وليد حاج عبدالقادر / دبي
قبل سنتين او اكثر طرح لفيف من – المثقفين السوريين – مشروع نقاشي اولي خلناه طرحا تغييرا سيهدف الى بناء نظري لمفاهيم – مصطلحات تسعى لتأسيس مفاهيم نظرية لغاية التعمق في جدل مصطلحات ومفاهيم حقوقية من خلال طرحها لمشروع – مبادرة سوريا الإتحادية – وكرؤية بقيت مطروحة – ولازالت الى الآن بحاجة إلى كثير من النقاشات – والتي هدفت في الأساس إلى إعادة أشكلة الدولة السورية على ذات الجغرافيا التي أفرزتها اتفاق سايكس بيكو وتفاهمات عصبة الأمم كما وتوافقات دولتي الإنتداب البريطاني والفرنسي، ومع ان المبادرة وصلت الى صيغة توافقية اشبه بوثيقة تاسيسة، ومن دون الخوض في كل هذه المتلازمات – ارى – التوكيد على بعض من الرئيسيات في ذلك المشروع / الطرح الجريء والمتقدم وإن ولد ميتا – إن لم نقل مقتولا – إلا أن التعمق في عنوانه العريض والذي يمكن اختصاره في كلمتين – إعادة أشكلة أو تأسيس – وطبيعي من دون تحمل مسؤولية الهدم والدمار لأن العالم بأسره يدرك من هو الذي اوصل سوريا بكيانيتها الآنية إلى هذه الحالة ..
وقد أفرزت النقاشات التاسيسية پطابعها التنظيري جملة من التفاهمات والتوافقات رغم المخاض العسير نظرا لوجود رؤى وتوجهات عديدة متشابكة، وكان للعنوان العريض سبب في فرض فرصة الإقتراب لابل والخوض رغم هيجان ( اعشاش الدبابير ) المافوق وطنية بحيازاتها القومية التي تراكمت وتكلست تمجيدا للوحدانية القوموية العربية، فكانت فرصة ايجاد توافق نظري ظهرت الملامح الجديدة لبعض من المرتكزات كعصارة لتفاعلات كادت ان توجد داخل خيمتها بيئة وطنية سورية شاملة، هذه المبادرة والتي حملت في طياتها كثير من الأمور الجيدة واوجدت فرصة رائعة كان من الممكن ان يتم التأسيس على بعضها وهي تتحمل فرص – لازالت – لصيغ أرقى قد توصل لا إلى توافقات فقط بل تفاهمات تطبيقية / عملية على أرض الواقع، ولكن ولجملة عوامل تتلخص في نمط التفكير المهيمن على عقلية غالبية الحضور من المكون العربي، والتي لاتزال تعيش في شرنقة المنهج العفلقي فرضت وجودها واخذت تمارس النخر في اسس التوجه الرئيس ضمن اطر المبادرة وركزت بكل قوتها على افراغ البنود والمبادئ من مضامينها، ومع كل ذلك بقيت نقاط التوافق وغالبية بنود المبادرة عناوين بارزة وكثيرة منها ستفرض مضامينها على أية مبادرة ستطرح حول آفاق سورية المستقبل، وهنا وباختصار ساركز على نقطتين مركزيتين ساهمتا وكان من الممكن، لابل كادتا أن تصبحا رافعة جمعية للسوريين ككل، وتمثلت في : التعددية على قاعدة الإختلاف، وإقرار الكل بالكل والانطلاقة منها إلى التشارك وعلى هذه الأرضية سعى المبادرون إلى إيجاد ميثاق عهد تأسيسي يقر بالجميع ويكون على مسافة وضامنة لحقوق الجميع، تلك النقاشات التي يسجل عليها وبشفافية بانها لم تستطع تجاوز النخبوية من جهة والتنظيرية – أدرك – والتي أدت حقيقة الى صدامات في المواقف ورؤى تتباين وتختلف، وهنا لابد من التوكيد على امر جد مهم كان في الإمكان استثماره في عدة قضايا تاسيسية وترسيخه كرافعة جمعية ترتقى عليها سبل نرتكز عليها