وليد حاج عبدالقادر / دبي
غالبا ما يخطر ببال اي واحد منا فكرة او عبارة ؟! فيطرحها همسا في دواخله، او يعممها جمعا، وعلى هذا المبدأ : لتسمحوا لي بمجرد سؤال، ودون الدخول في سفسطة التعاريف عن ماهية الثقافة والمثقف ؟ والوعي وماشابه ! هل على المقصودين هنا صعود السلالم إلى الأبراج العاجية التي عرفها ذات يوم توفيق الحكيم ؟ .. وباختصار أكثر : في التجربة الكردية ! ومنذ السبعينيات وطفرة التعليم ! أما كانت واحدة من التهم للمعتكفين عن العمل الحزبي هي التهمة الرئيسة عن بؤس دور ( المثقفين ) وابتعادهم عن النشاط السياسي ؟ ..
وهنا ساختزل : هناك خلط متعمد بين عقلية ( علي عقلة عرسان أنموذج – المثقف – السلطوي وظاهرة جابر عصفور المتهافتة المطعمة بنمطية غوبلز ) هل ولو أمام أية فرصة نفوذية و : ظاهرة البقاء في الخط العام سيما أن تعلق الأمر بالحريات وحقوق الإنسان وقضايا المجتمع والفئات والمجموعات والشعوب، وبتصوري حينها الصمت يكون كفرا بكل القناعات .. وعلى ذات المبدأ : فإن الإرتهان الى الحزبوية وبالتالي الإستعاضة بها عن القيمة المجتمعية كمفهوم ومعيار كلي ومن ثم التوجه نحو التقطيع بسوية القطيع ودمغة القرمز أو اللون في اصطفافات القطعان هي أكثر الأمور التي يستدل منها على حالة الرعب الباطني المهيمن في هكذا عقلية !! .. القضايا المصيرية تبقى دائما عابرة للأشخاص والجماعات او ما يقال فيها وبها وعنها .. أي الأحزاب .. في مرحلة محاربة داعش وتقطيع اوصالها وصولا الى مراحل متقدمة للقضاء عليها في الرقة ودير الزور، تعرضت مدينة باريس لعملية هجوم ارهابي بشع، ورغم امكانات فرنسا الإستخبارية واجهزتها بقواتها وقديدها، كان الزهو والإنتشاء بواحد من قادة قوات سورية الديمقراطية قد بلغ به الذروة حيث قال وبكل جدية : إن طلبت منا فرنسا فنحن مستعدون لتطهيرها من الإرهاب ! وبعدها كرروها لمحافظات سورية عديدة وصولا الى درعا ومالبثت أن دخلت السويداء على الخط ! .. ويبدو انهم نسووا بوكو حرام بأفريقيا وحركة الشباب في الصومال أيضا ! ومع كل هذه البروباغندا التي يمكن تمريرها، إلا امر واحد لازلت افكر بها وبكل جدية : طرحهم الذي قدم قبل عدة سنين : تبادل معتقلي داعش بمخطوفي السويداء والتي بالرغم من بعدها الإنساني الذي لا نشك ؟ ولكن هناك سؤال لابد ان يطرح نفسه : اين هم اولئك الكرد المخطوفين واين وصلت بهم المصائر والاهم ممن تساووا بالإختفاء حتى عندهم، ان كل المخطوفين والمعتقلين في سجون قوات سورية الديمقراطية هم مسؤولون عن خطفهم او اخفائهم قسريا ! ووفق كل القوانين والشرائع سيبقون هم المسؤولين عن مصير المخطوفين، والتي تعد استمرارية اخفاء مصيرهم جرائم مستدامة الملاحقة وأية فئة او جماعة او سلطة تحدث في نطاقيتها هكذا عمليات تتحمل كل أشكال المسؤوليات وستحاسب وفق العهد الدولي لحقوق الإنسان الذي دخل التنفيذ منذ عام 1966، وبكل ثقة فان كل الملفات وان كانت في الدروج ساعة اخراجها وكشفها لن تطول .
