نايف باشا في زيارة ولده نواف نايف بسجن المزة

وليد حاج عبدالقادر / دبي 

خاص لموقع ولاتي مه 
كم من مرة أخرى سنذرف الدموع ونحن نتأمل قطار الموت والتغييب القسري يسير محبطا فينا تلك البسمة الخفية المرتسمة كانت في لحظة غافلة من الزمن  الميؤوس المتراكم ازلا حينما أصرت عجوزتنا / بيرا دلال / أن تلحق المزيد من سريالية حزننا تخيطها جبرا و / بيي زوكا دژوار / ! .. كم من حسرة ونحن سنتلفت في محيطنا وذلك الأفق الممتدة مسافات ومسافات تحيطها جبال وانهر وبحار وصحارى وتعجز سماكة الجدران كما بوابات الزنازين من ان تقمع فينا ظاهرة التحلق تلك، فنعود الى بقاعها ديريك بجمها ومحيط / آشي آگر / و / جنجيلكا / هادي و / جيجك / وسيارة / حنا بلقو / و / تكسيا جورج عرو / و / جيبا حسينو يي عبدالرحمن عبدالغني / وهي طلعة وانيك كانت او اذا تكرم فالى تلة خانا سري، أو هي كانت ايضا / سري ميلا عين ديوري / او بانه قسر ..
وماكان الراحل صوفي عزير قد استعد بعد لآذان الظهر ونحن كنا نتوجه الى محيط / بخجي مالا عبد الرحمن وقدري يي عبدالغني / ننتظر خروجهما : العم الراحل قدري كنا ندخل عليه الغرفة فنقبل يده وربع ليرة لربما كانت قطعة واحدة او قطعتي / فرنكين + فرنك / او / خمسة قطع فرنكين لي ولعصام ابن خالي فرماني بمبي / ومن هناك نهرع الى تلك الفسحة المقابلة لدار / محي ايرسي / ننتظر خروج العم عبدالرحمن عبدالغني الى الصلاة مع صعود صوت صوفي عزير وللحق فقد كنا نترقبه مثل الصائم وآذان المغرب فنحن ما كنا قد ترقينا للبس ساعات اليد بعد وتلك قصة اخرى، وما أن يطل الراحل خارجا كنا نتسابق اليه وهو يدرك بأننا بانتظاره فنقبل يده ونقول / عيدا ته بيروزبي مامو / وأحيانا كان ينحني ويقبلنا اذا كان العدد غير كبير وأحيانا من الزحمة وموعد الصلاة كان يكتفي بقول / يا ته ژي بيروزبي / وكان رحمه الله حافظا للوجوه ويعرف من اخذ العيدانية ومن لم يأخذها، ولذلك كثيرا ما كان ينادي على احدهم ثاني او ثالث ايام العيد بإسمه تعال وخذ عيدانيتك، و .. بعد أخذ العيدانية كانت تلك الهرولة الى / بخجي بلدي يي / و / جرخ و فلك / و / جينجيلكا / حمو و حمه سليم و شريف ونوريي حسين وكنا نختصرها ب / يي مالا نافي .. جرخ وفلك ركبتها لمرة واحدة وانا اتشبث بالكرسي ومتعصب من صديقي / عبدويي حسيني مختار / عبدالملك وإصراره على ان نصعد اليها وفي كل حركة كنت اتمنى ان يعيدها شريف الى وضعها فأنزل وفي ذروة علوها ولما دخلت الصف السادس وكتاب جغرافية العالم وللآن كلما مر علي اعلى قمة في جبال هيملايا اتذكر ذلك العلو / الشاهق / كان لي ذلك واعني / جارخ وفلكا مالا نافي / وبعدها : ننتظر جنجيلك وزيق و زرق وكم كنا ننقهر في دواخلنا حينما كان / رشو / و / نعمويي / محمدي صور ايرسي أو بدري يي محي إيرسي وزكي يي عدوي سلطانا  ومعه منيري درويش معريف وبشيري عبدالرحمني عبدالغني ومزكين ي قدريي عبدالغني وتاج تاج الدين قدري عبدالغني و / حسويي قادي بربر وأصموي حمدي صور ونوردين نافي وهنانوي محمدي عيشي وآخرون ونحن ننتظر غما ونتفرج / أيضا / بشغف وننمي في ذواتنا بعض من قدراتهم ومبارزاتهم ولكن هيهات سيما وفي أحايين كثيرة كنا نحن من نرتعب لسرعتهم وعلوهم الى درجة موازية للعمود وعقد الحبل … كم كانت ديريك جميلة أياماتها وكم كان الجم هادئا وحكاياه بسمكه وضفادعه وبقايا تلكم الإشنيات والأهم : تلك الأشجار الشاهقة في علوها وذلكم / الخشخاش / كما كنا نسميها و .. نلوم بيت / نافي / عن سبب بعد جارخ وفلك من اغصانها كي يلتقط / الشجعان / منا بعضا من أغصانها ويهزها فنجمع بعضا من ثمارها نجترح بقايا ماكانت قد تيبست منها والتي رغم السنين لازلت اتحسس طعمها … هي ديريك وفيها مافيها من أحاكي وسير بقصص ما وهنت الذاكرة بعد في تناسيها … 
