبعض المنظمات، والمجموعات الاخرىى.
تورط هذا النظام في حربه العدوانية التوسعية ضد أوكرانيا المسالمة منذ اشهر عدة، ولم يحقق ماكان يصبو اليه من انتصار في مدة زمنية قصيرة، بل لاقى مقاومة اوكرانية لم تكن في حسبانه، واصيب جيشه بخسائر لاتقدر بالارواح والآليات، وانعكس ذلك بنقمة شعبية داخلية تتصاعد يوما بعد يوم ضد طغمة – بوتين – الحاكمة، ومما لاشك فيه ان مايحدث الان لنظام موسكو يعتبر فرصة للسوريين المعارضين للاستبداد، وللغرب عموما، والتحالف الدولي بقيادة أمريكا التعامل مع الوضع المستجد بتضييق الخناق على القوة الروسية المتبقية في سوريا وحتى طردها نهائيا، وان تحقق ذلك سيكون اسهل للسوريين للتخلص من نظام الأسد، والسؤال المحير هنا : لماذا الأنتظار والى متى ان كانت هذه الأطراف صادقة في سياساتها ؟.
 بالإضافة الىى ذلك هناك تلكؤ وتباطؤ غربي عام في تلبية مطالب الاوكرانيين حول التسليح، والمساعدات العسكرية، خاصة الدبابات الحديثة التي يمكن ان تبدل نتائج الحملة العسكرية الروسية القادمة لمصلحة شعب أوكرانيا.
المسألة الثانية – بالرغم من تصاعد الانتفاضة الوطنية الديموقراطية للشعوب الإيرانية ضد نظام آيات الله، وسقوط الالاف من الضحايا بين شهداء وجرحى ومعتقلين، وتلقي النظام الإيراني صفعات قوية خلال المفاوضات النووية، وقرارات العقوبات الأخيرة من برلمانات أوروبا ومن أمريكا، وذلك كله يشير الىى ضعف وتراجع هذا النظام الدكتاتوري خصوصا من الداخل، ولكن امام ذلك يقف العالم متفرجا دون تقديم الدعم المطلوب للجماهير الإيرانية المنتفضة، بل يغض الطرف عن مساعي نظام ايران في تعزيز مواقعه اكثر في العراق، ولبنان، واليمن، وحتى الخليج، والممرات المائية، واكثر من ذلك عمله المتواصل لتوسيع محوره السابق ( طهران – دمشق – بيروت – صنعاء – بغداد – ميليشيات مذهبية وفلسطينية – مركز قنديل ل ب ك ك…) ببناء حلف دولي جديد مع روسيا، والصين لاحقا، وكوريا الشمالية، والجزائر، وكلنا نلاحظ ان عملاء النظام الإيراني يتنشطون في الآونة الأخيرة بين الأوساط الثقافية، لدفعهم بالدعاية اكثر لسلطة الولي الفقيه، والدفاع عن سياسات النظام وجرائمه اليومية بحق نساء وشباب ورجال شعوب ايران،  والسؤال هنا: هل يفتقر الغرب، ودول الخليج الى معلومات بهذا الشأن ؟ ام انها لاتبالي ؟.
المسألة الثالثة – السكوت المطبق لاحزاب طرفي الاستقطاب في الساحة الكردية السورية حول الدور الاجرامي لنظام طهران، ونشاطاته في سوريا عموما، وبعض المناطق الكردية بشكل خاص، قد يخبئ في طياته أسبابا غير معلنة، وبينها تغاضي الجميع من سوريين وكرد عن ذكر حقيقة مدى ارتباط مركز – قنديل – ل ب ك ك – بسياسات طهران، وتحالفه الوثيق جدا مع الحرس الثوري، والمؤسسات النظامية الأخرى، والتعاون المشترك بين الطرفين، والتنسيق في منطقة كركوك، ومنطقة سنجار، وكذلك في اكثر من مكان بسوريا، ذلك المركز هو من يقود السيد مظلوم عبدي ورفاقه، وادارتهم الذاتية، وعسكرهم، ويشرف على جباياتهم المالية النفطية، وغيرها، ويهندس علاقاتهم مع الحلفاء،  اما اذا كان لابد من ذكر أحزاب – الانكسي – وهي لالون ولاطعم، ولادور لها فانها لاتتمتع أصلا باستقلالية اتخاذ مواقف سياسية مؤثرة من مسائل عديدة بينها الموقف من نظام طهران.
وقد تحتاج القضية الى نقاش
  

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…