جميعا كسوريين كلما انفتحنا على بعضنا، كلما بانت وتوضحت من خلالها عديد الذهنيات التي بنيت على تلك القاعدة العربية – فرق تسد – حيث يفترض في البداية التأسيس للثقة المتبادلة من جهة واسقاط تلك الرؤية التي كانت ترى في الكرد مثلا مجرد سعاة لاقتطاع جزء من … وكرديا : ليس كل عربي كاتب تقارير او عنصر أمني .. أن مجرد التاسيس لفرص النقاشات على ارضية إعادة بناء او تشكل جديد لكيان دولة اسمها سوريا، فهذا يعني وباختصار : أن كل شيء او موقف قابل للنقاش فيه ويبقى التوافق او نقاط التلاقي على أرضية الخارطة السورية واحدة من اهم النقاط التي يجب العمل علبها والبحث في ممكناتها، وفي الواقع وفي عودة الى المشاركين في تلك المحاولات من شخصيات مرموقة، وآراء جريئة طرحت وقد تلمستها – بصراحة – سابقا كوجهات نظر شخصية ولكنها اتجهت لتتأطر ضمن سياقات النقاش وان بعناوين فضفاضة قاربت في بعضها خلافا جوهريا بين العنوان والمضمون – وإن كانت تمثل الحد الأدنى لي شخصيا – ومع الإقرار بوجود آراء اخذت تتبلور جمعيا وبروز جهود ملحوظة وبإرادة الغالبية زادت من فرص امكانية ظهور – تاسيس قاعدة تتطلع الى سوريا اتحادية كخارطة تشمل كل المكونات القومية او الدينية وبعيدا عن سلاطين التنكيل والقمع والإنكار … سوريا اتحادية لا يكون فيها جندي لأية دولة ولا مترا منها تقبع تحت احتلال أجنبي . ومع ذلك وبكل اسف لم نزل كشعب كردي في سورية ان بعضهم يختزلنا دائما سواء في حزب معين أو تصريح وممارسات محددة من ذات الحزب عن جهل نتحملها جميعا وغالبيتها كتعميم وتصور يراد نشرها على هدي لا تقربوا الصلاة !! وكمثال تضليلي / تشويهي، هو ماصدر عن كاتب اظنه ينشر في جريدة الحياة حيث كتب عن،( سيناريوهات التقسيم ) حيث تناسى بان التاريخ يؤرشف بالضد من إرادة المستبدين مهما حاولوا طمسها، ولهذا اصر على التشويه المتقصد بان الكرد لم يطرحوا مطلقا مشروعا انفصاليا بالرغم من أنني سأجافي الحقيقة إن انكرت حلمي ورغبتي بذلك مثلما يدغدغ ذات الحلم جميع الشعوب والأمم وكتوكيد على ذلك نذكر بانه حتى في بدايات ـ الإنتداب الفرنسي ـ وقفنا بالضد من تجزأة سوريا سايكس بيكو، حيث طالب ممثلون كرد حينذاك والمؤلف ـ كان ـ من مائة شخصية كردية برئاسة حاجو آغا بالحكم الذاتي في عشرينيات القرن الماضي، ونذكر بعصهم : ان الثورة السورية في مخاضها الأول دشناه سوية لابل ولعلنا أول من تجرأ ووضع الجرس في رقبة القطة مرة تلو الأخرى في حين كان غالبية ثوار اليوم يقولونها لعناصر الأمن عندما كانوا يفرقون مظاهراتنا ـ ليكون ليكون ـ .. نعم وكنا قد أسميناهم : جماعة ليكون !! … وهنا : ما نتمناها من الأخيار والمتباكين الحقيقيين على وحدة سورية فقط أن يتركوا برجهم القوموي العتيد ومن ثمّ .. ليجعلوها المواطنة هي الفيصل، حينها لربما قد نستطيع أن نصدّق ؟ رغم إقرارنا بأن الجرح كان عنيفا وهجمات وذلّ التكفيريين وهم يزحفون بهمجية وكمثال على تل عران وتل حاصل ونداءات مكبرات الجوامع بتحليل الدم والعرض الكرديين وبالتالي فهل سينجح التضليل مع القتل والتكفير