منصة الهفوات المقصودة ( صالح مسلم انموذجا )

وليد حاج عبدالقادر – دبي 

بداهة لابد من الإقرار بالغباء الفظيع في عدم قراءة أبسط العبارات الخاصة بالأحداث وتتبعاتها وبجدية في هذه الايام، وسط ارتفاع بورصة وضجيج التهديدات الموجهة والمضادة، وانطلاقتها خاصة من الجانب التركي واعوانه المنخرطين معه، او اولئكم الذين يوفرون لهم دائما الأرضية الملائمة لممارسة غطرستهم وعربدة القوة الفائضة وبفرط كبير ! . وكل ذلك وبالتطابق مع سرياليات هجماتها – غزواتها المتكررة وبوفرة كثيرة من الحجج التي تقدمها الجهة المقابلة لهم فتستخدم، لابل وتبرر كل شيء رغم العنجهية وقوة الإفراط الممنهج، ولما لا ؟ لطالما هناك ( وجوه قباحة تتحمل كل وزر الجرائم التي ترتكب، وكمثال بغطاء ما يسمى (عملية درع الفرات) وكل ذلك كتنفيذ عملي للتوافقات العالمية الجديدة والتي بدأت منذ زيارة اردوغان لبوتين ولقاءات طهران وانقرة وزيارات كبار المسؤولين في كل من روسيا وايران وتركيا .
 لقد علمتنا الاحداث بتطوراتها، ان كل لقاء ثلاثي للدول إياها، تعني ببساطة شديدة تقهقر لعودة حميدة الى قضية تعويم النظام، هذا الامر الذي توضحت معالمه بعد لقاءات سوتشي ومفرزاتها وكل اللقاءات التي تمت برعاية ذات الدول ( روسيا وايران وتركيا ) ولم يخف على احد ومنذ افتراق هذه الدول عن جنيف وتوجهها نحو التركيز فقط على ما يفيدها ويهمها من سوريا، وبالنسبة لتركيا فقد كانت امور كثيرة قد توضحت منذ  سنين، وبشكل اوضح مع زيارة اللواء التركي المتقاعد ومساعد مدير المخابرات التركية السابق والمسؤول الاول، لابل واضع بنود اتفاق أضنة الى دمشق، حيث أوجدت اسئلة كثيرة اخذت تطرح ذاتها وساهمت فيها ايضا وكمثال تسرع / قوات سورية الديمقراطية / بانشاء قوات مناطقية خاصة حينها مثل قوات تحرير جرابلس بالرغم من تصريح الأمريكان بانهم لن يلقوا دعما وغطاءا جويا في حين ان مستشاري ؟! هذه القوات ارادوا وضع التحالف حينها تحت الأمر الواقع . ولكن ؟ خاب ظنهم فهم هنا ليسوا في صراع بيني محلي بقدر ماهي اوامر وبقوة عالية تملي الاوامر لا كمن يتقبلها . وهنا بتصوري ليس الزحف المقدس مهم بقدر ما قراءة الواقع والمتغيرات والأهم وبلا انفصام عن الواقع تبجحا وكبرياءا، فأن القيمون على امر الواقع بحاجة الى اكثر من مراجعة لمجمل سياساتهم وتبدأ من اول السطر : تصحيح مسار علاقاتها الكردية / الكردية، وعلى ارضيتها الأنطلاق نحو آفاق المستقل، ولكن ؟ هو الإستبداد بكل تجلياته لا يعرف لغة ولا قوما كما وحزبا، هي النزعة شبه المؤلهة وبأطرها المقدسة كطابو وإن بدت مهلهلة !! هو الإستبداد والتفرّد مهما جملوها بجمل ـ ثورية باهتة ـ ويخرجنّ أحدهم علينا وكمن يؤشّر بسبابته فيقول اعملوا كذا ونفذوا كذا وهلم جرا !! وكمثال : يقال بأن التكفيريين يريدونها حرب إبادة ! نعم ونوافقهم الرأي، فهم بالفعل تكفيريون، ويقولون بأن النزعة العروبية هي التي تستهدف الوجود الكردي !! نوافقهم أيضا وإن كان الغالبية منهم ـ هيئة التنسيق مثلا ـ وتحالفهم مؤطرة !! ولكن : هل استطاعت كل النظم المستبدة والشوفينية أن تنجز وعلى مدى هذه السنين ما ينجز لها ـ بضم الياء ـ ؟ أناس يحاربون ؟ نعم لأنهم المقاتلون المصطفى وطبقة المحاربين الأوحد ومن دونهم .. !! والآخرون نهجّ بهم الحدود وما تبقى فالسجون لابدّ لها وأن تكون محطات لكل مختلف . أيها المستبدون وتحت أيّة تسمية تكونون : مارستم ولازلتم اعتى حالات القمع والإستبداد وبقينا نهتف بالحرية لكل المعتقلين الكرد .. نعم الكرد فهم لهم فقط تفتحون زنازينكم . إن ظاهرة العنف اللفظي الذي يمارس الى درجة لاتليق مطلقا بغايات وسبل النقاشات، كما وتبادل الآراء ومن هنا يلاحظ وباستمرار وكأنه هناك نمط من ـ الكتبة ـ يعتبرون الجميع مجرّد أقزام أو أشباه بشر في مزارعهم أو الحديقة التي يتريضون فيها سود صفائحهم أو سادية يمارسونها في أقبية ما قلّت في ـ قذارتها ـ وأعتى فروع الأمن في جمهوريات البؤس وعديمي الحسّ في التعاطي مع الأمور وبروية … شخصيا : وحتى لا يقال بأنّ فلانا لا يتحمّل النقد ـ هذا إذا كان واحد في المائة من جمله نقاشا أدعوهم ـ أصحاب تلك الجمل والكلمات التي يرونها تليق بهم أن يعوا بذواتهم قبلا، بأن آفاق التوافق على ارضية حق وقدسية الخلاف، وألا يتناسوا احقية الآخرين مثلهم في تبني وطرح مواقف يقتنعون هم بها، ومع هذا ؟ ليراجعوا ( هذه العقلية والنمطية في الكتابة ) وأظنني ما ظلمت وطغيانها البشع في مسلكية باتت تفرض أو كادت أن تتحوّل الى كراهية . بئس من لا يحترم ذاته وبئس من تجاوز حدّه . 
