لنتكلم بيننا بصراحة نحن الكورد

جان كورد

بداية لايمكن لأحد انكار أن جذور المشكلة التي يتحدث العالم عن بعض نتائجها اليوم، واعني المشكلة السياسية الناجمة عن الحشود التركية الكبيرة على حدود اقليم كوردستان العراق، تكمن في عدم اعتراف الحكومة التركية بالتعددية الاثنية القائمة فعلا على الأرض التي يسمونها كلها ب “تركيا”، وهي تسمية عنصرية جاءت بعد نمو وانتشار المد الطوراني القومي مع أفكار “جون تورك” وتألق نجم مصطفى كمال الذي وصل إلى ما يصبو إليه عن طريق دعم الكورد له ثم انقلابه عليهم واعدامه ممثليهم الشرعيين والتخلص رويدا رويدا من كل ما يشير إلى القومية الكوردية، وكذلك القوميات الأخرى غير التركية…
والتسمية الجون توركية لهذه البلاد التي غزاها الترك القادمون من شرق آسيا، قد رافقها ظهور شعارات قومية فظيعة كهذه (تركيا للأتراك!)، هذا الشعار الذي لايزال يظهر كل يوم على إحدى اكبر الصحف التركية (حريت) فوق صورة (أبو الأتراك!) وعلم الدولة التركية… ولايسع المجال للتطرق هنا إلى تأريخ النمو الطوراني الكبير الذي وصل اليوم إلى حد خروج مئات الألوف الأتراك العنصريين إلى الشوارع مطالبين حكومة أردوغان بسحق الكورد وابادتهم على غرار ابادة الأرمن في أواخر حياة السلطنة العثمانية، وإلى درجة حمل رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ربطات عنق حمراء، شبيهة بلون مقاعد البرلمان التركي، لتذكر العالم بأن الترك “الذئاب الغبراء” – وهي أحب تسمية لدى الترك لعنصرهم – لايزالون أقوياء وأشداء كآبائهم الذين سبحوا في حروبهم في بحر من الدماء، حتى اتخذوا ذلك اللون رمزا وعلما لبلادهم… نعم، عدم اعتراف الحكومة التركية والدستور التركي والقوميين الترك بوجود شعب كوردي يعيش إلى جوارهم هو الاصل والاساس في تكون وتفرع وتشعب هذه المشكلة، حتى أصبحت مشكلة دولية لأنها وصلت إلى الفاتيكان والأمم المتحدة والبيت الأبيض وهي تشغل الاتحاد الأوربي منذ زمن طويل، ولكنها لاتزال “بعيدة وغريبة!” عن الجامعة العربية ومنظمة الدول الإسلامية، وهما لايلعبان دورا أساسيا في السياسة العالمية.


