في الديمقراطية المتحورة استبدادا ( مازومية عبدالرزاق عيد وبيان غليون والأمة اللاديمقراطية )

  

وليد حاج عبدالقادر / دبي 

قبل عقد أو اكثر من السنين تنادى لفيف كبير من المثقفين والنشطاء الكرد الى الإستقالة المعنوية من ديمقراطية د . عبدالرزاق عيد وبيان عن الديمقراطية د . برهان غليون ، ولا يستغرب مطلقا ملاحظة تباشير ذلك حتى عند الأمة الديمقراطية . وهنا ! يستحضرني – وبصفة شخصية – اغنية المطرب العراقي إياس خضر / ياحسافة / .. نعم ياحسافة خاصىة للدكتور عبدالرزاق عيد ! على تلك الصفعة التي طالني بها عنصر الأمن السياسي بالحسكة حينما دافعت عن د . عيد عندما سألني ( ماتكون من شلة عيد ولا ؟! ) وقلت : وشو فيه عيد هو من / خيرة مثقفي سوريا / .. 
ومن جديد ياحسافة !! وأنا في الخدمة الإجبارية و ( طفران ) حينها ايامات معرض الكتاب بمعرض دمشق الدولي وكنت لا املك سوى مصروف نصف سهرة بنادي الضباط مع صديق أوشراء كتاب / أزمة الديمقراطية / على ما أظن وليتني ما قرأتها لكتابه ؟!  نعم  فبإسم الديمقراطية بعضهم لا يمارسون سوى العهر الفكري ويسخرونها إرثا كما في سيرورة بدأه الدكتور عبدالرزاق عيد وأكملها الصديق كان ذات يوم د . برهان غليون ومدخلنا تلك الأيام أيضا كان بيان عن الديمقراطية .. أما نحن ؟ ماذا كان علينا ؟ ألا نخاف قبل ان تلطشني إياها الكف مثل حامي حمى ديار العروبة ومنعها من / الإنفصال / ومن جديد بإسم الأمة الديمقراطية فلكم ولتلاقيكم نخب الدماء الكردية تتلاقح أقول : لابل أرميها في وجهكم استقالتي من ديمقراطيتكم المزعومة … أن يستخدم واحدهم كان ذات يوم استاذا جامعيا كل عنصريته ويتسلل من خلال ثغرات ما فيعلن حرب الإبادة ! تجاه شعب بريء ويدمغها بخاتم عروبيته فليقرأ كلامي !! أمام ما كتبت أنت وغيرك / من جديد / أحمل نفس الجهة التي حددت مآل ما صارت عليه اوضاع شعبنا الكردي ولكن : أثق بإرادة الخيرين منهم ومن شرائح الشعب الكردي المختلفة بأنه سيتم توحيد الصف الكردي ووقتها قل ما تشاء يا .. دكتور عبدالرزاق وانت كاتب أزمة الديمقراطية و : سنتذكر كوباني ونذكركم بما صممنا حينها وبات كشعار ميداني لكل كردي يصرخ بها في وجه كل من استرخص ثبات واصرار الكرد على المقاومة وكان ذاته الشعار : كوباني لن تسقط .. كوباني ستصبح ساحة جريد للمقاومة البطولية الكردية . و كانت بالفعل ملحمة تحطيم خطوط جالديران وفقاعات سايكس بيكو ! . وهنا دعني أخاطبك د . عبدالرزاق عيد … : سأعيدك بكل تهذيب وماكتبته انت بالذات عن أزمة الديمقراطية ؟! في الثمانينات وذلك الكراس _ الكتيب الذي اصبحنا نتبادله كمنشور سياسي وهنا وبكل أسف أقول لك : .. الديمقراطية لا تحتجب لردة فعل كما الإنتماء العلوي لا تعمم ومثلها الكردايتي هي ليست مطلقا pkk .. هناك قضية كردية في المنطقة المحاطة بأربعة دول . هناك مقص اجتزأ وطنا اسمه كردستان .. هناك سايكس بيكو وقد عجز تماما عن وضع الأزمة او المسألة الشرقية على خط الحل !! .. لابل زاد في تعقيدها .. أن نختلف مع قسد ونعتبر الكرد كلهم او نحملهم ذلك الوزر كوزرنا لكل العلويين والأسدية ؟! .. د . عيد دخلت المعتقل وعشت فيها لأكثر من سنتين والتقيت مع كل الفرق !! السياسية كانتماء طائفي غالبية المعتقلين معنا كانوا من تلك الطائفة و هكذا حالنا وتناقضاتنا كرديا مع قسد ولكن تجمعنا وإياهم الإنتماء القومي الذي هم لا يراعونه وكنا سنتقبل تقييماتكم وعنف كما سيل اتهاماتكم لهم كحزب او توجه وممارسة عملياتية الا انه وبكل أسف خطاباتكم كلها هي في منحى بتر وإلغاء البعد القومي للشعب الكردي وكردستان وهنا فأنتم وإياهم تلتقون على أرضية واحدة في التفسير الخاصوي للديمقراطية ، وعلى قاعدة لا تقربوا الصلاة وبالتالي طمس او إلغاء وشطب البعد الديمقراطي للمسألة الكردية وكردستان بشكل عام … ولهذا تبدو كل سياقاتكم د . عيد كردة فعل نتحسس منها كثيرا و … توحي تماما بانحيازيتها الفئوية / كتوجه / خاص ومحدد … وهنا في الجانب الآخر وبكل اسف نلاحظ بأنّ أشد ما يثير السخرية كما والإستغراب من بعض من ـ الكتاب والمثقفين الكرد !! ـ عندما يتوجهون بنصوصهم وبعض من مقالاتهم الى الصحف والدوريات العربية فيظنون بأنه