ملاحظة : العذ ر ممن تم ذكر اسمائهم فقد تقصدت ذكرها بروحيتها الديركية لا أكثر
…..
لكبار السن أحاديث وعبر اختزلتها تجاربهم حكايا تتصقل سيما اذا ماكانت قصص مناضلين في عز دين الإستبداد والعسف الإستخباراتي وممارساتهم في أقبية السجون، ووالدي أطال الله عمره، لديه كثير من الأحاكي كنا نصغي اليها منذ طفولتنا وبعضها رويت وبحضور أصحابها عشرات المرات ومع ظروف الحياة وتبعثرنا، فقد تاه او تداخل بعض منها وظروف عمر الوالد – رحمه الله في الفترات الاخيرة من حياته – فاصبحت بحاجة ماسة لإنعاش ودغدغة الذاكرة ومنها هذه القصة التي حدثت معهم في اول مرة فتحت او الأصح تمكن الراحل نايف مصطفى باشا من زيارة ابنه الراحل نواف نايف باشا ( ابو حواس ) والمعتقل مع د .نورالدين ظاظا وقيادة وكوادر الحزب / وبالطبع منهم والدي .. / وقد سمحوا لنايف باشا مقابلة ابنه ومنعوا عليه بتاتا جلب اية شيء وأمام إصرار نايف باشا سمحوا له بعدة كيلوغرامات من الفواكه فقط واللقاء لعدة دقائق وباللغة العربية ولم يتسن لنايف باشا التوضيح لإبنه الذي عاد الى الزنزانات والغضب يكاد ان يطيح به يذهب ويجيء بين الزنزنات ولا احد يتجرأ حتى الإستفسار ! تقدم الراحل احمدي ملا ابراهيم من والدي وسأله يستفسر ان كان نواف قد اخبره عن سبب انفعاله بعد قدومه من الزيارة ! رد والدي بلا ! حينها طلب منه احمد الذهاب الى نواف لأنه الوحيد الذي من الممكن ان يخبره عن الأسباب ؟ تقدم والدي من نواف وسأله وبعد الحاح قال نواف : استغربت من والدي كيف يأتي لأول مرة لزيارتي وكم كيلو فواكه ؟! ..رد عليه والدي : اتظن بأنك في مضافة والدك وهو قصر ؟! يجوز انهم لم يسمحوا له ؟! كان قال لي اقله اجاب نواف فرد والدي : زيارتك كانت لدقائق وكلنا يعلم كرم ابيك ؟ وكان قد مضى اسبوعين او اكثر حينما زار الراحلان قدري عبدالغني وخليل عبدالرحمن عبدالغني والدي واللقاء تم بحضور شرطي والكلام باللغة العربية وكان الراحل قدري نبيها فأخبر والدي بطريقته ان نايف باشا يسلم على ابنه نواف وان مساعد الهجانة اعاد كل الأرزاق معه ومنعها ان تصل … وطبعا فهم والدي وأخبر الراحل نواف وقبلها كان د . ظاظا ورفاقهم مقتنعين بذلك .. مجرد ذكرى جميلة لناس ضحوا كثيرا من ايامات حريتهم وأجزم ان غالبية / مناضلينا / في زمن الفاست وطنية لا يعرفون هؤلاء المناضلين
…..
مع اني كنت راح كون مبسوط على القائمة الموسومة بالعرمرم للسي ديمستورا لولا حكاية – مار و بونك mar ù pùng – وتلذذي بكتابتها بالكوردي مو فهلوة والله بس محتار في إسم بونك رغم انحيازي لكلمة النعناع البري حيث يقال – وهنا أشكر من كل قلبي الرائع / ة الذي / التي أمدني / امدتني بقصة عيشي وفاطما – وصرت بجو هلتراث وما راح أفرغ جعبتي ابدا دفعة واحدة وراح أرجع لقصة / مار وبونك / حيث يقال في التراث الكوردي بأن اقرف شيء في الكون عند الحية هي نبتة النعناع التي ما استساغت الا أن تينع  – انبسطوا بالفصحى ها ! – على مدخل جحر الحية !! وعلى فكرة المثل هاد مثل الجاكيت بوجهين او تمثال / صنم جوس ينلبس ويتمظهر بشكلين وهاي ياخاي حال تف – دم بمجاميعو والأنكسي بتفاصيلو ! بس ؟! شايفين ! والمواصيل لفين ودتنا ياعفرين ! … فسروها لوحدكم؟  وبصدق مبسوط انا كتير وسماعي لقصة السندريلا بنسختها مو ل ديمستورا ! خلي ولي ديمستورا بل نسختها الكوردية وتاري سندريلا هي فاطما كمان مو صالح آغا وأختها عيشك أو عيشي وللحديث بقية يا سي ديمستورا !
ملاحظة : ان صح الحجي مو الحاج والأفضلية للتسلسل يعني حتى مجال تسلل / هاف سايط كمان مالكم ياخاي … ! فعلا صغروا حالكم حتى ما تكبروا والأرقام تتلاعب فيكم بس شذر مذر وشرح الكلمات عند صديقي الزعلان منا الكوجري النبيل عمر كوجري ماغيرو … فتكم بعافية يا صعايدة تل الكردي في مصر ام الدنيا …
….