العامل الثاني الذي ساهم في خلق هذه المشكلة في المنطقة هو الصراع التاريخي الكبير بين التيارين (الشيعي) في ايران و(الصوفي) في تركيا منذ أن دخل الترك في الإسلام وإلى اليوم، وتأريخ صراع القوتين على كوردستان طويل ومليء بالدماء والمآسي، والأضرار التي عانت من جرائه الأمة الكوردية كبيرة للغاية، وفي خضم هذا الصراع تولدت فكرة لدى الطرفين مفادها هو أن أي تقدم يحرزه طرف منهما في العراق يؤثر في موازين القوى التي يجب اعادة توازنها من جديد، وبخاصة منذ الحرب العالمية الأولى في الربع الأول من القرن الماضي وإلى اليوم، وليس مصادفة ان تستولي ايران على اقليم عربستان فتستولي تركيا على لواء الاسكندرون، وان تحاول تركيا استعادة نفوذها في لواء الموصل (اقليم كوردستان العراق) الغني بالبترول والمياه بعد ان لاحظت تنامي النفوذ الايراني في جنوب العراق، حيث البترول والمياه أيضا، في حين أن كلا الطرفين لم يبديا اهتماما بمناطق الأنبار العراقية التي ليست فيها هذه الثروات… واستغل الطرفان هشاشة الوضع السياسي والعسكري في العراق، بعد أن سدد الأمريكان وحلفاؤهم ضربات قاصمة لنظام صدام حسين، في حربين كبيرتين بين عامي 1990 و 2003، فعملا على تقوية نفوذهما السياسي والاستخباراتي والمالي والاقتصادين في العراق، بحيث بات العراقيون يسأمون وجودهما الصارخ ولايدعون مناسبة إلا ويعلنون عدم رضاهم عن هذا التواجد الفعلي للدولتين الايرانية والتركية على الأرض العراقية… وإذا كانت ايران قد نجحت في كسب العديد من القوى السياسية الشيعية العربية في العراق إلى جانبها، ولها علاقات غير سيئة بالقوى الكوردية، بحكم اعترافها بالواقع الفيدرالي للاقليم الكوردي، فإن تركيا بحكم أنانيتها وغطرستها القومية لم تكن بتلك الليونة واللباقة الديبلوماسية وخسرت مع الأيام القوى الكوردية السنية، بل هي تعتبر اليوم إحدى أهم القوى الكوردية في اقليم كوردستان العراق، وأعني الحزب الديموقراطي الكوردستاني، أكبر عدو لها… وفي حين تفتح ايران ممثلياتها الديبلوماسية في الاقليم الكوردي فإن تركيا تعترض حتى على وجود ممثلين أكراد في وفد عراقي رسمي قادم ليعالج في أنقره هذه المشكلة التي باتت قاب قوسين أو أدنى من حرب ضارية… وهذا العامل الاقليمي يلعب دورا هاما في تأزيم المشكلة وتوسيع رقعتها وتدويلها أيضا…
العامل الآخر الذي أدى إلى تورم المشكلة وبالتالي إلى انتزع العديد من أوراق اللعبة السياسية والديبلوماسية من أيدي القيادات الكوردية هو عامل كوردي داخلي، ألا وهو تواجد قوات قتالية هامة لحزب العمال الكوردستاني، بل أهم قواته على الاطلاق في منطقة جبال قنديل التي تبعد عشرات الكيلومترات عن الحدود الدولية لتركيا، في عمق أراضي اقليم كوردستان العراق… وهنا يجدر بنا نحن الكورد أن نكون صريحين مع بعضنا وواقعيين في الوقت ذاته…
لذا فلنسأل أنفسنا: “لماذا وجدت هذه القوات في هذه المنطقة البعيدة عن شمال كوردستان أصلا، وحزب العمال الكوردستاني هو حزب (تركي!) وليس عراقي؟… وليست في برنامجه السياسي، لا اليوم ولا سابقا، أي فقرة تدعو إلى اقامة دولة كوردية تشمل كل كوردستان بأجزائها الأربعة.”… ومخطىء من يدعي أن حزب العمال الكوردستاني كان يدعو إلى اقامة دولة كوردية مستقلة، فهذا لم يطرح أبدا في برنامجه منذ البداية وإلى الآن…
فهل أضطررت هذه القوات تحت ضغط الهجمات العسكرية التركية إلى ترك مواقعها في داخل شمال كوردستان، كما حدث في مراحل تاريخية سابقة لقوى بعض الأحزاب الكوردستانية، في عام 1945 مثلا، عندما أضطر القائد التاريخي الخالد مصطفى البارزاني إلى الانسحاب صوب شرق كوردستان، والمشاركة تحت أمرة الرئيس الخالد الشهيد قاضي محمد في بناء جمهورية كوردستان التي كانت عاصمتها مهاباد، في عام 1946، أم أنها جاءت إلى جبال قنديل بقرار من قائدها السجين حاليا، السيد عبد الله أوجلان؟”
فإذا أجبنا على هذه السؤال بصراحة فسنكون قد قطعنا شوطا على الطريق الصحيح…
حسب علمي يعود تأريخ تواجد قوات حزب العمال الكوردستاني الذي بدل إسمه بعد اختطاف واعتقال زعيمه إلى إسم آخر، وغير الكثير من برنامجه السياسي وتفكيره الآيديولوجي، وممارساته العملية، إلى مرحلة كانت فيها العلاقات حميمة بين نظام حافظ الأسد السوري وزعيم هذا الحزب الذي كان يتنقل بين دمشق ومعسكرات تدريب شبابه في البقاع اللبناني، ونحن نعلم بأن الرئيس السوري آنذاك كان يطمح من وراء دعمه لحزب العمال الكوردستاني إلى تحقيق هدفين: “إجبار تركيا على توقيع اتفاقية مائية تضمن لسوريا حصة كافية من مياه نهر الفرات” و”تثبيت أقدامه في داخل العراق ليلعب دورا فيه لايقل أهمية عن دوره في لبنان”، وهذا الهدف الثاني كان يخطط له بالتنسيق مع حليفته ايران ، بحكم ارتباطات طائفية، لمنع تركيا “السنية” من تحقيق اي تقدم يذكرعلى الأرض الكوردية في اقليم كوردستان العراق… ولم تكن التصريحات النارية آنذاك لزعيم حزب العمال الكوردستاني بصدد اقليم كوردستان العراق لتخرج عن إطار تلك الاستراتيجية السورية – الايرانية المشتركة… ومن تلك التصريحات التي تعتبر هامة للغاية لفهم أبعاد هذه المشكلة الحالية، قوله :”الكيان الذي يعمل كورد العراق على اقامته هو خنجر في خاصرة العالم العربي وتركيا وايران”، وكان يعتبر التصدي للعقلية القومية الضيقة لزعماء الكورد في العراق واجبا من واجباته الأممية… ونحن نعلم جيدا ماذا حدث في تلك المرحلة وبعد ذلك، وكيف وصلت تلك القوات إلى عمق كوردستان العراق، وكيف ظهر زعماء هذا الحزب على شاشات التلفزيون متوعدين مهددين ومبشرين بأنهم سيقضون على “أعشاش الخيانة” في ايام قلائل و”يحررون كوردستان من خيانة العشيرة التي دامت أربعين عاما لكذا وكذا…!”.