وختاما : ان من يعمل حقيقة لنصرة شعبه ويقاتل من أجل حقوقها والإنتقال بها نحو آفاق جديدة، لايستخدم فائض قوته لبسط نفوذه وسطوته عليها، ولا يسخر او يفشّ خلقه ويسعى الى تفصيل الشعب ومطّ الوطن ليلائم مقاس حزبه !! وهنا ؟ ألا يحق لنا ان نتساءل ؟ هل التجريبية التي يمارسها بعضنا من أساليب الإستبداد تجاوزت ممارسات الشوفينيين أم ؟ هل الكرد هم المطلوب تطويعهم ومقاسات أمر محدد ومحدود ؟ ترجونا كثيرا ! للحد من حفر وتعميق خنادق الكراهية ! ولكن يبدو أنه الرجاء لابد أن يصبح مهدة تعجن وتطحن كل الإرادات ! وحلت مكانها الإعتقالات ! ومن جديد لماذا ؟ الأنظمة والتنظيمات الاخرى ؟ كلهم صفرتم عداواتها ؟ وكان غالبية المعتقلين من الكرد ولم يزالوا مشهود لهم علمانيتهم كأقل تقدير يعني لا نصرة كانوا ولا داعش !! وبدا واضحا ان كل من استهدفتم كانوا ممن تجرأووا ورفعوا اصواتهم ولو قليلا !! وهنا أتساءل : أين هي منظمات حقوق الإنسان من هذه التصرفات ؟ أم أنها إذا ما أشارت ستصبح من دولة العراق والشام العفلقية ؟ … وسيبقى دائما ذلك السؤال ؟ لماذا فقط الكرد ومن نشطاء الأحزاب والمعروفين لكم قبل الآخرين !! القوة لا تدوم وفرط ممارساتها تؤدي الى عكسها والنماذج بالآلاف !! رأفة بالكردايتي والسلم الأهلي و لاتخلقوا وتوسعوا من ثقافة الكراهية وهذه الممارسات . وهنا ارى لزاما علي  بالتذكير على ان كل المفكرين الذين يشتغلون على الديمقراطية يتوجهون بالنقد الصريح للمفهوم الكلاسيكي ومغزى الأغلبيات وباتت كما اثبتت كثير من التجارب على ان الخيار الديمقراطي المرتكز على مبدأ التوافق هو الأنجح . ان  ما يشد في غيظ الديمقراطيات بكافة اشكالها ! هي ذاتها الحالة حينما تصبح كالقفزات، أو تسد الأعين بالطماشات وتتجه لابل تسخر جميعا وكمصنع أوحد وفقط لانتاج القيود، ومن جديد وبعيدا عن اللعب بالمصطلحات من فتح او تحرير او احتلال أم غزو او دخول وحتى لا يفسرها العصاميون بمنغولية الهوى فانا اقصد بالمفردات تلك العثمانيتين الأرطغرلية والتركية !! .. والأردوغانية الآن وعلى ذكره : هل سينكر بعضهم بانها دولة جارة وانه لم يشهد حدودها مع روچ آڤا أية فترة من الهدوء مثل ماهي الآن !! فقط للمقارنة والتذكير .
وساختتم مذكرا من جديد ؟ نعم ! لقد مللنا من القول وتحملنا عث الكلام ونحن نركز فقط على مفهومية المثل الكردي القائل / صواري خلكي هر بيايه / وان المعادلات الدولية متشابكة ومتداخلة، وان اللعب على المتناقضات هي ليست اعمال محلية او امر تمرره مع مجاميع أحزاب !! الغرور بظاهرتيه الفردية والجمعية تدفع الى الإنفصال عن الواقع والغلو في التطرف وتقزيم الآخرين ولتتهاوى وبعنف بأثر رجعي . قلناها كثيرا لكم مجاميع الحركة القومية الكردية وشخصيا اعي من اقصد : اين هي تفاهماتكم ؟! على أية اتفاقات تتقدمون أو تتراجعون ؟! .. أما ان ترتهن على مقولة / نثق بالتحالف / و / عند القضاء على داعش سنتفاوض !! وها قد تم القضاء على داعش ؟ / .. فهل تتلمسون الآن مخاطر هكذا تسرع ؟! ..قلناها : ان الحلقات بمربعاتها ودوائرها تتقلص وتتشابك وتخترق ولكن !! عمره الزمن ما كان ميكانيكيا جامدا والأبواب ما انغلقت ؟! ما عليكم سوى مراجعة نقدية ذاتية ولا تتبجحوا او تتمسكوا بغروركم لم يفت الأمر بعد ولكن ؟! هي وحدة القرار وبموقف قومي واضح ؟! كفوا عن استبدادكم ؟! غروركم لن يفيد !! والبندقية وحدها لن تصنع الإنجازات ! واطلاق سراح اسرى النظام وميليشيا الفارس والدواعش واخفاء مصير من تبقى من المعتقلين الكرد سيسجلها التاريخ عليكم وستظل تلاحقكم افرادا وتنظيما  ….