على قدر ابتعادهم ـ مثلا ـ عن الهم الكردي ، لابل والمماهاة فيها الى درجة الذوبان ، لابل ويحاول كالرجل الوطواط أن يتعالى على همه الوطني فلا جسده يعلو به ولا أقدامه تتشبث بالأرض بقدر ما يصبح كريش وقد لفظتها الدجاجة أو فكّت هي نفسها منها فتتراقص متدحرجة مع أقل نسمة حتى قبل أن تتحوّل الى زوبعة .. وهنا وللتوضيح اكثر حتى لا تضيع بوصلة القارئ سنشير الى ما يثيره ، أو أثاره ـ بعضهم على سبيل المثال ـ في بعض من الحفلات التي أحياها ويحيبها فنانون كرد ، ولكن وعلى الرغم من محسوبية أولئك الفنانين على جهة أو تنظيم ما ، هل يبرر هذه الهالة من التوصيف الى درجة خلق حالة اشمئزاز واضحة لدن غالبية الكرد وإن لم يكونوا ذات يوم محسوبين على ذلك الإتجاه ، ولكنها ، أوليس من كلمة حق وتوجب قولها ، أن هؤلاء الفنانين معروفون بأغانيهم التي تمجد النضال بكافة مناحيها ، كما وتبشّر لغد مشرق للشعب الكردي ، أقله ـ أيها السادة ـ هي أغاني للشحن الثوري مثلها مثل أغاني الشهيد قاشوش أو ـ سكابا يا ـ أو ـ يامو ـ وغيرها ، فهل لو أن مارسيل خليفة قدم وعمل حفلة في سيف الدولة ، أو الجميلية لطلبنا منه ، أو اتهمناه بأنه يدبك ويرقص وحي صلاح الدين ينزف ؟ .. ومثله سميح شقير وغيره ، ويتناسى هؤلاء أن أعظم موقف سجله الثوار في سورية ونضالهم المستدام والتي ستصبح في القادمات من السنين أنموذجا عالميا .. هو التصدي لآلة القتل وهم يرقصون ويغنون .. أم أنها حرام علينا كوننا نغنيها بالكردية ؟ .. ومن ثم وذاك التساؤل الممجوج والداعي بطبيعته الى الحض على الكراهية وكمثال / عندما كان ؟؟ يغني في عفرين كان أهل إعزاز يدفنون موتاهم / .. ولن أجاوب فأقول وأين كانوا هم أهل إعزاز وذاك السيل من النكران والهجر والممارسات الشوفينية وكذا القتل الممارس بحق الكرد في سورية منذ الإستقلال وحتى اليوم .. هل ذرفت دمعة واحدة .. والسؤال الأهم .. ماذا قال اولئك السادة بحق تشكيل كتيبة ( الشهيد صدام حسين ) في معرّة النعمان ؟ .. أم أن معرّة النعمان هي في كوسوفو وليست متاخمة لتجمعات كردية وأخشى على هكذا أنماط من الغيبوبة إن قلت أنها متاخمة للمناطق الكردية .. إنّها عودة وبرونق الى كوزموبوليتيّة جديدة وإن تغلّفت بنزعة تدّعي بالمواطنة !! .. هذه العبارة التي يحمّلها ـ بعض من كردنا ـ مفاهيم لاتزال عسيرة ـ وبالمطلق ـ عن الفهم كما المصطلح والوعي ـ العروبي ـ بامتياز .. ومع هذا سيظلّ فنانينا يغنّون ويغنّون ، والحياة مطلقا لن تتوقف كما بطون الأمهات الولاّدات لتعوضن عن كل شهيد تسقطه أو ترديه آلة القمع في سورية . 
وهنا لابد من التوكيد على أن هناك مسلمات أساسية تستوجب الإرتكاز عليها ومنها الإنطلاق نحو إيجاد صيغ تؤسس عليها و : بالإستناد عليها لابد من البناء الجديد ، سيما إن كنا في أتون توجه – مبادرة تأسيسية غير مفروضة بالبوط العسكري ولا كلبجات وكما زنزانات الأمن أو الآسايش او ذوي النظارات السوداء لنيابات محاكم أمن الدولة او ما شابهها ، والحوارات ومخرجاتها – ببساطة شديدة – ان لم تعتمد على صياغة دقيقة وبكلمات صريحة لا حمالة أوجه لمعان عديدة والأهم – برأيي – التأسيس النظري البسيط والعفوي لذلك المفهوم – البسيط أيضا – والمتمثل بإقرار الكل بالكل – لا صف فشك او مجاملة – والإرتهان – أيضا – لذلك الفهم الجغرافي – التاريخي الذي ارتأيته لك ولاتزال تلتجئ لها بين الفينة والأخرى و .. مجرد الرد تطرقا لها من الآخر حتى تتالى سلسلة التهم الجاهزة وإثارة ذات الأسئلة الممجوجة كانت ولم تزل تقية أسست عليها النظم بامتياز هذا الشرخ والتردد الذي نلاحظه .. بالمقابل : هناك رؤى ووجهات نظر تسعى جاهدة لتأسيس مشروع رؤية متقدمة جدا وتفهم بأن الفكفكة التي تمت بحاجة إلى إعادة أشكلة لا كالصور المتقطعة بقدر ماهو إعادة بناء وهذا بالضبط الذي يفترض أن يوصل بنا إلى تقاطعات رئيسة نبني عليها ولكن من جديد : دون المس بالأسس الرئيسة للبناء … ما نحتاجه كرديا هو : السعي لهدم ما بنته نظم دول الطوق الكردستاني في ذهنية شركائنا وإقرار – الشركاء – بأن لهم شركاء حقيقيون في الدولة المتشكلة وسأختصر : التأسيس سيتحقق إن استطعنا بناء قاعدة وركيزة للثقة المستقبلية .