وكانت هذه فرصة لاتقدر بثمن لجمهورية آتاتورك أن تلعب لعبتها القديمة والمحبوبة، ألا وهي ضرب الكورد بالكورد، كما فعل العثمانيون وغيرهم سابقا، وقد نجحت لفترة طويلة، مع الأسف، في ذلك… ونأمل أن لاتتمكن من القيام بتلك اللعبة القذرة بعد اليوم.

أي أن تواجد قوات حزب العمال الكوردستاني في جبال قنديل (الكوردستانية – العراقية) ليس من أجل دعم وحماية أمن الاقليم كما يحب بعضهم زعمه، وانما تواجدت بدوافع سياسية لمرحلة تاريخية سابقة ، كما لم تكن اضطراريا، بسبب الضربات العسكرية الناجحة والقوية للجيش التركي، أي أنه لم يكن تواجدا مؤقتا لأسباب تكتيكية عسكرية تتعلق بحرب العصابات…
يقول بعض الناشطين الكورد الذين يميلون ميلا شديدا إلى حزب العمال الكوردستاني بان هذا الحزب لن يترك هذه المواقع لأي سبب من الأسباب… وأن غايات تركيا وأهدافها أبعد من النيل من هذه القوات، فعيونها على لواء الموصل الذي تعتبره جزءا من تركيا ولعابها يسيل لبترول كركوك، ولديها مشروع توسعي استعماري ذي مخطط وتدبير وتمويل… حسنا، فلماذا هذا الدفاع الكبير لزعيم حزب العمال الكوردستاني عن الآتاتوركية والوحدة الوطنية التركية وضرورة حل القضية الكوردية في إطار الميثاق المللي وتحقيق “الجمهورية الديموقراطية التركية!” من جهة ومن جهة يتم الحديث عن الكونفدرالية الدولية للشرق الأوسط التي زعيمها وقائدها وبانيها السيد عبد الله أوجلان نفسه الذي لايخفي ازدراءه للدولة القومية عموما ويعتبر مطلب الدولة القومية الكوردية تخلفا فكريا وعقليا وحضاريا…؟ إلى أين يقود هذا كله؟… هل يبرر هذا بقاء هذه القوات في جبال قنديل أم يعزز الرأي القائل بضرورة اعطاء الأهمية للعامل السياسي من أجل تحقيق هذه الكونفدرالية “الديموقراطية” أو هذه “الجمهورية التركية الديموقراطية!”؟
الآن، تغيرت موازين القوى في المنطقة، حيث اشتد ضعف نظام البعث السوري برحيل حافظ الأسد، أكبر داعم لحزب العمال الكوردستاني، وسقوط المعسكر الشيوعي، الخلفية الآيديولوجية الدولية للحزب، وسقوط الدكتاتورية الإرهابية في العراق، نظام صدام حسين الذي لايمكن انكار وجود علاقات مثبتة وثائقيا بينه وبين بعض مسؤولي حزب العمال الكوردستاني، ومن ثم التواجد الفعلي القائم حاليا للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، عسكريا وسياسيا، في العراق، بعد أن تمكن من توسيع نفوذه عربيا من قبل، واجباره نظام بشار الأسد على الخروج عسكريا من لبنان، ومن ثم قدرة كورد العراق على بناء وتقوية ذلك “الكيان!” الذي كان يعتبره السيد عبد الله أوجلان “خنجرا في خاصرة الأمة العربية وتركيا وايران!”… وبعد هذا التحول الكبير، وتغير سياسة حزب العمال الكوردستاني من سياسة متشددة وعنفية إلى سياسة سلمية داعية للحوار السلمي بين الكورد أنفسهم، وبين الكورد والترك في الوقت نفسه، والانخراط في اللعبة البرلمانية التركية بمشروع كوردي ثقافي واجتماعي متواضع من خلال دفع حزب سياسي إلى الساحة، وهذا اتجاه إيجابي وتطور نوعي في  مسار القضية الكوردية في شمال كوردستان، يبدو وكأن موضوع تواجد ما يقارب 3000 مقاتل (وهم ليسوا جميعا من شمال كوردستان) في جبال قنديل، في عمق اقليم كوردستان العراق، لم يعد ذا أهمية استراتيجية قصوى لحزب العمال الكوردستاني، فالشارع السياسي في المدن الكوردية والتركية أهم له من هذه الجبال النائية، طالما ليست هناك نية للاستمرار في العمل العسكري ضد الدولة التركية، وهناك حديث مستمر من قبل زعمائه عن الحل السلمي والعمل السياسي ووقف القتال.


