ليلى قمر / ديريك
كحالة انسانية – سياسية – فكرية قد يصادفنا في احايين كثيرة مشاعر مميزة في خاصيتها كلما سمعنا – واقولها بمنتهى الصدق – مذ وعيت معنى – لقب السيدة الأولى ! ولتتواتر الى ذهني ذات هذا الشعور ونحن في محفل لا ندري ماذا نسميه ؟! رقصة الجدائل أم قصها ؟ حرق اغطية الرؤوس وبتر الجدائل من جديد وحرقها ! ام سبل الشعر النسوي المقموع بسجنه والمربوط بقيود استبداد ازلية ؟ وتجعلنها وبتحد صفعة لخفراء الظلام ودهاقنة الدجل ؟ فتلف الجدائل مجددا وكسنابل القمح تطرح بدل الجديلة ألوفها . جدائل سلسلة وخصائل تتراقص بهاءا لرونقها و .. من ثم تجدل ببراعة من جديد وو .. لتتقصقص ربما لزينة برونق، او تحرق كصرخة غضب في وجه ديكتاتور طاغ، استغل شرع الله وكلامه يفتي بها في غير حقيقتها، هي في الواقع إذن ؟!
نماذج تتداخل في مدارك أية انثى، لابل اي انسان لديه ادنى مقومات احترام انسانيته، نعم هو شعور نشوة النصر رغم ثمن ذلك النصر الباهظ حتى وإن بدت كحالة مقاومة فردية، وهنا قد يتساءل بعضهم ؟! ولما كل هذه الكلمات التي ستقودني حتما كإمرأة وام الى عينه الجواب ! ولأعود بأدراجي الى الرواية الشعبية الكردية وواحدة من حكاياها الأشهر، كيف ان زين طلبت من اخيها زين الدين بالعفو عن بكو قبل تسليمها الروح الى باريها فوق قبر حبيبها ممو، ولكن ! سيف تاجدين كان اسبق .. جدليات وسير وبطولات تليق بهن قامات نسوية ساهمن وتساهمن وستساهمن في إعادة صياغة مجد أمة بعثروها في اجزاء كردستانها الأربعة، اجل هذا هو الواقع وسيبقى كما المستقبل شتلات ستخضرن وتينعن ولبوات ستتصدين لجبروت الدكتاتور بكل السبل، وهي من جديد تعالت صرخات الموت للديكتاتور، و .. كانت مجد مهيسا الشهيدة التي ستستذكرنا بقامات أضحين لبوات حقيقيات وكان لهن بصمة صريحة وواضحة في استقلال جمهورية مهاباد الكردستانية الفتية، وفنعود من خلالها اليها هي .. نعم هي .. هي مينا ام كانت وجدة اصبحت كأيقونة للكردستانيات، هي مينا زوجة ( بيشوا قاضي محمد ) والذي عين كأول رئيس لجمهورية مهاباد الفتية، كونه مثل حينه نبل أخلاق الكردياتي، ورمز شهد له لروح التضحية والنضال القومي والوطني . بالرغم من أن هذه الجمهورية الفتية لم تدم طويلا، وليقبض على بيشوا قاضي محمد ومن ثم الحكم عليه بالإعدام، حيث نفذ في ميدان جارجرا بمدينة مهاباد عاصمة جمهورية كردستان، حيث ترك الشهيد إرثا نضاليا كبيراً مشبعا بروح التضحية من اجل الأمة والشعب والوطن، وهنا علينا ان نستذكر قليلا من الكثير عن القاضي الشهيد الذي ينتمي في الاصل لعائلة متدينة، إلا انها كانت تؤمن بالقضية القومية الكردية . وفي يوم 22 كانون الثاني سنة 1946 ومع اعلان القاضي محمد استقلال كردستان من ساحة ميدان جارجرا بمدينة مهاباد، ومع انعقاد المجلس القومي الكردستاني أولى اجتماعاته في الجمهورية يوم 11 شباط من ذات العام، وتم الإقرار فيه أن اللغة الكردية هي اللغة الرسمية في البلاد، واعتمد نشيد “آي رقيب” نشيداً وطنياً للجمهورية، ورغم ان جمهورية مهاباد لم تدم اكثر من 11 شهراً فقط، ولم يحولها قاضي محمد إلى نظام دولة فيمنع فيها الحريات، ولم يشكل منها دولة قومية تضطهد الثقافات الأخرى، وكان يسعى إلى بناء جمهورية تدير شؤونها بنفسها . وإدراكا من قادة دولة كردستان الفتية وفي مقدمتهم – بيشوا قاضي محمد – لدور المراة الكردستانية كواحدة من اهم ركائز تعزيز هذه الجمهورية الفتية فكان القرار هو ان تاخذ المرأة دورها وتوفير كل سبل نجاحها