تشخيص حالة المجلس الوطني الكردي السوري «انكسي»..( 1 )

د . محمد رشيد * 

شعوب العالم قاطبة و, بسمة وخصوصية  الشعوب المضطهدة و المستعبدة او المهضومة حقوقها او المظلومة والمستغلة والمجزأة والمرتهنة والمغلوبة على امرها، تظهر نخبة من بين ابناء تلك الشعوب المحلية، تضع على كاهلها مهمة الخلاص من الواقع المأزم المهزوم. تقود الكفاح للخلاص فيما هي عليه شعبها، متصدية  لواقع الحال بما تعانيه شعبها، مبلورة النضال  بتجسيد جمع وتنظيم الطاقات في بوتقة باسم حركة تحرر وطني وفي الحالة الكردية على ماهي عليه متلازمة بحركة تحرر قومي ..
في الحالة الكردية السورية ومنذ اكثر من خمسون عاما بتشكل ونشأة  الحركة السياسية الكردية لدى الكرد السوريين، ومع مواكبة الاحداث والمرور في مراحل وتطورات عدة وعديدة، انجزت هذه الحركة بما استطاعت من انجاز في نشر الوعي السياسي القومي بين ابناء الشعب الكردي، على الرغم من الصعوبات الجمة التي قابلتها وتصدت لبعض المهام التي واجهتها ( حتى مواجهة تلك المهام بجسامتها لم تكن بمستوى تحدي الحدث (الاحصاء الاستثنائي وسحب الجنسية  السورية والاستيلاء على اراضي الكرد).
الحركة السياسية الكردية بقيت متشرنقة على ذاتها، متكورة على نفسها ولم تستطع الخروج من تلك الشرنقة (التأسيسي وكأنه تابو) ولهذا تعرضت وتتعرض الى هزات وخضات من سياسية وتنظيمية  واجتماعية وثقافية  حتى انها لم تستطع  مواكبة حدث تاريخي باغت (انتفاضة 12 اذار ، لم يكن لها يد او محتاطة لحدوثها بل اجهضتها).
هذه الحركة يمكن تسميتها بانها حركة قاصرة في تأدية المهام، ولهذا بعد ان  تعرضت الى التشرذم والتفتت حاولت جاهدة لمواكبة حدث تاريخي طال انتظاره لعقود (الانقلابات العسكرية المتكررة في سورية و كان اخيرها حزب البعث بانقلاب عسكري جعلت من سورية مزرعة لآل الاسد بجيش طائفي لأكثر من 60 عاما) ومع الحدث السوري الجلل اسرعت الحركة السياسية بمسمياتها الحزبية  بلملمة الصفوف * و فشلت واخفقت بل وضعت نفسها في معرض يحسد عليه  باعتبارها قاصرة >> لم تتهيأ لحدث بضخامة الحدث السوري عموما – انتفاضة او ثورة، على الرغم بانها واكبت انتفاضة مشابهة كما اسلفت بانتفاضة اذار ، سبقت الانتفاضة / الثورة السورية، ليس بأكثر من 7 سنوات –  )..
وكان الاسراع في تشكيل جسم مشوه، من خليط سياسي متنوع ومن مشارب سياسية كردية شتى  (حاولت تقليد ومحاكاة حركة التحرر الوطني الفلسطينية ، والتي شكلت ذراعها العسكري مع انطلاقتها بعد التشكيل السياسي ، وبخلاف ذلك فان الذراع العسكري للانكسي ” لشكري روج ” لم يحرك ساكنا، بكون قيادته السياسية لم تكن مؤهلة وكفؤة او بالأصح متقاعسة لقيادته)  حيث ضم الجسم الوليد بألوانه السياسية المتناقضة، اليساري الى اليميني الى الحيادي الى العشائري الى المناطقوي.. الى المستقل (موالي لحزب او بالأصح فرض موالي معين في المجموعة) الى الانتهازي الى الباحث عن وجاهة ومصالح الى العميل الى الشبابي (ضم تنسيقيات ليست لهم من الخبرة السياسية والتنظيمية ، بكونها غضة الهوى مندفعة لم يتعدى سقف طموحاتها الاستمتاع  بالكرامة والحرية والخلاص من نظام دكتاتوري يستعمل ويستخدم الاسلوب النازي في انهاء الخصوم،>> ارتشيت بالمال _والذي تدفق من حزبين لدودين لبعضهما البعض من اشقاء كرد العراق للوليد المنغولي  _ مشكور لاحدهما، بنمائم قذرة من الثاني)..
