في بازار «سيناريوهات» البدائل الحزبية.. قضية للنقاش (228)

صلاح بدرالدين

معلوم ان عقلية الانا الحزبية الممزوجة بعقدة ” التمثيل الشرعي الوحيد ” مازالت تسود علاقات أحزاب طرفي الاستقطاب، ففي حين كان المفترض ان يكون موضوع البحث في اجتماعات – أربيل -، و – دهوك – وماتلتهما من لقاءات طوال الأعوام الماضية، كرد سوريا، وتوحيد حركتهم السياسية المنقسمة على بعضها، وبحث قضاياهم، وتامين مستقبلهم، وتعزيز دورهم بالمعادلة الوطنية، الا ان النقاشات، والتجاذبات، والمزايدات الكلامية بدأت في حقيقة الامر بكيفية تقاسم الحصص الحزبية في سلطة الامر الواقع، وانتهت عند حدود سلطة الحزب الواحد التي لن تقبل القسمة حتى لو تقلصت مساحتها الجغرافية والبشرية الى حارة من احياء القامشلي.
على مايبدو فان أحزاب طرفي الاستقطاب تنوي التحول من حركات سياسية ( معارضة ! ) الى أحزاب تقود السلطة، ( اية سلطة، وعلى أي أساس، وكيف وأين ؟ ) ونحن في صفوف شعبنا لاعلم لنا بذلك وبهذه القفزة الطويلة في حرق المراحل، تماما كما كان معارضو ( المجلس والائتلاف ) يحلمون بذلك، ثم عرفوا متاخرين انهم كانوا في الوقت الضائع من احلام اليقظة، وبالنتيجة ظهرت ( سلطات ) هنا وهناك لاتمثل الا نفسها، وتحارب بالوكالة لمصلحة المانحين، وبعضها لمصلحة نظامم الاستبداد .
وحتى لايفهم كلامنا بعكس المرتجى نقول نعم لحكم الشعب وسلطته على كافة الأراضي السورية، وقامت الثورة من اجل تحقيق ذلك، ومن اجهض الثورة،من العرب والكرد، والمكونات الأخرى  وساهم في اضعافها، وحاربها بالفكر والسلاح، لن يكون حاكما، ولاممثلا شرعيا للسوريين، ثم  من من هذه الأحزاب، والمجموعات مازالت ملتزمة بقضايا، ومصالح السوريين وبينهم الكرد؟، ومن منها مازال على العهد ؟ . 
وكما يظهر فان هذه الأحزاب الكردية على عجلة من امرها لاستلام سلطة ما حتى لو كانت مؤقتة، وشكلية، وبالوكالة ومن ورق، نعم كانها تعيش في الأوهام، وتتجاهل الأوضاع السورية الاستثائية حيث مزقت الحرب النسيج الاجتماعي، وحولت سوريا الى شبه مستعمرات ميليشياوية، ومناطق نفوذ للقوى المحتلة الأجنبية، ولكن ليس هذا مايريد ويطمح اليه الشعب السوري بكل مكوناته القومية، والاجتماعية، كما ان نفس هذه الأحزاب في برامجها، ومواقفها السياسية ترفض تجزئة سوريا، الى دويلات، وسلطات مناطقية تحكمها أحزاب مسلحة، واكثر من نصف سكانها مهاجرون، ونازحون، ولكنها مع ذلك تختلف مع بعضها من اجل حصة ما في مواقع سلطوية ما، ويشكل هذا الخلاف العقبة الأولى والاساسية لاية تفاهمات فيما بينها.
وهل سيكون – الانكسي – بديلا أفضل ل – تف دم – ؟
في زحمة التطورات الراهنة خصوصا مايتعلق بالتهديدات التركية لاجتياح جديد، والخيارات المطروحة امام سلطة فرع – ب ك ك – السوري – ب ي د – ومن بينها الاندماج في مؤسسات النظام العسكرية، والأمنية، والمواجهة المشتركة لاي توغل تركي، او الرضوخ لتنفيذ كافة الشروط المطلوبة تركيا، وامريكيا، وكل هذه الخيارات لن تكون لصالح – ب ي د – فحسب بل اقرب الى السقوط النهائي، والخروج تماما  من المعادلتين القومية، والوطنية، وللتذكير فقد كنا من أوائل المطالبين بعودة – ب ي د – الى الصف الوطني، وفك الارتباط من مركز قنديل، والانسحاب التنظيمي، والفكري من – ب ك ك – ومراجعة الماضي، والتخلي النهائي عن العمل العسكري، ووقف عسكرة المجتمع، والاعتراف بكل مااقترفه بحق الكرد، والاعتذار للكرد أولا وللسوريين أيضا، وقبول المشاركة في العمل الوطني الكردي السوري من خلال المؤتمر الكردي السوري الجامع، وقبول نتائجه مسبقا.
ليس من المستبعد ان يطمح المتنفذون – الحالمون في قيادة – المجلس الوطني الكردي – الى الحلول محل سلطة – ب ي د – في حالة انهيارها، وذلك اذا تسنى لهم ذلك، فكان لسان حالهم يقول : نحن أيضا مجموعة من الأحزاب لها تراث نضالي، وهي الممثل الشرعي الوحيد لكرد سوريا، ونمثل الكرد السوريين في المحافل الدولية ! ولدينا قوات عسكرية ؟!، وكذلك حلفاء اقليميين، ولاينقصنا شيئ، فلماذا لانكون بديلا لسلطة – ب ي د – ؟، وكما اعتقد وفي هذه الحالة سنكون، والغالبية الساحقة من الكرد السوريين الوطنيين في مواجهة سلطة الوريث التي  لاتختلف من حيث النهج، والموقف عن السلطة – الأصل  التي وقفنا جميعا في مواجهتها. 
بعبارة أوضح هذا احد السيناريوهات المتداولة بين أوساط – الانكسي – وكانهم يريدون وراثة أسوأ نموذج مر على الكرد السوريين، وعلى جميع كرد العالم، وهنا تتاكد كل التقديرات السابقة حول التشابه بين أحزاب طرفي الاستقطاب، التحزب الاعمى، والبحث عن السلطة، والثروة، والناي بالنفس عن القضية الأساسية لشعبنا وهي الخلاص، والأمان، والعيش الكريم، والتهرب من المهم، والاهم أي معالجة ازمة الحركة الكردية، وإعادة بنائها، وتوحيدها، واستعادة شرعيتها، استعدادا للاخذ بها أداة نضالية فاعلة لمواجهة ممختلف التحديات الماثلة الان امام ناظري شعبنا.
المنتظر من الحركات الاصيلة والمناضلين، في الظروف الصعبة، واللحظات الحاسمة في حياة الشعوب، التفاني، وتقديم ما ينقذ، وما يخفف من الالام، بروحية التضحية، ونكران الذات، وليس البحث عن مغانم، والحلول محل ممن ظلم، واستبد، وكابر، المطلوب الان في لحظتنا الكردية السورية الراهنة اخماد الحريق، وليس اشعال الفتن الحزبية، وتقديم المبادرة الانقاذية كما فعل حراك ” بزاف ” قبل أيام عندما طالب  وبمنتهى السرعة بلقاء عاجل بين ممثلي الوطنيين المستقلين، والمجتمع المدني، وممثلي أحزاب طرفي الاستقطاب، لبحث التطورات، والتوصل الى مشتركات قابلة للتنفيذ، حرصا على سلامة شعبنا في جميع مناطقه.
  وقد تحتاج القضية الى نقاش 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