في ذلك، فساهمت في تاسيس الجمعيات والمنظمات الخاصة بها والتي لعبت دورا هاما في توعية وتعليم النساء ومنحهن الثقة بأنفسهن للمشاركة في العمليات السياسية والإدارية في الجمهورية . ومع الخطوات الاولى لإعلان جمهورية كردستان، قامت السيدة مينا خان زوجة رئيس جمهورية مهاباد ( قاضي محمد ) بتاسيس جمعية “يايا” الخاصة بالمرأة وترأستها، وكان الإسم الرسمي للجمعية “الاتحاد النسائي الديمقراطي” وذلك عام 1945، كما تحملت السيدة الاولى مسؤولية مهام كثيرة في العهد الجمهوري وبذلت مساع كبيرة وناضلت ونصب عينيها قضايا جوهرية للمراة وحقوقها، وكمثال : فقد اهتمت بالتشاطر والتكافل النسائي وقد سجل لها كإرث نضالي وموقف متقدم في هذا المجال حيث قالت ( على النساء أن يتشاطرن مشاكلهن، كي يتمكنّ من إيجاد الحلول لها … )، ولم تكتف السيدة الاولى فقط بالتنظير بل ارفقتها بحملة توعوية ساهمت فيها بشخصها، وألقت محاضرات عديدة في خاصية المراة وحقوقها، وسخرت جل امكاناتها لتطبيقها قدر الإمكان على ارض الواقع، وعملت على إصدار مجلة “هلالة” بالتعاون مع كوليزار شكاكي (من أقارب سمكو شكاكي قائد إحدى الانتفاضات الكردية في روجهلات) وذلك لهدف تثقيف وتوعية المرأة، ناهيك عن أنشطتها التعليمية الخاصة بالنساء . ورغم اسقاط الجمهورية الفتية، واعدام القاضي ( بيشوا ) فقد ظلت السيدة الاولى المصونة وكأم للكردستانيين اجمع عرضة لملاحقات واعتقالات متتالية من قبل السلطات الإيرانية، ولم تراف بها سنين عمرها حتى السبعين ان يخفف الجلاوزة عنها اشكال التعذيب . نعم ! فهي مينا السيدة الاولى وحرم القاضي الشهيد ( بيشوا ) ابنة مدينة – نغدة – الكردستانية، وكأية سيدة آمنت بقضية شعبها وحقوقه، وما ان اصبحت متنفذة وفي مركز اتخاذ القرارات وتنفيذها حتى سعت وبكل جهودها لترسيخ وتأسيس ثقافة الولاء للوطن، وأصبحت من الاسماء اللامعة لدى الشعب الكردي … ولجملة هذه الصفات اصبحت عرضة لغضب السلطات الإيرانية واعتقلت مرارا تعرضت خلالها لحملات تعذيب وحشية، وقيدوها لشهور عديدة بالسلاسل الحديدية وفقأووا عينيها، ووضعوا نصب اعينهم هدفا وحيدا : ان تتراجع عن قناعاتها وتستسلم ! ولكنها مينا بيشوا السيدة الاولى وحرم القاضي الشهيد وقد نصبها الكردستانيون الاحرار اما لكل كردستاتي حر، وامام صمودها وبصمتها التي تحدت بها الجلاوزة الذين يأسووا في امكانية إذلالها فكانت خطوتهم الوحشية : قرار إعدامها سنة 1947 … والآن ؟ هل ادركنا سر بركان التحدي النسوي الكردستاني في الجزء الملحق بإيران ؟ .. هل استوعبنا جينة عنفوان التصدي النسوي في كردستاننا العزيز وذلك الجزء الذي تطوب طهرا ومقاومة منذ الازل فعلمنا سر ان تقوم فريناز خسرواني برمي نفسها من شرفة فندق وقد فضلت الإنتحار على ان تدنس شرفها ؟! .. وبالتاكيد لن ننسى تلك المهندسة الشابة الشهيدة مهديس مير قوامي من مدينة كرمانشاه والتي انتحرت كردة فعل على جريمة الاغتصاب الجنسي التي تعرضت له في معتقلات وزارة الإستخبارات، وفور اطلاق سراحها بادرت إلى الإنتحار بسبب الإغتصاب التي تعرضت له من ضباط المخابرات . وعلينا ألا نتجاهل ما تعرضت له ايضا الشهيدة حنانة فرهادي و التي تحمل شهادة البكالريوس و من أهالي كرمانشاه وقد أعتقلت من قبل الإستخبارات لمدة أربعة أشهر و فور خروجها من معتقلات الإستخبارات في كرمانشاه أنهت حياتها بالإنتحار .
وهنا وفي الختام هل يكفي الهتاف بشعار : الموت للدكتاتور ؟ ام البدء بهد قلاعه وإن ابتدأ بالهتاف …