يمكن القول بتجميع من كل هب ودب، وأسوأهم افضل بمئات المرات من أخيار وخيرة عناصر ومناصري وموالي ب ك ك .
ظهور الجسم  الوليد “منغوليا ” المصاب بيرقان فيزيولوجي ” انكسي “، تسلح بغباء سياسي قل نظيره، حاول ” الانكسي ” جاهدا ومنذ قبل ولادته ومع تأسيسه وبعد تشكيله، فمازال يتسول  الشركة والشراكة منذ ذاك الحين والى الان، مع وكيل مرتزق (ذراع ب ك ك في سوريا) مرهون امره الى اعداء الكرد، ليس اتهاما شكاكا مريبا، بقدر قتل واختطاف الكرد وفي الاجزاء الاربعة من كردستان وفي الشتات منذ تواجده،  ليس له من الكرد سوى خلفية مقززة، الحقت  وتلحق الاذى والاضرار بالكرد على مدى عقود. بأفعاله وبما يفعله  بمنهجية لأنهاء وجود الكرد واقتلاع الجذور من الارض التاريخية، واستخدام جميع اساليب وصنوف الاذلال والقتل والخطف والاغتصاب والزج في المعتقلات والتهجير وترويج المخدرات، والمضايقة لسد جميع سبل كسب العيش ليعم الفقر المدقع بين الجميع، ونزع السلاح الوحيد الذي يحمله الكرد السوريين من تلقي العلوم والمعرفة لنشر الجهل والجهالة التعليمية،,, وهذا مالم يستطع مستعبدي الشعب بالكرد وعلى مدى عقود على الرغم من اتباعه لجميع صنوف  الظلم واستعباد للكرد وتنفيذ مشاريع عنصرية  قل نظيره سوى من دول، كدول “الابارتهايد”  في جنوب افريقيا والكيان الصهيوني (الكيبوتسات  في فلسطين)، والانظمة الشيوعية ( اذابة الشعوب بدمجها وتشتيتها وخاصة الاقليات، انموذج ناغورني قاراباغ في ارمينيا وازربيجان وتشتيت الكرد فيما بينهما والى جمهوريات سوفيتية اخرى، وكذلك بالنسبة لقوميات اخرى في الاتحاد السوفيتي السابق والان تقسيمات لاوكرانيا والحاق مقاطعتين للوريثة الشيوعية روسيا  ) وبهكذا حصيلة تم الانقضاض على “الانكسي” من قبل مرتزقة تدعى ب ك ك  والتهامه الان, حيث ابقي ” الانكسي” جسم من دون روح .
تيبع >>>
• رئيس حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سورية .
** اعلمني الصديق  د. حميد  دربندي (صديق الدراسة في تشيكوسلوفاكيا) بان السروك كلفه بملف عن على عقد مؤتمر للكرد السوريين، ناصحا غض النظر عن الخلافات بين الاحزاب الكردية السورية والمواقف التي تبدي كل منها، من منطلق بان المنطقة تمر بظرف حساس والظرف موات للكرد السوريين بلملمة صفوفهم لمواجهة الاستحقاق، فلم نتفق على خطوط عديدة، فكان ان قاطعت حضور المؤتمر رغم الالحاح، ومع اتخاذ قرار المقاطعة والاتصال برئيس المكون المرحوم عبد الرحمن آلوجي اوصى، بان يكون التصرف بما اراه مناسبا للكرد والحركة الكردية .(حيث كنت ممثل اتحاد القوى الديموقراطية الكردية في الخارج).

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اعتبر الزعيم الكوردي رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، يوم الجمعة، أن الارضية باتت مهيأة لإجراء عملية سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط للقضية الكوردية. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال انطلاق أعمال منتدى (السلام والأمن في الشرق الأوسط – MEPS 2024) في الجامعة الأمريكية في دهوك. وقال بارزاني، في كلمته إنه “في اقليم كوردستان، جرت الانتخابات رغم التوقعات التي…

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…