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ماجد ع محمد بعد أن كرَّر الوالدُ تلاوة قصة الخريطة المرسومة على الجريدة لأولاده، شارحاً لهم كيف أعادَ الطفلُ بكل سهولة تشكيل الصورة الممزقة، وبما أن مشاهِدَ القصف والتدمير والتدخلات الدولية واستقدام المرتزقة من دول العالم ومجيء الجيوش الأجنبية والاقليمية كانت كفيلة بتعريف أولاده وكل أبناء وبنات البلد بالمناطق النائية والمنسية من بلدهم وكأنَّهم في درسٍ دائمٍ لمادة الجغرافيا، وبما…

صلاح بدرالدين لاتحتاج الحالة الكردية السورية الراهنة الى إضفاء المزيد من التعقيدات اليها ، ولاتتحمل هذا الكم الهائل من الاخذ والرد اللذان لايستندان الى القراءة العلمية الموضوعية ، بل يعتمد بعضها نوعا من السخرية الهزلية وكأن الموضوع لايتعلق بمصير شعب بكامله ، وبقدسية قضية مشروعة ، فالخيارات واضحة وضوح الشمس ، ولن تمر بعد اليوم وبعبارة أوضح بعد سقوط الاستبداد…

المهندس باسل قس نصر الله أتكلم عن سورية .. عن مزهرية جميلة تضمُّ أنواعاً من الزهور فياسمين السنّة، ونرجس المسيحية، وليلكة الدروز، وأقحوان الإسماعيلية، وحبَق العلوية، ووردة اليزيدية، وفلّ الزرادشتية، وغيرها مزهرية تضم أطيافاً من الأكراد والآشوريين والعرب والأرمن والمكوِّنات الأخرى مزهرية كانت تضم الكثير من الحب اليوم تغيّر المشهد والمخرج والممثلون .. وبقي المسرح والمشاهدون. أصبح للوزراء لِحى…

د. آمال موسى أغلب الظن أن التاريخ لن يتمكن من طي هذه السنة بسهولة. هي سنة ستكون مرتبطة بالسنوات القادمة، الأمر الذي يجعل استحضارها مستمراً. في هذه السنة التي نستعد لتوديعها خلال بضعة أيام لأن كان هناك ازدحام من الأحداث المصيرية المؤدية لتحول عميق في المنطقة العربية والإسلامية. بالتأكيد لم تكن سنة عادية ولن يمر عليها التاريخ والمؤرخون مرور الكرام،…