اجل ومن جديد سيدفعنا الألم وبأمل مهما تفنن المهيمنون على الشأن العام وتم التعليب بالكرتون او التغليف بالسلوفان، لقضايا مصيرية تبث ضجيج محناتها، هي أمور بحت فينا الأصوات ونحن نذكر المدججين بسلاح الغير، ومنذ اتفاق كيري ولافروف في عهد اوباما : حول متلازمة خفض التصعيد بالترافق مع خفض القوة، كان واضحا ان غرفا أخرى على شاكلة – موك – ستتم انشائها، ورغم كل التنبيهات، إلا أن تقاطع النفوذ وتداخل مهام ومناطق كل من روسيا وامريكا لم تخف مطلقا اسس التفاهمات الكبرى وكخرائط أشبه ما تكون مكشوفة ! فكانت ماساة غزوة عفرين واحتلالها بذاك الشكل الهزلي : سكوت روسيا وانسحابها من كفر جنة والعدوان التركي على عفرين واحتلالها، ومع هذا، بدا واضحا هدف قوات سوريا الديمقراطية في البقاء تحت عباءة محاربة داعش على حساب الخاصية القومية للقسم الكردي المنضوي تحتها ! و جاءت تجربة درعا كسلسلة متتابعة لما قبلها بالتوافق تماما مع مجريات الزبداني والمعضمية وداريا والقلمون وووو وصولا الى ما سيتبع من الاتفاق التركي / الأمريكي حينها ! وكان يكفي للقسداوية أن يقرأووا حينها البند الأول من الاتفاق و من دون لف او دوران . هذا الامر، كلما اتذكره، وكتخاطر تتسارع الى ذاكرتي مع بسمة سخرية تنطبع على وجهي ومرد ذلك هو : قبل كم سنة وأثناء عملية إرهابية كبيرة حدثت بفرنسا واحد من قادة الجماعة ( منصور .. ) قال : ان طلبت فرنسا مساعدتنا فنحن مستعدون لإرسال قواتنا وتطهيرها من الإرهاب ! وبعدها كرروها لمحافظات عديدة وصولا الى درعا ودخلت ايضا السويداء على الخط ! .. ولكنهم تناسوا بقدرة قادر بوكو حرام بأفريقيا وحركة الشباب في الصومال أيضا ! ودعونا نبقي كل ذلك ونمررها ببساطتنا وعفويتنا , سواها امر واحد : طرح قوات سورية الديمقراطية فكرة تبادل معتقلي داعش وبمخطوفي السويداء، وهي وبصراحة لم تكن بروباغندا بقدر ما كانت فعلا طرحا لو رضيت داعش مجرد مناقشتها لتمت، وبالتاكيد فيها من البعد الإنساني مافيها ! والذي يفرض هنا سؤالا ايضا : لماذا لم تتذكروا الكرد المخطوفين ؟! والأدهى المعتقلين لديكم او من انتم مسؤولون عن خطفهم او اخفائهم قسرا ! .. وهنا سنظل نصرخ ونطالبكم أن : اطلقوا سراح المعتقلين واكشفوا عن مصير المخطوفين لأنها جرائم مستدامة الملاحقة وأية فئة او جماعة او سلطة تحدث في نطاقيتها هكذا عمليات تتحمل هي كل أشكال المسؤوليات وستحاسب وفق العهد الدولي لحقوق الإنسان الذي دخل التنفيذ منذ عام 1966 وثقوا ان كل الملفات وان كانت في الدروج ساعة اخراجها وكشفها لن تطول .
إن سياسة التحشيد ضد كل من ليس ( معنا ) أودت بالحياة المجتمعية ونسيج العلاقات المميزة كانت في البيئة الكردية وباتت البينيات فينا حينما نتلاقى وكأننا افترقنا لحظة الإنشطار الكوني العظيم وكل واحد فينا يتأمل ملامح الآخر وقسمات وجهه يحاول عبثا ملاحظة أية جينة متغيرة هي التي أودت بنا إلى هذه الآفاق ! .. كلانا في المشهد حالة واحدة مهما كانت سعرة – الجعير – فلا يتكابر أحدنا على الآخر فهي ( بيركا خجيجا او جازيا ) التي لربما قطعت حبل المشيمة و … هي لحظة المواجهة الحقيقية والمصافحة الجادة فإذ بها طبقات القحط المتراكمة حادا وسائل حرارة الود وصلة الدم تطيح بتلك الطبقات .. نعم : لنختلف ونتخاصم ونتقابل لا بالمسدس او الخنجر او كم الأفواه والزج في المعتقل، ثقوا لابد من يوم وواحدنا سيقتعد الصخرة بجانب شاهدة قبر الآخر يزرف دموعا حارقة وهو يعض أصابعه ندما ويصرخ : ليتني أستطيع أن احضنك وتسمع كلامي الآن ! .. منهجية الإقصاء بالترابط مع الشرخ في البنية الإجتماعية مارسها الكفار ضد المتقين والتقاة ضد من يرون فقط انهم يتجسدون الحقيقة المطلقة .. صديق تصورت انني فقدته الى الأبد وهو ظن بأنني سأقطعه إربا إربا و .. كلانا تأمل الآخر وما كنا سواه ما كنا سوى علامات الشيب وبعض من تجاعيد الزمن . والآن هلا استدللناهم الطريق ؟ وبأسلوب سهل جدا جدا مقاربة الطريق والسفر برا إلى النيجر و ….. ؟! . فهمكم كفاية