طبعا يبقى ان نقنع الأحزاب المعتدلة التركية، رغما عن كل العوائق والمصاعب والعراقيل في تركيا، بأن الموقف الكوردي جاد وواقعي ولايخرج عن إطار المطالب القومية البسيطة ضمن إطار وحدة البلاد وسيادة القانون وفي ظل الدستور… وأذكر الإخوة المدافعين عن سياسة حزب العمال الكوردستاني بدعوة السيد عبد الله أوجلان لتسليم النفس للحكومة التركية، هذه الدعوة التي قام بتنفيذها كوادر مهمون في الحزب فعليا… هل كانت دعوة خاطئة أم لا تزال صحيحة؟
هنا يجب أن تتطور الديبلوماسية الكوردية بسرعة وتتمكن من لعب دورها عالميا، وبخاصة فإن الأجواء السياسية على الصعيد الدولي في صالح القضية الكوردية، وهذا يعود بشكل أساسي إلى ما يلعبه الكورد في جنوب كوردستان “شمال العراق!” من دور هام في تعزيز مسيرة الحرية والديموقراطية التي يهم العالم الحر الديموقراطي أمرهما في الشرق الأوسط، كما يجب استغلال العزلة الدولية التي تعيشها تركيا اليوم، وبخاصة بعد أن استبد الغرور القومي بحكومتها وبرلمانها وقطاعات واسعة من أحزابها ومثقفيها وإعلامييها إلى حد السكر والعربدة… وهذا يعني أن ينتزع حزب العمال كل ذريعة تتمسك بها الحكومة التركية للتدخل والغزو والعدوان في جنوب كوردستان، حتى ولو أدى ذلك إلى إلحاق بعض الأذى به مرحليا، إذ أن نجاح التجربة الديموقراطية في كوردستان العراق سيؤثر إيجابيا في تطور القضية في الأجزاء الأخرى من كوردستان، وبخاصة في شمال كوردستان… وليدع حزب العمال موضوع حماية أراضي الاقليم الكوردي في العراق لكورد العراق وعربه وأقلياته القومية والدينية ولحلفائهم الأمريكان وغيرهم… فحماية الاقليم ليس من مهام حزب العمال الكوردستاني، وهو ليس في برنامجه حسب علمنا، كما أن مكوث قياداته في جبال قنديل لن يغير من المعادلة السياسية لصالح الكورد، وانما يثر المشاكل لجنوب كوردستان، وإن  تصريحات الرئيس الكوردي المحبوب الأستاذ مسعود بارزاني بصدد استعداده واستعداد كل الأمة الكوردية للدفاع عن الاقليم وعدم استعداده لتسليم أي كوردي لتركيا تفسر بشكل خاطىء تماما، مثل “مسعود البارزاني وعبد الله أوجلان كتفا إلى كتف!”، فنحن نعلم تماما بأن هناك فارق كبير بين مواقف وسياسة ومطالب وممارسات هذين الزعيمين، ولايعني ما يقوله الرئيس مسعود بارزاني باصراره على الدفاع عن حرية الاقليم وشعبه وترابه ورفضه لأي صراع كوردي – كوردي أنه لا يحبذ خروج حزب العمال الكوردستاني من أراضي الاقليم… ولكن اللغة الديلوماسية التي يستخدمها هذا القائد المحنك والشجاع والخبير بالقضية الكوردية وله علاقات دولية واسعة هي لغة راقية، تراعي ظروف حزب العمال الحالية وغيره من الأحزاب الكوردستانية التي تتواجد في الاقليم… وعلينا أن نحترم قرار برلمان كوردستان العراق الذي يعتبر ملزما لكل القوى الكوردستانية المؤمنة بضرورة حماية الاقليم، وهذا العدوان لديه اليوم ذريعة “جبال قنديل” فقط، فلنساعد هذا الرئيس الذي نفتخر به جميعا، وهذا البرلمان الذي يعتبر المؤسسة الكوردية الشرعية الوحيدة في العالم، في صون الاقليم الكوردي الفيدرالي الحر بأن ننتهج سياسة تنفع الاقليم ولا تضر به وبأن نراعي ظروف الاخوة الكورد في العراق، ونجر الحكومة التركية إلى حرب دبلوماسية على الصعيد الدولي ونعريها من كل ذرائعها وأكاذيبها وننتزع أسلحتها السياسية دون قتال في الجبال في هذه المرحلة التاريخية الهامة… إن ساحة الحرب مع الطورانية التركية اليوم هي ساحة الديبلوماسية الدولية التي لانزال متخلفين في العمل على رقعتها الهامة والواسعة…   
 