خالد بهلوي تحت شعار “وقف العنف والتهجير – العيش المشترك بسلام”، وبمبادرة من مجموعة نشطاء من الشابات والشباب الغيورين، شهدت مدينة إيسين الألمانية يوم 21 ديسمبر 2024 وقفة احتجاجية بارزة للتعبير عن رفض الاحتلال التركي والتهديدات والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الكردي المسالم. الحضور والمشاركة: حضر الفعالية أكثر من مائه شخصً من الأخوات والإخوة الكرد والألمان، إلى…

د. محمود عباس ستكثّف الولايات المتحدة وجودها العسكري في سوريا وستواصل دعمها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية. تدرك تركيا هذه المعادلة جيدًا، وتعلم أن أي إدارة أمريكية قادمة، حتى وإن كانت بقيادة دونالد ترامب، لن تتخلى عن الكورد، لذلك، جاء تصريح أردوغان بعد عودته من مصر، ووزير خارجيته من دمشق اليوم كجزء من مناورة سياسية تهدف إلى تضليل الرأي…

شادي حاجي المرء لا يذهب إلى طاولة المفاوضات وهو خالي الوفاض وإنما يذهب وهو متمكن وقادر والمفاوض يكشف أوراقه تدريجياً تبعاً لسير العملية التفاوضية فعند كل منعطف صعب وشاق يقدم المفاوض بطريقة أو بأخرى معلومة ولو صغيرة حول قدراته على إيقاع الأذى بالطرف الآخر من أجل أن يكون مقنعاً فعليه أن يسأل عن مقومات الندية والتي تتركز على مسألة القوة…

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…