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

المهندس باسل قس نصر الله ونعمٌ .. بأنني لم أقل أن كل شيء ممتاز وأن لا أحداً سيدخل حلب .. فكانوا هم أول من خَرَج ونعم .. بأنني كنتُ مستشاراً لمفتي سورية من ٢٠٠٦ حتى الغاء المنصب في عام ٢٠٢١ واستُبدل ذلك بلجان إفتاء في كل محافظة وهناك رئيس لجان افتاء لسائر المحافظات السورية. ونعم أخرى .. بأنني مسيحي وأكون…

إبراهيم اليوسف بعد الفضائح التي ارتكبها غير الطيب رجب أردوغان في احتلاله لعفرين- من أجل ديمومة كرسيه وليس لأجل مصلحة تركيا- واستعانته بقطاع طرق مرتزقة مجرمين يعيثون قتلاً وفسادًا في عفرين، حاول هذه المرة أن يعدل عن خطته السابقة. يبدو أن هناك ضوءًا أخضر من جهات دولية لتنفيذ المخطط وطرد إيران من سوريا، والإجهاز على حزب الله. لكن، وكل هذا…

نظام مير محمدي* في 26 نوفمبر/تشرين الثاني، نشرت صحيفة جمهوري إسلامي الحكومية مقالاً بعنوان “الخوف من ثورة الجماهير الجائعة”، محذرة قادة النظام: “كل يوم، تتعمق الأزمة الاقتصادية؛ يزداد الفقراء فقراً، والأغنياء ثراءً، ويصبح المستنقع غير المسبوق من النخبوية الذي يجتاح مجتمعنا أكثر انتشارًا”. وسلط المقال الضوء على أن الطبقة النخبوية الجديدة “تعيش في قصور أكثر إسرافًا من قصور الشاه…

إبراهيم اليوسف   لقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي، في وقتنا المعاصر، منصات عالمية تتيح لجميعنا التعبير عن آرائنا، مهما كانت هذه الآراء إيجابية أو سلبية. لكن هناك ظاهرة جديدة تتجسد في ما يمكن أن نسميه “إطلاق النار الاستباقي”، وهو الهجوم أو النقد في صورته المشوهة الذي يستهدف أي فكرة أو عمل قبل أن يرى النور. لا تقتصر هذه الظاهرة على…