   27.10.2007

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف تعود سوريا اليوم إلى واجهة الصراعات الإقليمية والدولية كأرض مستباحة وميدان لتصفية الحسابات بين القوى الكبرى والإقليمية. هذه الصراعات لم تقتصر على الخارج فقط، بل امتدت داخليًا حيث تتشابك المصالح والأجندات للفصائل العسكرية التي أسستها أطراف مختلفة، وأخرى تعمل كأذرع لدول مثل تركيا، التي أسست مجموعات كان هدفها الأساسي مواجهة وجود الشعب الكردي، خارج حدود تركيا،…

روني آل خليل   إن الواقع السوري المعقد الذي أفرزته سنوات الحرب والصراعات الداخلية أظهر بشكل جلي أن هناك إشكاليات بنيوية عميقة في التركيبة الاجتماعية والسياسية للبلاد. سوريا ليست مجرد دولة ذات حدود جغرافية مرسومة؛ بل هي نسيج متشابك من الهويات القومية والدينية والطائفية. هذا التنوع الذي كان يُفترض أن يكون مصدر قوة، تحوّل للأسف إلى وقود للصراع بسبب…

خالد حسو الواقع الجميل الذي نفتخر به جميعًا هو أن سوريا تشكّلت وتطوّرت عبر تاريخها بأيدٍ مشتركة ومساهمات متنوعة، لتصبح أشبه ببستان يزدهر بألوانه وأريجه. هذه الأرض جمعت الكرد والعرب والدروز والعلويين والإسماعيليين والمسيحيين والأيزيديين والآشوريين والسريان وغيرهم، ليبنوا معًا وطنًا غنيًا بتنوعه الثقافي والديني والإنساني. الحفاظ على هذا الإرث يتطلب من العقلاء والأوفياء تعزيز المساواة الحقيقية وصون كرامة…

إلى أبناء شعبنا الكُردي وجميع السوريين الأحرار، والقوى الوطنية والديمقراطية في الداخل والخارج، من منطلق مسؤولياتنا تجاه شعبنا الكُردي، وفي ظل التحولات التي تشهدها سوريا على كافة الأصعدة، نعلن بكل فخر عن تحولنا من إطار المجتمع المدني إلى إطار سياسي تحت اسم “التجمع الوطني لبناء عفرين”. لقد عملنا سابقاً ضمن المجتمع المدني لدعم صمود أهلنا في وجه المعاناة الإنسانية والاجتماعية…