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

خليل مصطفى بتاريخ 22/2/1958 (شهر شباط) تم التوقيع على اتفاقية الوحدة (بين مصر وسوريا)، حينها تنازل رئيس الجمهورية السُّورية شكري القوتلي عن الرئاسة (حكم سوريا) للرئيس المصري جمال عبد الناصر (طوعاً)، وقال لـ (جمال عبدالناصر): (مبروك عليك السُّوريون، يعتقد كل واحد منهُم نفسهُ سياسياً، وواحد من اثنين يعتبر نفسهُ قائداً وطنياً، وواحد من أربعة يعتقد بأنهُ نبي، وواحد من عشرة…

محمد عكو هذه المبادرة فاشلة بالنسبة للوجود الكوردي في سوريا… لا تمثل أحدا من الشارع الكوردي سوى كاتب هذه المبادرة… التهرب من الاستحقاقات التاريخية و المجتمعية و القومية للوجود التاريخي للشعب الكوردي في سوريا لا تخدم سوى أجندات سياسية لجهات قادمة من وراء الحدود…. ينبغي تحديد المطالب المشروعة للقضية الكوردية السورية بشكل شفاف و علني … التناقض في تصريحات قيادات…

حمدو يوسف من أجل تحقيق السلام والاستقرار في سوريا، ولتفادي اندلاع حرب أهلية وإقليمية جديدة تؤدي إلى تقسيم البلاد، والتي تعاني أصلًا من أزمات طويلة الأمد أثقلت كاهل شعبها، أصبح من الضروري العمل بجدية على إيجاد حلول سياسية شاملة. الحوار والتفاوض كأساس للحل على الشعوب والمكونات السورية المعنية أن تجلس معًا للتفاوض وإيجاد حلول سياسية للصراع بعيدًا عن العنف. يجب…

أحمد خليف في سورية الجديدة، حيث يقف الوطن على أعتاب مرحلة تاريخية مفصلية، تطفو على السطح اتهامات خطيرة تُطلق جزافاً ضد الحكومة السورية الجديدة، أبرزها اتهامها بما يُعرف بـ”الدعدشة”، أي محاولة ربطها بنهج ديني متطرف يشبه الأساليب التي تبنتها الجماعات المتشددة، وبينما تتصاعد هذه الأصوات، تبرز تحولات لافتة في شخصيات وأطراف لعبت أدواراً بارزة في المشهد السوري، ومن…